ما جرى في مصر ليس ثورة خمينية !
الرياض
السعودية
GMT
4:32:00 2011 الأربعاء 9 فبراير
يوسف الكويليت
من الداخل
المصري، هناك من يتحرك لاستغلال الوضع الراهن بتحويل الشباب إلى بقع سوداء في الجسد
الأبيض عندما تأخذهم قوى إسلامية وإقليمية باسم عدالة الإسلام، والتقوى، وتعميم هذه
العقيدة على كل العالم كرسالة سماوية قابلة للانتشار، وذلك بهدف سياسي يقلّص مساحة
الاهتمام بالشأن الداخلي في الإصلاحات الاقتصادية، والحريات العامة، والقضاء على
الفقر والتخلف، ومواريث سنوات طويلة منذ أول انقلاب وآخر ثورة شعبية، لتعمل على
توطين الإرهاب وليصبح البديل الموضوعي عن نهج الثورة وأهدافها..
جهاتٌ عدة عربية
وغير عربية تريد دفع الثورة المصرية إلى مغريات الشعارات، البعض يريد القفز على
الحواجز باستيراد النموذج الغربي في تثبيت الديمقراطية دون مراعاة للخبرة، والوعي
والثقافة بين مصر وتلك الأطراف، وهي نداءات تأتي من أمريكا وأوروبا بالتسريع، بينما
لا يدركون كيف فشلوا في نقل هذه التجربة في أمريكا الجنوبية والعراق وأفغانستان،
آخرون يريدون استيراد نموذجهم بأسلحة الدولة والشعب مثل إيران، بينما مصر تملك
رصيداً إسلامياً معتدلاً وواعياً سبق إيران وغيرها، يفوق المدّعين بتسييس الإسلام
واستغلال المواقف، ولعل من يعتقدون تحريك الجماهير بواسطة الخطب المنبرية ورفع
الأصوات والشعارات لتكرار عصر الخمسينيات، يطبلون لآذان لا تسمع، لأن غلبة
تكنولوجيا العصر أقوى في التأثير من زعامات باتت تعتقد أنه بمجرد ركوب الموجة تبارك
الجماهير وعيهم المتخلف..
الحوار الداخلي
المصري للخروج من الأزمات المتلاحقة يتفوق على الشأن العربي والإسلامي معاً، لأنها
ضرورات تقع في ترتيب الأولويات مع الأخرويات وفقاً للاحتياجات الأهم، وفي قضية من
هو المركز والفرع في الكراسي المتحركة إسلامياً، نجد أن الثقل لا يقع في إيران، لأن
مصدر الرسالة وأفقها اللذين تواصلا عالمياً مع قارتيْ آسيا وأفريقيا، كانا عربياً
بحتاً، ولاتزال هذه المركزية قائمة في نفس الكيان، وبصرف النظر عن عالمية الإسلام
فالقارة الهندية وباكستان وأندونيسيا ونيجيريا هي القوى البشرية الأكبر، ولكنها لا
تمثل الثقل للمملكة ومصر وتركيا مثلاً، وهي اعتبارات مهمة في خطف الزعامة،
والاعتقاد بمن يوجّه العالم الإسلامي دينياً وسياسياً..
الوعي المخدوع هو
مشكلة معقدة ولدينا أمثلة كثيرة كيف تم إعلان لوائح عامة للإصلاح، والتفوق على
التاريخ الماضي، لكن ما حدث من انقلابات على القيم بوعودٍ وأمانيّ كذبتها التطبيقات
على الواقع، وما جرى في تونس ومصر، لا تحتمل التزييف لأن اللعبة القديمة لا تقبل
التكرار، وكل من يدّعي أن ما جرى في البلدين من وحي ثورته، فإنه كمن يريد إهداء ثوب
مثقوب لعريان لأن الفارق كبير حيث مصر أكبر عمقاً من إيران، وأهم، عالمياً من حيث
الكثير من العلاقات الجغرافية والدولية، ويأتي سبب بروز إيران غياب الموقف المصري،
وهي ليست معادلة يقاس بها من لديه قدرة التأثير، لأن حدث الأيام الماضية أوضح
ذلك..
الرياض
السعودية
GMT
4:32:00 2011 الأربعاء 9 فبراير
يوسف الكويليت
من الداخل
المصري، هناك من يتحرك لاستغلال الوضع الراهن بتحويل الشباب إلى بقع سوداء في الجسد
الأبيض عندما تأخذهم قوى إسلامية وإقليمية باسم عدالة الإسلام، والتقوى، وتعميم هذه
العقيدة على كل العالم كرسالة سماوية قابلة للانتشار، وذلك بهدف سياسي يقلّص مساحة
الاهتمام بالشأن الداخلي في الإصلاحات الاقتصادية، والحريات العامة، والقضاء على
الفقر والتخلف، ومواريث سنوات طويلة منذ أول انقلاب وآخر ثورة شعبية، لتعمل على
توطين الإرهاب وليصبح البديل الموضوعي عن نهج الثورة وأهدافها..
جهاتٌ عدة عربية
وغير عربية تريد دفع الثورة المصرية إلى مغريات الشعارات، البعض يريد القفز على
الحواجز باستيراد النموذج الغربي في تثبيت الديمقراطية دون مراعاة للخبرة، والوعي
والثقافة بين مصر وتلك الأطراف، وهي نداءات تأتي من أمريكا وأوروبا بالتسريع، بينما
لا يدركون كيف فشلوا في نقل هذه التجربة في أمريكا الجنوبية والعراق وأفغانستان،
آخرون يريدون استيراد نموذجهم بأسلحة الدولة والشعب مثل إيران، بينما مصر تملك
رصيداً إسلامياً معتدلاً وواعياً سبق إيران وغيرها، يفوق المدّعين بتسييس الإسلام
واستغلال المواقف، ولعل من يعتقدون تحريك الجماهير بواسطة الخطب المنبرية ورفع
الأصوات والشعارات لتكرار عصر الخمسينيات، يطبلون لآذان لا تسمع، لأن غلبة
تكنولوجيا العصر أقوى في التأثير من زعامات باتت تعتقد أنه بمجرد ركوب الموجة تبارك
الجماهير وعيهم المتخلف..
الحوار الداخلي
المصري للخروج من الأزمات المتلاحقة يتفوق على الشأن العربي والإسلامي معاً، لأنها
ضرورات تقع في ترتيب الأولويات مع الأخرويات وفقاً للاحتياجات الأهم، وفي قضية من
هو المركز والفرع في الكراسي المتحركة إسلامياً، نجد أن الثقل لا يقع في إيران، لأن
مصدر الرسالة وأفقها اللذين تواصلا عالمياً مع قارتيْ آسيا وأفريقيا، كانا عربياً
بحتاً، ولاتزال هذه المركزية قائمة في نفس الكيان، وبصرف النظر عن عالمية الإسلام
فالقارة الهندية وباكستان وأندونيسيا ونيجيريا هي القوى البشرية الأكبر، ولكنها لا
تمثل الثقل للمملكة ومصر وتركيا مثلاً، وهي اعتبارات مهمة في خطف الزعامة،
والاعتقاد بمن يوجّه العالم الإسلامي دينياً وسياسياً..
الوعي المخدوع هو
مشكلة معقدة ولدينا أمثلة كثيرة كيف تم إعلان لوائح عامة للإصلاح، والتفوق على
التاريخ الماضي، لكن ما حدث من انقلابات على القيم بوعودٍ وأمانيّ كذبتها التطبيقات
على الواقع، وما جرى في تونس ومصر، لا تحتمل التزييف لأن اللعبة القديمة لا تقبل
التكرار، وكل من يدّعي أن ما جرى في البلدين من وحي ثورته، فإنه كمن يريد إهداء ثوب
مثقوب لعريان لأن الفارق كبير حيث مصر أكبر عمقاً من إيران، وأهم، عالمياً من حيث
الكثير من العلاقات الجغرافية والدولية، ويأتي سبب بروز إيران غياب الموقف المصري،
وهي ليست معادلة يقاس بها من لديه قدرة التأثير، لأن حدث الأيام الماضية أوضح
ذلك..