واشنطن بوست :على أوباما أن يصحح مسار مصر
القبس الكويتية
GMT 1:06:00 2011 الأحد 6 فبراير
كتب جورج سوروز، رئيس مجلس إدارة صندوق سوروز الإداري ومؤسسة أوبن سوسيتي، اللتين تدعمان الديموقراطية وحقوق الإنسان في أكثر من 70 دولة، مقالاً نشرته صحيفة واشنطن بوست، استهله بقوله إن الثورات غالباً ما تبدأ بالحماسة وتنتهي بالدموع. أما في حالة الشرق الأوسط، فيمكن تجنب الدموع إذا ما وقف الرئيس أوباما بحزم إلى جانب القيم التي انتُخب من أجلها.
فرغم تراجع النفوذ الأميركي في المنطقة، فلا تزال الدول الحليفة وجيوشها تسعى إلى الدعم الأميركي. وهذه الجيوش قوية بما يكفي لحماية الأمن والنظام، طالما ظلت بعيدة عن السياسة، ومن ثم تضمن بقاء هذه الثورات سلمية. وهذا ما ينبغي أن تصر الولايات المتحدة عليه، بينما تحاول إقناع الزعماء الذين لم تعد شعوبهم تحتملهم بالتنحي عن الحكم والسماح بوصول قادة جدد إلى سدة الحكم عبر الانتخابات الحرة والنزيهة.
النموذج التونسي، أصبح مُهيَّأ للتغيير الديموقراطي، بعدما استطاعت ثورته الشعبية الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي. أما الوضع في مصر فهو أكثر تعقيداً وأكثر أهمية، مما يوضح ضرورة انتهاء الأمر بالشكل الصحيح. إذ إن المتظاهرين في ميدان التحرير ينتمون إلى طوائف مختلفة وطبقات اجتماعية متعددة بين غني وميسور وفقير وبين مثقف ومتعلم وبين شاب وعجوز. ورغم أن الشعارات التي يهتف بها المتظاهرون بعيدة كل البعد عن الشعارات الدينية، فمن المتوقع أن يظهر تنظيم الإخوان المسلمين كقوة سياسية فاعلة في الانتخابات الحرة، رغم أنه قد لا يحصل على أغلبية الأصوات.
بعض المخاوف من الآثار السلبية للانتخابات الحرة، ومنها احتمالات تزوير الجيش للنتائج، أو معارضة إسرائيل لتغيير النظام في مصر، أو محاولة منع انتشار أثر الدومينو للسياسات المتشددة في الدول المجاورة، أو توقف ضخ النفط في المنطقة. إلا أن هذه المخاوف هي أفكار قديمة بشأن الشرق الأوسط وينبغي تغييرها، بدلاً من أن تخطئ واشنطن في اتخاذ الموقف الأنسب.
ينبغي على الإدارة الأميركية الوقوف إلى جانب من يدعون إلى الديموقراطية والكرامة حتى تستطيع تحسين صورتها في المنطقة، بعدما عُرف عنها مناصرتها للأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، فإن هذا قد يساعد في تهيئة الوضع من أجل تقدم سلمي في المنطقة.
إن تعاون تنظيم الإخوان المسلمين مع د. محمد البرادعي الذي يسعى إلى منصب الرئاسة يمثل دلالة إيجابية على نية «الإخوان» لعب دور مهم وبناء في النظام السياسي الديموقراطي. أما بالنسبة الى فكرة انتقال عدوى الثورة بين دول المنطقة، فهي تهدد إيران وسوريا أكثر من الدول الحليفة للولايات المتحدة، التي بدأت بالفعل التحرك قبل أن يجرفها الطوفان.
وتبقى العقبة الحقيقية هي إسرائيل. فرغم ما يحمله هذا التغيير من فوائد لها وللولايات المتحدة، فمن غير المحتمل أن تتقبله، لأنه حدث بصورة مفاجئة ويحمل في طياته العديد من المخاطر. في الوقت نفسه، ومع احتمالات نجاح الانتفاضة المصرية، فالأمل هو أن يسارع الرئيس أوباما بتأييد الشعب المصري