رواية تبرز تكتيكات سلطات الأمن المصرية لقمع الناشطين
أشرف أبو
جلالة
GMT
12:00:00 2011 الإثنين 7 فبراير
القاهرة: تحدث أحد الباحثين بمنظمة العفو الدولية - من خلال
تجربته الشخصية - عن واقع التضييق وأسلوب الفر والكر الذي تنتهجه سلطات الأمن
المصرية تجاه الأشخاص الراغبين في الحصول على معلومات، أو ممن ينتمون إلى أي من
تيارات المعارضة.
وفي مقابلة أجراها الناشط سعيد حدادي مع صحيفة
كريستيان ساينس مونيتور الأميركية، قال إنه اكتشف خلال توجهه إلى مركز هشام مبارك
للقانون ( وهو إحدى الجهات المنوطة بتعزيز حقوق الإنسان في البلاد ) كيف يتعامل من
يُطلق عليهم "البلطجية المواليين للنظام" مع الناس. حيث شاهد خلال توجه إلى هناك،
رفقة عدد من زملائه، حشداً من الرجال وهم يضربون شخصاً بهراوات ويسحبونه صوب إحدى
نقاط التفتيش التابعة للشرطة العسكرية، ويقولون إنه جاسوس تابع لحركة
حماس.
ولتفادي الوقوع في مشكلات، قال حدادي إنهم
اتخذوا قراراً بتغيير مسارهم المؤدي إلى المركز القانوني. وأوضح هنا أنهم كانوا
يبحثون عن معلومات بشأن الطريقة التي يتعامل من خلالها رجال الأمن مع المتظاهرين
المصريين المؤيدين للديمقراطية في ميدان التحرير. لكن الغوغاء حاصروهم، وبدلاً من
أن يقوموا بتجميع معلومات بخصوص وضع حقوق الإنسان، وجدوا أنفسهم بعد فترة قصيرة
محاصرين في يوم فوضوي ودرامي ونصف محنة توضح التكتيكات التي يستخدمها النظام من أجل
فرض سيطرته على المعلومات والتضييق على المعارضين، رغم وعود الإصلاح.
وفي وقت لم تنكر فيه الصحيفة حقيقة تزايد
الاعتماد على عمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب والترهيب للسيطرة على المعارضين، من
جماعات حقوق الإنسان ومنظمي العمل والناشطين الإسلاميين من جماعة الإخوان المسلمين،
قال حدادي، وهو مواطن فرنسي :" تُبَيِّن تجربتنا نوعية نمط السياسة القمعية
الموجودة".
وبعد أن قرر حدادي وزملاؤه الذهاب إلى المركز
الذي يقبع في الطابق الثالث ببناية في وسط القاهرة الساعة الـ 12:30 تقريباً بعد
ظهر يوم الثالث من شباط/ فبراير الحالي، ظلوا ماكثين هناك لما يقرب من نصف ساعة،
وحين رؤوا أن ينصرفوا، أتى إليهم شخص وقال لهم " لا يمكنكم الذهاب، فالبلطجية
موجودون بالخارج وسوف يقتلونكم".
وبالفعل، أتي إليهم بعد قليل أناس من الجيش
والداخلية، واقتحموا المكتب برفقة مجموعة من البلطجية المدنيين وبدؤوا يكبلون أيادي
الجميع خلف ظهورهم. وقال لهم ضابط بالجيش "لدى تعليمات من الحاكم العسكري إذا تحرك
أي شخص، أن أقوم بإطلاق النار عليه".
وقد حوصر هناك ما يقرب من 35 شخصاً، كان منهم
حدادي، والباحث في منظمة هيومان رايتس ووتش، دان ويليامز، وأربعة أجانب آخرين. وقد
كان هناك على ما يبدو حملة منظمة في ذلك اليوم لمحاصرة المئات من الناشطين
والصحافيين الأجانب في الفنادق وعند حواجز الطرق وفي شوارع القاهرة.
وبعد أن بدأ يفتش الأشخاص الذين يرتدون ملابس
مدنية في حقائب المتواجدين وكذلك الملفات المنتشرة في المكتب، ( حيث اختفى مبلغ 4
آلاف دولار وموبايل ومقتنيات أخرى كانت بحوزة حدادي )، بدأ الضباط في استجواب
وإساءة معاملة المحتجزين.
وحين تلقى في هذه الأثناء أحمد سيف الإسلام،
المؤسس والمدير السابق للمركز، مكالمة هاتفية، قال أحد الضباط "إنه يتلقى التعليمات
من إيران". في حين لم يوافق ضابط آخر على استمرار مضغ ويليامز لعلكة، وبادر بضربه
ثلاثة مرات على مؤخرة رأسه كي يجبره على بصقها. بينما قال ضابط آخر متحدثاً إلى
المجموعة " إن جميعكم إسرائيليين وقد أتيتم إلى هنا كي تدمروا بلادنا من أجل
المال". وقد تم الإفراج عن حدادي وباقي زملائه بعد 24 ساعة من المحاصرة والإهانة.
أشرف أبو
جلالة
GMT
12:00:00 2011 الإثنين 7 فبراير
القاهرة: تحدث أحد الباحثين بمنظمة العفو الدولية - من خلال
تجربته الشخصية - عن واقع التضييق وأسلوب الفر والكر الذي تنتهجه سلطات الأمن
المصرية تجاه الأشخاص الراغبين في الحصول على معلومات، أو ممن ينتمون إلى أي من
تيارات المعارضة.
وفي مقابلة أجراها الناشط سعيد حدادي مع صحيفة
كريستيان ساينس مونيتور الأميركية، قال إنه اكتشف خلال توجهه إلى مركز هشام مبارك
للقانون ( وهو إحدى الجهات المنوطة بتعزيز حقوق الإنسان في البلاد ) كيف يتعامل من
يُطلق عليهم "البلطجية المواليين للنظام" مع الناس. حيث شاهد خلال توجه إلى هناك،
رفقة عدد من زملائه، حشداً من الرجال وهم يضربون شخصاً بهراوات ويسحبونه صوب إحدى
نقاط التفتيش التابعة للشرطة العسكرية، ويقولون إنه جاسوس تابع لحركة
حماس.
ولتفادي الوقوع في مشكلات، قال حدادي إنهم
اتخذوا قراراً بتغيير مسارهم المؤدي إلى المركز القانوني. وأوضح هنا أنهم كانوا
يبحثون عن معلومات بشأن الطريقة التي يتعامل من خلالها رجال الأمن مع المتظاهرين
المصريين المؤيدين للديمقراطية في ميدان التحرير. لكن الغوغاء حاصروهم، وبدلاً من
أن يقوموا بتجميع معلومات بخصوص وضع حقوق الإنسان، وجدوا أنفسهم بعد فترة قصيرة
محاصرين في يوم فوضوي ودرامي ونصف محنة توضح التكتيكات التي يستخدمها النظام من أجل
فرض سيطرته على المعلومات والتضييق على المعارضين، رغم وعود الإصلاح.
وفي وقت لم تنكر فيه الصحيفة حقيقة تزايد
الاعتماد على عمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب والترهيب للسيطرة على المعارضين، من
جماعات حقوق الإنسان ومنظمي العمل والناشطين الإسلاميين من جماعة الإخوان المسلمين،
قال حدادي، وهو مواطن فرنسي :" تُبَيِّن تجربتنا نوعية نمط السياسة القمعية
الموجودة".
وبعد أن قرر حدادي وزملاؤه الذهاب إلى المركز
الذي يقبع في الطابق الثالث ببناية في وسط القاهرة الساعة الـ 12:30 تقريباً بعد
ظهر يوم الثالث من شباط/ فبراير الحالي، ظلوا ماكثين هناك لما يقرب من نصف ساعة،
وحين رؤوا أن ينصرفوا، أتى إليهم شخص وقال لهم " لا يمكنكم الذهاب، فالبلطجية
موجودون بالخارج وسوف يقتلونكم".
وبالفعل، أتي إليهم بعد قليل أناس من الجيش
والداخلية، واقتحموا المكتب برفقة مجموعة من البلطجية المدنيين وبدؤوا يكبلون أيادي
الجميع خلف ظهورهم. وقال لهم ضابط بالجيش "لدى تعليمات من الحاكم العسكري إذا تحرك
أي شخص، أن أقوم بإطلاق النار عليه".
وقد حوصر هناك ما يقرب من 35 شخصاً، كان منهم
حدادي، والباحث في منظمة هيومان رايتس ووتش، دان ويليامز، وأربعة أجانب آخرين. وقد
كان هناك على ما يبدو حملة منظمة في ذلك اليوم لمحاصرة المئات من الناشطين
والصحافيين الأجانب في الفنادق وعند حواجز الطرق وفي شوارع القاهرة.
وبعد أن بدأ يفتش الأشخاص الذين يرتدون ملابس
مدنية في حقائب المتواجدين وكذلك الملفات المنتشرة في المكتب، ( حيث اختفى مبلغ 4
آلاف دولار وموبايل ومقتنيات أخرى كانت بحوزة حدادي )، بدأ الضباط في استجواب
وإساءة معاملة المحتجزين.
وحين تلقى في هذه الأثناء أحمد سيف الإسلام،
المؤسس والمدير السابق للمركز، مكالمة هاتفية، قال أحد الضباط "إنه يتلقى التعليمات
من إيران". في حين لم يوافق ضابط آخر على استمرار مضغ ويليامز لعلكة، وبادر بضربه
ثلاثة مرات على مؤخرة رأسه كي يجبره على بصقها. بينما قال ضابط آخر متحدثاً إلى
المجموعة " إن جميعكم إسرائيليين وقد أتيتم إلى هنا كي تدمروا بلادنا من أجل
المال". وقد تم الإفراج عن حدادي وباقي زملائه بعد 24 ساعة من المحاصرة والإهانة.