ثروة الرئيس مبارك وأسرته ووزرائه حق للشعب
فؤاد
التوني
GMT
10:09:00 2011 الأربعاء 9 فبراير
لا ادري لماذا
التزم الرئيس حسني مبارك ووسائل إعلامه الصمت إزاء ما نشرته صحيفة "الغارديان"
البريطانية، وأذاعته محطة ABC التليفزيونية الأمريكية حول ثروة الرئيس مبارك وأفراد
أسرته؟ لماذا لم يستدع الرئيس مبارك وسائل الإعلام العالمية، ويعقد مؤتمرا صحفيا
يكذب فيه الأرقام التي نشرت حول ثروته وأسرته والتي بحسب المحطة الأمريكية ومحطة
بلومبيرغ المتخصصة في المال والأعمال وصلت إلى 70 مليار دولار؟
لماذا لا
يصارح الرئيس شعبه المطحون بحقيقة ثروته إذا سلمنا إن الشعب يريد بقاء الرئيس إلى
نهاية فترة ولايته الرئاسية باعتباره الأب وواحد أبطال أكتوبر كما يقول نائبه عمر
سليمان ورئيس وزرائه احمد شفيق؟ وهل للأب الحق في أن يستأثر بكل هذه الأموال، ويترك
أولاده يعيشون تحت خط الفقر؟. وإذا ثبت أن ما نشرته وسائل الإعلام العالمية حول
ثروته محض افتراء فلماذا لا يرفع الرئيس مبارك دعاوى قضائية يطلب فيها تعويضات
يخصصها لشهداء ثورة الغضب وفقراء ومرضى فتكت الأمراض بأجسادهم وبينها أمراض خبيثة
جراء سياسات فاشلة هو المسئول الأول عنها طيلة ثلاثة عقود.
وإذا افترضنا أن
الرئيس مشغول بالإصلاح تحت ضغط ثورة الشعب وهو ما لا يريده الشعب، أين تليفزيونات
الحكومة ومن يوجهونها من عديمي الموهبة للدفاع عن الرئيس، واثبات أنه فوق
الشبهات.
لقد جدد الأعلام المصري ما سبق أن قلته في مقال سابق من أنه إعلام
يكلم نفسه، وأثبتت الأحداث الأخيرة أن من يحتلون المواقع المهمة في اتحاد الإذاعة
والتليفزيون ليس له صلة بالإعلام من قريب أو من بعيد، وأنهم جاءوا إلى مناصبهم
لأنهم من آهل الثقة لا الخبرة، لا يقيمون اعتبارا للمهنية، بدليل أنهم جعلوا
الأعلام المصري أضحوكة العالم، وهو يبث أكاذيب وحملات تشويه عمن قاموا بثورة الخامس
والعشرين من يناير، بل ويسعى إلى إذاعة ونشر كل كلمة نشرت أو أذيعت في وسائل إعلام
أجنبية تحمل تشويها لثورة الشعب دون إعمال للعقل لأنهم مغيبون وموجهون بالريموت
كونترول.
وفي المثل يقولون " شر البلية ما يضحك "، وقد كدت أموت من الضحك
والبكاء معا وأنا أرى بعض القنوات الخاصة تشارك في بث هذه الأكاذيب، ومن بينها
"قناة المحور" حين استدعت بعضهم " من بينهم صحفية عرف عنها فبركة التحقيقات
ليتحدثوا عن "مؤامرة أمريكية إسرائيلية قطرية إيرانية"...الخ لإشعال الفتنة في مصر،
وأنهم سافروا إلى الولايات المتحدة لتلقي التدريب، وأن ضميرهم الحي وخوفهم على "
بابا مبارك جعلهم يعترفون لبرنامج 48 ساعة، ولا ادري أي استهزاء هذا بعقول
المصريين، وأي تشويه متعمد هذا الذي يقال عن شباب نبيل يريد الرفعة لبلاده، التي
أصبحت في مؤخرة العالم المتخلف بفضل سياسات الرئيس مبارك وأعوانه، والحقيقة أنه
شباب طاهر لا يريد مصالح خاصة كما يفعل موظفو الأعلام الرسمي.
صمت النظام
الرسمي وإعلامه عن تقارير صحيفة «الغارديان» البريطانية ذات التقاليد المهنية في
عالم الصحافة مدعومة بلغة الأرقام التي لا تكذب عن ثروة الرئيس مبارك وأسرته " وكأن
على رؤوسهم الطير"، ولم يكلف أحد منهم نفسه مشقة الاتصال بالرئيس أو المتحدث باسم
الرئاسة، وفتح حوار عما يثار عن هذه المليارات التي هي حق للشعب، وعملوا "ودن من
طين وأخرى من عجين" وأثروا السلامة حتى لا تُقطع أرزاقهم، وهم يعلمون
جيدا.
أن ما كان لهذه التقارير أن تنشر إلا بعد أن رفعت الولايات المتحدة
والغرب الغطاء عن نظام الرئيس مبارك، حتى أن المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل تعرض
على الرئيس المجيء إلى ألمانيا لمواصلة العلاج، لتهدئة الشعب الثائر والتصعيد
المتواصل المطالب برحيله، ومع ذلك يركز المسئولون المصريون أصحاب نظرية "الاستقرار
مع الفساد" ومعهم الإعلام الرسمي على المليارات الضائعة يوميا بسبب ثورة الشعب
المصري العظيم، غير مدركين أن لكل ثورة تضحيات، وأن المصريين على اختلاف أطيافهم
يصنعون التاريخ، ويسجلون بأحرف من نور مصر جديدة مختلفة تماما عن مصر قبل الخامس
والعشرين من يناير الماضي.
وبين هذا وذاك أتسأل عن دور المؤسسة الدينية في
دعم الثورة ومحاكمة الفساد، تعلمنا من الصالحين أن "الساكت عن الحق شيطان اخرس" ما
دفعني للسؤال لماذا لم ينضم فضيلة الدكتور احمد الطيب إلى المتظاهرين في ميدان
التحرير مثلما فعل المتحدث باسمه ويطالب برحيل النظام ومحاكمة الفاسدين وإعادة
المليارات المنهوبة إلى شعب مصر؟
ألا يتذكر مواقف الأزهر الخالدة ومن بينها
خطبة شيخه الأسبق "محمد مصطفى المراغي" ضد مشاركة مصر في الحرب العالمية الثانية ما
أربك الاحتلال البريطاني فطلب رئيس الوزراء المصري حسين سري باشا من شيخ الأزهر
بلهجة قوية أن يخبره بموقف الأزهر حتى لا يسبب حرجا للحكومة، فرد عليه المراغي "
أمثلك يهدد شيخ الأزهر".
لكن الأزهر الآن أصبح يردد ما يقوله النظام، ففقد
هيبته في العالم العربي والإسلامي، أنني أناشد شيخ الأزهر الدكتور "احمد الطيب" إذا
أراد أن تعود للأزهر مكانته، والبابا "شنودة" بابا الكنيسة الأرثوذكسية أن يلتحما
معا بالجماهير، ويباركا ثورة الشعب ويطالبا بمصادرة أموال الفاسدين، وتجميد أرصدتهم
في البنوك وبيع ممتلكاتهم وإعادتها للشعب، وتضييع الفرصة عليهم للاستمتاع بأموال
مسروقة من قوت الشعب قبل أن يرحلوا، فمن باب أولى أن تعود هذه الأموال لأنها حق
أصيل لشعب مصر.
فؤاد
التوني
GMT
10:09:00 2011 الأربعاء 9 فبراير
لا ادري لماذا
التزم الرئيس حسني مبارك ووسائل إعلامه الصمت إزاء ما نشرته صحيفة "الغارديان"
البريطانية، وأذاعته محطة ABC التليفزيونية الأمريكية حول ثروة الرئيس مبارك وأفراد
أسرته؟ لماذا لم يستدع الرئيس مبارك وسائل الإعلام العالمية، ويعقد مؤتمرا صحفيا
يكذب فيه الأرقام التي نشرت حول ثروته وأسرته والتي بحسب المحطة الأمريكية ومحطة
بلومبيرغ المتخصصة في المال والأعمال وصلت إلى 70 مليار دولار؟
لماذا لا
يصارح الرئيس شعبه المطحون بحقيقة ثروته إذا سلمنا إن الشعب يريد بقاء الرئيس إلى
نهاية فترة ولايته الرئاسية باعتباره الأب وواحد أبطال أكتوبر كما يقول نائبه عمر
سليمان ورئيس وزرائه احمد شفيق؟ وهل للأب الحق في أن يستأثر بكل هذه الأموال، ويترك
أولاده يعيشون تحت خط الفقر؟. وإذا ثبت أن ما نشرته وسائل الإعلام العالمية حول
ثروته محض افتراء فلماذا لا يرفع الرئيس مبارك دعاوى قضائية يطلب فيها تعويضات
يخصصها لشهداء ثورة الغضب وفقراء ومرضى فتكت الأمراض بأجسادهم وبينها أمراض خبيثة
جراء سياسات فاشلة هو المسئول الأول عنها طيلة ثلاثة عقود.
وإذا افترضنا أن
الرئيس مشغول بالإصلاح تحت ضغط ثورة الشعب وهو ما لا يريده الشعب، أين تليفزيونات
الحكومة ومن يوجهونها من عديمي الموهبة للدفاع عن الرئيس، واثبات أنه فوق
الشبهات.
لقد جدد الأعلام المصري ما سبق أن قلته في مقال سابق من أنه إعلام
يكلم نفسه، وأثبتت الأحداث الأخيرة أن من يحتلون المواقع المهمة في اتحاد الإذاعة
والتليفزيون ليس له صلة بالإعلام من قريب أو من بعيد، وأنهم جاءوا إلى مناصبهم
لأنهم من آهل الثقة لا الخبرة، لا يقيمون اعتبارا للمهنية، بدليل أنهم جعلوا
الأعلام المصري أضحوكة العالم، وهو يبث أكاذيب وحملات تشويه عمن قاموا بثورة الخامس
والعشرين من يناير، بل ويسعى إلى إذاعة ونشر كل كلمة نشرت أو أذيعت في وسائل إعلام
أجنبية تحمل تشويها لثورة الشعب دون إعمال للعقل لأنهم مغيبون وموجهون بالريموت
كونترول.
وفي المثل يقولون " شر البلية ما يضحك "، وقد كدت أموت من الضحك
والبكاء معا وأنا أرى بعض القنوات الخاصة تشارك في بث هذه الأكاذيب، ومن بينها
"قناة المحور" حين استدعت بعضهم " من بينهم صحفية عرف عنها فبركة التحقيقات
ليتحدثوا عن "مؤامرة أمريكية إسرائيلية قطرية إيرانية"...الخ لإشعال الفتنة في مصر،
وأنهم سافروا إلى الولايات المتحدة لتلقي التدريب، وأن ضميرهم الحي وخوفهم على "
بابا مبارك جعلهم يعترفون لبرنامج 48 ساعة، ولا ادري أي استهزاء هذا بعقول
المصريين، وأي تشويه متعمد هذا الذي يقال عن شباب نبيل يريد الرفعة لبلاده، التي
أصبحت في مؤخرة العالم المتخلف بفضل سياسات الرئيس مبارك وأعوانه، والحقيقة أنه
شباب طاهر لا يريد مصالح خاصة كما يفعل موظفو الأعلام الرسمي.
صمت النظام
الرسمي وإعلامه عن تقارير صحيفة «الغارديان» البريطانية ذات التقاليد المهنية في
عالم الصحافة مدعومة بلغة الأرقام التي لا تكذب عن ثروة الرئيس مبارك وأسرته " وكأن
على رؤوسهم الطير"، ولم يكلف أحد منهم نفسه مشقة الاتصال بالرئيس أو المتحدث باسم
الرئاسة، وفتح حوار عما يثار عن هذه المليارات التي هي حق للشعب، وعملوا "ودن من
طين وأخرى من عجين" وأثروا السلامة حتى لا تُقطع أرزاقهم، وهم يعلمون
جيدا.
أن ما كان لهذه التقارير أن تنشر إلا بعد أن رفعت الولايات المتحدة
والغرب الغطاء عن نظام الرئيس مبارك، حتى أن المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل تعرض
على الرئيس المجيء إلى ألمانيا لمواصلة العلاج، لتهدئة الشعب الثائر والتصعيد
المتواصل المطالب برحيله، ومع ذلك يركز المسئولون المصريون أصحاب نظرية "الاستقرار
مع الفساد" ومعهم الإعلام الرسمي على المليارات الضائعة يوميا بسبب ثورة الشعب
المصري العظيم، غير مدركين أن لكل ثورة تضحيات، وأن المصريين على اختلاف أطيافهم
يصنعون التاريخ، ويسجلون بأحرف من نور مصر جديدة مختلفة تماما عن مصر قبل الخامس
والعشرين من يناير الماضي.
وبين هذا وذاك أتسأل عن دور المؤسسة الدينية في
دعم الثورة ومحاكمة الفساد، تعلمنا من الصالحين أن "الساكت عن الحق شيطان اخرس" ما
دفعني للسؤال لماذا لم ينضم فضيلة الدكتور احمد الطيب إلى المتظاهرين في ميدان
التحرير مثلما فعل المتحدث باسمه ويطالب برحيل النظام ومحاكمة الفاسدين وإعادة
المليارات المنهوبة إلى شعب مصر؟
ألا يتذكر مواقف الأزهر الخالدة ومن بينها
خطبة شيخه الأسبق "محمد مصطفى المراغي" ضد مشاركة مصر في الحرب العالمية الثانية ما
أربك الاحتلال البريطاني فطلب رئيس الوزراء المصري حسين سري باشا من شيخ الأزهر
بلهجة قوية أن يخبره بموقف الأزهر حتى لا يسبب حرجا للحكومة، فرد عليه المراغي "
أمثلك يهدد شيخ الأزهر".
لكن الأزهر الآن أصبح يردد ما يقوله النظام، ففقد
هيبته في العالم العربي والإسلامي، أنني أناشد شيخ الأزهر الدكتور "احمد الطيب" إذا
أراد أن تعود للأزهر مكانته، والبابا "شنودة" بابا الكنيسة الأرثوذكسية أن يلتحما
معا بالجماهير، ويباركا ثورة الشعب ويطالبا بمصادرة أموال الفاسدين، وتجميد أرصدتهم
في البنوك وبيع ممتلكاتهم وإعادتها للشعب، وتضييع الفرصة عليهم للاستمتاع بأموال
مسروقة من قوت الشعب قبل أن يرحلوا، فمن باب أولى أن تعود هذه الأموال لأنها حق
أصيل لشعب مصر.