أللهمَّ أعِزَّ الإسلام باللحية والنقاب ولعنة الله على الكافريِّن ميكي وميني !
بقلم الحمامة الحسنة
لو كان يعلم والت ديزني منذ أكثر من ثمانين عاماً أن
بدعته الكافرة ميكي ماوس سيفتتن بها أطفال خير أمة أُخرجت للناس وأنه سيصدر
في شأنه فتوي لإهدار دمه ماكان إبتدعها ،ولو كان يعلم أن الدنيا ستقوم ولن
تقعد بسبب لحية ميكي ونقاب ميني لعنة الله عليهما ماكان شيد مدينة ديزني
لاند بأكملها ،وكان وقتها سيرحم مصر من ثورة الهجوم الشرس وبضراوة على
المهندس ساويرس الذي أعتبروه أهان الإسلام ورموزه، وطالبوا بمقاطعة شركاته
التجارية وقنواته الفضائية وجرائده . عندما قام بوضع رسوماً كاريكاتورية
للسيد ميكي وهو ملتحي وصديقته السيدة ميني وهي منقَّبة على صفحته الشخصية
في موقع تويتر الإجتماعي، والتي أعتبروها رسوم مسيئة للإسلام.
فرسم
الشيخ ميكي باللحية والمؤمنة ميني بالنقاب ليس إهانة للإسلام عندما رسمتهم
هكذا المواقع السعودية ،بينما يعتبر إهانة وإزدراء للإسلام ولرموزه أن يضع
ساويرس صورتهم على صفحته !
في الوقت الذي اطلق فيه السلفيين والإخوان
مشروع المليون لحية قبل أول رمضان القادم والذي يريد به السلفي محمد حسان
أن يجعله مشروع لـ 80 مليون لحية في تسابق مع الزمن لأن تصبح مصر كلها
ملتحية في غضون شهر واحد هو شهر رمضان المبارك أحسن الله إستقباله وأعاده
على خير أُمة بالخير واليُمن والبركات ،وبدلاً من أن تصبح (مصر أم الدنيا)
تصبح (مصر أم لحية وجلابية)
وفي الوقت نفسه نادى الشيخ الإخواني صفوت
حجازي بحملة إطلاق هذه اللحي لأنها نِتاج طبيعي للحرية التي يعيشونها بعد
الثورة بعد أن كانت اللحية دليل على الإرهاب الإسلامي وتمني أن تكون هناك
حملة مماثلة لإلباس المؤمنات المسلمات مليون خيمة سوداء من زي العفاريت
المسمى بالنقاب، فسبحان مغيِّر الأحوال عندما تُحوِّل الثورة مفهوم اللحية
من رمز للإرهاب إلى رمز للتقوى والورع ياشيخ صفوت !
فإذا كان المتأسلمون
بهذه الغيرة القوية على إسلامهم وأعتبروا أن مجرد وضع صورة لشخصيات
كارتونية هو إسائة لدينهم ،فلماذا لم يثوروا في وجه إخوانهم المسلمين الذين
إنتحلوا شخصية الكافرة " باربي" وألبسوها الحجاب وغيَّروا إسمها للمؤمنة "
فُلَّة" ؟
ومن المؤسف والمضحك حتى البكاء أن الترويج لهذه النكتة
السخيفة لاقت رد فعلاً قوياً لدى كبار دعاة المسلمين بمختلف تياراتهم
وإنتماءاتهم الدينية المسيَّسة ووجدوا فيها ذريعة لمحاولتة النيِّل من
ساويرس ومقاطعة شركاته وحزبه ( المصريين الأحرار) .
مثل السيد حازم أبو إسماعيل المرشح الإخواني المحتمل لرئاسة ( ولاية مصر الإسلامية ) حين قال أن ساويرس سخر من (مصر الإسلامية)
فإذا
كان ميكي أصبح من المغضوب عليهم لأنه هز عرش ولاية مصر، ولحيته هددت
الإسلام، إذاً فإهدار دمه وإعدام هذا الفاسق وصديقته لابد أن يتم وفي ميدان
التحرير والتمثيل بجثتيهما أمام منصة الإخوان والسلفيين والإسلاميين
وتقطيع أيديهما وأرجلهما من خلافٍ، ليس لأنهما لبوا دعوة الإخواني صفوت
حجازي ولا السلفي محمد حسان بإطلاق اللحية وإرتداء النقاب، ولكن لأنهما
تجرأوا بالظهور على صفحة المسيحي الكافر ساويرس حتى يكونوا عِبرة لمن لم
يعتبر لأنهما سخرا من ولاية مصر الإسلامية بظهورهما علنية بهذا المظهر
القبيح والمثير للفتن الدينية.
وكان للإخواني محمد مرسي رئيس حزب الحرية
والعدالة الإخواني ،نصيب من حملة الهجوم الشرسة حيث وجه تهديد مباشر
وتحريض واضح لساويرس بقوله: ( قاطعوا هذا الفاشل) متهماً حزب المصريين
الأحرار بأنه من بقايا النظام البائد، والسيد مرسي في أكاذيبه الفاضحة
نسيَّ أن هناك لقاءات تلفزيونية عديدة على مدار سنوات قبل الثورة للمهندس
ساويرس وهو ينتقد فيها النظام البائد والحزب الوطني ويتهمهم بإفساد الحياة
السياسية لأنه لم يترك للمواطن المصري سوى الإختيار بين أمرين سيئين كلاهما
أشد مرارة من الأخر وهما: إما إختيار الاخوان أو السكوت على بقاء الحزب
الوطنى
وهنا لنا سؤال لماذا التيارات الإخوانية والسلفية دائماً هي
التي تهاجم ساويرس وتعتبرته مسيء للإسلام ؟ ولماذا لم يثُر المسلمين
العاقلاء والمعتدلين مثل الدكتور على جمعة حين قال أنه لايمكن أن نختزل
الإسلام في لحية ونقاب؟ أليس المسلم المعتدل هو أيضاً غيور على دينه ؟
ردود
الأفعال من الإسلاميين ليس له مبرر سوى أنهم يريدون إقصاء المهندس ساويرس
سياسياً وإسقاط حزبه والذي هو حتى الأن حزب الأغلبية من الأحزاب الجديدة
المولد،عملاً بالمثل الذي يقول: (حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يتمنالك الغلط
)، فهم لايريدون أحزاب منافسة لأحزابهم الدينية وخاصة عندما يكون صاحب هذا
الحزب مسيحي في ثِقل الملياردير ساويرس.
فهذه حجة الإسلاميين دائماً هو
إستغلال الدين لتحقيق أغراضهم وأطماعهم السياسية عن طريق إثارة المواطن
المصري في نزعته الدينية الجاهزة دائماً للإنقضاض وللهجوم غير المبرر على
الأخر وبدون حتى تقصي للحقائق،كما يحدث في كل كارثة يقومون بها ضد الأقباط
من حرق وهدم للكنائس ولبيوت الأقباط ولممتلكاتهم وآخرها جرائمهم ضد كنائس
صول وإمبابة التي هدموها وحرقوقها وقتلوا شعبها لأجل أكاذيب هم من يطلقونها
وأول من يصدقونها لأجل تنفيذ إجرامهم البغيض وحقدهم ضد الأقباط .
ولكن
هناك لوم كبير على المهندس ساويرس ليس لأنه وضع صورة كاريكاتورية على صفحته
الخاصة ،فرغم أدبه الراقي والمتحضر وتواضعه الشديد في تقديم إعتذار لمن لم
يستحقون، إلا أنه فكر بعقلية أعدائه وليس بتفكيره هو، ودفع بحجج أعدائه
بدلاً من حججه وقناعته هو ،في أنه لم يخطيء، فأعتذر لإرضائهم عما لا يجب أن
يعتذر عنه ،فوقع في فخ الإعتذار الذي أشعل وضخم إفتراءاتهم وحقدهم ضده
أكثر، فثقافة الإعتذار غير معترف بها وسط مجتمع متعصب دينياً ومشتعل دائماً
بحقد وكراهية الإسلاميين وخاصة عندما يكون من يعتذر لهم لديهم نية مبيَّتة
للإقاع به في شباكهم ،فالإعتذار في هذا الجو المشتعل والمأجج بنار الفتنة
المفتعلة والمأجورة ووسط هذا الإضطهاد البيِّن والظالم الواقع على الأقباط،
فهذا الإعتذار يحمل في معناه إعتراف الشخص بخطأ حتى وإن لم يخطيء، فإعتذار
الإرضاء هو الخطأ عينه.
كان الإعتذار سهلاً عندما كان المهندس ساويرس
رجل أعمال فقط ، هنا يعتبر الإعتذار مهضوم ومقبول لديهم لأنهم هم المحتاجين
إلي أمواله، بينما إعتذاره وهو رجل سياسة هنا ينقلب الموقف ضده لأن أمواله
وُجِّهت ضدهم وضد أطماعهم السياسية ، فكان إعتذاره غير مقبولاً من أعدائه
،كذلك الرجل السياسي في مصر لايجب أن يعتذر حتى وإن أخطأ لأن خطئه لن
يُغتفر في مجتمع يسوده الفكر الرجعي والتعصب الديني ولا يقبل هذا المجتمع
الإعتذار عندما تكون هناك مصالح وأطماع سياسية تحت غطاء الدين .
فساويرس
دخل اللعبة السياسية وهو رجل إقصادي ناجح له ثقله ليس في مصر فقط بل على
مستوى العالم، وحزبه يمثل المنافس الأول لأحزاب التيارات الدينية المتعصبة
فتكوينه لحزبه كان ضربة قوية وخصوصاً لمنافسه اللدود "الإخوان".
وكما
قال المسيح: (ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه و بين أقربائه و في بيته)، نجد
أنه في الوقت الذي فيه العالم يكرم ساويرس على أعماله الإقتصادية المؤثرة
في الإقتصاد العالمي، يجد في وطنه محاولات لتكسيره وهدم مشروعاته، تلك
المشروعات التي هي من الأعمدة الأساسية في الإقتصاد والإستثمار المصري
والتي تفتح مجالات عمل لتشغِّيل عمالة وخاصة من المسلمين أكثر من شباب
المسيحيين العاطلين والمضطهدين في إقصائهم عن إيجاد فرص عمل مناسبة في
الحكومة أو في الشركات التي يمتلكها مسلمين ،ونحن لن نتكلم هنا على هذه
النقطة من ناحية عدم إتاحة الفرصة للشباب القبطي لإيجاد عمل شريف لهم لدى
مجموعة شركات ساويرس ، ولكن كانت هذه السياسة خاطئة من ناحية إظهاره في
موقف التبرير الدائم كمسيحي وكنوع من التودد للإسلاميين ،وهذا التبرير
الدائم هو ما جعل أعدائه يتهمونه إتهامات دائمة بإساءته للإسلام، بل
يهاجمونه بلا سبب واضح كما حدث العام الماضي ،حين قاموا بغزوتهم المباركة
على مواقع الإنترنيت الإرهابية المشبوهة بحملة المقاطعة الإقتصادية
والسياسية (للخواجة) التي أطلقت في نوفمبر2010 بمناسبة الإنتخابات
البرلمانية، وكانت حملة المقاطعة بقيادة مدير المرصد الإسلامي خالد حربي.
وطبعاً
الخواجة يقصد بهم المصريين الأقباط أو النصارى كما يحلو أن يطلق المسلمين
المتعصبين على مسيحي مصر، وساويرس هو الخواجة الأكثر ثقلاً ووزناً مادياً
في الإقتصاد المصري، وهو المسيحي الوحيد الذي أساء إليه المتأسلمين مع
سيدنا البابا في حملتهم لمقاطعة الخواجة، بسبب موضوع كاميليا وأخوتها. وكتب
المرصد الإسلامي في حملة مقاطعة الخواجة نصياً: ( حملة مقاطعة الخواجة
مقاطعة حتى النصر لكل نصارى مصر) من أجل كاميليا وأخواتها مرددين: ( قاطعوا
شنودة وساويرس )،وخصوا شركات ساويرس بقولهم: (الشركات دي نصرانية )، في
الوقت الذي قاموا فيه بتشجيع شركات المحمول الأجنبية لفودافون وإتصالات عن
شركة صاحبها مصري من أبناء جلدتهم ولكن كل تهمته أنه مسيحي !
فلماذا لم
يعتذر السلفيين للبابا الذي أهانوه وأهانوا صوره وأحرقوها في مسلسل
أكاذيبهم في قصة كاميليا المفبركة ؟،عندما ظهرت كاميليا لتصفعهم على وجوههم
الصفيقة حين قالت لهم بالحرف ( بطَّلوا أكاذيب وقلة أدب على الكنيسة
والبابا)
إن عملية ضرب ساويرس ومقاطعة مجموعة شركاته هي ضربة موجة
للإقتصاد المصري الذي يهم أعداء مصر ضربها إقتصادياً وسياسياً بهؤلاء
المأجورين من الإسلاميين الذين ولائهم الأول والأخير ليس لمصر ولا لمصريتهم
بل ولائهم للعروبة المزعومة وخير من يمثل هذه العروبة في نظرهم هو منظمة
حماس وحزب الله والسعودية وإيران وغيرهم من الدول التي يهمها هدم مصر
إقتصاديا وسياسياً .
كما أن ضرب ساويرس هو ضربة م
وجهة لأقباط مصر
المسيحيين جميعاً ضمن سلسلة الإضطهادات المنظمة التي يقوم بها الإسلاميين
ضد الأقباط في كنائسهم وبيوتهم وممتلكاتهم وشركاتهم، فلماذا كل هذه
الكراهية والحقد الشديد للمسيحي مصر يامسلمين ؟!
المصدر:الاقباط.كوم
بقلم الحمامة الحسنة
لو كان يعلم والت ديزني منذ أكثر من ثمانين عاماً أن
بدعته الكافرة ميكي ماوس سيفتتن بها أطفال خير أمة أُخرجت للناس وأنه سيصدر
في شأنه فتوي لإهدار دمه ماكان إبتدعها ،ولو كان يعلم أن الدنيا ستقوم ولن
تقعد بسبب لحية ميكي ونقاب ميني لعنة الله عليهما ماكان شيد مدينة ديزني
لاند بأكملها ،وكان وقتها سيرحم مصر من ثورة الهجوم الشرس وبضراوة على
المهندس ساويرس الذي أعتبروه أهان الإسلام ورموزه، وطالبوا بمقاطعة شركاته
التجارية وقنواته الفضائية وجرائده . عندما قام بوضع رسوماً كاريكاتورية
للسيد ميكي وهو ملتحي وصديقته السيدة ميني وهي منقَّبة على صفحته الشخصية
في موقع تويتر الإجتماعي، والتي أعتبروها رسوم مسيئة للإسلام.
فرسم
الشيخ ميكي باللحية والمؤمنة ميني بالنقاب ليس إهانة للإسلام عندما رسمتهم
هكذا المواقع السعودية ،بينما يعتبر إهانة وإزدراء للإسلام ولرموزه أن يضع
ساويرس صورتهم على صفحته !
في الوقت الذي اطلق فيه السلفيين والإخوان
مشروع المليون لحية قبل أول رمضان القادم والذي يريد به السلفي محمد حسان
أن يجعله مشروع لـ 80 مليون لحية في تسابق مع الزمن لأن تصبح مصر كلها
ملتحية في غضون شهر واحد هو شهر رمضان المبارك أحسن الله إستقباله وأعاده
على خير أُمة بالخير واليُمن والبركات ،وبدلاً من أن تصبح (مصر أم الدنيا)
تصبح (مصر أم لحية وجلابية)
وفي الوقت نفسه نادى الشيخ الإخواني صفوت
حجازي بحملة إطلاق هذه اللحي لأنها نِتاج طبيعي للحرية التي يعيشونها بعد
الثورة بعد أن كانت اللحية دليل على الإرهاب الإسلامي وتمني أن تكون هناك
حملة مماثلة لإلباس المؤمنات المسلمات مليون خيمة سوداء من زي العفاريت
المسمى بالنقاب، فسبحان مغيِّر الأحوال عندما تُحوِّل الثورة مفهوم اللحية
من رمز للإرهاب إلى رمز للتقوى والورع ياشيخ صفوت !
فإذا كان المتأسلمون
بهذه الغيرة القوية على إسلامهم وأعتبروا أن مجرد وضع صورة لشخصيات
كارتونية هو إسائة لدينهم ،فلماذا لم يثوروا في وجه إخوانهم المسلمين الذين
إنتحلوا شخصية الكافرة " باربي" وألبسوها الحجاب وغيَّروا إسمها للمؤمنة "
فُلَّة" ؟
ومن المؤسف والمضحك حتى البكاء أن الترويج لهذه النكتة
السخيفة لاقت رد فعلاً قوياً لدى كبار دعاة المسلمين بمختلف تياراتهم
وإنتماءاتهم الدينية المسيَّسة ووجدوا فيها ذريعة لمحاولتة النيِّل من
ساويرس ومقاطعة شركاته وحزبه ( المصريين الأحرار) .
مثل السيد حازم أبو إسماعيل المرشح الإخواني المحتمل لرئاسة ( ولاية مصر الإسلامية ) حين قال أن ساويرس سخر من (مصر الإسلامية)
فإذا
كان ميكي أصبح من المغضوب عليهم لأنه هز عرش ولاية مصر، ولحيته هددت
الإسلام، إذاً فإهدار دمه وإعدام هذا الفاسق وصديقته لابد أن يتم وفي ميدان
التحرير والتمثيل بجثتيهما أمام منصة الإخوان والسلفيين والإسلاميين
وتقطيع أيديهما وأرجلهما من خلافٍ، ليس لأنهما لبوا دعوة الإخواني صفوت
حجازي ولا السلفي محمد حسان بإطلاق اللحية وإرتداء النقاب، ولكن لأنهما
تجرأوا بالظهور على صفحة المسيحي الكافر ساويرس حتى يكونوا عِبرة لمن لم
يعتبر لأنهما سخرا من ولاية مصر الإسلامية بظهورهما علنية بهذا المظهر
القبيح والمثير للفتن الدينية.
وكان للإخواني محمد مرسي رئيس حزب الحرية
والعدالة الإخواني ،نصيب من حملة الهجوم الشرسة حيث وجه تهديد مباشر
وتحريض واضح لساويرس بقوله: ( قاطعوا هذا الفاشل) متهماً حزب المصريين
الأحرار بأنه من بقايا النظام البائد، والسيد مرسي في أكاذيبه الفاضحة
نسيَّ أن هناك لقاءات تلفزيونية عديدة على مدار سنوات قبل الثورة للمهندس
ساويرس وهو ينتقد فيها النظام البائد والحزب الوطني ويتهمهم بإفساد الحياة
السياسية لأنه لم يترك للمواطن المصري سوى الإختيار بين أمرين سيئين كلاهما
أشد مرارة من الأخر وهما: إما إختيار الاخوان أو السكوت على بقاء الحزب
الوطنى
وهنا لنا سؤال لماذا التيارات الإخوانية والسلفية دائماً هي
التي تهاجم ساويرس وتعتبرته مسيء للإسلام ؟ ولماذا لم يثُر المسلمين
العاقلاء والمعتدلين مثل الدكتور على جمعة حين قال أنه لايمكن أن نختزل
الإسلام في لحية ونقاب؟ أليس المسلم المعتدل هو أيضاً غيور على دينه ؟
ردود
الأفعال من الإسلاميين ليس له مبرر سوى أنهم يريدون إقصاء المهندس ساويرس
سياسياً وإسقاط حزبه والذي هو حتى الأن حزب الأغلبية من الأحزاب الجديدة
المولد،عملاً بالمثل الذي يقول: (حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يتمنالك الغلط
)، فهم لايريدون أحزاب منافسة لأحزابهم الدينية وخاصة عندما يكون صاحب هذا
الحزب مسيحي في ثِقل الملياردير ساويرس.
فهذه حجة الإسلاميين دائماً هو
إستغلال الدين لتحقيق أغراضهم وأطماعهم السياسية عن طريق إثارة المواطن
المصري في نزعته الدينية الجاهزة دائماً للإنقضاض وللهجوم غير المبرر على
الأخر وبدون حتى تقصي للحقائق،كما يحدث في كل كارثة يقومون بها ضد الأقباط
من حرق وهدم للكنائس ولبيوت الأقباط ولممتلكاتهم وآخرها جرائمهم ضد كنائس
صول وإمبابة التي هدموها وحرقوقها وقتلوا شعبها لأجل أكاذيب هم من يطلقونها
وأول من يصدقونها لأجل تنفيذ إجرامهم البغيض وحقدهم ضد الأقباط .
ولكن
هناك لوم كبير على المهندس ساويرس ليس لأنه وضع صورة كاريكاتورية على صفحته
الخاصة ،فرغم أدبه الراقي والمتحضر وتواضعه الشديد في تقديم إعتذار لمن لم
يستحقون، إلا أنه فكر بعقلية أعدائه وليس بتفكيره هو، ودفع بحجج أعدائه
بدلاً من حججه وقناعته هو ،في أنه لم يخطيء، فأعتذر لإرضائهم عما لا يجب أن
يعتذر عنه ،فوقع في فخ الإعتذار الذي أشعل وضخم إفتراءاتهم وحقدهم ضده
أكثر، فثقافة الإعتذار غير معترف بها وسط مجتمع متعصب دينياً ومشتعل دائماً
بحقد وكراهية الإسلاميين وخاصة عندما يكون من يعتذر لهم لديهم نية مبيَّتة
للإقاع به في شباكهم ،فالإعتذار في هذا الجو المشتعل والمأجج بنار الفتنة
المفتعلة والمأجورة ووسط هذا الإضطهاد البيِّن والظالم الواقع على الأقباط،
فهذا الإعتذار يحمل في معناه إعتراف الشخص بخطأ حتى وإن لم يخطيء، فإعتذار
الإرضاء هو الخطأ عينه.
كان الإعتذار سهلاً عندما كان المهندس ساويرس
رجل أعمال فقط ، هنا يعتبر الإعتذار مهضوم ومقبول لديهم لأنهم هم المحتاجين
إلي أمواله، بينما إعتذاره وهو رجل سياسة هنا ينقلب الموقف ضده لأن أمواله
وُجِّهت ضدهم وضد أطماعهم السياسية ، فكان إعتذاره غير مقبولاً من أعدائه
،كذلك الرجل السياسي في مصر لايجب أن يعتذر حتى وإن أخطأ لأن خطئه لن
يُغتفر في مجتمع يسوده الفكر الرجعي والتعصب الديني ولا يقبل هذا المجتمع
الإعتذار عندما تكون هناك مصالح وأطماع سياسية تحت غطاء الدين .
فساويرس
دخل اللعبة السياسية وهو رجل إقصادي ناجح له ثقله ليس في مصر فقط بل على
مستوى العالم، وحزبه يمثل المنافس الأول لأحزاب التيارات الدينية المتعصبة
فتكوينه لحزبه كان ضربة قوية وخصوصاً لمنافسه اللدود "الإخوان".
وكما
قال المسيح: (ليس نبي بلا كرامة إلا في وطنه و بين أقربائه و في بيته)، نجد
أنه في الوقت الذي فيه العالم يكرم ساويرس على أعماله الإقتصادية المؤثرة
في الإقتصاد العالمي، يجد في وطنه محاولات لتكسيره وهدم مشروعاته، تلك
المشروعات التي هي من الأعمدة الأساسية في الإقتصاد والإستثمار المصري
والتي تفتح مجالات عمل لتشغِّيل عمالة وخاصة من المسلمين أكثر من شباب
المسيحيين العاطلين والمضطهدين في إقصائهم عن إيجاد فرص عمل مناسبة في
الحكومة أو في الشركات التي يمتلكها مسلمين ،ونحن لن نتكلم هنا على هذه
النقطة من ناحية عدم إتاحة الفرصة للشباب القبطي لإيجاد عمل شريف لهم لدى
مجموعة شركات ساويرس ، ولكن كانت هذه السياسة خاطئة من ناحية إظهاره في
موقف التبرير الدائم كمسيحي وكنوع من التودد للإسلاميين ،وهذا التبرير
الدائم هو ما جعل أعدائه يتهمونه إتهامات دائمة بإساءته للإسلام، بل
يهاجمونه بلا سبب واضح كما حدث العام الماضي ،حين قاموا بغزوتهم المباركة
على مواقع الإنترنيت الإرهابية المشبوهة بحملة المقاطعة الإقتصادية
والسياسية (للخواجة) التي أطلقت في نوفمبر2010 بمناسبة الإنتخابات
البرلمانية، وكانت حملة المقاطعة بقيادة مدير المرصد الإسلامي خالد حربي.
وطبعاً
الخواجة يقصد بهم المصريين الأقباط أو النصارى كما يحلو أن يطلق المسلمين
المتعصبين على مسيحي مصر، وساويرس هو الخواجة الأكثر ثقلاً ووزناً مادياً
في الإقتصاد المصري، وهو المسيحي الوحيد الذي أساء إليه المتأسلمين مع
سيدنا البابا في حملتهم لمقاطعة الخواجة، بسبب موضوع كاميليا وأخوتها. وكتب
المرصد الإسلامي في حملة مقاطعة الخواجة نصياً: ( حملة مقاطعة الخواجة
مقاطعة حتى النصر لكل نصارى مصر) من أجل كاميليا وأخواتها مرددين: ( قاطعوا
شنودة وساويرس )،وخصوا شركات ساويرس بقولهم: (الشركات دي نصرانية )، في
الوقت الذي قاموا فيه بتشجيع شركات المحمول الأجنبية لفودافون وإتصالات عن
شركة صاحبها مصري من أبناء جلدتهم ولكن كل تهمته أنه مسيحي !
فلماذا لم
يعتذر السلفيين للبابا الذي أهانوه وأهانوا صوره وأحرقوها في مسلسل
أكاذيبهم في قصة كاميليا المفبركة ؟،عندما ظهرت كاميليا لتصفعهم على وجوههم
الصفيقة حين قالت لهم بالحرف ( بطَّلوا أكاذيب وقلة أدب على الكنيسة
والبابا)
إن عملية ضرب ساويرس ومقاطعة مجموعة شركاته هي ضربة موجة
للإقتصاد المصري الذي يهم أعداء مصر ضربها إقتصادياً وسياسياً بهؤلاء
المأجورين من الإسلاميين الذين ولائهم الأول والأخير ليس لمصر ولا لمصريتهم
بل ولائهم للعروبة المزعومة وخير من يمثل هذه العروبة في نظرهم هو منظمة
حماس وحزب الله والسعودية وإيران وغيرهم من الدول التي يهمها هدم مصر
إقتصاديا وسياسياً .
كما أن ضرب ساويرس هو ضربة م
وجهة لأقباط مصر
المسيحيين جميعاً ضمن سلسلة الإضطهادات المنظمة التي يقوم بها الإسلاميين
ضد الأقباط في كنائسهم وبيوتهم وممتلكاتهم وشركاتهم، فلماذا كل هذه
الكراهية والحقد الشديد للمسيحي مصر يامسلمين ؟!
المصدر:الاقباط.كوم