توقع الداعية
السلفى محمد على عدم حصول التيارات الإسلامية على أكثر من 30٪ فى
الانتخابات المقبلة رغم ما يتردد عن سيطرتهم على البرلمان، وبرر ذلك بحدوث
تزوير متوقع لمنعهم من الفوز بكل المقاعد والوصول إلى الحكم. وأكد
الداعية الذى رفض الترشح فى الانتخابات باسم حزب النور فى إمبابة فدفع
الحزب بمرشح سلفى ضده، أن الشريعة الإسلامية لن يتم تطبيقها خلال الدورتين
المقبلتين لمجلس الشعب، مبرراً ذلك بأن الناس تحتاج إلى معرفتها والتعرف
على أحكامها لأنهم فى انفصال تام عنها ولا يعرفون الحق من الباطل.
■ ما سبب ترشحك فى الانتخابات خاصة أن القيادات السلفية أعلنت رفضها الترشح والتفرغ للدعوة؟
- أحداث ماسبيرو هى التى دفعتنى إلى خوض الانتخابات بعد أن
وجدت أن البرلمان فى حاجة إلى عقلاء لإزالة أى احتقان بين المسلمين
والأقباط وتقريب وجهات النظر بينهما من خلال الحوار، فأنا من السلفيين
الذين يتعاملون مع كل التيارات السياسية العلمانية والليبرالية.
■ هل يتضمن برنامجك تطبيق الشريعة الإسلامية؟
- بالتأكيد، ولكن من وجهة نظرى أن تطبيق الشريعة الإسلامية
لن يتم خلال الدورتين المقبلتين من مجلس الشعب لأنها تتطلب أن يعرف
الناس ما هى الشريعة وطبيعة أحكامها، فالناس فى انفصال تام عن الشرع ولا
يعرفون الحق من الباطل بسبب سياسة النظام السابق.
■ هل تعتقد أن الأقباط سيصوتون لك خاصة أنك السلفى الوحيد الذى ساند فى أحداث إمبابة؟
- الأقباط يعرفون أننى سلفى إصلاحى ودائماً فى حالة حوار
معهم من قبل أحداث إمبابة لذا أعتقد أن هناك جزءاً كبيراً من الأقباط
سيصوت لصالحى فى الانتخابات.
■ ما السر وراء رفضك الترشح على قوائم حزب النور؟
- لأننى ضد الأحزاب ولا أميل إلى التحزب أو العمل داخل
الجماعة، فهناك كثير من علماء السلف ضد إنشاء الأحزاب ويلومون الدعوة
السلفية لإنشائها حزباً سياسياً، فالدخول فى حزب يجعلك تكره وتحب أشخاصاً
حسب سياسة الحزب، والأحزاب فيها تفريق للناس وتقسيم لهم وهو ما حدث
للسلفيين عندما أنشأوا أكثر من حزب.
■ كيف ترفض التحزب وفى الوقت نفسه تطالب بترشيح السلفيين فى الانتخابات؟
- على الأقل أتمنى أن تؤسس جميع التيارات الإسلامية حزباً
واحداً يعبر عنها، ولكن ما حدث هو الاختلاف بينهما حيث تعددت الأحزاب
وفشلت فى تحالف انتخابى واحد، ولو كانت بالفعل على قلب رجل واحد لما حدث
ذلك.
■ يقول البعض إن رفضك الانضمام لحزب النور جعل قياداته ترشح سلفياً ضدك فى الدائرة؟
- لا أعرف السبب الحقيقى لترشيح سلفى آخر ضدى، أنا ذهبت
لأمين عام الحزب بالجيزة، وعرضت عليه أن أتنازل لدعم مرشح حزب النور وأكدت
له أن أصوات السلفيين ستنقسم فى الدائرة،ولكنى لم أجد رداً منه إلا أنه
طلب منى الانضمام للحزب، فرفضت وقلت له إن وجودى فى الحزب سيجعلنى أدعم
مرشحاً وأعادى مرشحا آخر قد يكون هو الأصلح.
■ لماذا لم تتنازل من تلقاء نفسك؟
- لأن المرشحين المنافسين لى غير معروفين فى دائرة إمبابة،
أما أنا فشعبيتى فى إمبابة هى الأكبر بكثير بالإضافة إلى أن أهالى
الدائرة لديهم اصرار على ترشيحى.
■ ولكن نزول السلفيين فى دائرة واحدة يؤدى إلى تفتيت الأصوات!
- بالفعل سيكون هناك تفتيت للأصوات لصالح مرشحين آخرين ولكن ليس أمامى إلا الترشح.
■ هناك منافسة أخرى بينك وبين الصوفيين لترشح شيخ الطريقة الرفاعية فى الدائرة نفسها؟
- لا توجد مشكلة، فالمهم أن يخدم المرشح الإسلام
والإسلاميين، وفى أى وقت لو وجدت شخصاً أفضل منى سأتنازل لصالحه ولكن
الصوفيين ذبحوا أنفسهم فى الانضمام إلى الكتلة المصرية.
■ ما سبب خوض السلفيين الانتخابات رغم أنهم كانوا يحرمون المشاركة سواء كان بالترشيح أو التصويت؟
- المصالح هى التى تتحكم فى تلك المرحلة، فالغالبية ترى
أنه يجب الدخول فى الانتخابات حتى لا نترك الساحة لغير الإسلاميين
ليتحكموا فى مصيرنا، فدخول الإسلاميين أمر ضرورى لجلب المصلحة للبلاد
وتقليل المفسدة.
■ هل ممكن أن تتنازل لصوفى فى الوقت الذى أفتى فيه أبوالعزايم بأن التصويت للسلفيين حرام شرعاً؟
- هناك بعض الصوفيين عقلاء بعيدون تماماً عن الخرافات
وأطالب أبوالعزايم بأن يعود إلى رشده، وأن يكف عن السخرية من اللحية لأن
الرسول كان ملتحيا ومعظم الصوفيين فى الشارع حالياً ليست لهم علاقة
بالصوفية، فهم جهلة الصوفية وأطالبهم بأن يتعلموا الدين الصحيح، وأن
ينتهجوا نهج السلف الصالح فالصوفية ليست «طبلة ورق».
■ ولكن عددهم يفوق عدد السلفيين؟
- الصوفيون مشغولون بزيارة القبور والموالد أكثر من اهتمامهم بالسياسة.
■ وكيف تبرر موقف أبوالعزايم من السلفيين المرشحين فى الانتخابات؟
- أبوالعزايم يأخذ توجيهات من الخارج وتحديداً من الشيعة للتفرقة بين المسلمين، فالصوفية هى الأقرب للشيعة.
■ هل ترى أن الإسلاميين سيحققون نسبة فى الانتخابات؟
- لا.. السلفيون والإخوان معاً لن يحصلوا إلا على 30٪
بالمناصفة بينهما، فالإخوان أكثر تنظيماً والسلفيون أكثر عدداً والشارع
سيرجح السلفيين.
■ كيف ذلك وكثير من السياسيين يقول إن الإسلاميين سيسيطرون؟
- لأن الانتخابات سيتم تزويرها ضد الإسلاميين بحيث لا
يسيطر التيار الإسلامى على كل المقاعد، فسيتم تقسيم المجلس بين كل
التيارات وهذا مخطط وأنا رجل سياسى وعسكرى أدرك جيداً أن هذا المخطط وراءه
أمريكا والثورة لم تغير شيئاً فى مصر، فالبلد زاد فقراً وبؤساً.
■ ما رأيك فى تصريحات مرشح الإخوان صبحى صالح بأنهم التيار الإسلامى الوحيد الذى يفهم سياسة؟
- السلفيون أصبحوا يفهمون سياسة ويستطيعون ممارستها بقوة
ولدينا سشباب سلفى لديه القدرة على تعليم التيارات السياسية الأخرى
العلمانية والليبرالية، الإخوان والسلفيون لن نحدث خلافات بينهما فى
الانتخابات إلا إذا تدخل بينهما شخص يثير الفتنة ويدعى أنه إخوانى أو سلفى