وفاة رئيس الاركان المصري في حرب اكتوبر سعد الدين الشاذلي
آخر تحديث: الخميس، 10 فبراير/ شباط، 2011، 14:46 GMT
اختار الشاذلي المنفى في عهد السادات وسجن في عهد مبارك
توفي في القاهرة الفريق سعد الدين
الشاذلي، رئيس الاركان المصري السابق خلال حرب اكتوبر/تشرين الاول 1973عن
عمر يناهز 88 عاما، وذلك بعد فترة مرض طويلة.
وجاءت وفاة الشاذلي في وقت يتواجد فيه الجيش المصري في الشوارع بينما مئات الالاف من المصريين يطالبون بسقوط النظام.
وشغل الشاذلي منصب رئيس اركان حرب القوات المسلحة
المصرية في الفترة من مايو/ايار 1971 وديسمبر/كانون الاول 1973، ويوصف بانه
الرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الاسرائيلي "بارليف" في
حرب 1973.
كما شغل الشاذلي منصب سفير مصر في لندن عامي 1974 و1975 وسفيرها في البرتغال لنحو ثلاث سنوات تالية.
وفي عام 1978 انتقد الشاذلي بشدة معاهدة كامب
ديفيد التي وقعها الرئيس انور السادات مما جعله يتخذ القرار بترك منصبه
والذهاب الى الجزائر كلاجئ سياسي.
وحين عاد الى مصر عام 1992، في ظل حكم مبارك،
اعتقل في مطار القاهرة وسجن بدون محاكمة بتهمة حكم عليه فيها غيابيا ايام
السادات وكان يتعين اعادة محاكمته.
سجل عسكري
ويعد الشاذلي من الشخصيات العسكرية المصرية التي تحظى بشعبية كبيرة واحترام شديد في مصر.
وقد ظل الرجل يعيش في شقته المتواضعة في ضاحية مصر
الجديدة والتي كان يقطنها منذ كان في منصبه العسكري الرفيع، ويعيش من
عائدات كتبه ومقالاته.
ومن المهام العسكرية البارزة التي ارتبطت باسم الشاذلي انه :
- مؤسس وقائد اول فرقة قوات مظلية في مصر (1954-1959).
- قائد اول قوات عربية موحدة في الكونغو كجزء من قوات الأمم المتحدة (1960-1961).
- قائد لواء المشاة (1965-1966).
- قائد القوات الخاصة (المظلات والصاعقة) (1967-1969).
- قائد لمنطقة البحر الاحمر العسكرية (1970-1971).
ورغم محاولات تشويه تاريخ الرجل العسكري في عهد السادات، الا ان العسكريين يعرفون قدره.
وكان راي الشاذلي سحب بعض الفوات من سيناء لتطويق
ثغرة الدفرسوار وانهائها قبل توسعها، الا ان السادات لم يوافق هو ووزير
الحربية احمد اسماعيل علي.
وفي المنفى كتب الفريق الشاذلي مذكراته عن الحرب
والتي اتهم فيها السادات "باتخاذ قرارات خاطئة رغما عن جميع النصائح من
المحيطين اثتاء سير العمليات على الجبهة ادت إلى وأد النصر العسكري والتسبب
في الثغرة وتضليل الشعب باخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار
الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة اشهر".
خلاف مع الحاكم
كما اتهم في تلك المذكرات الرئيس السادات بالتنازل
عن النصر والموافقة على سحب اغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في
مفاوضات فض الاشتباك الاولى.
وأنهى كتابه ببلاغ للنائب العام المصري يتهم فيه الرئيس السادات باساءة استعمال سلطاته.
وكان ذلك الكتاب هو الذي ادى إلى محاكمته غيابيا بتهمة افشاء اسرار عسكرية وحكم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الاشغال الشاقة.
وظل الحكم غيايبيا الى ان قبض عليه في مطار القاهرة لدى عودته من منفاه بالجزائر عام 1992.
واثناء تواجده بالسجن، نجح فريق المحامين المدافع
عنه في الحصول على حكم قضائى صادر من اعلى محكمة مدنية مصرية وينص على ان
الادانة العسكرية السابقة غير قانونية وان الحكم العسكري الصادر ضده يعتبر
مخالفا للدستور.
وامرت المحكمة بالإفراج الفورى عنه، رغم ذلك، لم ينفذ نظام الرئيس مبارك هذا الحكم الاخير وقضى الشاذلي بقية مدة عقوبته في السجن.
من مؤلفاته: حرب اكتوبر، الخيار العسكري العربي، الحرب الصليبية الثامنة، اربع سنوات في السلك الدبلوماسي.