النخـاع العظمـي ( Bone marrow ) و خلايا المنشأ ( Stem cells )
النخاع العظمي هو النسيج الإسفنجي اللين، و المسمى بالنخاع الأحمر، و المتواجد داخل جزء العظام المعروف بالعظم الإسفنجي ، و الذي تتمثل وظيفته الأساسية في إنتاج خلايا الدم، و يتكون من خلايا متحولة ( تتحول إلى خلايا دموية أي مولدة لمكونات الدم hematopoietic cells )، و خلايا دهنية، و أنسجة تساعد على نمو خلايا الدم.
و تسمى الخلايا المتحولة في بداية التكوين ( الأولية ) بالخلايا الأرومية أو خلايا المنشأ ( Stem cells)، و هي تقوم بالانقسام الذاتي بشكل مستمر لتتكاثر، منتجة لخلايا منشأ جديدة، يبقى جزء منها على حاله كخلايا إنشائية مولدة تواصل التكاثر بينما يتوقف الجزء الآخر عن التكاثر و يمر بسلسلة من التحولات و الانقسامات التراكمية و مراحل تطور متعاقبة، لينضج متحولا إلى خلايا الدم المختلفة ( كريات الدم البيضاء و الحمراء و الصفائح الدموية )، و التي بدورها تواصل مراحل نموها و نضجها داخل النخاع قبل الانتقال إلى الدورة الدموية لتأدية وظائفها، ( و تواصل بعض من خلايا الكريات البيضاء المعروفة بالليمفاوية النمو الكامل بالغدد الليمفاوية و الطحال و الغدة الصعترية )، و يوجد النخاع العظمي في كل العظام تقريبا عند الأطفال الرُضّع، بينما و قبيل سن البلوغ، يتركز غالبا في العظام المسطحة، مثل عظم الجمجمة، و الأكتاف، و الضلوع، و عظام الحوض، و مفاصل الذراعين و الرجلين.
و تأتي الحاجة إلى إجراء عمليات زرع نُقى النخاع العظمي (Bone marrow transplant أو زرع نُقى العظم ) و زرع خلايا المنشأ المولِدة ( Stem cells transplant ) حين يصبح النخاع العظمي عاجزا عن أداء وظائفه و إنتاج خلايا الدم ، سواء نتيجة تضرره بسبب من السرطان نفسه ( الذي يجعله إما منتجا لخلايا ورمية شاذة أو منتجا لأعداد ضئيلة من خلايا الدم )، أو جرّاء تأثيرات العقاقير الكيماوية و العلاج الإشعاعي الشديدة على النخاع، فقد يستلزم الأمر للقضاء على الخلايا السرطانية، خصوصا عند أورام الدم و الأورام الليمفاوية و بعض الأورام الصلبة، إتباع برامج علاجية قوية و بجرعات مكثفة تؤدي إلى تدمير و إحباط النخاع و فقده المقدرة على أداء وظائفه، و من هنا تستهدف عمليات الزرع استبدال خلايا المنشأ بالنخاع المصاب بالسرطان، أو المُحبط بالعلاجات، بخلايا سليمة و معافاة قادرة على النمو و التكاثر و إنتاج خلايا الدم.
و تجدر الإشارة إلى أن عمليات الزرع أستخدمت بداية بصفة تجريبية لمعالجة الأشخاص ممن تعرضوا للإشعاع نتيجة حوادث نووية، و من ثم تبين أنها ناجعة في معالجة الأورام المختلفة، كما نشير إلى أن الزراعة عملية مكثفة و متعددة الجوانب و يطال تأثيرها كل أعضاء الجسم، و ذات تعقيدات كثيرة و مضاعفات و مخاطر عالية، فقد نفقد المريض رغم نجاح عملية الزرع بشكل تام، و التي تعتمد على عوامل متعددة، مثل عمر المريض و حالته الجسدية العامة و نوع الورم و مرحلته، و ليس ثمة ضمانات أو تكهنات عن النجاح أو الفشل، رغم ارتفاع معدلات نجاح الزرع خصوصا لدى الأطفال.
مصادر خلايا المنشا ( Stem cells )
تُجمع خلايا المنشأ من النخاع العظمي و من الدورة الدموية و حديثاً تُجمع من الحبل السُري للمواليد.
من النخـاع العـظمي
يُعتبر النخاع العظمي المصدر الرئيسي لعمليات زرع خلايا المنشأ، و تسمى عملية استخلاص النخاع و جمعه بالحصاد أو الجَنـي ( Harvesting ) و تُجرى عادة تحت التخدير العام للمتبرع، الذي بدوره يخضع لجُملة من التحاليل و الفحوصات المخبرية، للتأكد من مستوى صحته العامة و على الأخص بطبيعة الحال التأكد من خلوّه من الأمراض المعدية، و خصوصا خلوّ الدم من الفيروسات المُعدية مثل فيروس الإيدز أو فيروس الالتهاب الكبدي، و يتم جمع حوالي لتر واحد من نقى النخاع العظمي مباشرة من عظم الورك باستخدام إبرة خاصة و تحت التعقيم التام، ( و بطبيعة الحال تتناسب الكمية التي يتم جمعها و حجم المريض المتلقي، إذ يحتاج البالغين إلى كمية اكبر مما يحتاجه الأطفال )، و لا تستغرق هذه العملية عادة أكثر من ساعة واحدة، و يقوم جسم المتبرع بتعويض الكمية المستخلصة بسرعة كبيرة نظرا لقلتها، كما أنه من المعتاد سحب وحدة من دم المتبرع قبل فترة أسبوع من العملية، و من ثم نقلها إليه عقب تبرعه لتعويض النقص، و يُغادر المتبرع المستشفى عادة في اليوم التالي، دون أية مضاعفات سوى الشعور ببعض الإرهاق المؤقت.
و عقب الجمع يتم إجراء عمليات فصل لمركبات الدم و شوائب العظام من النخاع، و من ثم يُحفظ في عبوات خاصة، و يتم انتقاء و جمع خلايا المنشأ على حدة، و تُحقن بدورها مع بعض الخلايا المنتقاة للمتلقي خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة، و الجدير بالذكر أنه يمكن حفظ النخاع لسنوات إن دعت الضرورة، و ذلك بوضعه في مواد حافظة خاصة و تجميده باستخدام النيتروجين السائل لإبقاء خلايا المنشأ حية، و يُستفاد من هذه الطريقة خصوصا حين يتم جمع النخاع من المريض نفسه، و ذلك باستخلاصه بين دورتي علاج عند تحقيق الاستقرار و الخلو من الخلايا المتسرطنة، ليتسنى إعادته إن حدث أي انتكاس مستقبلا.
من الدورة الدمـوية
تتواجد بالدورة الدموية أعداد قليلة من خلايا المنشأ، و تسمى في هذه الحال بخلايا المنشأ المحيطية أو الدورية
( peripheral stem cells ) و هي غير كافية للجنيّ عادة لدى المرضى، و يصبح استخدامها للزرع عمليا عند توفر إمكانية حثّ النخاع العظمي لدى المريض على إفرازها داخل الدورة الدموية بكميات كافية، و ثمة عدة طرق لذلك، منها استخدام محفزات النماء المساعدة ( Growth factors ) منفردة بحقنها تحت الجلد، أو بإضافة جرعة صغيرة من العقاقير الكيماوية.
بينما عند جمع خلايا المنشأ الدورية من متبرعين، يتم جمعها من الدورة الدموية للمتبرع و ذلك بتمرير الدم عبر آلة تصفية خاصة تقوم بفصل هذه الخلايا عن خلايا الدم الأخرى، و تُعيد الدم إلى الدورة الدموية بنفس الوقت، و تستغرق هذه العملية عادة بين ساعة إلى ساعتين لجلستين متعاقبتين خلال يومين، و هي عملية آمنة و غير مؤلمة و لا تحتاج إلى تخدير، و دون أية مخاطر للعدوى حيث تستخدم جميع الأنابيب و التوصيلات لمرة واحدة فحسب.
و من جهة أخرى يقضى معظم المرضى عقب زراعة خلايا المنشأ الدورية وقتا أقل بالمستشفى، و تنخفض بينهم نسبة حدوث تعقيدات و مضاعفات الزرع، إذ أن تعدادات كريات الدم البيضاء و الصفائح الدموية تعود إلى الكمّ العادي بسرعة أكبر.
من الحبل السُري للمـواليد (Umbilical cord )
يحتوي الحبل السُري للمواليد على أعداد هائلة من خلايا المنشأ، و تجرى الدراسات الطبية بُغية استخدامها في عمليات الزرع، و من المؤمل أن تنخفض مخاطر مضاعفات الزرع أو حدوث الرفض حيث لم تتعرض مثل هذه الخلايا للمؤثرات الخارجية، و نشير إلى أن اغلب عمليات الزرع من هذا المصدر تم إجراؤها لأطفال أشقاء للمواليد المتبرعين، و لا تزال البحوث جارية لاستخدام هذا المصدر اللامتناهي لدى المرضى البالغين و للمرضى دون قرابة، مما قد يحل مشكلة إيجاد المتبرع المطابق.
أنواع عمليات الزرع
الزرع الـذاتي ( Autologous )
يمكن استخدام النخاع العظمي أو خلايا المنشأ الدورية للمريض نفسه لدى بعض الحالات، و من الشروط الواجب توفرها هنا أن يكون تعداد خلايا المنشأ السليمة كافياً للزرع، و أن يكون المريض في حالة الاستقرار و الخلو من الخلايا الورمية بنسبة كبيرة، و تتم عمليات الزرع الذاتي بأن تُجني خلايا المنشأ و تُعالج بدقة للقضاء على الخلايا الورمية المتبقية بعملية تطهير كامل، و من ثم تُعاد للجسم، ( و في هذه الحال لا توجد مخاطر الرفض عملياً )، و تتم عمليات التطهير بإتباع إحدى طريقتين، إما باستخدام الأدوية و مضادات الجسيمات الغريبة ( أو الضِدّات antibodies ) الخاصة لعزل خلايا المنشأ و من ثم إعادتها مخصبة إلى الجسم و هي تُعرف بطريقة الانتقاء الإيجابي، أو باستخدام مضادات الجسيمات ضد الخلايا الورمية و إزالتها من النخاع المستخلص و من ثم تُعاد خلايا المنشأ إلى الجسم، و هذه تُعرف بطريقة الانتقاء السلبي، و قد ساعدت التطورات الحديثة في التحاليل و الفحوصات المخبرية، و التي يمكنها التحديد الدقيق للأعداد الضئيلة المتبقية من الخلايا السرطانية في الاستفادة القصوى من عملية التطهير.
الزرع المُـثلي أو زرع الأنساب ( Allogeneic ) :
تسمى أنواع الزرع حيث يأتي النخاع من غير المريض أي من متبرعين بعمليات زرع مُثلي أو نَسَبي أو سُلالي، و يعتمد نجاح هذا الزرع على تطابق الأنسجة سالف الذكر، حيث تحمل جميع أنسجة الجسم شفرات وراثية تحدد لجهاز المناعة هوية النسيج أو الخلايا إن كانت ذاتية أو غريبة ( مثل البكتيريا )، و يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا المنشأ المزروعة و يرفضها ما لم تكن ذات نسيج مطابق كلياً أو جزئياً، كما قد يحدث العكس أي التفاعل المناعي للخلايا المزروعة ضد أنسجة جسم المتلقي.
و يُعد الشقيق التؤام المتماثل متبرعا مثاليا، و إن كان زرع التوائم نادرا، و لا توجد أية مشاكل من ناحية التفاعل المناعي في مثل هذه الحال، و إن كان الزرع قد يفشل لأسباب أخرى بطبيعة الحال، و المتبرع الأفضل التالي هو الأخ الشقيق المطابق كلياً سواءاً كان ذكرا أم أنثى، و تبلغ نسبة الفرصة في وجود هذا المتبرع 1 : 4 عادة حسب متوسط حجم العائلات .
أما بالنسبة للمتبرع غير ذي القربى، فقد يتواجد متبرع ذو نسيج مطابق يحمل نفس الشفرات المطلوبة، أو قد يتم التغاضي عن عدم مطابقة بعض الشفرات عند الاضطرار لعدم وجود متبرع مطابق بشكل كامل، و نشير إلى وجود عدة بنوك للدم في العالم تقوم بتسجيل ملايين المتبرعين و تحتفظ بتحاليل الأنسجة الخاصة بهم بسجلاتها، مما يمكّن من إيجاد المتبرع المطابق غير ذي القربى عند عدم توفره بمحيط العائلة.
النخاع العظمي هو النسيج الإسفنجي اللين، و المسمى بالنخاع الأحمر، و المتواجد داخل جزء العظام المعروف بالعظم الإسفنجي ، و الذي تتمثل وظيفته الأساسية في إنتاج خلايا الدم، و يتكون من خلايا متحولة ( تتحول إلى خلايا دموية أي مولدة لمكونات الدم hematopoietic cells )، و خلايا دهنية، و أنسجة تساعد على نمو خلايا الدم.
و تسمى الخلايا المتحولة في بداية التكوين ( الأولية ) بالخلايا الأرومية أو خلايا المنشأ ( Stem cells)، و هي تقوم بالانقسام الذاتي بشكل مستمر لتتكاثر، منتجة لخلايا منشأ جديدة، يبقى جزء منها على حاله كخلايا إنشائية مولدة تواصل التكاثر بينما يتوقف الجزء الآخر عن التكاثر و يمر بسلسلة من التحولات و الانقسامات التراكمية و مراحل تطور متعاقبة، لينضج متحولا إلى خلايا الدم المختلفة ( كريات الدم البيضاء و الحمراء و الصفائح الدموية )، و التي بدورها تواصل مراحل نموها و نضجها داخل النخاع قبل الانتقال إلى الدورة الدموية لتأدية وظائفها، ( و تواصل بعض من خلايا الكريات البيضاء المعروفة بالليمفاوية النمو الكامل بالغدد الليمفاوية و الطحال و الغدة الصعترية )، و يوجد النخاع العظمي في كل العظام تقريبا عند الأطفال الرُضّع، بينما و قبيل سن البلوغ، يتركز غالبا في العظام المسطحة، مثل عظم الجمجمة، و الأكتاف، و الضلوع، و عظام الحوض، و مفاصل الذراعين و الرجلين.
و تأتي الحاجة إلى إجراء عمليات زرع نُقى النخاع العظمي (Bone marrow transplant أو زرع نُقى العظم ) و زرع خلايا المنشأ المولِدة ( Stem cells transplant ) حين يصبح النخاع العظمي عاجزا عن أداء وظائفه و إنتاج خلايا الدم ، سواء نتيجة تضرره بسبب من السرطان نفسه ( الذي يجعله إما منتجا لخلايا ورمية شاذة أو منتجا لأعداد ضئيلة من خلايا الدم )، أو جرّاء تأثيرات العقاقير الكيماوية و العلاج الإشعاعي الشديدة على النخاع، فقد يستلزم الأمر للقضاء على الخلايا السرطانية، خصوصا عند أورام الدم و الأورام الليمفاوية و بعض الأورام الصلبة، إتباع برامج علاجية قوية و بجرعات مكثفة تؤدي إلى تدمير و إحباط النخاع و فقده المقدرة على أداء وظائفه، و من هنا تستهدف عمليات الزرع استبدال خلايا المنشأ بالنخاع المصاب بالسرطان، أو المُحبط بالعلاجات، بخلايا سليمة و معافاة قادرة على النمو و التكاثر و إنتاج خلايا الدم.
و تجدر الإشارة إلى أن عمليات الزرع أستخدمت بداية بصفة تجريبية لمعالجة الأشخاص ممن تعرضوا للإشعاع نتيجة حوادث نووية، و من ثم تبين أنها ناجعة في معالجة الأورام المختلفة، كما نشير إلى أن الزراعة عملية مكثفة و متعددة الجوانب و يطال تأثيرها كل أعضاء الجسم، و ذات تعقيدات كثيرة و مضاعفات و مخاطر عالية، فقد نفقد المريض رغم نجاح عملية الزرع بشكل تام، و التي تعتمد على عوامل متعددة، مثل عمر المريض و حالته الجسدية العامة و نوع الورم و مرحلته، و ليس ثمة ضمانات أو تكهنات عن النجاح أو الفشل، رغم ارتفاع معدلات نجاح الزرع خصوصا لدى الأطفال.
مصادر خلايا المنشا ( Stem cells )
تُجمع خلايا المنشأ من النخاع العظمي و من الدورة الدموية و حديثاً تُجمع من الحبل السُري للمواليد.
من النخـاع العـظمي
يُعتبر النخاع العظمي المصدر الرئيسي لعمليات زرع خلايا المنشأ، و تسمى عملية استخلاص النخاع و جمعه بالحصاد أو الجَنـي ( Harvesting ) و تُجرى عادة تحت التخدير العام للمتبرع، الذي بدوره يخضع لجُملة من التحاليل و الفحوصات المخبرية، للتأكد من مستوى صحته العامة و على الأخص بطبيعة الحال التأكد من خلوّه من الأمراض المعدية، و خصوصا خلوّ الدم من الفيروسات المُعدية مثل فيروس الإيدز أو فيروس الالتهاب الكبدي، و يتم جمع حوالي لتر واحد من نقى النخاع العظمي مباشرة من عظم الورك باستخدام إبرة خاصة و تحت التعقيم التام، ( و بطبيعة الحال تتناسب الكمية التي يتم جمعها و حجم المريض المتلقي، إذ يحتاج البالغين إلى كمية اكبر مما يحتاجه الأطفال )، و لا تستغرق هذه العملية عادة أكثر من ساعة واحدة، و يقوم جسم المتبرع بتعويض الكمية المستخلصة بسرعة كبيرة نظرا لقلتها، كما أنه من المعتاد سحب وحدة من دم المتبرع قبل فترة أسبوع من العملية، و من ثم نقلها إليه عقب تبرعه لتعويض النقص، و يُغادر المتبرع المستشفى عادة في اليوم التالي، دون أية مضاعفات سوى الشعور ببعض الإرهاق المؤقت.
و عقب الجمع يتم إجراء عمليات فصل لمركبات الدم و شوائب العظام من النخاع، و من ثم يُحفظ في عبوات خاصة، و يتم انتقاء و جمع خلايا المنشأ على حدة، و تُحقن بدورها مع بعض الخلايا المنتقاة للمتلقي خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة، و الجدير بالذكر أنه يمكن حفظ النخاع لسنوات إن دعت الضرورة، و ذلك بوضعه في مواد حافظة خاصة و تجميده باستخدام النيتروجين السائل لإبقاء خلايا المنشأ حية، و يُستفاد من هذه الطريقة خصوصا حين يتم جمع النخاع من المريض نفسه، و ذلك باستخلاصه بين دورتي علاج عند تحقيق الاستقرار و الخلو من الخلايا المتسرطنة، ليتسنى إعادته إن حدث أي انتكاس مستقبلا.
من الدورة الدمـوية
تتواجد بالدورة الدموية أعداد قليلة من خلايا المنشأ، و تسمى في هذه الحال بخلايا المنشأ المحيطية أو الدورية
( peripheral stem cells ) و هي غير كافية للجنيّ عادة لدى المرضى، و يصبح استخدامها للزرع عمليا عند توفر إمكانية حثّ النخاع العظمي لدى المريض على إفرازها داخل الدورة الدموية بكميات كافية، و ثمة عدة طرق لذلك، منها استخدام محفزات النماء المساعدة ( Growth factors ) منفردة بحقنها تحت الجلد، أو بإضافة جرعة صغيرة من العقاقير الكيماوية.
بينما عند جمع خلايا المنشأ الدورية من متبرعين، يتم جمعها من الدورة الدموية للمتبرع و ذلك بتمرير الدم عبر آلة تصفية خاصة تقوم بفصل هذه الخلايا عن خلايا الدم الأخرى، و تُعيد الدم إلى الدورة الدموية بنفس الوقت، و تستغرق هذه العملية عادة بين ساعة إلى ساعتين لجلستين متعاقبتين خلال يومين، و هي عملية آمنة و غير مؤلمة و لا تحتاج إلى تخدير، و دون أية مخاطر للعدوى حيث تستخدم جميع الأنابيب و التوصيلات لمرة واحدة فحسب.
و من جهة أخرى يقضى معظم المرضى عقب زراعة خلايا المنشأ الدورية وقتا أقل بالمستشفى، و تنخفض بينهم نسبة حدوث تعقيدات و مضاعفات الزرع، إذ أن تعدادات كريات الدم البيضاء و الصفائح الدموية تعود إلى الكمّ العادي بسرعة أكبر.
من الحبل السُري للمـواليد (Umbilical cord )
يحتوي الحبل السُري للمواليد على أعداد هائلة من خلايا المنشأ، و تجرى الدراسات الطبية بُغية استخدامها في عمليات الزرع، و من المؤمل أن تنخفض مخاطر مضاعفات الزرع أو حدوث الرفض حيث لم تتعرض مثل هذه الخلايا للمؤثرات الخارجية، و نشير إلى أن اغلب عمليات الزرع من هذا المصدر تم إجراؤها لأطفال أشقاء للمواليد المتبرعين، و لا تزال البحوث جارية لاستخدام هذا المصدر اللامتناهي لدى المرضى البالغين و للمرضى دون قرابة، مما قد يحل مشكلة إيجاد المتبرع المطابق.
أنواع عمليات الزرع
الزرع الـذاتي ( Autologous )
يمكن استخدام النخاع العظمي أو خلايا المنشأ الدورية للمريض نفسه لدى بعض الحالات، و من الشروط الواجب توفرها هنا أن يكون تعداد خلايا المنشأ السليمة كافياً للزرع، و أن يكون المريض في حالة الاستقرار و الخلو من الخلايا الورمية بنسبة كبيرة، و تتم عمليات الزرع الذاتي بأن تُجني خلايا المنشأ و تُعالج بدقة للقضاء على الخلايا الورمية المتبقية بعملية تطهير كامل، و من ثم تُعاد للجسم، ( و في هذه الحال لا توجد مخاطر الرفض عملياً )، و تتم عمليات التطهير بإتباع إحدى طريقتين، إما باستخدام الأدوية و مضادات الجسيمات الغريبة ( أو الضِدّات antibodies ) الخاصة لعزل خلايا المنشأ و من ثم إعادتها مخصبة إلى الجسم و هي تُعرف بطريقة الانتقاء الإيجابي، أو باستخدام مضادات الجسيمات ضد الخلايا الورمية و إزالتها من النخاع المستخلص و من ثم تُعاد خلايا المنشأ إلى الجسم، و هذه تُعرف بطريقة الانتقاء السلبي، و قد ساعدت التطورات الحديثة في التحاليل و الفحوصات المخبرية، و التي يمكنها التحديد الدقيق للأعداد الضئيلة المتبقية من الخلايا السرطانية في الاستفادة القصوى من عملية التطهير.
الزرع المُـثلي أو زرع الأنساب ( Allogeneic ) :
تسمى أنواع الزرع حيث يأتي النخاع من غير المريض أي من متبرعين بعمليات زرع مُثلي أو نَسَبي أو سُلالي، و يعتمد نجاح هذا الزرع على تطابق الأنسجة سالف الذكر، حيث تحمل جميع أنسجة الجسم شفرات وراثية تحدد لجهاز المناعة هوية النسيج أو الخلايا إن كانت ذاتية أو غريبة ( مثل البكتيريا )، و يقوم جهاز المناعة بمهاجمة خلايا المنشأ المزروعة و يرفضها ما لم تكن ذات نسيج مطابق كلياً أو جزئياً، كما قد يحدث العكس أي التفاعل المناعي للخلايا المزروعة ضد أنسجة جسم المتلقي.
و يُعد الشقيق التؤام المتماثل متبرعا مثاليا، و إن كان زرع التوائم نادرا، و لا توجد أية مشاكل من ناحية التفاعل المناعي في مثل هذه الحال، و إن كان الزرع قد يفشل لأسباب أخرى بطبيعة الحال، و المتبرع الأفضل التالي هو الأخ الشقيق المطابق كلياً سواءاً كان ذكرا أم أنثى، و تبلغ نسبة الفرصة في وجود هذا المتبرع 1 : 4 عادة حسب متوسط حجم العائلات .
أما بالنسبة للمتبرع غير ذي القربى، فقد يتواجد متبرع ذو نسيج مطابق يحمل نفس الشفرات المطلوبة، أو قد يتم التغاضي عن عدم مطابقة بعض الشفرات عند الاضطرار لعدم وجود متبرع مطابق بشكل كامل، و نشير إلى وجود عدة بنوك للدم في العالم تقوم بتسجيل ملايين المتبرعين و تحتفظ بتحاليل الأنسجة الخاصة بهم بسجلاتها، مما يمكّن من إيجاد المتبرع المطابق غير ذي القربى عند عدم توفره بمحيط العائلة.
دواعـي الزرع
تُعد معالجة الأورام المختلفة ( خصوصا أورام الدم غير المستجيبة للمعالجات القياسية ) الداعي الرئيسي لعمليات الزرع، إضافة إلى حدوث انتكاسات و عودة مثل هذه الأورام ثانية عقب نجاح المعالجات القياسية الأوليّة بفترات زمنية متفاوتة الأجل، و تعتمد الأهلية للزرع بالدرجة الأولى على المستوى الصحي العام للمريض، و الذي ينبغي أن يكون بمستوى قادر على تحمل الجرعات العالية من العقاقير المضادة للسرطان و العلاج الإشعاعي، و في هذا الصدد يُعد عمر المريض أحد العوامل المهمة، حيث تفوق معدلات نجاح الزرع لدى صغار السن بدرجة كبيرة مثيلتها لدى الكبار، و لهذا السبب تشترط بعض مراكز الزرع أن يكون المريض بالفئة العمرية ما دون الخمسين سنة لإجراء أية عملية زرع.
و نستعرض فيما يلي نبذة عن الأورام و أمراض الدم و الجهاز المناعي التي يستفيد علاجها بالزرع :
عند اللوكيميا الحادة قد لا يستلزم الأمر إجراء الزرع للحالات التي أظهرت استجابة جيدة للمخططات العلاجية القياسية، و يتم الزرع بشكل محدود لدى القليل جداً من الأطفال بحالات اللوكيميا الليمفاوية الحادة من هذه الفئة، نظراً لإمكانية السيطرة على الورم بالعلاج الكيماوي منفردا، بينما قد تتم التوصية بالزرع لدى فئة الأطفال ذوي الاستجابة الضعيفة و لدى الكبار، عند الوصول لمرحلة الاستقرار و الخمود الكامل الأولى ( first complete remission ) التي يتحقق فيها خلوّ الدم و النخاع العظمي من الخلايا المتسرطنة، و من ناحية أخرى يوصى بالزرع عند حدوث الانتكاس لدى الأطفال أثناء تلقي دورات العلاج بشرط إعادة الاستقرار ثانية.
بينما لدى حالات اللوكيميا النخاعية الحادة ( Acute myeloid leukemia ) و التي تُصنف إلى ثلاث فئات تبعا لنمط الاستجابة للعلاج القياسي، فئة ذات تجاوب جيد أو قياسي أو ضعيف، فيمكن التكهن بمسار العلاج تبعاً لهذا التصنيف، حيث تتوفر لدى الحالات ذات التجاوب الجيد فرصة عالية في الشفاء بالعلاج القياسي و ليست مرشحة للزرع، بينما في اغلب الأحوال تترشح حالات التجاوب الضعيف ( و الذين عادة لا يحققون فترات استقرار طويلة )، أما حالات التجاوب القياسي فيصعب التكهن بمدى حاجتهم للزرع و يُتخذ القرار تبعا للعوامل الشخصية لكل حالة على حدة.
و من غير المعتاد أن يوصى بالزرع لدى حالات اللوكيميا المزمنة غير الشائعة لدى الأطفال، نظرا لتطورها البطيء، سوى عند حالات اللوكيميا النخاعية المزمنة غير المستجيبة للعلاج الكيماوي أو الحيوي لفترات طويلة، أو عند بعض حالات الطور المتسارع و الحاد من هذه اللوكيميا.
و من ناحية أخرى و لدى حالات العلل ذات العلاقة باللوكيميا، مثل التليّف النخاعي ( myelofibrosis )، أو علل سوء النمو النخاعي ( myelodysplastic syndromes )، فهي غير مرشحة للزرع، سوى لدى الحالات الحادة لفقر الدم اللاتنسجي و قلة الكريات ( aplastic anemia ) و التي حققت عمليات الزرع نتائج جيدة في معالجتها.
و فيما يتعلق بحالات الأورام الليمفاوية، لا يُوصى بالزرع عادة عند أورام هودجكن، سوى للحالات المقاومة للمعالجات، و في هذه الحال يُوصى عادة بالزرع الذاتي نظرا لنتائجه المشجعة جدا، بينما لدى حالات الورم الليمفاوي اللاهودجكن فلا يوص عادة بالزرع الذاتي، و يفضل زرع خلايا المنشأ الذي حقق فترات استقرار طويلة دون بلوغ الشفاء التام.
و لا تزال الدراسات السريرية جارية لتقييم فاعلية الزرع عند حالات الأورام الصلبة لدى الأطفال، خصوصا أورام جذيعات الشبكية بالعين ( Retinoblastoma )، و أورام الأوليات العصبية ( Neuroblastoma )، و قد يُوصي بالزرع في حالات الأورام الصلبة المُقاومة للعلاجات، و التي تستلزم علاجات مكثفة بجرعات عالية للسيطرة عليها، مثل الأورام الغرنية للعضلات المخططة
( Rhabdomyosarcoma ).
تُعد معالجة الأورام المختلفة ( خصوصا أورام الدم غير المستجيبة للمعالجات القياسية ) الداعي الرئيسي لعمليات الزرع، إضافة إلى حدوث انتكاسات و عودة مثل هذه الأورام ثانية عقب نجاح المعالجات القياسية الأوليّة بفترات زمنية متفاوتة الأجل، و تعتمد الأهلية للزرع بالدرجة الأولى على المستوى الصحي العام للمريض، و الذي ينبغي أن يكون بمستوى قادر على تحمل الجرعات العالية من العقاقير المضادة للسرطان و العلاج الإشعاعي، و في هذا الصدد يُعد عمر المريض أحد العوامل المهمة، حيث تفوق معدلات نجاح الزرع لدى صغار السن بدرجة كبيرة مثيلتها لدى الكبار، و لهذا السبب تشترط بعض مراكز الزرع أن يكون المريض بالفئة العمرية ما دون الخمسين سنة لإجراء أية عملية زرع.
و نستعرض فيما يلي نبذة عن الأورام و أمراض الدم و الجهاز المناعي التي يستفيد علاجها بالزرع :
عند اللوكيميا الحادة قد لا يستلزم الأمر إجراء الزرع للحالات التي أظهرت استجابة جيدة للمخططات العلاجية القياسية، و يتم الزرع بشكل محدود لدى القليل جداً من الأطفال بحالات اللوكيميا الليمفاوية الحادة من هذه الفئة، نظراً لإمكانية السيطرة على الورم بالعلاج الكيماوي منفردا، بينما قد تتم التوصية بالزرع لدى فئة الأطفال ذوي الاستجابة الضعيفة و لدى الكبار، عند الوصول لمرحلة الاستقرار و الخمود الكامل الأولى ( first complete remission ) التي يتحقق فيها خلوّ الدم و النخاع العظمي من الخلايا المتسرطنة، و من ناحية أخرى يوصى بالزرع عند حدوث الانتكاس لدى الأطفال أثناء تلقي دورات العلاج بشرط إعادة الاستقرار ثانية.
بينما لدى حالات اللوكيميا النخاعية الحادة ( Acute myeloid leukemia ) و التي تُصنف إلى ثلاث فئات تبعا لنمط الاستجابة للعلاج القياسي، فئة ذات تجاوب جيد أو قياسي أو ضعيف، فيمكن التكهن بمسار العلاج تبعاً لهذا التصنيف، حيث تتوفر لدى الحالات ذات التجاوب الجيد فرصة عالية في الشفاء بالعلاج القياسي و ليست مرشحة للزرع، بينما في اغلب الأحوال تترشح حالات التجاوب الضعيف ( و الذين عادة لا يحققون فترات استقرار طويلة )، أما حالات التجاوب القياسي فيصعب التكهن بمدى حاجتهم للزرع و يُتخذ القرار تبعا للعوامل الشخصية لكل حالة على حدة.
و من غير المعتاد أن يوصى بالزرع لدى حالات اللوكيميا المزمنة غير الشائعة لدى الأطفال، نظرا لتطورها البطيء، سوى عند حالات اللوكيميا النخاعية المزمنة غير المستجيبة للعلاج الكيماوي أو الحيوي لفترات طويلة، أو عند بعض حالات الطور المتسارع و الحاد من هذه اللوكيميا.
و من ناحية أخرى و لدى حالات العلل ذات العلاقة باللوكيميا، مثل التليّف النخاعي ( myelofibrosis )، أو علل سوء النمو النخاعي ( myelodysplastic syndromes )، فهي غير مرشحة للزرع، سوى لدى الحالات الحادة لفقر الدم اللاتنسجي و قلة الكريات ( aplastic anemia ) و التي حققت عمليات الزرع نتائج جيدة في معالجتها.
و فيما يتعلق بحالات الأورام الليمفاوية، لا يُوصى بالزرع عادة عند أورام هودجكن، سوى للحالات المقاومة للمعالجات، و في هذه الحال يُوصى عادة بالزرع الذاتي نظرا لنتائجه المشجعة جدا، بينما لدى حالات الورم الليمفاوي اللاهودجكن فلا يوص عادة بالزرع الذاتي، و يفضل زرع خلايا المنشأ الذي حقق فترات استقرار طويلة دون بلوغ الشفاء التام.
و لا تزال الدراسات السريرية جارية لتقييم فاعلية الزرع عند حالات الأورام الصلبة لدى الأطفال، خصوصا أورام جذيعات الشبكية بالعين ( Retinoblastoma )، و أورام الأوليات العصبية ( Neuroblastoma )، و قد يُوصي بالزرع في حالات الأورام الصلبة المُقاومة للعلاجات، و التي تستلزم علاجات مكثفة بجرعات عالية للسيطرة عليها، مثل الأورام الغرنية للعضلات المخططة
( Rhabdomyosarcoma ).