منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

3 مشترك

    هل تعرف صلاة يعبيص؟؟؟

    doha61
    doha61
    ملاك نشيط
    ملاك نشيط


    رقم العضوية : 89
    البلد - المدينة : egypt
    عدد الرسائل : 159
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 14/10/2007

    cc هل تعرف صلاة يعبيص؟؟؟

    مُساهمة من طرف doha61 الأحد 28 أكتوبر 2007 - 22:00

    هل تعرف صلاة
    يعبيص؟؟؟
    يعبيص هو معلم فى الناموس Doctor in law وانة انسان تقى ، من اجل
    هذا غالبا ما دعيت المدينة التى كان يسكنها باسمة (1اخ 2 :55) وتعتبر صلاة يعبيص
    الواردة فى (1اخ10:4) من الصلوات الفريدة ، فالصلاة باستجابتها لم تحتل اكثر من
    اية واحدة.....

    ليتك تباركنى،،
    وتوسع تخومى،،
    وتكون يدك معى،،
    وتحفظنى من الشر حتى لا يتعبنى،،،

    فاتاة اللة بما سأل(1اخ10:4)
    هل تعرف صلاة يعبيص؟؟؟

    يعبيص هو معلم فى الناموس وانة انسان تقى ، من اجل هذا غالبا ما دعيت
    المدينة التى كان يسكنها باسمة (1اخ 2
    :55) وتعتبر صلاة يعبيص الواردة فى (1اخ10:4) من الصلوات الفريدة ، فالصلاة
    باستجابتها لم تحتل اكثر من اية واحدة.....

    ليتك تباركنى،،

    وتوسع تخومى،،
    وتكون يدك معى،،
    وتحفظنى من الشر حتى لا يتعبنى،،،

    لاة يعبيص

    ليتك تباركنى:
    التعرف على أنواع البركات المذكورة في الكتاب المقدس وكيف يمكننى أن أستوعب
    البركات التى يريد الله أن يبارك حياتى بها .

    توسع تخومى:
    لطرق التى يوسع بها الله تخومى، وينمى مجال خدمتى للملكوت، وما هى
    التحديات التى تواجه المؤمن عندما يدخل في تخوم أوسع .


    يدك معى:
    كيف يخرج المؤمن من دائرة الراحة لتحقيق إنجازات الله عن طريق إختبار قوة
    الله في حياته .


    تحفظنى من الشر:
    وعندما تكون بركة الله ظاهرة في حياة المؤمن ، فإنه سيواجه بتجارب ومعطلات
    . ولكن الصلاة هي السلاح ضد كل هجمات إبليس


    مقدمه
    قد يبدو اسم " يعبيص " إسماً غريباً غير مألوف ، وقد جاء فى وسط
    أسماء يمر بها الكثيرون فى سفر الأخبار الأول ، دون أن يعيروها أدنى اهتمام ، ولا
    يقل الاسم غرابة إذا ذكرنا أنه على الأغلب يعنى " حزين " ولا نظن أن الكثيرين من الآباء أو الأمهات
    يرغبون فى أن يلصق الحزن بقصة أو اسم أولادهم
    طالما هم على هذه الأرض يعيشون ،
    ... لكن هذا الاسم مع ذلك كسب شهرته الخالدة فى التاريخ ، والآيتان اللتان تتحدثان
    عن قصته ، هما أشبه بالعبارات المركزة التى تكتب على نصب الأبطال والعظماء ،
    وتتحدث عن أهم الخلال أو الصفات للشخصية التى تنام فى قبرها وسط الكثيرين من الهاجعين فى قبورهم .. وفى الحقيقة أن قصة
    الرجل فى موضعها بين الأسماء الكثيرة المحيطة بها أشبه بالواحة فى قلب الصحراء ،
    أو بالنبع الجارى فى الأرض اليابسة !! ... وموطن الجمال فى القصة أنه الرجل الذى
    عاش فى ظروف قاسية ، كان يمكن أن تضيعه أو تقهره ، لكن نبع الحزن الذى قاض فى
    حياته ، ارتقى به إلى حياة أسمى وأشرف ، إذ كان أشرف من إخوته ، بل لقد اشتهر
    الرجل بأنه رجل صلاة ، وقد كشفت الصلاة عن
    معدنه النفيس ، وتحولت فى قلب العصور والأجيال ، نموذجاً يتعلم منه الناس كيف
    يصلون ، وينتظرون أن يسمع اللّه صلاتهم !!
    .. هذا هـــو الرجل الذى نتعرض لسيرته من خلال هاتين الآيتين على النحو
    التالى :
    يعبيص الحزين

    الكلمة " يعبيص " تعنى حرفياً " يسبب حزناً " أو يمكن أن تعنى " حزين
    " ونحن نرى طفلا يولد وتدعوه أمه الحزين ، فى جو - على الأغلب - كان مشبعاً بالحزن عند مجيئه
    إلى العالم ، وقد اختلف المفسرون فى سبب هذا الحزن ، فمن قائل إن أمه قد تعسرت فى
    الولادة ، وكادت أن تموت ، وأطلقت عليه الأسم الحزين بالنسبة لذلك ، ولكن هذا
    التصور ، فى حقيقة الأمر ، ضعيف وذلك لأن : " المرأة وهى تلد تحزن لأن ساعتها
    قد جاءت . ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدة بسبب الفرح لأنه قد ولد إنسان
    فى العالم " ... " يو 16 : 21 " ومهما يكن ضيق الولادة وتعسرها ،
    فهو على قول ، السيد المسيح ، ضيق وحزن وقتيان لا يمكن أن يلازما حياة الطفل ، إذا
    عاش ، وعاشت والدته معه ، .. ويعتقد آخرون أنه ربما ولد الطفل فى الوقت الذى مات
    فيه أبوه ، ومن ثم ولديتيما ، ويحق للمرأة أن تربط بين الحزن والصبى اليتيم ،
    فتدعوه " حزين " . على أنه من المرجح فى تصورى أن يكون الحزن بسبب نوع
    من المعاملة القاسية أو الظالمة التى عوملت بها المرأة وابنها ، .. وهل جاءت هذه
    المعاملة من أخوته الذين ربما اغتصبوا أملاكه ، أو أخذوا بعض حقوقه ، أو أنها -
    على أية حال - ظروف تعسة أخرى أحاطت
    بالغلام ؟! .. نحن لا ندرى ، وليس من السهل أن ندرك السبب ، وإن كان من
    اليسير أن نعلم النتيجة ، .. إن الحزن فى العادة يغير الإنسان ، إما إلى الأفضل أو
    إلى الأسوأ ، وفى سفر الرؤيا نرى الضيق وقد حول الإنسان للتجديف على اللّه : " فجدف الناس على اللّه من ضربة البرد
    لأن ضربته عظيمة جداً " … "رؤ 61 : 12 " لكن الحزن الذى عرفه
    " يعبيص " حوله إلى الأفضل
    والأشرف ، وكان يعبيص أشرف من إخوته !! … وكثيرون يردون الشرف إلى المركز
    الذى وصل إليه يعبيص ، أو الشهرة التى بلغها ، أو الصيت الذائع الذى انتهى إليه ،
    وقد يكون هذا عند بلوغه القمة فى عائلته ،
    إلى الدرجة أن هناك مدينة سميت " يعبيص " وقد سكنها الكتبة ، وقيل إن
    يعبيص كانت له مدرسة ، إذ كان كاتباً ومعلماً مشهوراً من معلمى إسرائيل كما تذكر
    بعض التقاليد ، وأن شهرته بلغت الآفاق ، وكان معروفاً عندما كتب عزرا سفر الأخبار
    !! .. على أنه من الثابت ومن حياة الصلاة التى يبدو أن الرجل كان يعيشها ، أنه
    تميز بالخلال والصفات الأدبية الكريمة الشريفة ، .. وأنه إذا كان إخوته على حد
    كبير من الشرف ، فإنه كان أشرف وأعظم وأسمى من إخوته جميعاً !! … ومن الواضح على
    أية حال أنه كان

    يعبيص الوديع
    وتظهر هذه الوداعة فى أبلغ صورها فى سياق صلاته العظيمة أمام اللّه ، إذ هو
    الإنسان الذى يتقدم إلى اللّه فى ضعف كامل وعجز شديد ، وهو لا يستطيع أن يدفع عن
    نفسه شر الحياة ، وقسوتها ومتاعبها وآلامها ومآسيها ، ومن ثم فهو خائف إذا تخلت
    عنه العناية الإلهية ، فإن الشر سيقهره ويتعبه ، ومن المتصور أن الحزن الذى ران
    على نفسه من مطلع الحياة ، عمق فيه هذا الإحساس ، فهو أقرب إلى الملك حزقيــا فى
    صلاته : " كسنونة مزقزقة هكذا أصيح . أهدر كحمامة . قد ضعفت عيناى ناظرة إلى
    العلاء . يارب قد تضايقت . كن لى ضامناً . لماذا أتكلم فإنه قال لى وهو قد فعل .
    أتمشى متمهلا كل شئ من أجل مرارة نفسى " " إش 38 : 14 و 15 ". وهو
    أدنى إلى ذلك الفرنسى الذى ذاق آلاماً كثيرة منذ صباه ، فوصف حياته بالقول :
    " لقد ولدت كعشب نبت بين حجرين من أحجار الرصيف فى باريس " . والوداعة صفة
    مباركة فى حياة المؤمنين ، عندما يذكرون مركزهم من اللّه والحياة والوجود ، .. وكل
    واحد منا " يعبيص " ينبت كالعشب الضعيف بين أحجار الحياة القاسية ، وكل واحد
    منا يبلغ قمة مجده ، إذا أدرك مع داود ، أنه برغوث أو كلب ميت ، أو ما أشبه من
    أوصاف ، إن دلت على شئ فإنما تدل على روح التواضع المتأصلة فيه .. وإذا حق للسيد
    أن يقول : " تعلموا منى . لأنى وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم
    " .. " مت 11 : 29 "وإذا حق لـه أن يأتـــــى إلى أرضنا " آخذاً
    صورة عبد صائراً فى شبه الناس " " فى 2 : 7 " وعندما يخالط لا يأنف
    أن يجلس على التراب مع امرأة من سقط المتاع ، وسقط الحياة ، ليتكلم إليها بأعظم ما
    تسمع الأذن البشرية ، عند بئر يعقوب فى سوخار ، فأى مكان يمكن أن يليق بنا ،
    وأى وداعة ينبغى أن نتحلى بها ونحن نسير
    وراءه فى ركب الحياة !! ..

    يعبيص العميق التأمل والتفكير
    لم يكن يعبيص وديعاً فحسب ، بل كان أكثر من ذلك ، عميق التأمل ، نفاذ الفكر
    ، صائب الرؤية ، إذ كانت له تلك النظرة الشمولية للحياة كلها بما فيها من خفى
    ومنظور ، مادى وروحى ، بل لعله وهو يرتب الأمور فى صلاته يبدو كالخبير الذى عرك
    الأيام واختبر الزمن ، فهو الذى يبدأ بطلب الأمور الروحية ، قبل التخوم المادية ،
    وهو لا يستطيع أن يحمى هذه التخوم أو يضمنها إلا بالاستناد إلى يد اللّه ، وحفظه
    إياه من الشر لئلا يتعبه ، ... ومثل هذا التلاحق والترتيب ، لا يمكن أن يصدر إلا
    عن شخص قوى الإدراك ، سديد البصر ، ثابت الرؤية ، ومن الجائز أنه كان حقاً كما
    ذكرنا آنفاً ، صاحب مدرسة فكرية ، يقصده الكثيرون ليتعلموا عند قدميه ، وينهلوا من
    مورده الكثير من المعارف والحقائق الدينية والعملية على حد سواء !! ... وهو على
    أية حال لم يكن سطحى الحياة والتفكير ، وربما كان من جبابرة العقول ، وعباقرة
    المفكرين فى عصره !! ..

    يعبيص الطموح
    وكان يعبيص كما هو واضح أيضاً ، رجلا واسع الخيال والتصور ، والإنسان الذى
    يبحث عن التخوم الواسعة ، لابد أن يكون مليئاً من الهمة والنشاط ، ونحن لا نعلم هل
    اتسعت تخومه حتى شملت مدينة بأكملها دعيت باسم يعبيص ، وكان يسكنها الكتبة ؟ .. قد
    يكون هذا !! ؟ خصوصاً ونحن نعلم أن اللّه أجابه على ما سأل .. ومهما يكن من أمر
    هذه التخوم ، فإنها تحدثنا عن الرجل العجيب الذى استطاع أن يوازن بين الوداعة
    والطموح ، وأن هذه الحقيقة قد أجملها
    السيد المسيح فى قوله : " طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض " .. "
    مت 5 : 5 " فليس ثمة تناقض بين إحساس الإنسان بضآلته أمام اللّه ، واتساع
    رجائه فى التخوم التى يمكن أن يأخذها من
    اللّه !! .

    يعبيص السعيد
    ومع أن أمه دفعته بالحزن عندما ربطت اسمـــه بالظروف السيئة التى أحاطت بها
    وبه من مولده ، لكن الرجل الذى أجابه اللّه إلى ما سأل ، تحول حزنه ، ولا شك ، إلى
    السعادة والبهجة والفرح والسلام ، .. ومع أننا سنتسع فى ذكر هذه الحقائق عند
    التعرض لصلاته ، إلا أنه يكفينا الآن أن نتعرف على الخلال أو الصفات الرئيسية التى ظهرت فى حياة الرجل من خلال أحزانه وصلاته ، ..
    وهى خلال رجل تخطى بعظمته الطامحة والوديعة السعيدة ، الأجيال كلها فى الركب
    البشرى على مختلف الحقب والعصور !! ..

    يعبيص وصلاته
    كان يعبيص الإنسان الذى اشتهر بصلاته ، ونحن لا نعلم متى وكيف صلى هذه
    الصلاة ، ولكننا لا نتصور أنها مجرد الكلمات التى قالها مرة واحدة أمام اللّه ، بل
    هى خلاصة فكره ، ورغبة قلبه ، ومن المعتقد أنها كانت لغة جهاده المستمر مع اللّه ،
    ... ويبدو أنها كانت دستوره الدائم أمام القدير ، .. أو كانت فى لغة أخرى ، نوعاً
    من الصراع الذى تصارع به مع اللّه كجده الكبير الذى صلاح : " لا أطلقك إن
    لم تباركنى!! .. " تك 32 :
    26 " ولقد أضحت هذه الصلاة نموذجاً لصلاة ملايين
    الناس فى كل الأجيال والعصور ، فما أكثر ما تسمعها فى سياق صلوات المؤمنين ، وما
    أكثر ما يتمسك بها الكثيرون فى ترتيبها المنسق أمام اللّه ، !! .. ولعل دراستها لا
    تفيد حياتنا فحسب ، بل تساعدنا على أن نتعلم كيف لا نكرر الكلام باطلا ، ولذا يحسن
    درسها من الوجوه التالية :

    صلاة إلى إله إسرائيل
    وجمال هذه الصلاة وعظمتها ، أنها موجهة إلى شخص اللّه المعروف ليعبيص ...
    فهى ليست صلاة لإله مجهول كذلك الإله الذى أقامه الأثينيون ، وتحدث عنه بولس فى
    أريوس باغوس ، والذى يقال إنهم أقاموا تمثالا له ، بعد وباء انتشر بين سكانها ، إذ
    عجزوا عن أن يعرفوا من هو هذا الإله الذى سبب هذا الوباء ، .. أطلقوا شاة فى
    المدينة ، لتسير ، والإله الذى تقف أمام تمثاله ، يكون هو الإله الغاضب الذى تقدم
    له الذبائح والصلوات ، وسارت الشاة وهم سائرون وراءها حتى وقفت فى ركن ليس به أى
    تمثال ، واعتقد الأثينيون أنه لابد أن يكون هناك إله مجهود لا يعرفونه ومن ثم
    أقامو تمثالا كتب عليه " لإله مجهول " يتقربون إليه لعله يرضى ويصفح عن
    إثمهم وشرهم ، .. وما يزال إلى اليوم فى كل الأجيال والعصور ملايين الملايين من
    الناس الذين يرفعون وجوههم نحو السماء ، ويتلون أدعيتهم وصلواتهم وطلباتهم للإله
    المجهول ، أو بتعبير أدق للقوة الغامضة التى قد تكون إلهاً أو جناً أو شيطاناً أو
    روحاً صالحة أو شريرة ، ولكنها على أية حال ذلك الإله الغامض الذى قد يستمع لهم ،
    ويستجيب لصلواتهم وأدعيتهم .. وفى الحقيقة أن تعدد الأديان ليس فى واقع الأمر إلا
    نتيجة ذلك الخيال المريض الذى يتملك
    الإنسان ويعكس انتظاراته وشهواته وأهواءه ومخاوفه وأحلامه ، أو فى لغة أخرى ، إن
    هذا التعدد ليس إلا الصور المرسومة فى أعماق وجدانه ، والتى عبر عنها - يدرى أو لا
    يدرى - بمختلف المظاهر التى تعبد لها، وسجد عند مواطئ أقدامها أو أقدم التماثيل أو
    الرسوم أو الأصنام التى ترمز إليها وتشير .. وليس أدل على ذلك من أن المصريين
    واليونانين والرومان إلتصقوا أكثر بالآلهة التى كانوا يرون فيها أصداء حياتهم
    ومشاعرهم ، فاتخذ المصريون من الآلهة ما
    كان يتصل بطبيعة الأرض وخصوبتها ، واتخذ اليونانيون ما كان يشير إلى الجمال والحب
    والمتعة وما أشبه ، واتخذ الرومان ما كان يتحدث عن القوة والعنف والبطش ، إذ كانت
    هذه كلها وما يماثلها أقرب إلى عواطفهم ، وأدق تصويراً لما يشعرون به أو يحتاجون
    إليه !! ..

    على أن إله يعبيص لم يكن من هذا النوع المجهول والذى لا تعرف طبيعته وهويته
    ، وما قد يرضيه أو يغضبه أو يقع موقع التقدير عنده ، بل كان إلهاً معروفاً ،
    اختبره أجداده وآباؤه ، وأدركوا كيف يتجهون إليه وينتظرون شخصه ، ولعل يعبيص درس
    تاريخ شعبه فى علاقته مع اللّه ، ولعله صاح مرات كثيرة إلى إله إبراهيم وإسحق
    ويعقوب وموسى وغيرهم ، ممن سبقوه أو جاءوا قبله ، ... وسار يعبيص على هدى هذا
    التاريخ وهو يصلى إلى اللّه . وكم يكون جميلا لنا نحن المؤمنين المسيحيين أن نعود
    إلى هذا الرصيد العظيم الذى يملأ الكتاب االمقدس ، وحياة القديسين والمؤمنين فى كل
    العصور والأجيال ، ونعرف من هو الإله الذى نتجه إليه بقلوبنا ودعواتنا وصلواتنا،
    وكم يكون جميلاً جيداً أن نصلى إلى إله إبراهيم وإسحق ويعقوب وموسى ويشوع وداود ،
    وبولس وبطرس ويوحنا ، الذى هو أبو ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الاب السماوى الموجود
    والقريب من كل واحد منا ...

    إن الفرق الرهيب المثير بين الصلاة لإله مجهول ولآخر معروف يظهر بوضوح
    أمامنا فى صلاة أنبياء البعل وصلاة إيليا على جبل الكرمل فى اللقاء الحاسم العظيم
    هناك ، ونحن نعلم أن سخرية إيليا من أنبياء البعل ومن إلههم كانت لاذعة ، وهو يقول
    لهم : " ادعوا بصوت عال لأنه إله ، لعله مستغرق أو فى خلوة أو فى سفر أو لعله
    نائم فيتنبه فصرخوا بصوت عال وتقطعوا حسب عادتهم بالسيوف والرماح حتى سال منهم
    الدم " " 1 مل 18 : 27 و 28 "... ولم يكن صوت ولا مجيب ولا مصغ ،
    لأنهم كانوا يصلون إلى إله مجهول ، بعكس إيليا الذى صلى : " وقال أيها الرب
    إله إبراهيم وإسحق وإسرائيل ، ليعلم اليوم أنك أنت اللّه فى إسرائيل وأنى أنا عبدك
    وبأمرك قد فعلت كل هذه الأمور . استجبنى يارب استجبنى ليعلم هذا الشعب أنك أنت
    الرب الإله وأنك أنت حولت قلوبهم رجوعاً ، فسقطت نار الرب وأكلت المحرقة والحطب
    والحجارة والتراب ، ولحست المياه التى فى القناة فلما رأى جميع الشعب ذلك سقطوا
    علــــى وجوههـــم وقالــــوا : الرب هو اللّه الرب هو اللّه " !! .. "
    2 مل 18 : 36 - 39 " هل نصلى كما صلى
    يعبيص إلى إلهه العظيم المعروف والمحب إله إسرائيل!!..

    صلاة التسليم
    "ليتك " . جاءت هذه الكلمة فى مطلع صلاته ، وهى لغة الرجاء
    الواثق فى اللّه ، ... كانت صلاة يعبيص ، فى اتجاهها إلى اللّه محددة ، ومسلمة فى
    الوقت عينه ، ... كان يعبيص يصلى صلاة واضحة الغرض والهدف ، فهو لا يلقى كلاماً مكرراً مبعثراً باطلا ، بل كانت صلاته
    كالرسم الهندسى الدقيق، أو الصورة التى يبدعها فنان عظيم ، وهى الصلاة التى تتفق
    تماماً مع قول السيد المسيح فى العظة على الجبل : " وحينما تصلون لا تكرروا
    الكلام باطلا كالأمم ، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم . فلا تتشبهوا بهم
    . لأن أباكم يعلم ما تتحتاجون إليه قبل أن تسألوه " ( مت 6 : 7 و 8 ) ولعله
    من الطريف أن نذكر هنا أنه فى مطلع حياة الواعظ الإنجليزى العظيم اسبرجن ، جاءه
    البستانى الذى كان يتعهد حديقته ، ... وابتدأ يقول له : أنت شاب عظيم ، ولك مستقبل
    لامع ، وتستطيع أن تكون واعظاً مبدعاً وبعد محاضرة طويلة ، طلب منه مطواته التى
    كان يحتاج أن يعمل بها شيئاً ، ... وقال اسبرجن : ولماذا هذه المحاضرة وأنت تطلب
    شيئاً محدداً ؟ ... وقال له الرجل : يخيل إلى أنك تفعل الشئ عينه فى الكثير من
    صلواتك !! .. إذ أنت تدور وتلف هنا وهناك بعيداً عن الطلب الذى ترجوه من اللّه ،
    وكان بالأولى أن تطرقه بتركيز محبب إلى اللّه ، ... وتعلم الواعظ بعد ذلك أن يركز
    صلواته تركيزاً دقيقاً !! ... وقيل إ ن سيدة دعت أحد رجال اللّه ليصلى من أجل
    ابنها المريض الذى يقف على أبواب الموت ، ... وجاء الرجل وبدأ الصلاة !! ... فأخذ
    يذكر صهيون ، ويطيل الصلاة من أجلها ، قبل أن يفكر فى الصغير الذى يحتضر ، فقالت
    له المرأة : دع صهيون الآن ، وتنبه إلى الصبى وصل لأجله !! .. ركز يعبيص صلاته
    أمام اللّه ، لكنه مع ذلك لم يعرضها فرضاً
    ، بل توسل إلى اللّه قائلا : " ليتك " ... إنه لا يفرض صلاته
    لأنه يعلم أن ليس لدينا الحق ، بأية صورة من الصور ، أن نطلب من اللّه استحقاقاً
    أو أمراً ، إذ أن حقنا أمام اللّه ، مستمد أساساً من إحسانه وعطفه وجوده ومحبته
    لكل واحدمنا ، .. إننا إذ نقترب من اللّه ، ليست لنا صلاة أفضل من صلاة إرميا
    عندما صاح : " وإن تكن آثامنا تشهد علينا يارب فاعمل لأجل اسمك . لأن معاصينا
    كثرت . إليك أخطأنا . يارجاء إسرائيل مخلصه فى زمان الضيق ، لماذا تكون كغريب فى
    الأرض وكمسافر يميل ليبيت ؟ لماذا تكون كإنسان قد يحير ، كجبار لا يستطيع أن يخلص
    . وأنت فى وسطنا يارب وقد دعينا باسمك . لا تتركنا " " إر 14 : 7 - 9
    " .. إننا إذ نصلى لا يمكن أن تكون صلاتنا قوية فعالة إن لم تكن مرتبطة
    بالاسم المبارك " الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الاب باسمى يعطيكم .
    إلى الآن لم تطلبوا شيئا باسمى . أطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا " ..
    " يو 16 : 23 و 24 " إن الصلاة فى الاسم المبارك كالمصفاة المنقية التى
    تنقل الحاجة أو الطلبة مبرأة من كل نقص أو عيب أو قصور ، إذ تنقلها فى الشفاعة
    الكاملة لشخصه العجيب !! ... على أن يعبيص ، أكبر من ذلك ، يضع صلاته فى لغة
    الرجاء والتوسل ، لأنه لا يعلم ما يصلى لأجله كما ينبغى وهو لا يدرى إذا كان ما يطلبه للخير أم للضرر ، وهو يعلم أن
    اللّه يعلم أكثر منه ، ما يحتاج إليه أو
    ما هو نافع لحياته ، ... وما أجملها من صلاة تلك التى تثق فى أن اللّه يختار دائماً
    لنا الأفضل والأصلح ! ، لقد وضع هو صلاته " ليتك " ، وهو بحسب النظرة
    البشرية المحدودة يطلب طلبات مشروعة وصحيحة ، ترضى اللّه ، ولكنه مع ذلك يترك
    الأمر بين يدى اللّه ، فالطلب المشروع قد يكون نافعاً لإنسان ، وضاراً لآخر ، ...
    والتخوم الواسعة قد يستخدمها إنسان أفضل استخدام لمجد اللّه ، وقد تكون سبب هلاك
    وضياع إنسان آخر ، وقد يكون طلبنا حسب الوضع الحاضر أو الظاهر طلباً مباركاً ،
    ولكنه قد يتحول إلى كارثه فى المستقبل القريب أو البعيد ، ... ومن ثم فإنه من أوجب
    الواجبات أن نضع كل شئ ونسبقه بالتعبير : " ليتك " ... ومن الحماقة أن
    نتصور أن التسليم ينتهى بنا إلى النتائج الضارة أو التى لا تتفق مع الأفضل والأصلح
    ، إذ يكون فى هذه الحالة أشبه بالسيدة التى كانت ترفض أن تصلى الصلاة الربانية ،
    وخاصة القول : " لتكن مشيئتك "
    متصورة أن اللّه يمكن أن يأخذ ولدها الوحيد
    منها إذا سلمت له هكذا ، وكأنما اللّه يعمل دائماً العكس وهو المحب الحكيم ، أو
    كأنه عاجز عن أن يأخذ هذا الولد ، سلمت له أو لم تسلم " . وضع يعبيص صلاته فى دائرة الخضوع لمشيئة
    اللّه ، ... وكأن المشيئة الإلهية متفقة
    مع الرغبة البشرية ، واستمع اللّه إلى صلاة إنسان متضع يضع كل شئ أمام حكمة اللّه
    ومشيئته الصلاحة ... واستمع اللّه له حسب هذه المشيئة الكريمة الجوادة
    جمال ثابت
    جمال ثابت
    Admin


    رقم العضوية : 2
    البلد - المدينة : egypt
    عدد الرسائل : 503
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 01/07/2007

    cc رد: هل تعرف صلاة يعبيص؟؟؟

    مُساهمة من طرف جمال ثابت الأحد 28 أكتوبر 2007 - 22:41

    امام هذا الكلام يعجز الانسان ان يوفيك حققك يا دكتور ربنا يبارك حياتك ويفرح قلبك دائما
    emy
    emy
    ملاك مشرف
    ملاك مشرف


    رقم العضوية : 4
    البلد - المدينة : egypt
    عدد الرسائل : 2189
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 03/07/2007

    cc رد: هل تعرف صلاة يعبيص؟؟؟

    مُساهمة من طرف emy الإثنين 29 أكتوبر 2007 - 15:14

    يتك تباركنى،،وتوسع تخومى،،وتكون يدك معى،،وتحفظنى من الشر حتى لا يعبنى،،،
    لاه بالفعل رائعة وأهم مايميز هذه الصلاه إنها موجزة ويمكن بتحتوى على كل مطالب الإنسان على الأرض فى كلمات قليلة بدأت بكلمة ليتك التى تعنى أن نضع أمور حياتنا بين يدى الله وهو يصنع مايحسن فى عينيه
    ربنا يبارك حياتك أستاذى دوحة وبالفعل صدقنى أول مرة أسمع هذا الإسم ويمكن فى كل الكنائس لايتطرقوا لمثل هذه الروائع فى كتابنا المقدس بل يستخدموا القصص الشائعة والأسماء المعروفة والتى كثيراً ماتتكرر فى الوعظات فلماذا لانتطرق إلى ماحبانا به الله من كنوز نغترف منها جدداً وعتقاء
    صلى من أجلى أستاذى

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 22:27