الثورة المصرية قضت على الاحتقان الطائفي
إلى أي حد ومد أظهرت ثورة 25
يناير تلاحما بين عنصري الأمة من الأقباط والمسلمين وأظهرت التضامن الحقيقي
ونزعت عن مصر فكرة الطائفية التي كانت تلاحقها في العقدين الأخيرين على
نحو خاص؟
- في حقيقة الأمر وفي أوج
ما كان يقال عن وجود احتقان طائفي بين الأقباط والمسلمين في مصر كنت أشعر
دائما في قرارة نفسي بأن الأمر لا يتجاوز سحابة صيف ستنقشع بأسرع وقت، ذلك
لأن هناك روابط حقيقية بين المصريين وبعضهم البعض، روابط الدم والتاريخ
والجغرافية، وأعتقد أن كل ما كان يقال من انعزال للأقباط أو انطواء لهم أو
سلبية وتفضيل الابتعاد عن العمل العام والسياسي منه على وجه خاص كان من
نتائج حكم الرئيس مبارك، ومن أسف قد لقي صدى عند بعض الأقباط والمسلمين على
حد سواء.
أما المشهد الغريب والعجيب
الذي أفرزته ثورة 25 يناير فتجلى في أن أي أحاديث عن تلك الاحتقانات قد زال
تلقائيا في أحداث حركة الشباب بل إن كنيسة واحدة في القاهرة لم تتعرض لأي
محاولة اعتداء كما أن كثيرا من شباب المسلمين قد وقفوا لحراسة الكنائس في
مصر على قلب رجل واحد وهذه هي صورة مصر الحقيقية لا المنحولة.
في الأسابيع الأخيرة ترددت
معلومات منسوبة إلى بعض مصادر الاستخبارات البريطانية تقول بأن وزير
الداخلية المصري حبيب العادلي ومن خلال تنظيم خاص سري كان يترأسه داخل
الوزارة هو السبب وراء الاعتداء على كنيسة الإسكندرية مؤخرا... هل يعقل هذا
الحديث؟
- هذا سيظهر من خلال
التحقيقات وسنعرف من الذي كان وراء هذا الحادث الإجرامي غير الإنساني، في
البداية كنا نستبعد أن يكون احد أجهزة الدولة هو من قام بهذا الاعتداء،
الدولة المصرية في يقين الجميع لم يكن لها أبدا أن تقوم على عمل مثل هذا،
وكانت أصابع الاتهام في بداية الأمر قد توجهت إلى إسرائيل أو القاعدة من
أجل إحداث خلل في البنية التحتية والعلاقات الاجتماعية بين المصريين، أيضا
كانت ثقافتي وتاريخي كمؤرخ يستبعد فرضية أن يكون جهاز الشرطة وراء مثل هذا
الحادث الإرهابي فالشرطة هدفها الرئيس منع الجريمة والقبض على المجرم...
لكن في حقيقة الأمر بعد ما جرى نهار 28 يناير/كانون الثاني.. بات هناك
الكثير من علامات الاستفهام فمن يسحب قوات الشرطة تماما من الشوارع ويفقد
المصريين أمنهم على حياتهم وممتلكاتهم وثرواتهم، ومن يطلق المساجين
والأشقياء من السجون، يمكن بحسب تفكيري الأولي أن يكون وراء ما جرى حتى
تمتلئ مصر فسادا ورعبا وخوفا من أجل إجهاض الثورة، ومن يصنع هذه ربما يفعل
تلك.
هل في تقديرك الشخصي ربما تكون هناك علاقة ما بين الانتخابات التشريعية الأخيرة في مصر ومشهد جريمة كنيسة الإسكندرية؟
- طوال المدة التي أعقبت
حادثة الإسكندرية كنت أشعر أن المستفيد الأكبر من هذا الحادث هو النظام
المصري الذي كان قائما قبل أحداث 25 يناير/كانون الثاني، الانتخابات
البرلمانية والتشريعية الأخيرة لم تفاجئنا بسبب ما جرى فيها من تزوير، هناك
سبعة انتخابات حدثت في عهد مبارك وجميعها امتلأت تزويرا، وكان في أعقاب كل
انتخابات تحصل حالة من السخط ، ثم فجأة يظهر على السطح حادث ما يغطي على
أخبار الانتخابات وجرائم التزوير، هكذا كان السيناريو دائما وأبدا، دائما
كانت الحكومات تسعى لحدث يصرف أذهان الناس وألسنتهم عما حدث، بعد
الانتخابات الأخيرة طفت على السطح قضية التجسس الإسرائيلي على مصر لكن يبدو
أن هذا لم يكن كافيا، ولذلك جاءت حادثة الإسكندرية فصرفت فعلا أذهان
ملايين المصريين عن ما جرى في الانتخابات، لأن تلك الحادثة كانت جرحا نافذا
في نفوس وقلوب المصريين عن بكرة أبيهم مسلميهم قبل مسيحيهم، وقد استشعر
المسلمون على نحو خاص الخطر لأن طبيعة الجريمة لا تتفق مع الخصائص النفسية
للشعب المصري.
إلى أي حد ومد أظهرت ثورة 25
يناير تلاحما بين عنصري الأمة من الأقباط والمسلمين وأظهرت التضامن الحقيقي
ونزعت عن مصر فكرة الطائفية التي كانت تلاحقها في العقدين الأخيرين على
نحو خاص؟
- في حقيقة الأمر وفي أوج
ما كان يقال عن وجود احتقان طائفي بين الأقباط والمسلمين في مصر كنت أشعر
دائما في قرارة نفسي بأن الأمر لا يتجاوز سحابة صيف ستنقشع بأسرع وقت، ذلك
لأن هناك روابط حقيقية بين المصريين وبعضهم البعض، روابط الدم والتاريخ
والجغرافية، وأعتقد أن كل ما كان يقال من انعزال للأقباط أو انطواء لهم أو
سلبية وتفضيل الابتعاد عن العمل العام والسياسي منه على وجه خاص كان من
نتائج حكم الرئيس مبارك، ومن أسف قد لقي صدى عند بعض الأقباط والمسلمين على
حد سواء.
أما المشهد الغريب والعجيب
الذي أفرزته ثورة 25 يناير فتجلى في أن أي أحاديث عن تلك الاحتقانات قد زال
تلقائيا في أحداث حركة الشباب بل إن كنيسة واحدة في القاهرة لم تتعرض لأي
محاولة اعتداء كما أن كثيرا من شباب المسلمين قد وقفوا لحراسة الكنائس في
مصر على قلب رجل واحد وهذه هي صورة مصر الحقيقية لا المنحولة.
في الأسابيع الأخيرة ترددت
معلومات منسوبة إلى بعض مصادر الاستخبارات البريطانية تقول بأن وزير
الداخلية المصري حبيب العادلي ومن خلال تنظيم خاص سري كان يترأسه داخل
الوزارة هو السبب وراء الاعتداء على كنيسة الإسكندرية مؤخرا... هل يعقل هذا
الحديث؟
- هذا سيظهر من خلال
التحقيقات وسنعرف من الذي كان وراء هذا الحادث الإجرامي غير الإنساني، في
البداية كنا نستبعد أن يكون احد أجهزة الدولة هو من قام بهذا الاعتداء،
الدولة المصرية في يقين الجميع لم يكن لها أبدا أن تقوم على عمل مثل هذا،
وكانت أصابع الاتهام في بداية الأمر قد توجهت إلى إسرائيل أو القاعدة من
أجل إحداث خلل في البنية التحتية والعلاقات الاجتماعية بين المصريين، أيضا
كانت ثقافتي وتاريخي كمؤرخ يستبعد فرضية أن يكون جهاز الشرطة وراء مثل هذا
الحادث الإرهابي فالشرطة هدفها الرئيس منع الجريمة والقبض على المجرم...
لكن في حقيقة الأمر بعد ما جرى نهار 28 يناير/كانون الثاني.. بات هناك
الكثير من علامات الاستفهام فمن يسحب قوات الشرطة تماما من الشوارع ويفقد
المصريين أمنهم على حياتهم وممتلكاتهم وثرواتهم، ومن يطلق المساجين
والأشقياء من السجون، يمكن بحسب تفكيري الأولي أن يكون وراء ما جرى حتى
تمتلئ مصر فسادا ورعبا وخوفا من أجل إجهاض الثورة، ومن يصنع هذه ربما يفعل
تلك.
هل في تقديرك الشخصي ربما تكون هناك علاقة ما بين الانتخابات التشريعية الأخيرة في مصر ومشهد جريمة كنيسة الإسكندرية؟
- طوال المدة التي أعقبت
حادثة الإسكندرية كنت أشعر أن المستفيد الأكبر من هذا الحادث هو النظام
المصري الذي كان قائما قبل أحداث 25 يناير/كانون الثاني، الانتخابات
البرلمانية والتشريعية الأخيرة لم تفاجئنا بسبب ما جرى فيها من تزوير، هناك
سبعة انتخابات حدثت في عهد مبارك وجميعها امتلأت تزويرا، وكان في أعقاب كل
انتخابات تحصل حالة من السخط ، ثم فجأة يظهر على السطح حادث ما يغطي على
أخبار الانتخابات وجرائم التزوير، هكذا كان السيناريو دائما وأبدا، دائما
كانت الحكومات تسعى لحدث يصرف أذهان الناس وألسنتهم عما حدث، بعد
الانتخابات الأخيرة طفت على السطح قضية التجسس الإسرائيلي على مصر لكن يبدو
أن هذا لم يكن كافيا، ولذلك جاءت حادثة الإسكندرية فصرفت فعلا أذهان
ملايين المصريين عن ما جرى في الانتخابات، لأن تلك الحادثة كانت جرحا نافذا
في نفوس وقلوب المصريين عن بكرة أبيهم مسلميهم قبل مسيحيهم، وقد استشعر
المسلمون على نحو خاص الخطر لأن طبيعة الجريمة لا تتفق مع الخصائص النفسية
للشعب المصري.