سيف الإسلام : الحوار ، او خراب الدار
المحامية: فاطمة رجب الشافعي
المحامية: فاطمة رجب الشافعي
ما
اشبه الليلة بالبارحة ، إلا في إختلاف طفيف في شكل من خاطبنا ، او
بالأحرى هددنا. نفس نبرة الصوت الغاضبة المتوعدة بالويل وبالثبور ، وبالحرق
وبالدمار ، كوالده تماما . وجه خطابه الينا المستهلك ، والفارغ من محتواه ،
بمزيج من الإنفعال والغضب الذي كان يظهر على قسمات وجهه ، ويديه ، و(
وكوكته) التي زادت حدتها مع كل مرة رفع ذلك الاصبع في وجوهنا متوعداً ،
مبتدئاً خطابه بقول ان حديثه حديث نابع من القلب وباللغة العامية ليصل
بشكل اسهل ، في حين كان يقرأ من قصاصة ورق امامه ، اطال النظر اليها مرات ،
ليستجمع افكاره ، وكي لا ينسى وعيده وتخويفه لنا . فإن كان حديثه ، القلب
منبعه ، كان الاجدر ان يصل الى قلوبنا فيحل بالترحاب وبالإحترام ، على
العكس من ذلك جموع ابناء الشعب الليبي استقبلت تارة بالضحك عليه ، وتارة
اخرى بالبصق وبالأحذية التي تطايرت محاولة رطم وجهه ، ودفعت الشاشة
المسكينة للاجهزة المرئية الثمن لترهاته . يبدو ان حديثه كان نابعا من قلب
اسود مليء بالحقد وبالكراهية لشعبنا لينال هذا الجزاء ، بصق وضرب
وإستهزاء.
ويبدو من خطابه ان السيد سيف لازال اسير نظرية المؤامرة ، يبحث بجهد عن
الشواهد والاثار الدالة على ان الإنتفاضة ماهي الا مؤامرة من العدو ، سواء
كانوا معارضين ، إسلاميين ، او غيرهم ، بزعزة أمن البلاد وإستقرارها ،
وتخريب عقول الشباب . هي نفس النظرية التي يلجاء اليها الطغاة دوما ، سواء
في ليبيا ، او في اليمن ، وحين لجاء اليها رئيس تونس المخلوع ، ومن بعده
حسني مبارك قبل رحيله . نفس التهم حين تنهض الشعوب لتقرر مصيرها بتغيير
انظمتها الفاسدة . والحديث عن المؤامرات ، وحقيقتها ، ومساحتها ، وقوة
تأثيرها على عقولنا ، جعل منها مثل إسطوانة مشروخة مزعجة مملة مكررة ،
ومكررة حتى الملل . وإن كان العدو وراء هذه المؤامرة لماذا كان السيد سيف
غاطساً في العسل حتى اعطى العدو هذه الفرصة ، ولماذا لم يقم بسحب الورقة من
هذا العدو المتربص بنا ليكون بصالح شعبه فلا يبيعه ؟
اما محاولته توضيح أن والدته من البيضاء ووالده من وسط البلاد ، اي يعني ان
خواله براعصة ، ووالده قذافي ، مشيراً الى القبائل التي ينحدر منها ، في
محاولة لوضع شعار القبلية بمقدمة خطابه ، ليظهر بمظهر البطل القبلي ، الذي
يستطيع تخويفنا بقبائله، وان اللعب على ورقة القبلية قد ينجيه ، او ان
يجعل من ترهاته قابلة للتطبيق على ارض الواقع ، او ان الناس ستصدقه حين
يقول ان هناك من يريد تقسيم ليبيا . ناسيا ان الشعب الليبي اليوم ، قد تعدى
عصر القبلية ، وبات يشعر انهم ابناء وطن واحد تجمعهم نفس الحقوق ،
والواجبات ، تجاه وطنهم ، لعل اهمها تحرير الوطن من نظام والده وطرده من
السلطة ، بما فيها قبائله التي ينحدر منها ، قبيلة القذاذفة ، والبراعصة.
قضية الإنتفاضة في ليبيا ليست بسبب التقسيم ، وليس بسبب الإنفصال ، ولكن
بسبب الفساد ، والظلم ، والفقر ، والجهل ، والمرض . الشعب ثار شرقاً ،
وبالوسط ، وثار عليهم غرباً ، قبائل ليبيا كلها تعاضدت لطرده من الحكم ،
فعن اي قبلية وتقسيم يبقبق هذا الارعن؟ ليبيا كلها ثارت على نظام معمر
القذافي الفاسد . لأننا اصبحنا مواطنون دونما وطن ، القضية اننا بتنا نرى
خيرات بلادنا تصرف عليك وعلى اخوتك وعائلتك فقط ، وعلى نظام والدك الذي
نصب من نفسه ملك ملوك ، لا تجري به نقطة دم واحدة ، فبات (مسخ) بدون إحساس ،
حين صار شيطان وليس من البشر .....
تحدث سيف الإسلام عن الخطر الذي سيتعرض له الليبيون ، ولنا ان نسأله ماذا
عن الخطر الذي تعرضنا اليه بأرواحنا ، وممتلكاتنا طوال العقود الاربع
الماضية ، ونتعرض اليه اليوم على يد قوات الردع ، واللجان الثورية ، وقوات
الجيوش والمرتزقة التي تم إستيرادها بأموالنا لتصفيتنا وهلاكنا ؟ فماذا
تسمى ذلك ، إن لم يكن خطراً ، فهل هو مجرد دعابة سمجة من دعابات والدك ؟
هذه الجيوش التي تظهر اليوم علينا متنصلاً من مسؤولية مجازرها ، قائلا انهم
عمالة أجنبية تم تجنيدها لإحداث الشغب والقتل . ايها الجاهل والتافه الذي
لم يستفد من حرف داله (د) ، هل تعتقد بأن قولك وإدعائك هذا سينجيكم من
الملاحقة الجنائية من جرائم الحرب التي ارتكبتموها في حق الشعب الليبي ؟ هل
تعتقد انك بمنجاة من المحكمة الجنائية الدولية ، حين تعلنون الحرب على شعب
اعزل من السلاح ، يتظاهر سلميا ، مطالباً بالتغيير ؟ تقتلون وتذبحون
الرجال والنساء والاطفال وتروعونهم ، بدون وجه حق ؟ حتى المصلون لم ينجو من
رصاصكم ، وتقول انها عمالة اجنبية صار توظيفها لإحداث الجرائم . هل تنسى
ان كل شيء تم توثيقه صوت وصورة؟ من تخدع نفسك ام نحن ام المجتمع الدولي ؟
ويتحدث ايضاً عن الإصلاح ، الذي كفر به الصلاح ، الذين دعينا لصلاح حالهم ،
فأستجاب الله سبحانه وتعالى لنا ، فعاد جميع من انخرط بذلك الطريق الملتوي
ادراجهم وهم يعضون ايديهم من الندم ، لإنجرارهم وراء أكاذيبك وحيلك
السخيفة ، كسخافة حديثك هذا ،لانهم بكل بساطة لم يجدو للإصلاح قواعد يستند
عليها ، فلا قانون ، ولا دستور ، ولا إعلام حر نزيه ، ولا شفافية ولاحرية ،
ولا يحزنون ، فعن اي إصلاح تتحدث ايها المفسد الذي تربى واينع بأفسد بيئة
احتضنته . ليصل الى إتهام وسائل الإعلام بإحداث الشغب واشعاله ، قاصدا
قناة الجزيرة ، والسؤال هنا بسيط جداً ، لماذا لم تسمح ايها المصلح بدخول
وسائل الإعلام ، لتغطية المؤامرة التي تتحدث عنها لتكشفها للعالم أجمع
وبصورة مباشرة ليكون العالم بصالحك، ولماذا التعتيم الإعلامي عن حركة
الإنتفاضة ؟
ثم يأتي الى نقطة أن اولاد اللاجئين، والفارين من مقاصل ومشانق والده ،
والقاطنون بالخارج ، يدرسون بالمدارس الأجنبية ، ويتحصلون على تعليمهم
الراقي بتلك الدول ، في حين ان أولاد ليبيا يتلقون تعليمهم بليبيا ، فهل
يؤكد السيد سيف ان التعليم في ليبيا متدني ، وفاشل ؟ واين تحصل هو على
تعليمه وشهادته الراقية ، اهي من ليبيا ، ام من الدول الأجنبية التي سافر
اليها بنموره المدللة ، كي يشتري تعليمه بأموال الشعب الليبي وليُنادي اسمه
فقط مسبوقا بحرف (د) كنوع من الزينة ؟ ومن المسؤول عن تدني التعليم في
ليبيا سوى والده ؟
وبدون ان يدري هذا التافه يقوم بتهديدنا بأمريكا وبالغرب ، فيصرح بدون حياء
ان أمريكا والغرب لن يسمحا بأن يكون النفط في يد غير يده ويد والده ،
وانهم لن يتركوا ليبيا لقمة سائغة لمن يريدها ، وإن كانت هذه في حد ذاتها
إعتراف بعمالته وعمالة والده معمر ابن رزالا القذافي ، لهذه الجهات
وتفسيراً لما نراه من غض البصر ، عن تجاوزات نظامهم القمعي والذي قتل ونكل
بالشعب الليبي ، على هذا الشكل التعسفي ، الذي وصل الى حد إعلان حالة
الحرب على الشعب الأعزل . ليتطور التهديد الى حد قوله ، بأنه سيحرق النفط ،
وسيدمر ليبيا ، والى اننا سنتعرض الى تهديد الجيش ، والإسلاميين ،
والتقسيم ، وبحرق الغاز ، وما اليها من كوارث تعبت من حصرها ، اثناء حديثه .
لقد اضعت يا سيد سيف انت وابيك ونظامكم الفاسد ، ليبيا . الشعب الليبي
اليوم يحترق ، ويموت ، وتتكدس جثثه بالشوراع بالالاف وليس (84) شهيدا ً كما
صرحت ، ويصل الى وضع ليس لديه ما يخسره ، فالموت والشهادة او التحرير ،
هذا ما صمم عليه الشعب الليبي ، وليس هناك من خطر سوى خطر ان تبقى انت
ونظام والدك المعتوه بنفس المكان . تخرج البارحة علينا ، وانت من تسبب في
وصولنا الى هذه الحالة لتتحدث عن الإصلاح وتريدنا ان نبداء عهداً جديداً ؟
اليوم يا سيف معمر القذافي ، ليس امامك سوى خيارين قررهما الشعب ، إما ان
ترحل حيا وسنلاحقك قانونيا ً ، او ان تعلق على اعمدة الشوراع ، وفي كلتا
الحالتين انت في وضع بت لا تملك ان ترفع ذلك الأصبع متوعدا لشعب ارقى منك
قيمة وعلما ومكانة ونفعا . كفى والدك قائدا كذابا دجالا . كفاكم سرقة
ونهباً ، كفاكم ظلما وعدواناً .
كفاكم تقتيلاً وتشريداً ، كفاكم سجنا وإعتقالاً . كفاكم فلقد سئمناكم وما
عدنا نريد رؤيتكم او حتى سماع صوتكم ، او ترديد اسماءكم .كفاك توعد
بالمستحيل ، وتقلب الحقيقة الى زيف جميل ، والكرامة في نظرك ما هي الا ذل
طويل . ارحل مع والديك الى الجحيم ، والجريمة ترفرف فوق كتفيك ، ودم
الابرياء بيديك ،ارحل حاملا الجهل ، والفقر ، والمرض خفا بقدميك ،أرحل
فليبيا ما عادت تستحمل خرابها على راحتيك . ارحل فليبيا تاجا نحمله فوق
رؤسنا وقد باتت قزما لديك ارحل فما بتنا ايها الصعلوك نهفو اليك . الشعب
الليبي لن يترك ليبيا وشعبها ، لقمة سائغة لكم تنهشون لحمها ليلا نهارا .
الشعب الليبي قرر ان يتخلص من حكم الطاغية وكان له ما اراد ، لانه أراد
الحياة ، واليوم أستجاب له القدر . ولن نعود أدراجنا مهما حاولت ، والسلاح
بيننا وبينك كما قلت ، الشعب الليبي تراه يموت بالشوارع بالمئات ، وتعرف
جيدا ان التهديد بالسلاح وبالموت لن يرهبه ، انت من يخاف ، ويهاب الموت ،
لان من يهدد بإستعمال القوة لفرض ارائه ونفسه ، ومن يفعل ذلك إنما هو جبان
ضعيف رعديد ، وهذا هو أنت الا لعنة الله عليك .........
المحامية فاطمة رجب الشافعي
2/21/11
اشبه الليلة بالبارحة ، إلا في إختلاف طفيف في شكل من خاطبنا ، او
بالأحرى هددنا. نفس نبرة الصوت الغاضبة المتوعدة بالويل وبالثبور ، وبالحرق
وبالدمار ، كوالده تماما . وجه خطابه الينا المستهلك ، والفارغ من محتواه ،
بمزيج من الإنفعال والغضب الذي كان يظهر على قسمات وجهه ، ويديه ، و(
وكوكته) التي زادت حدتها مع كل مرة رفع ذلك الاصبع في وجوهنا متوعداً ،
مبتدئاً خطابه بقول ان حديثه حديث نابع من القلب وباللغة العامية ليصل
بشكل اسهل ، في حين كان يقرأ من قصاصة ورق امامه ، اطال النظر اليها مرات ،
ليستجمع افكاره ، وكي لا ينسى وعيده وتخويفه لنا . فإن كان حديثه ، القلب
منبعه ، كان الاجدر ان يصل الى قلوبنا فيحل بالترحاب وبالإحترام ، على
العكس من ذلك جموع ابناء الشعب الليبي استقبلت تارة بالضحك عليه ، وتارة
اخرى بالبصق وبالأحذية التي تطايرت محاولة رطم وجهه ، ودفعت الشاشة
المسكينة للاجهزة المرئية الثمن لترهاته . يبدو ان حديثه كان نابعا من قلب
اسود مليء بالحقد وبالكراهية لشعبنا لينال هذا الجزاء ، بصق وضرب
وإستهزاء.
ويبدو من خطابه ان السيد سيف لازال اسير نظرية المؤامرة ، يبحث بجهد عن
الشواهد والاثار الدالة على ان الإنتفاضة ماهي الا مؤامرة من العدو ، سواء
كانوا معارضين ، إسلاميين ، او غيرهم ، بزعزة أمن البلاد وإستقرارها ،
وتخريب عقول الشباب . هي نفس النظرية التي يلجاء اليها الطغاة دوما ، سواء
في ليبيا ، او في اليمن ، وحين لجاء اليها رئيس تونس المخلوع ، ومن بعده
حسني مبارك قبل رحيله . نفس التهم حين تنهض الشعوب لتقرر مصيرها بتغيير
انظمتها الفاسدة . والحديث عن المؤامرات ، وحقيقتها ، ومساحتها ، وقوة
تأثيرها على عقولنا ، جعل منها مثل إسطوانة مشروخة مزعجة مملة مكررة ،
ومكررة حتى الملل . وإن كان العدو وراء هذه المؤامرة لماذا كان السيد سيف
غاطساً في العسل حتى اعطى العدو هذه الفرصة ، ولماذا لم يقم بسحب الورقة من
هذا العدو المتربص بنا ليكون بصالح شعبه فلا يبيعه ؟
اما محاولته توضيح أن والدته من البيضاء ووالده من وسط البلاد ، اي يعني ان
خواله براعصة ، ووالده قذافي ، مشيراً الى القبائل التي ينحدر منها ، في
محاولة لوضع شعار القبلية بمقدمة خطابه ، ليظهر بمظهر البطل القبلي ، الذي
يستطيع تخويفنا بقبائله، وان اللعب على ورقة القبلية قد ينجيه ، او ان
يجعل من ترهاته قابلة للتطبيق على ارض الواقع ، او ان الناس ستصدقه حين
يقول ان هناك من يريد تقسيم ليبيا . ناسيا ان الشعب الليبي اليوم ، قد تعدى
عصر القبلية ، وبات يشعر انهم ابناء وطن واحد تجمعهم نفس الحقوق ،
والواجبات ، تجاه وطنهم ، لعل اهمها تحرير الوطن من نظام والده وطرده من
السلطة ، بما فيها قبائله التي ينحدر منها ، قبيلة القذاذفة ، والبراعصة.
قضية الإنتفاضة في ليبيا ليست بسبب التقسيم ، وليس بسبب الإنفصال ، ولكن
بسبب الفساد ، والظلم ، والفقر ، والجهل ، والمرض . الشعب ثار شرقاً ،
وبالوسط ، وثار عليهم غرباً ، قبائل ليبيا كلها تعاضدت لطرده من الحكم ،
فعن اي قبلية وتقسيم يبقبق هذا الارعن؟ ليبيا كلها ثارت على نظام معمر
القذافي الفاسد . لأننا اصبحنا مواطنون دونما وطن ، القضية اننا بتنا نرى
خيرات بلادنا تصرف عليك وعلى اخوتك وعائلتك فقط ، وعلى نظام والدك الذي
نصب من نفسه ملك ملوك ، لا تجري به نقطة دم واحدة ، فبات (مسخ) بدون إحساس ،
حين صار شيطان وليس من البشر .....
تحدث سيف الإسلام عن الخطر الذي سيتعرض له الليبيون ، ولنا ان نسأله ماذا
عن الخطر الذي تعرضنا اليه بأرواحنا ، وممتلكاتنا طوال العقود الاربع
الماضية ، ونتعرض اليه اليوم على يد قوات الردع ، واللجان الثورية ، وقوات
الجيوش والمرتزقة التي تم إستيرادها بأموالنا لتصفيتنا وهلاكنا ؟ فماذا
تسمى ذلك ، إن لم يكن خطراً ، فهل هو مجرد دعابة سمجة من دعابات والدك ؟
هذه الجيوش التي تظهر اليوم علينا متنصلاً من مسؤولية مجازرها ، قائلا انهم
عمالة أجنبية تم تجنيدها لإحداث الشغب والقتل . ايها الجاهل والتافه الذي
لم يستفد من حرف داله (د) ، هل تعتقد بأن قولك وإدعائك هذا سينجيكم من
الملاحقة الجنائية من جرائم الحرب التي ارتكبتموها في حق الشعب الليبي ؟ هل
تعتقد انك بمنجاة من المحكمة الجنائية الدولية ، حين تعلنون الحرب على شعب
اعزل من السلاح ، يتظاهر سلميا ، مطالباً بالتغيير ؟ تقتلون وتذبحون
الرجال والنساء والاطفال وتروعونهم ، بدون وجه حق ؟ حتى المصلون لم ينجو من
رصاصكم ، وتقول انها عمالة اجنبية صار توظيفها لإحداث الجرائم . هل تنسى
ان كل شيء تم توثيقه صوت وصورة؟ من تخدع نفسك ام نحن ام المجتمع الدولي ؟
ويتحدث ايضاً عن الإصلاح ، الذي كفر به الصلاح ، الذين دعينا لصلاح حالهم ،
فأستجاب الله سبحانه وتعالى لنا ، فعاد جميع من انخرط بذلك الطريق الملتوي
ادراجهم وهم يعضون ايديهم من الندم ، لإنجرارهم وراء أكاذيبك وحيلك
السخيفة ، كسخافة حديثك هذا ،لانهم بكل بساطة لم يجدو للإصلاح قواعد يستند
عليها ، فلا قانون ، ولا دستور ، ولا إعلام حر نزيه ، ولا شفافية ولاحرية ،
ولا يحزنون ، فعن اي إصلاح تتحدث ايها المفسد الذي تربى واينع بأفسد بيئة
احتضنته . ليصل الى إتهام وسائل الإعلام بإحداث الشغب واشعاله ، قاصدا
قناة الجزيرة ، والسؤال هنا بسيط جداً ، لماذا لم تسمح ايها المصلح بدخول
وسائل الإعلام ، لتغطية المؤامرة التي تتحدث عنها لتكشفها للعالم أجمع
وبصورة مباشرة ليكون العالم بصالحك، ولماذا التعتيم الإعلامي عن حركة
الإنتفاضة ؟
ثم يأتي الى نقطة أن اولاد اللاجئين، والفارين من مقاصل ومشانق والده ،
والقاطنون بالخارج ، يدرسون بالمدارس الأجنبية ، ويتحصلون على تعليمهم
الراقي بتلك الدول ، في حين ان أولاد ليبيا يتلقون تعليمهم بليبيا ، فهل
يؤكد السيد سيف ان التعليم في ليبيا متدني ، وفاشل ؟ واين تحصل هو على
تعليمه وشهادته الراقية ، اهي من ليبيا ، ام من الدول الأجنبية التي سافر
اليها بنموره المدللة ، كي يشتري تعليمه بأموال الشعب الليبي وليُنادي اسمه
فقط مسبوقا بحرف (د) كنوع من الزينة ؟ ومن المسؤول عن تدني التعليم في
ليبيا سوى والده ؟
وبدون ان يدري هذا التافه يقوم بتهديدنا بأمريكا وبالغرب ، فيصرح بدون حياء
ان أمريكا والغرب لن يسمحا بأن يكون النفط في يد غير يده ويد والده ،
وانهم لن يتركوا ليبيا لقمة سائغة لمن يريدها ، وإن كانت هذه في حد ذاتها
إعتراف بعمالته وعمالة والده معمر ابن رزالا القذافي ، لهذه الجهات
وتفسيراً لما نراه من غض البصر ، عن تجاوزات نظامهم القمعي والذي قتل ونكل
بالشعب الليبي ، على هذا الشكل التعسفي ، الذي وصل الى حد إعلان حالة
الحرب على الشعب الأعزل . ليتطور التهديد الى حد قوله ، بأنه سيحرق النفط ،
وسيدمر ليبيا ، والى اننا سنتعرض الى تهديد الجيش ، والإسلاميين ،
والتقسيم ، وبحرق الغاز ، وما اليها من كوارث تعبت من حصرها ، اثناء حديثه .
لقد اضعت يا سيد سيف انت وابيك ونظامكم الفاسد ، ليبيا . الشعب الليبي
اليوم يحترق ، ويموت ، وتتكدس جثثه بالشوراع بالالاف وليس (84) شهيدا ً كما
صرحت ، ويصل الى وضع ليس لديه ما يخسره ، فالموت والشهادة او التحرير ،
هذا ما صمم عليه الشعب الليبي ، وليس هناك من خطر سوى خطر ان تبقى انت
ونظام والدك المعتوه بنفس المكان . تخرج البارحة علينا ، وانت من تسبب في
وصولنا الى هذه الحالة لتتحدث عن الإصلاح وتريدنا ان نبداء عهداً جديداً ؟
اليوم يا سيف معمر القذافي ، ليس امامك سوى خيارين قررهما الشعب ، إما ان
ترحل حيا وسنلاحقك قانونيا ً ، او ان تعلق على اعمدة الشوراع ، وفي كلتا
الحالتين انت في وضع بت لا تملك ان ترفع ذلك الأصبع متوعدا لشعب ارقى منك
قيمة وعلما ومكانة ونفعا . كفى والدك قائدا كذابا دجالا . كفاكم سرقة
ونهباً ، كفاكم ظلما وعدواناً .
كفاكم تقتيلاً وتشريداً ، كفاكم سجنا وإعتقالاً . كفاكم فلقد سئمناكم وما
عدنا نريد رؤيتكم او حتى سماع صوتكم ، او ترديد اسماءكم .كفاك توعد
بالمستحيل ، وتقلب الحقيقة الى زيف جميل ، والكرامة في نظرك ما هي الا ذل
طويل . ارحل مع والديك الى الجحيم ، والجريمة ترفرف فوق كتفيك ، ودم
الابرياء بيديك ،ارحل حاملا الجهل ، والفقر ، والمرض خفا بقدميك ،أرحل
فليبيا ما عادت تستحمل خرابها على راحتيك . ارحل فليبيا تاجا نحمله فوق
رؤسنا وقد باتت قزما لديك ارحل فما بتنا ايها الصعلوك نهفو اليك . الشعب
الليبي لن يترك ليبيا وشعبها ، لقمة سائغة لكم تنهشون لحمها ليلا نهارا .
الشعب الليبي قرر ان يتخلص من حكم الطاغية وكان له ما اراد ، لانه أراد
الحياة ، واليوم أستجاب له القدر . ولن نعود أدراجنا مهما حاولت ، والسلاح
بيننا وبينك كما قلت ، الشعب الليبي تراه يموت بالشوارع بالمئات ، وتعرف
جيدا ان التهديد بالسلاح وبالموت لن يرهبه ، انت من يخاف ، ويهاب الموت ،
لان من يهدد بإستعمال القوة لفرض ارائه ونفسه ، ومن يفعل ذلك إنما هو جبان
ضعيف رعديد ، وهذا هو أنت الا لعنة الله عليك .........
المحامية فاطمة رجب الشافعي
2/21/11