أروي لكم مأساة هذا الطفل القبطي البريء (9سنوات) البطل الجريء الذي بالرغم من فقره الشديد ومرضه الأشد (مصاب بسرطان الدم) إلا أنه رفض أن يبيع المسيح وظل أميناً له حتى مات من شدة الفقر والإهمال، فكان موته بمثابة صفعة قوية على وجوه وجهاء شعبنا الذين أهملوا النهوض بالبنية التحتية لشعبنا، حتى صارت مفرخاً للتجديف والشقاء والبؤس:
+ هو شاب قبطي قروي معدم، من إحدى قرى المنيا، يعمل في فلاحة الأرض باليومية، يوم فيه شغل وعشرة ما مفيش، فقالوا له انزل مصر"القاهرة" وجرب حظك فيها دول (بيجولوا) بيقولوا إن فيها شغل كتير! فنزل القاهرة، ولم يجد ترحيب من أحد، أخيراً اشتغل عتال، وبعدها عامل أنفار، واستطاع أن يؤجر غرفة صغيرة في سكن مشترك، تعارف على فتاة قبطية معدمة، فرضيت بحاله وتزوجته، وأنجبا بطلنا، والذي ولد كملاك طاهر، وكانت أمه تصحبه معها للكنيسة، فأحبها وتعلق بها، وتعلم منها أصول الإيمان. تدهورت صحته فجأة، وشخص الأطباء حالته كسرطان في الدم، ويجب استبدال دمه كل 15 يوم، ويحتاج إلى أدوية وتغذية. أرهقا الوالد، فلجأ للكنيسة في منطقته الفقيرة، فلم يجد المساعدة المأمولة.
نصحه البعض بالذهاب لعرض حالة ابنه على أحد أثرياء الأقباط، لكنه رفض مقابلته واكتفي بإرسال 5 جنيهات له مع البواب!!
ولأن الوالد إيمانه ضعيف، فلم يحتمل العثرة، فكفر بالمسيح وذهب إلى الأزهر ليشهر إسلامه، وعرض مشكلة ابنه الصحية على بعض شيوخه، فوجد ترحيب بمعالجته داخل مستشفي إسلامي كبير. قام الوالد بعرض الأمر على طفله، لكن الطفل صرخ في وجه والده، وقال له: عاوزني أبيع المسيح علشان أخف؟ إن شاء الله ما خفيت! وأموت أحسن من أن أنكر المسيح!
صدم الوالد بإيمان ابنه، وقال له: إنت غاوي فقر زي أمك، أما أنا فلن أعود للفقر ثانية! وتركهم وتزوج من مسلمة وأنجب منها.
أما الأم المسيحية، فأخذت طفلها وأحضرته إلى البطريركية. فاستقبلتها في مكتب رعاية الأسرة والإرشاد الروحي، وما أن عرفت بنوع مرض الطفل، حتى تحركت أحشاء عواطفي نحوه.
كان جسد الولد هزيلاً جداً، والإعياء بادياً على وجه الملائكي الجميل، وكان له عينان تشعان بالذكاء، وقد سرد أمامي الحديث الذي دار بينه وبين والده المرتد بتفصيل أكثر، فقال بطريقته الطفولية:
(ضحكوا عليه، وخلوه يبيع المسيح بالرخيص، وقال إيه جاي يطلب مني أنا كمان أبيع المسيح زييه، بحجة علاجي، وإني صعبان عليه، لكن أنا قلت له إن شاء الله أموت واتقطع حتت ولا أبيع المسيح، دا المسيح حبيبي ونور عيوني مش ممكن أسيبه لو هاموت من الجوع)
+ اسمعوا يا أقباط مصر الجديدة والزمالك وجاردن سيتي، اسمعوا يا رجال الأعمال، اسمعوا يا أثرياء المهجر، لعلكم تفيقوا من غيبوبتكم.
+ كان يتحدث ودموعي تنساب على وجهي، احتضنته، عانقته، قلت له إنت من النهارده ابني.
أسرعت بعرض موضوعه على رئيسي المباشر، فأمر قدس أبونا القمص أنسطاسي الصموئيلي بصرف مساعدة فورية لأم الطفل، وصرف مساعدة شهرية ثابتة لتتعيش منها هي وابنها المريض، كما طالبني بعرض الطفل على طبيب مسيحي لبحث ما يمكن عمله معه.
كان الولد يستبدل دمه في مستشفي الدمرادش الحكومي، وقبل ذهابه للمستشفي يأتي إلى مكتبي بالأنبا رويس الملاصق للمستشفى، فأقوم بإخلائه من الناس، وأجلسه على حجري، وأطعمه بيدي، ثم أعطيه بعض الحلوى، وألعب معه وأداعبه، وأعطيه ملابس جديدة، ثم أعطي "الشهرية" لأمه.
تكرر هذا الأمر ثلاث مرات. في المرة الرابعة جاءت أمه لوحدها وهي ترتدي السواد.
انخلع قلبي، سألتها بفزع: فين. . .؟
فقالت بصوت تخنقه الدموع: تعيش أنت. . .؟
أعيش أنا!
أعيش إزاي؟
هكذا كان ردي.
وانهرت باكياً وأخرجت كل الناس من المكتب وانتحبت.
وزاد من نحيبي أن الام قالت لي: قبل أن يموت بساعة قال لي نفسي أشوف بابا صموئيل.
+ ابنكم "مينا" مات يا أقباط.
مات الطفل البريء ابن التسع سنوات وهو يستبدل دمه داخل مستشفي الدمرادش. وليس داخل مستشفي السلام، أو الحياة، أو سان بيتر. لأنه كان فقيراً.
لكن هل ترون من هو أشرف منا؟
مينا حبيب المسيح هو أشرف منا كلنا.
فكم يا ترى من مثل مينا ينادينا أن نرحمه ونخفف من ألمه؟
الكاتب : صموئيل بولس
+ هو شاب قبطي قروي معدم، من إحدى قرى المنيا، يعمل في فلاحة الأرض باليومية، يوم فيه شغل وعشرة ما مفيش، فقالوا له انزل مصر"القاهرة" وجرب حظك فيها دول (بيجولوا) بيقولوا إن فيها شغل كتير! فنزل القاهرة، ولم يجد ترحيب من أحد، أخيراً اشتغل عتال، وبعدها عامل أنفار، واستطاع أن يؤجر غرفة صغيرة في سكن مشترك، تعارف على فتاة قبطية معدمة، فرضيت بحاله وتزوجته، وأنجبا بطلنا، والذي ولد كملاك طاهر، وكانت أمه تصحبه معها للكنيسة، فأحبها وتعلق بها، وتعلم منها أصول الإيمان. تدهورت صحته فجأة، وشخص الأطباء حالته كسرطان في الدم، ويجب استبدال دمه كل 15 يوم، ويحتاج إلى أدوية وتغذية. أرهقا الوالد، فلجأ للكنيسة في منطقته الفقيرة، فلم يجد المساعدة المأمولة.
نصحه البعض بالذهاب لعرض حالة ابنه على أحد أثرياء الأقباط، لكنه رفض مقابلته واكتفي بإرسال 5 جنيهات له مع البواب!!
ولأن الوالد إيمانه ضعيف، فلم يحتمل العثرة، فكفر بالمسيح وذهب إلى الأزهر ليشهر إسلامه، وعرض مشكلة ابنه الصحية على بعض شيوخه، فوجد ترحيب بمعالجته داخل مستشفي إسلامي كبير. قام الوالد بعرض الأمر على طفله، لكن الطفل صرخ في وجه والده، وقال له: عاوزني أبيع المسيح علشان أخف؟ إن شاء الله ما خفيت! وأموت أحسن من أن أنكر المسيح!
صدم الوالد بإيمان ابنه، وقال له: إنت غاوي فقر زي أمك، أما أنا فلن أعود للفقر ثانية! وتركهم وتزوج من مسلمة وأنجب منها.
أما الأم المسيحية، فأخذت طفلها وأحضرته إلى البطريركية. فاستقبلتها في مكتب رعاية الأسرة والإرشاد الروحي، وما أن عرفت بنوع مرض الطفل، حتى تحركت أحشاء عواطفي نحوه.
كان جسد الولد هزيلاً جداً، والإعياء بادياً على وجه الملائكي الجميل، وكان له عينان تشعان بالذكاء، وقد سرد أمامي الحديث الذي دار بينه وبين والده المرتد بتفصيل أكثر، فقال بطريقته الطفولية:
(ضحكوا عليه، وخلوه يبيع المسيح بالرخيص، وقال إيه جاي يطلب مني أنا كمان أبيع المسيح زييه، بحجة علاجي، وإني صعبان عليه، لكن أنا قلت له إن شاء الله أموت واتقطع حتت ولا أبيع المسيح، دا المسيح حبيبي ونور عيوني مش ممكن أسيبه لو هاموت من الجوع)
+ اسمعوا يا أقباط مصر الجديدة والزمالك وجاردن سيتي، اسمعوا يا رجال الأعمال، اسمعوا يا أثرياء المهجر، لعلكم تفيقوا من غيبوبتكم.
+ كان يتحدث ودموعي تنساب على وجهي، احتضنته، عانقته، قلت له إنت من النهارده ابني.
أسرعت بعرض موضوعه على رئيسي المباشر، فأمر قدس أبونا القمص أنسطاسي الصموئيلي بصرف مساعدة فورية لأم الطفل، وصرف مساعدة شهرية ثابتة لتتعيش منها هي وابنها المريض، كما طالبني بعرض الطفل على طبيب مسيحي لبحث ما يمكن عمله معه.
كان الولد يستبدل دمه في مستشفي الدمرادش الحكومي، وقبل ذهابه للمستشفي يأتي إلى مكتبي بالأنبا رويس الملاصق للمستشفى، فأقوم بإخلائه من الناس، وأجلسه على حجري، وأطعمه بيدي، ثم أعطيه بعض الحلوى، وألعب معه وأداعبه، وأعطيه ملابس جديدة، ثم أعطي "الشهرية" لأمه.
تكرر هذا الأمر ثلاث مرات. في المرة الرابعة جاءت أمه لوحدها وهي ترتدي السواد.
انخلع قلبي، سألتها بفزع: فين. . .؟
فقالت بصوت تخنقه الدموع: تعيش أنت. . .؟
أعيش أنا!
أعيش إزاي؟
هكذا كان ردي.
وانهرت باكياً وأخرجت كل الناس من المكتب وانتحبت.
وزاد من نحيبي أن الام قالت لي: قبل أن يموت بساعة قال لي نفسي أشوف بابا صموئيل.
+ ابنكم "مينا" مات يا أقباط.
مات الطفل البريء ابن التسع سنوات وهو يستبدل دمه داخل مستشفي الدمرادش. وليس داخل مستشفي السلام، أو الحياة، أو سان بيتر. لأنه كان فقيراً.
لكن هل ترون من هو أشرف منا؟
مينا حبيب المسيح هو أشرف منا كلنا.
فكم يا ترى من مثل مينا ينادينا أن نرحمه ونخفف من ألمه؟
الكاتب : صموئيل بولس