أصْلي بَعتّها لك ..!
حدثت هذه القصة العجيبة منذ حوالي أربعين سنة بالإسكندرية مع إنسان غير أرثوذكسي, لا يؤمن بشفاعة القدَّيسين ولا بصَدَاقتهم .. كان متَدَيَّناً ويحب الكتاب المقدس, ولكنه كان يفتخر بأنه يقرأ ويعرف أكثر من غيره.كانت زوجته أرثوذُكسية تقيّة هادئة متواضعة, تحيا الإنجيل أكثر مما تتكلم أو تقرأ .. تعيش النُسك والتواضع والمحبة وإنكار الذات والبساطة والاحتمال .. بدون أن تعِظ أو تفتخر على غيرها ... فكانت هي العمود الفقري للبيت. ولذلك نشأ أغلب الأبناء مُحِبيّين للحياة الأرثوذُكسية والكنيسة والقدّيسين..
كان إذا قال أحدهم: "يا أم النون أو ياعدرا؛" يراجعه الأب: "ياشيخ قول المسيح".. ولكن عندما رأي الأب أثَر الكنيسة الأرثوذكسية الطيب على أبنائه, كَفّ عن الجدل معهم بخصوص العقيدة..
في إحدَي المَرّات أصيب هذا الرجل بأزمة صدرية شديدة, أما هو فكان يقول كالمعتاد: "يا جماعة قولوا المسيح".. وفي اليوم التالي وجدوا والدهم بحالة صحّية جيدة جداً ولكنه كان ساكتاً .. وفي وقت الغذاء قام وجلس معهم على المائدة, لأول مرة بعد أيام من المرض, وهو لا يزال صامتاً .. وأخيراً فتح فمه:
- أقول ولاّ ما أقولش ياولاد؟
- قول يابابا.
- أمبارح وأنا نايم بالليل لقيت قدامي واحدة واقفة وشها زي القمر, وبدأت أنتبه أنها السيدة العذراء.. فقلت لها بصوت خافت: "يا سِتَّي .. إنتِ جيتي" .. فوضعَت يدها علىّ في هدوء ودارت حول السرير واختفت.. وفي الصباح وجدت نفسي معافي تماماً..!
- وبعد أن أنهي سرد ما حدث معه صمت الجميع لحساسية الموقف.. وأخيراً قالت زوجته التقية:
- أصْلي بَعَتّها لك..!
بقيّ أن تعرف يا عزيزي القارئ أن أحد أبناء هذه الأسرة هو أب كاهن مبارك بالإسكندرية, وقد كان حاضراً بنفسه تفاصيل أحداث هذه القصة, وهو الذي سردها لي..!
صديقي .. أن شفاعة القديسين هي حقيقة مؤكدة, اختبرها الكثيرون, ومن لا يستفيد بها يخسر كثيراً..!
بركة أمنا العذراء الحنونة تكون معنا.
كتاب القيود المحبوبة للقس يوحنا نصيف شرقاوي