دبي - العربية.نت
يُعد المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة
التي تتولى السلطة حالياً في مصر، أحد أركان الجهاز السياسي العسكري
المصري. وقال مسؤولون أمريكيون عنه في وقت سابق إنه مقاوم للإصلاح السياسي
والاقتصادي.
وذكرت إحدى وثائق "ويكيليكس" المسربة عن الخارجية الأمريكية وتعود إلى عام
2008 أن طنطاوي "مسنّ ومقاوم للتغيير"، بحسب تقارير لوكالة الصحافة
الفرنسية ووكالة رويترز اليوم السبت 12-2-2011.
وتحدث طنطاوي إلى وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس خمس مرات منذ بدء الازمة
في مصر، كانت آخرها ليل الخميس الماضي، وذلك وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع
الأمريكية (البنتاغون). وتولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شؤون
البلاد أمس الجمعة بعد تنحي الرئيس حسني مبارك.
وامتنع مسؤولو
وزارة الدفاع الأمريكية عن الكشف عن فحوى محادثات طنطاوي وغيتس، ولكن
الأخير أشاد علناً بالجيش المصري كقوة تعمل على الاستقرار
خلال الأزمة. وقال غيتس الثلاثاء الماضي "ان الجيش المصري قدم اسهاماً في التحول الديمقراطي".
وإلى جانب قيادة القوات المسلحة، يشغل طنطاوي منذ 20 عاماً منصب وزير
الدفاع والإنتاج الحربي، ويقود المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أوكل
اليه الرئيس المخلوع حسني مبارك مهمة إدارة شؤون البلاد بعد تنحيه عن
السلطة مساء الجمعة.
وبدأ المشير طنطاوي، البالغ اليوم من العمر 76 عاماً، حياته العسكرية في
القوات البرية، وشارك في حرب قناة السويس عام 1956، ثم في حرب الايام الستة
في حزيران/يونيو 1967، وصولاً الى حرب تشرين الاول/اكتوبر 1973.
ووصف مسؤولون أمريكيون طنطاوي في أحاديثهم الخاصة، وفقاً لما جاء في برقية
لوزارة الخارجية الأمريكية ترجع إلى عام 2008 ، نشرها موقع ويكيليكس على
الانترنت، أنه شخص مقاوم للتغيير، وغير مرتاح لتركيز الولايات المتحدة على مكافحة الإرهاب.
وقالت برقية وزارة الخارجية إنه "ملتزم بمنع نشوب أي حرب أخرى على الإطلاق".
ونبّه دبلوماسيون، قبل زيارة له الى واشنطن في 2008، من أنه ينبغي
للمسؤولين الأمريكيين أن يكونوا مستعدين لمقابلة طنطاوي "المتقدم في العمر
والمقاوم للتغيير".
وقالت البرقية "رغم أنه ذو شخصية جذابة ولطيف، فهو منخرط في نموذج عسكري
بعد كامب ديفيد يخدم المصالح الضيقة لجماعته على مدى العقود الثلاثة
الماضية"،
في إشارة إلى اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل.
وأضافت البرقية قائلة "في مجلس الوزراء حيث لايزال له نفوذ كبير، يعارض
طنطاوي إصلاحات اقتصادية وسياسية يرى أنها تضعف سلطة الحكومة المركزية، إنه
مهتم بالدرجة الاولى بالوحدة الوطنية، ويعارض مبادرات سياسية يعتقد أنها
تشجع الانقسامات السياسية أو الدينية في صفوف المجتمع المصري".
طنطاوي برؤية أمريكية
وذكرت البرقية
أن "طنطاوي يعتبر أن دور الجيش هو حماية الشرعية الدستورية والاستقرار
الداخلي". وأضافت أنه أشار إلى استعداده "لاستخدام الجيش لكبح الإخوان
المسلمين قبل الانتخابات المحلية في 2008 ".
وأكدت البرقية ايضاً أن طنطاوي كان "متشككاً في برنامج الإصلاح الاقتصادي
المصري في مطلع العقد الماضي"، معتقداً أن "تخفيف سيطرة الحكومة على
الأسعار والانتاج يغذي زعزعة الاستقرار الاجتماعي".
وجاء في تلك الوثيقة ايضاً أن مبارك وطنطاوي "يحرصان على استقرار النظام
والحفاظ على الوضع الراهن حتى نهاية أيامهما، فهما بكل بساطة لا يملكان
الطاقة والرؤية ليتصرفا بشكل مغاير".
ويحظى الجيش المصري، الذي يقوده طنطاوي بمساعدات كبيرة من الولايات المتحدة
منذ توقيع اتفاق السلام بين مصر واسرائيل في عام 1979، إذ تمنحه واشنطن
سنوياً 1.3 مليار دولار.