كنائس لها يوبيل (1)
كنيسة السيدة العذراء مريم ورئيس الملائكة ميخائيل بالخلفاوي بشبرا
وطنى 26/4/2010م بقلم القمص روفائيل سامي
يحكي
التاريخ ويسرد لنا أمجادا ويحكي الواقع ويعطي إحساسا لا
يستطيع الإنسان أن يتغافله لأنه حقيقة كنور الشمس
فالوجدان الإنساني والتاريخ وجهان لعملة واحدة هي الحياة
والحياة في حي شبرا لا يختلف علي انسجامها وروعتها
اثنان فهي أرض الحب والولاء والضيافة والكرم يشعر
الإنسان الغريب أنه في وسط عائلته الكبيرة حتي ولو كان
عدد سكانها يتزايد يوما بعد يوما فشبرا كالأم الحنون
التي تجمع أولادها في أحضانها حتي ولو ابتعدوا عنها
إني أحبها كثيرا فقد ولدت في أحضانها ولن أنسي فضلها
علي.
شبرا اسم قبطي قديم معناه القرية أو العزبة
وهو حي الآن يقع في شمال القاهرة كان قديما عبارة عن
جزيرة وسط النيل يطلق عليها جزيرة الفيل ومن طمي
النيل اتصلت الجزيرة بالأرض وأصبحت أرض شبرا واهتم بها
محمد علي باشا وبتعميرها لتكون له متنزها ومكانا يبني
فيه قصره منذ عام 1809م وفي عام 1847م أمر محمد علي
بإنشاء شارع شبرا بمواصفات خاصة حتي يكون مكانا للنزهة
في ذلك العهد. والآن حي شبرا الذي يبدأ من نفق شبرا
جنوبا ومن الشمال حي الساحل ومن الشرق خط السكك
الحديدية وشارع أحمد حلمي ومن الغرب حي روض الفرج
ويجمع هذا الحي بين أحضانه 16 كنيسة قبطية أرثوذكسية
منها القديم والحديث وها نحن الآن نتحدث عن كنيسة
السيدة العذراء والملاك بالخلفاوي فهي واحدة من الكنائس
التي مر علي إنشائها أكثر من خمسين عاما واحتفلت
بيوبيلها الذهبي في أبريل عام 2006 أي مر علي تأسيسها
الآن 54 عاما تقريبا ففي يوم عيد البشارة الموافق 29
برمهات والموافق 7 أبريل عام 1956م تم وضع حجر الأساس
لها في مكانها الحالي 13 شارع عطية الأشقر بأرض شريف
بشبرا. وقصة هذه الكنيسة بدأت منذ أن وقع الأستاذ عبد
المسيح ميخائيل علي عقد الشراء في 7 أبريل عام 1952م
الذي يحمل رقم 1952/370 وبعد ثلاث سنوات وفي صيف 1955م
بدأ العمل في إقامة سور كان ارتفاعه حوالي المتر
والنصف تقريبا وبعد متاعب كثيرة وفي ملء الزمان وبترتيب
إلهي عجيب يختار الله أيضا يوم السبت 29 برمهات عام
1672ش الموافق 7 أبريل عام 1956م يوم تكريس المكان في
داخل مبني خشبي بسيط ليصلي نيافة الأنبا ميخائيل مطران
أسيوط الحالي أول قداس إلهي في وسط احتفال كبير حضره
عدد كبير من الشعب وقام نيافته برسامة الأستاذ عبد
المسيح ميخائيل قسا علي هذه الكنيسة ومعه ثلاثة من
الشمامسة وكأن هذا اليوم أصبح بشارة لخدمة كهنوتية في
كنيسة جديدة دشن مذبحها ورسم كاهنها وشمامستها في يوم
البشارة ولذا كانت خدمتها منطلقة بقوة البشارة المجيدة
في أماكن كثيرة كان حال لسانها يصرخ دائما بما جاء
في الكتاب اعبر إلينا وأعنا وبدأ العمل بالفعل في بناء
الكنيسة وهدم البناء المؤقت في يوم 20 يناير عام 1963م
وفي 1964/6/28 تمت رسامة الشماس الإكليريكي أمين ملطي باسم
القس مينا ملطي بيد نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج
وبعده تمت رسامة المهندس عبد الملاك تكلا باسم القس
ميخائيل تكلا في يوم 1972/5/28 وبالرغم من قلة الإمكانيات
وكثرة العراقيل إلا أنه تم بناء الدور الأول من
الكنيسة وبعد ذلك استمر العمل المعماري فيها حتي تم
بناء الدور الثاني في عام 1971م وأصبح مبني الكنيسة
يشمل خمسة أدوار الأول به ثلاثة مذابح الأوسط علي اسم
السيدة العذراء والبحري باسم رئيس الملائكة ميخائيل
والقبلي باسم الشهيد مارمينا والأنبا رويس أما الدور
الثاني يوجد به أيضا ثلاثة مذابح الأوسط علي اسم
السيدة العذراء والبحري باسم رئيس الملائكة والقبلي باسم
الشهيد مارجرجس والدور الثالث يجمع بين مكتبة الاستعارة
وبلكون يطل علي الدور الثاني أي الكنيسة الكبري وبعض
حجرات للخدمة وفي الدور الرابع من مبني الكنيسة يوجد
قاعة كبيرة علي اسم القديس مينا وحجرات لخدمة الكنيسة
الثقافية ثم في الدور الخامس وهو سطح الكنيسة يوجد
مذبح علي اسم الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس وبيت لحم
ومكان لوسائل الإيضاح المستخدمة في الخدمة تتمتع كنيستنا
هذه بعدد كبير من الأيقونات اشترك في تصميمها عدد كبير
من الفنانين ومن مشروعاتها الخدمية إقامة الجمعية
التعاونية الاستهلاكية لأهالي أرض شريف ومبني مصيف في
جمصة ومشروع مدفن في مدينة نصر وإقامة مبني للخدمات في
72 شارع عبد الحميد الديب كما أسست الكنيسة مركزا
للخدمات الطبية يخدم أهالي المنطقة الرياضية بشراء مزرعة
مساحتها 30 فدانا وإقامة عليها ملاعب وأماكن للرياضة
الروحية واهتمت أيضا بتوفير خدمات المواصلات لها وفي
خلال الخمسين عاما الماضية زاد نشاط الخدمة الروحية في
الكنيسة منذ رسامة أول كاهن لها وهو القمص عبد المسيح
ميخائيل وساعده بعد ذلك القس مينا ملطي الذي تنيح في
1983/8/3 والقس ميخائيل تكلا الذي تنيح في 2008/6/4 وانتدب
معه في أوقات متفاوتة بعض الآباء مثل قدس أبينا لوقا
بشاي من كنيسة القديسة دميانة بابا دبلو وقدس أبينا
تادرس روفائيل الذي انتقل بعد ذلك إلي الكنيسة المرقسية
بكلوت بك وفي 1968/7/1 تفضل نيافة الأنبا دانيال مطران
الخرطوم بتفويض من قداسة البابا كيرلس السادس برسامة
القس مقار حنا علي الكنيسة ثم بعد ذلك انتقل إلي
كنيسة مارجرجس بالجيوشي بشبرا وتنيح في 1972/7/2 وهكذا
بدأت الخدمة الروحية فزاد عدد الشعب وزاد عدد الآباء
وبعد رحيل القس مينا ملطي والقس مقار حنا تمت رسامة
الشماس الدكتور جورج رياض بيد قداسة البابا شنودة أطال
الله حياته باسم القس جرجس رياض في 1986/8/15 وفي 1990/6/3
كانت رسامة ثلاثة آبا وهم الأستاذ ميخائيل جورجي باسم
القس أنطونيوس والأستاذ سامي فهيم باسم القس بولس
والأستاذ عفت بسطا باسم القس بيشوي وفي 13 فبراير عام
1998 كانت رسامة المهندس موريس بديع باسم القس رويس
والأستاذ مكرم دوس باسم القس فيلوباتير ثم تنيح القمص
عبد المسيح ميخائيل مؤسس الكنيسة في 2001/11/15 وبعد
نياحته وفي يوم 2006/6/11 تمت رسامة الأستاذ رأفت رمزي
باسم القس روفائيل والأستاذ مجدي دوس باسم القس بطرس
والدكتور عمانوئيل جورج باسم القس إبرآم والدكتور مجدي
فوزي باسم القس مينا بهذا العدد الهائل من الآباء
الكهنة الذين خدموا هذه الكنيسة التي سجلها التاريخ علي
أرض شبرا وسجلتها السماء في يوم البشارة خرج من رحمها
إلي الخدمة في حقول مختلفة عدد كبير من الآباء الكهنة
والرهبان والخدام وانتشروا في كل المسكونة حاملين بشارة
الخدمة والكرازة لتفرح هذه الأم بأولادها وخدمتها في يوم
يوبيلها وبعده فقد تباركت بزيارات عديدة من قداسة
البابا كيرلس السادس وأقام فيها القداسات وفي عام 1963م
باركها نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم وقتها (قداسة
البابا شنودة الثالث أطال الله حياته) ورسم فيها عدد
كبير من الشمامسة كما تباركت بعد ذلك بعدد كبير من
الأساقفة مثل نيافة الأنبا مكاريوس مطران قنا المتنيح
ونيافة الأنبا مكسيموس مطران القليوبية المتنيح والأنبا
لوكاس المتنيح والأنبا مينا مطران جرجا المتنيح وأعطي
مرتل الكنيسة الدياكون مجدي تادرس رتبة الدياكونية وزارها
أيضا نيافة الأنبا أندراوس مطران دمياط المتنيح والأنبا
بيمن أسقف ملوي المتنيح والأنبا برسوم الأسقف العام
المتنيح وهكذا يتردد علي الكنيسة آباء أساقفة حاليين مثل
نيافة الأنبا بسادة أسقف أخميم وساقلتة ونيافة الأنبا
رافائيل وغيرهم.. حقا إنها كنيسة تحمل بين طيات تاريخها
الكثير.