هناك
شواهد كثيرة تعمل متكاتفة على صبغ ثورة 25 يناير بالصبغة الدينية، أم يا
ترى هى شواهد تظهر الوجه الحقيقى لها، وهو ما كان خافيا علينا نحن الأقباط.
ربنا يعلم.
بالأمس
القريب إختير السيد المستشار طارق البشرى الداعية الإسلامى المعروف لتعديل
بعض مواد بالدستور، واليوم دُعى الدكتور يوسف القرضاوى، مكفر المسيحية،
ليؤم الصلاة غدا بميدان التحرير.
يقول
النبأ بأن من يسمى "عبد الرحمن سمير"، عضو إئتلاف شباب 25 يناير، أنه تم
دعوة فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الإتحاد العالمى للمسلمين ليصلى يوم
الجمعة يميدان التحرير.
نريد أولا أن نعرف من هو عبد الرحمن سمير؟ وما هو تشكيل إئتلاف شباب 25 يناير؟ ومن كان السبب فى سقوط شعار "عاش الهلال مع الصليب"؟
لم
نسمع من د. يوسف القرضاوى، فى يوم من الأيام، بالدعوة للتعايش بين المسلم
والمسيحى الذى هو النداء الأول للثورة. يجاهر سيادته بأقوال يعاقب عليها
قانون العقوبات كما ذكرت السيدة "حنان بديع ساويرس" فى الأقباط الأحرار
بالأمس. ذكرت السيدة حنان، بان المادة 98 من قانون العقوبات والتى تنص على" أن يعاقب بالحبس أو بالغرامة كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأية وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الأجتماعى".
يجاهر سيادته أن "الإسلام دين الأنبياء جميعًا، لا دين غيره، وكل ما عداه من أديان، فهو ليس من السماء" وأن "الدين عند ألله هو الإسلام" أن "من يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه، وهو في الآخرة من الخاسرين".
ما يقوله سيادته إثارة الفتنه والإضرار بالوحدة الوطنية. وهو لازال دون عقاب أو على الأقل يمنع من إمامة صلاة علنية فى ميدان التحرير. واضح أن بعض من شباب الثورة يبيعونها للتطرف.
ألازال
القانون متغيبا. أليس من أهم الإجراءات التى كان يجب أن يقوم بها
المسؤولون هو منع الإعتداءات الدينية؟ أم أن "الطناش" سوف يستمر!
الأديان
خط أحمر، فكما لا نقبل إعتداء مسيحى على مبادئ الإسلام، كما يفعل بعضهم،
كذلك لا نقبل أن يقوم الشيخ القرضاوى بالإعتداء على إيماننا.
هل
نسيتم أنه كيف ظهرت سماحة الأقباط حين كانوا يحوطون علي أخواتهم المسلمين
أثناء الصلاه، وهل نسوا ما قاله الكاتب أحمد رجب حين قال "رأيت مسيحية تصب
الماء لشاب يتوضأ فى "التحرير" فتأكدت أن الثورة نجحت".
فهل هناك نية لسرقة علنية للثورة لصالح التطرف الدينى أم يا ترى كان هذا هو هدفها من الأصل. لقد بدأ الشك يدخل القلوب.
إقصد
من هذا الكلام أن ألفت النظر أن الإعتداء على كنيسة القديسيّن بالإسكندرية
فجر أول يوم من عام 2011 وكيف ظهرت عظمة مسلمى مصر حين تألموا لقتل 25 من
أشقائهم الأقباط بهذا العنف وهذه الفظاعة. أود أن أقول أن هذا اليوم كان
البداية الحقيقية لثورة 25 يناير.
وفى
هذا السياق، نحن أيضا، الأقباط،، يقع علينا اللوم. فلا زلنا مشغولين بمن
له الصدارة فى الدفاع عن قضية الأقباط، وبيننا من هو مشغول character assassination أى إغتيال سمعة آخرين، وكذلك لا زال بعضنا خائف أن يفصح عن شخصيته فيكتب مقال أو يعلق على مقال بإسم مستعار.
أخيرا، لنا رب أسمه الكريم كما نقول فى مصر. و "ربنا موجود" ويقول "ها
أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر". وفعلا تحقق قوله وبالحرف، إذ له
طرقا عجيبة. فمن كان يصدق أنه بعد حادث الإسكندرية وما أذيع أنه بتدبير
النظام القائم وكنا ننادى أيامها بسقوط وزير الداخلية فقط، من كان يصدق أن
يذهب النظام كله ... إلى حيث ذهب. الله له طرق عجيبة
المصدر
http://freecopts.net/arabic/2009-08-23-00-20-14/2009-08-23-00-25-54/9930------25-