منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    محمد العرابى وزير الخارجية يبدأ عمله بإنبطاح أمام الشقيقة الكبرى السعودية

    emy
    emy
    ملاك مشرف
    ملاك مشرف


    رقم العضوية : 4
    البلد - المدينة : egypt
    عدد الرسائل : 2189
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 03/07/2007

    cc محمد العرابى وزير الخارجية يبدأ عمله بإنبطاح أمام الشقيقة الكبرى السعودية

    مُساهمة من طرف emy الأربعاء 13 يوليو 2011 - 13:29

    مقال يكتبه : سامح فوزى
    لا أعتقد أن نظام مبارك، بكل ما اتخذه من سياسات ومواقف أدت إلى «تقزيم»
    دور مصر إقليميّا وعالميّا، قد ذكر أحد من أركانه يومًا أن السعودية هى
    الشقيقة الكبرى لمصر. كل ما سمعناه، وعرفناه، ومللنا سماعه على مدى عقود أن
    مصر هى الشقيقة الكبرى لكل العرب.

    وبالمناسبة العرب أنفسهم يقولون ذلك. وزير الخارجية الجديد السفير محمد
    العرابى بدأ عمله بتصريح أقل ما يوصف به أنه انبطاح أمام السعودية، لم
    يفعله كل سابقيه، ولم يقولوا يومًا إن «السعودية هى الشقيقة الكبرى لمصر»
    مثلما قال هو، وجعل مصر «شقيقة صغرى» للسعودية. مأساة أن تكون هذه هى نظرة
    وزير الخارجية لمصر، ودورها، ومكانتها.
    ولا أعرف مبعث هذا الوصف، هل يعتقد وزير الخارجية أن الشقيقة الكبرى من
    المفترض عليها أن تؤدب الصغرى، تعيد فهمها للدين والواقع، تردها إلى صوابها
    إذا أخطأت، وتمنع عنها الخير إذا تحررت. هذا التصريح - فى رأيى - ليس مجرد
    خطأ فى التعبير، لكنه فى المقام الأول فساد فى الإدراك. هذه النظرة هى من
    بقايا نظام مبارك، والذى أعتبر أن الثراء المادى هو المكانة بعينها. مصر
    محتاجة، إذن هى فى وضع أقل أو أدنى ممن يملك المال.

    وقد روى لى مثقف بارز أنه فى بداية حكم مبارك دعا عددًا من الخبراء
    والمثقفين للاستماع لوجهة نظرهم، وآرائهم بشأن السياسة المصرية. وعندما
    انبرى أحد المثقفين للحديث عن أهمية التوازن فى السياسة الخارجية، وعدم وضع
    البيض كله فى السلة الأمريكية، قال لى مبارك تعبيرًا شعبيّا رائجًا فى
    الريف، ما معناه أن المرأة الغانية دائمًا محتاجة. وهو ما ألجم الحضور،
    وأربكهم، ولم يجدوا ما يقولونه. والسفير العرابى هو امتداد لمدرسة وزير
    الخارجية أحمد أبو الغيط الذى كان معبرًا عن الدبلوماسية المصرية المنبطحة،
    التى ترى فيمن يمتلك الثروة مكانة وهيبة ينبغى الانصياع لهما. ومن مصر
    المترفعة عن الصغار إلى مصر التى تنبطح أمام الصغار. فى السابق كان هناك
    إعلام حكومى يقول ما لا تعرف السياسة أن تقوله، أى تنفيس داخلى، يهاجم قطر،
    والنظام ينبطح أمام قطر. يهاجم إسرائيل، والنظام يقدم تنازلات لإسرائيل
    تتكشف يوما بعد يوم. ورغم كل ذلك لم يحدث أن خرج علينا وزير خارجية مبارك
    بتصريح أن مصر تحولت إلى شقيقة صغرى للسعودية أو لأى دولة عربية أخرى.

    السفير العرابى كان صريحًا، يقول الواقع، لكن ما يقوله يعبر عن فساد
    الإدراك، وغياب المعنى، والأخطر غياب الرؤية لتفعيل دور مصر فى محيطها
    إقليميّا وعالميّا. مكانة الدولة تتحدد بالقوة الخشنة، مثل السلاح والأرصدة
    النقدية، لكنها أيضًا تتحدد بالقوة الناعمة مثل التنوع الدينى، والثقافة،
    ورأس المال الاجتماعى... إلخ. إذا لم تستطع الدولة أن تمتلك «قوة خشنة»
    يمكنها أن تستثمر فى «القوة الناعمة». الأزهر والكنيسة القبطية والسينما
    والأدباء وغيرهم «قوة ناعمة» مهمة لمصر، لا تستطيع أى دولة عربية مهما
    امتلكت المال أن تنافس مصر أو تضاهيها فيما تملك. لا يوجد لدى السعودية أو
    غيرها أديب عالمى مثل نجيب محفوظ، مئويته على الأبواب، ويمكن أن تتحول إلى
    حدث يضع مصر على الخريطة العالمية، فهو أديب العرب، الحائز على جائزة
    «نوبل»، وتخرج مئوية نجيب محفوظ من مصر إلى بقية دول العالم، لاسيما أن
    أدبه مترجم. هذا مجرد مثال. وإذا نظرنا إلى المؤسسات، والرصيد الثقافى
    المصرى فسنجده مليئًا بالأحداث التى يمكن استثمارها، وتتحول إلى أحداث
    سياحية مهمة، وجدل عالمى، لاسيما بعد ثورة 25 يناير التى تعيد مصر فيها
    اكتشاف نفسها.

    مصر تمتلك الحضارة والثقافة وشعبها التواق إلى الحرية، هذه قوة ناعمة مهمة
    لا يصح أن نجعلها تنبطح أمام النفط، وثروته. هذه واقعية سياسية ليست فى
    محلها، والحاجة إلى المال لا تبرر انبطاحًا سوف ندفع ثمنه غاليًا، ونحرم
    أجيالاً قادمة من الشعور بالكرامة، وأعتقد أن هذا أحد مبادئ ثورة 25 يناير.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 1:18