وجه
صبحى صالح القيادى بجماعة الإخوان المسلمين وعضو لجنة تعديل الدستور رسائل
سياسية شديدة اللهجة إلى الفصائل السياسية الأخرى عبر مؤتمر نظمه إخوان
العباسية مساء أمس الجمعة.
1- أولى تلك الرسائل تعلقت بالترشح للانتخابات الرئاسية، وأكد صالح أن
الجماعة اتخذت فى الوقت الحالى قرارا بعدم الترشح لانتخابات الرئاسة ضمانا
للوصول إلى مرشح وفاق وطنى، مضيفا أن الجماعة تسعى فى الوقت ذاته لتحكيم
شريعة الله فى الأرض على عباد الله بغض النظر عن الفاعل، مشددا على أنه فى
حال ما لم يوجد شخص من غير الإخوان فى هذه الأمة يطبق شرع الله فإن
الإخوان ستزاحم بمنتهى القوة على الحكم من أجل تطبيق شرع الله.
وأضاف: "فيما يتعلق بالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فإن الجماعة لن تدعمه"،
وبحسب قوله "من خرج عن الجماعة ليس منها"، مؤكدا أن "الإخوان" ستحدد من
تؤيده فى الرئاسة بعد إغلاق باب الترشيح والطعون والتنازلات.
2- أما الرسالة الثانية التى وجهها صالح فهى أن الإخوان هم الفصيل القوى
واقعيا على المسرح السياسى فى مصر، مؤكدا أن جماعة الإخوان المسلمين
استهلكت 7 أنظمة حكم فزالت الأنظمة، ولازالت الجماعة باقية، ومستعدة
لاستهلاك 7 أنظمة أخرى، مضيفا أن عدد كبير من التيارات السياسية تريد أن
تؤجل الانتخابات البرلمانية لكسب شعبية، غير أن ذلك لن يتم على أرض الواقع،
وقال صالح "أنتم ما لكمش أرضية فى الشارع.. وافتكروا وانتوا بتطالبوا
بتأجيل الانتخابات إننا هنشتغل أكثر فى الشارع.. إحنا جايين جايين وقاعدين
قاعدين".
3- الرسالة الثالثة لصالح فى مؤتمر إخوان العباسية كانت تحت عنوان "بضاعة
المفلس سباب" وذلك ردا على اتهامات التيارات السياسية للإخوان بالاستعلاء،
وقال صالح: "هناك تيارات سياسية لا تنشغل إلا أن تصدر بيانات وتصريحات
صباحا ومساء بأن الإخوان كذا وكذا"، مضيفا: "أريد أن أذكرهم أن صفحة
الإخوان أطهر من ماء المطر، والإخوان هم صوت الحق لأنهم ضمير الأمة وأملها،
وياريت تنشغلوا بمشروعكم لو عندكم مشروع". وتابع صالح: "نقول هندخل
الانتخابات البرلمانية بحصة محددة تقولوا استعلاء"، مضيفا على سبيل المزاح
"طيب هندخل على 100 % زى باقى الأحزاب".
4- أما الرسالة الرابعة فهى رسالة من المنتظر أن تحدث بلبلة وجدلا فى
الأوساط السياسية، وهى أن أفكار حزب الحرية والعدالة ستكون نابعة من شعار
الجماعة "الإسلام هو الحل"، موضحا أن الحزب والجماعة منفصلين وغير منفصلين
فى الوقت ذاته، وتابع صالح: "الحزب منفصل عن الجماعة إدارياً ومالياً،
لكنهما متفقان على مبدأ شمولية الإسلام واتساع الشريعة لمتطلبات الحياة".
واعتبر صالح خلال المؤتمر الجماهيرى، أن تجارب الحكم فى مصر أثبتت أن
الإسلام هو الحل، داعياً إلى المقارنة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية
بين مصر فى زمن الدولة العثمانية ومصر فى عهد التجربة الاشتراكية، ثم عهد
التبعية للسياسات الأمريكية أثناء حكمى أنور السادات وحسنى مبارك.
وأكد صالح، أن الجماعة لن ترضى بأى مبدأ يبتعد بها عن الاحتكام للشريعة
الإسلامية، لأنها طريق قويم يبتعد عن الأهواء الشخصية، وأضاف: "نحن كجماعة
لا نعترف بمفاهيم "المسلم ليبرالى" و"مسلم علمانى" و"مسلم يسارى"، نحن لا
نعرف إلا مسلم يكفيه دينه عمن سواه من المناهج".
5- وجاءت أسباب اختيار المفكر القبطى رفيق حبيب نائبا لرئيس الحزب للعلاقات
الدولية فى الرسالة الخامسة، وبحسب ما قال صالح إن الاختيار جاء ليكون
بمثابة رسالة للولايات المتحدة الأمريكية بعدم التدخل فى ملف الأقباط فى
مصر، مضيفا أن حبيب القبطى سيكون هو المتحدث عن حزب الإخوان فى الخارج، وهو
ما ادعى لأن ترفع أمريكا يدها عن التدخل فى الشئون الداخلية لمصر من أى
باب.
وفسر صالح انضمام أقباط إلى الحزب الذى يريد تطبيق الشريعة الإسلامية
قائلا: "المسيحيون لهم عند المسلمين 3 حقوق، الأول حرية الاعتقاد، والثانى
هو حرية الحقوق الشخصية، والثالث هو حق مباشرة الحقوق السياسية، والأخير
لهم فيه ما لنا وعليهم ما علينا، بمعنى أن القبطى المنضم إلى حزب الحرية
والعدالة يقتنع بأن انضمامه إلى حزب يضم رجالا متدينين معتدلين بفكر وسطى
أكثر أمانا له من الانضمام إلى حزب يضم متشددين.
6- الرسالة السادسة لصالح فى المؤتمر وجهها إلى الدكتور يحيى الجمل نائب
رئيس مجلس الوزراء ورئيس لجنة الوفاق الوطنى المنوط بها وضع قواعد تأسيسية
للدستور، وقال صالح "لا أعلم من شكلها وكيف تعمل، فهى لجنة متناقضة تشكلت
بالمخالفة للدستور وتتولى تعديل الدستور".
7- الرسالة الأخيرة لصالح فى المؤتمر تعلقت بموقف الإخوان من العفو عن
مبارك، حيث أكد صالح رفض الإخوان تماما لذلك الطرح، لأن مبارك فعل
بالإخوان ما لم يفعله حاكم فى التاريخ "، حيث تم إغلاق 27 شركة، ومصادرة
نصف مليار جنيه، واعتقال 30 ألف مواطن، والحكم على 7 فى محاكمات عسكرية،
واستشهاد 27 من خيرة شباب الجماعة.
وأضاف أنه ليس هناك أى شخص مفوض بالعفو عن مبارك إلا أولياء الدم من الشهداء فى التحرير، والغرقى فى حادث العبارة، والقتلى فى المعتقلات والسجون.
المصدر :: اليوم السابع