وصف نجيب ساويرس، رجل الأعمال القبطي وأحد مؤسسي حزب المصريين الأحرار،
الأحداث التي وقعت في ماسبيرو بالقاهرة في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول،
وأسفرت عن العديد من القتلى والجرحى؛ بأنها جريمة لا تُغتفر.ورفض في الوقت
نفسه كل النظريات التي ألقت باللائمة على عناصر مندسة، في مقابلة خاصة مع
برنامج "نقطة نظام" مع الزميل حسن معوض.وحمّل ساويرس المجلس العسكري الأعلى
المسؤولية عن هذه الأحداث من منطلق أنه مسؤول عن أمن البلد، وقال إنه
شخصياً كان ضد تلك المظاهرة، وإن كان أعضاء من حزبه قد شاركوا فيها.وكانت
بعض التقارير الصحفية اتهمت ساويرس بالوقوف مع آخرين وراء تلك المظاهرة،
إلا أنه نفى ذلك، فيما اتهمت الكنيسة القبطية من وصفتهم بالغرباء بارتكاب
جرائم أُلصقت بالأقباط.
وفي الوقت الذي قال فيه ساويرس لـ"العربية"
إن الأقباط يشكلون أقلية من الناحية العددية، إلا أنه رفض في الوقت نفسه
مطالبة بعض أقباط المهجر بتوفير حماية دولية للأقباط في مصر من منطلق حماية
الأقليات، مؤكداً أن مثل هذه الدعوات تضرّ بالقضية القبطية، وأن أي مصري
يُقحم قوى خارجية في شؤون مصر الداخلية يُعد غير مصري، ووصفه بالخائن
للوطن، داعياً المصريين لأن يحلّوا مشاكلهم بأنفسهم.
وأوضح ساويرس
أنه ضد تسييس الدين وضد شعار "الإسلام هو الحل"، وأضاف: "إذا وصل الإخوان
المسلمون إلى الحكم فإننا سنشكل معارضة حقيقية، حتى وإن حصلنا على عدد قليل
من المقاعد".
كما اشتكى ساويرس في معرض حديثة من أن الإخوان يحصلون
على دعم مالي كبير من الخارج، فيما يخوض الليبراليون، وهو منهم، منافسة
غير متكافئة باعتبار أن عمر حزبه لا يزيد عن 6 أشهر، كما أنه ليس هناك من
يمول حزبه كالإخوان، على حد قوله.
وبموازاة ذلك، كال ساويرس الثناء
للمرشح المحتمل للرئاسة عبدالمنعم أبو الفتوح الإخواني، قائلاً "إنه من بين
ثلاثة مرشحين أقرب إلى قلبه". وتمنى ساويرس أن تلحق مصر بركب ماليزيا
وتركيا، وهما بلدان مسلمان، تم فصل الدين عن الدولة فيهما.
وفي سياق
تعليقه على مقولة أن الربيع العربي قد يواكبه خريف مسيحي، قال إنه لا يخشى
خريفاً مسيحياً، بل خريفا مصرياً. وكانت تقارير صحفية غربية قد تخوّفت من
نتائج سلبية للربيع العربي على المسيحيين في مصر، مما قد يحوّله على حد
وصفهم إلى خريف مسيحي.
ودافع ساويرس عن عهد الرئيس حسني مبارك،
قائلاً إنه لم يكن كله فاسداً، بل كان فيه وزراء شرفاء حققوا إنجازات، حيث
وصل النمو إلى نسبة 7%، إلا أن ساويرس أقر بأن النتائج الإيجابية للنمو لم
تصل إلى المصريين العاديين، مُرجعاً ذلك إلى خطأ في التنفيذ.
كما
أقرّ أيضاً بأن ذلك العهد شهد انعدام الديمقراطية وتزوير الانتخابات
والتنكيل بالمعارضة، مؤكداً أنه مع الثورة ولا يجوز احتسابه على النظام
السابق، فيما أقر ساويرس بأنه لا يوجد في القانون المصري ما يمنع ترشّح
قبطي لانتخابات الرئاسة، إلا أنه أعلن عدم نيّته الترشح، لأنه يحرص على
حريته الشخصية، فالعمل السياسي على حدّ قوله يستدعي التخلّي عن هذه الحرية.