طائرة مبارك أقلعت من القصر... فأين حطّت رحالها؟
مصادر متضاربة عن وجود "الريس" في شرم الشيخ أو الإمارات
إعداد عبير جابر مصادر متضاربة عن وجود "الريس" في شرم الشيخ أو الإمارات
GMT 10:30:00 2011 السبت 12 فبراير
غادرت الطائرة الخاصة القصر الرئاسيّ حاملة الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فأين حطّت وأي مطارات العالم كان المحطة الأخيرة لرئيس خلعه شعبه بعد 30 عاماً من الحكم ؟ التكهنات تشير إلى مغادرته مصر، والبعض يؤكد وجوده في شرم الشيخ.
القاهرة: إذا كان الشعب المصري قد انشغل في أفراحه بتحقيق مطالبه بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم، فإنّ السؤال الذي يطرح الآن هو أين ذهب مبارك؟ هل هو في شرم الشيخ كما يقولون أو غادر إلى ألمانيا كما كانت السيناريوهات تقول مع تردي وضعه الصحي؟ أم أن الإمارات استضافته كما تردد؟ فقد أعلن المتحدث باسم الحزب الوطني الحاكم محمد عبد الله الجمعة أن الرئيس المصري حسني مبارك موجود "في شرم الشيخ". وكان مصدر مقرب من الحكومة قال في وقت سابق الجمعة إنه غادر القاهرة بصحبة عائلته كلها. بينما أشارت مصادر إعلامية عدة إلى أن مبارك وأفراد أسرته غادروا عبر مطار ألماظة العسكري إلى وجهة مجهولة.
لكنّ مصدرا تحدث عن مغادرة مبارك القاهرة بصحبة أسرته كلها، رافضاً تحديد ما اذا كان غادر البلاد أم اتجه إلى مدينة شرم الشيخ. لكنه أضاف بما يشبه التلميح لمغادرة مبارك البلاد أن "مغادرته إلى شرم الشيخ مستبعدة، لأن المدن المصرية أصبحت غير آمنة لحمايته".
الخطاب الأخير كان يعني البقاء؟
بعد خطاب الليلة الاخيرة قبل التنحي، والذي أعلن فيه مبارك تمسكه بالحكم، اشتعلت الميادين في مصر غضباً وحزناً لأن "الريس" لم يكن يستمع إلى شعبه وإلى مطالبه، وقرر الآلاف من المتظاهرين التقدم نحو قصر الرئاسة، لكن وحدات الحرس الجمهوري تصدت لهم، ولم تحصل مواجهات حيث كان المتظاهرون يتريّثون بانتظار يوم الجمعة الذي اعتبروه يوم الحسم.
وقد بدأت في هذه الاثناء المعلومات تتردد من مصادر مقربة من الرئيس عن مغادرته القصر مع عائلته، فأشارت قناة العربية إلى ان مبارك وأفراد أسرته غادروا القصر والعاصمة المصرية على متن طائرات عسكرية انطلقت من مطار ألماظة العسكري في شرق القاهرة، من دون أن تحدد وجهتهم، التي تردد أنها شرم الشيخ. كما بثت قناة الحرة خبراً عن سفر الرئيس وعائلته ومغادرته الأراضي المصرية وقالت قناة الحرة مساء الخميس إن مصادر في دبي قالت له إن مبارك الذي يتردد بقوة أنه سيتنحى عن الحكم في مصر، سيصل إلى دبي خلال ساعات.
وتعززت هذه الإحتمالات مع التحليلات التي أظهرت ان خطاب مبارك الأخير قبل التنحي لم يكن مباشراً وإنما ظهرت فيه أعمال المونتاج والتقطيع، ما يؤكد أنه لم يكن في القاهرة عند بث الخطاب.
لكن ذلك كله، لم يرض المتظاهرين الذين استمروا في تحركهم أمام قصر العروبة الرئاسي في القاهرة، حتى يوم الجمعة، عندما أعلنت القناة المصرية الرسمية أن بياناً مهماً سيصدر.
وعندما خرج نائب الرئيس عمر سليمان ليتلو بيان تنحي مبارك، كان الخبر عن سفر الرئيس قد بدأ ينتشر بكثرة، رغم أن سليمان لم يذكر شيئاً في البيان المقتضب عن مكان تواجد مبارك وما إذا كان سيغادر مصر بعد تنحيه.
فيديو لطائرة مبارك
في الوقت نفسه بثت قناة الحياة المصرية مشاهد فيديو نقلاً عن وكالة رويترز قيل إنها لطائرة مبارك لحظة مغادرتها أجواء العاصمة المصرية.
وترددت المعلومات بعدها أن وجهة الطائرة التابعة للرئاسة كانت شرم الشيخ، حيث ذكرت مصادر مطلعة أن أسرة مبارك وصلت إلى مطار شرم الشيخ عند الساعة الخامسة وخمسين دقيقة بعد ظهر الجمعة. وتحدثت المصادر أن الطائرة أقلت جميع أفراد الأسرة بلا استثناء للحاق بالرئيس مبارك.
ونقلت أكثر من وسيلة إعلامية عن شهود عيان أن مبارك وأسرته غادروا على متن طائرة مطار شرم الشيخ، متوجهين إلى خارج البلاد، وكشفت مصادر، أن شهود عيان من المسؤولين في شرم الشيخ أكدوا النبأ.
ونقل مراسل صحيفة الوفد المصرية خبر خروج 5 طائرات من منزل وقصر مبارك يوم الجمعة منها ثلاث طائرات مروحية تنطلق من القصر الرئاسي في طريقها إلى مطار ألماظة، مشيراً إلى أنه لم يتمكن أحد من معرفة الحمولات ولا المهام المكلفة بها، في حين إنطلقت طائرتان من منزل الرئيس في مصر الجديدة.
وقد نشر موقع القناة "العاشرة" في التلفزيون الإسرائيلي خبراً عن أن الرئيس مبارك غادر قصره الرئاسي في القاهرة وانتقل إلى استراحته في شرم الشيخ حتى انتهاء فترة ولايته . وقالت القناة إن الهدف من مغادرة مبارك قصره الرئاسي وانتقاله إلى استراحته في شرم الشيخ هو أن يثبت للمتظاهرين أنه لم يعد رئيسا فعليا للبلاد، وأن سليمان هو الذي في يده كل الصلاحيات.
معلومات متضاربة.. وصحة مبارك متدهورة
تضاربت المعلومات حول توقيت مغادرة مبارك القصر الرئاسي في القاهرة، فتحدثت مصادر أنه وصل إلى شرم الشيخ صباح الجمعة، وأن مطار شرم الشيخ كان يعج برجال الأمن والحراسة الخاصة، وتحرك موكبه بسرعة إلى مكان إقامته المجاور لأحد الفنادق الكبرى هناك.
بينما قالت مصادر اخرى إن ثلاث مروحيات عسكرية هبطت ظهر الجمعة في باحة قصر العروبة في مصر الجديدة حيث كان يقيم الرئيس مبارك، ونقلته إلى شرم الشيخ، ووفقا لبعض المصادر لم يكن برفقة مبارك سوى شخصية عسكرية واحدة ولم يرافقه أفراد أسرته.
ولفتت المصادر إلى أنه بعد ساعة من وصول طائرة الرئيس السابق هبطت طائرة أخرى في مطار شرم الشيخ حملت مجموعة كبيرة من الحقائب تم نقلها بواسطة 3 سيارات إلى المقر الرئاسي.
ورجحت المصادر أن يكون وصول العديد من الحقائب والمتعلقات الخاصة بالرئيس، يعني أنه في حالة تأزم الموقف أكثر من ذلك، سيغادر البلاد عن طريق مطار شرم الشيخ.
في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون، أن مبارك ذهب إلى شرم الشيخ قبل إلقاء خطابه مساء الخميس بثلاث ساعات كاملة حيث نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة الوفد خبر خروج مبارك في طائرة الرئاسة في السابعة والنصف مساء الخميس من مطار ألماظة القريب من قصر الرئاسة. ونقلت مصادر للصحيفة أن تدهور حالة مبارك الصحية، جعلت الأطباء يزيدون من جرعات العلاج الكيماوي والحيوي الذي يتناوله لعلاج السرطان.
وذكرت صحيفة الوفد عن مصادر أن "مبارك أصيب بنوبتي إغماء خلال إلقائه بيانه المسجل"، حيث بدا خلاله انه شاحب اللون و"قامت إدارة الإعلام في مؤسسة الرئاسة بعمل "مونتاج" على الخطاب المسجل".
واعتبرت الصحيفة أن "التعديل الفني أدى إلى تأجيل إذاعة بيان الرئيس، عن الموعد المحدد له مسبقا بنحو الساعة ونصف الساعة". كما نقلت الصحيفة عن مصادرها أن السلطات المصرية قامت باتصالات منذ ثلاثة أيام مع المستشفى الألماني الذي يعالج فيه مبارك، لنقله إلى هناك في حالة تدهور حالته الصحية.
نفي إماراتي غير رسمي
كان لزيارة وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لمصر ولقائه مبارك، دوره في تناقل أنباء عن استعداد الإمارات لاستقبال الرئيس المخلوع بعد مغادرته مصر.
وزاد من قوة هذه المعلومات حديث شخصية بارزة في التلفزيون المصري عن معلومات مفادها أن طائرة الرئيس أقلعت من مطار ألماظة متوجهة إلى الإمارات.
كما ترددت أنباء عن أن مبارك سينتقل إلى الإقامة في إمارة الشارقة في الإمارات، حيث تناقلت المواقع الإخبارية معلومات أن هناك حالة من الإستعدادات القصوى لاستقبال شخصية دبلوماسية مهمة، ورجحت الأنباء أن تكون هذه الشخصية هي مبارك وأسرته.
من جهته نفى اللواء خميس مطر المزينة القائد العام لشرطة دبي الأنباء عن وصول الرئيس مبارك إلى الإمارات بعد رحيله من مصر، وقال مطر لم تصلنا أي طائرات رئاسية مصرية.
وتناقلت مواقع الإنترت معلومات عن أن إجراءات أمنية تحيط بالطرق المؤدية إلى أحد القصور الأميرية في الامارات تمهيداً لإقامة أحد الضيوف فيه.
اليوم السابع: "تفاصيل هروب مبارك"
في هذه الأثناء نشرت "اليوم السابع" اليوم السبت ما زعمت أنه "تفاصيل هروب مبارك وعائلته لشرم الشيخ"، لافتة إلى أن مبارك غادر القاهرة قبل الجمعة بطائرتي هليكوبتر وبحماية من القناصة.
وأشارت الصحيفة إلى أنها حصلت على التفاصيل الكاملة للطريقة التي خرج بها الرئيس مبارك إلى شرم الشيخ مدعومة ببعض الصور، حيث نقلت عن مصادر رافقت موكب الرئيس إلى أنه خرج من إحدى "الفيلات" التي يقيم فيها داخل قصر العروبة برفقة حراسه قبل إنتهاء صلاة الجمعة بدقائق، في الوقت الذي كان المتظاهرون يحيطون بالقصر تحضيراً للتظاهرة، وأنه غادر بواسطة طائرتين مروحيتين "هليكوبتر"، الأولى تقل الرئيس وسكرتيره الخاص، والثانية تحمل حراسه ومرافقيه، يؤمنهم 4 من أفراد القوات الخاصة والقناصة، ونقلت الصحيفة عن المصادر أن الرئيس وصل إلى شرم الشيخ بعد الواحدة من ظهر أمس الجمعة، في سيارة مرسيدس "S 500" ذات لون "سماوي" في حراسة الحرس الجمهوري والقوات المسلحة.
ونقلت الصحيفة عن المصادر، أن طائرة أخرى تحركت بعد مغادرة الرئيس القصر الجمهوري بعد مرور نصف ساعة تقريباً وحملت على متنها عائلة مبارك وتحديداً علاء مبارك الذي كان يحمل في يده "شنطة ساموسونيت" سوداء اللون مع زوجته هايدي راسخ وابنهما عمر، بالإضافة إلى خديجة الجمال زوجة جمال مبارك وخادمة أجنبية لها، ووصلوا إلى شرم الشيخ في سيارة B.M.W سوداء اللون.
وأشارت المصادر للصحيفة إلى أن سوزان مبارك استقلت طائرة خاصة ووصلت إلى شرم الشيخ عند السادسة مساء وسط حراسة مشددة لأول مرة كانت ترفضها من قبل. وأكدت المصادر أن جمال مبارك كان قد غادر البلاد قبل أمس الجمعة متوجهاً إلى لندن، بينما لم تستطع المصادر التأكيد على مغادرة الرئيس وعائلته للبلاد من شرم الشيخ أم لا، وذلك لاستمرار الحراسة المشددة حول القصر المخصص لاستضافته في المدينة حتى هذه اللحظة، إلا أنها في الوقت نفسه لم تستبعد فكرة أن يكون ذلك من قبيل "التمويه" لتضليل الرأي العام.
أينما كان مبارك الآن، فهو يحمل معه صور المصريين وثورتهم المجيدة التي أطاحت بجبروته. كما أنه بالتأكيد أزاح عن شعبه عبء سنوات من القهر، على أمل أن يستطيع المصريون إجادة اختيار رئيسهم المقبل وتحمل مسؤولية هذا الخيار.