جاء في الكتاب المقدس (..رؤساء الكهنة.. أعطوا العسكر فضة كثيرة
قائلين:...... قولوا إن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام.. فشاع هذا
القول عند اليهود إلى هذا اليوم .......مت 28: 11 - 15)
قام المسيح من الأموات. وكانت قيامته هي الضربة القاضية التي تلقاها
الشيطان، إذ هُزم على أرضه بل وفي أمنع حصونه، فكان مثل الأسد الذي يُقتل
في عرينه. فإن أحد ألقاب الشيطان في الكتاب المقدس هو «الذي له سلطان
الموت» ( عب 2: 14 )
لكن المسيح، عندما قام من الأموات، كسر شوكة الموت. لقد ظن العدو بأنه ظفر عندما مات المسيح ـ له المجد ـ ودُفن، وخُتم الحجر.
لكن عندما قام المسيح من الأموات، تحقق الشيطان من هزيمته وسحق رأسه
بالصليب. ولهذا فلا عجب أن يستخدم الشيطان كل مكره ودهائه، ويجنّد كل جنوده
وأعوانه لينكروا هذا الحادث العظيم الذي كان هزيمة ساحقة له.
ولقد قدَّم رؤساء كهنة اليهود تفسيرهم عن القيامة في نفس يوم القيامة،
وهو أن التلاميذ أتوا ليلاً بينما الحراس نيام وسرقوا الجسد. لكن لنلاحظ:
1_إن التلاميذ كانوا أضعف جدًا من أن يفعلوا ذلك. فلقد تشتتوا كلهم وهربوا
بمجرد القبض على سيدهم، وما كان بوسعهم تحدي الإمبراطورية الرومانية التي
ختمت الحجر بخاتمها، ووضعت الحراس على باب القبر.
2_ إنه لم يكن هناك ما يدعو لتلك الفعلة. فلقد رقد جسد الرب يسوع بكرامة
في قبر يوسف الرامي، الذي قام بدفن المسيح كما يُدفن العظماء.
3.وماذا كان سيعود على التلاميذ من سرقة جسد المسيح، إذا كان معلمهم قد مات وانتهى الأمر؟
4_التلاميذ بالإجمال ما كانوا يودّون أن يسرقوا جسد المسيح لو كان هذا في
استطاعتهم، كما أنهم ما كانوا يستطيعون أن يسرقوه لو كان هذا وفق إرادتهم.
5_ وأما مسألة نوم الحراس فإنه أمر مُستبعد أن ينام كل الحراس دفعة واحدة،
وأن يكون نومهم هكذا ثقيلاً حتى أنه لم ينتبه أحد منهم طوال فترة دحرجة
الحجر من مكانه، ثم سرقة الجسد.
6_ ثم جاء سمعان بطرس ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة. والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان بل ملفوفًا في موضع
وهذه النظرة الفاحصة أثبتت أن الجسد قام ولم يسرق لأن اللفائف والمنديل
كانا في مكانهما، أما الجسد فانسحب من داخل اللفائف دون أن يفقدها نظامها.
فلو كان هناك سرقة للجسد لسرقوه بأكفانه، فالسارق ليس لديه وقت لفك
الأكفان. فالأكفان بسبب الأطياب الكثيرة ملتصقة تمامًا بالجسد. وما الداعي
أصلًا لفك الأكفان. والعجيب ومما يثبت القيامة بقاء اللفائف في مكانها.
فالمسيح خرج من اللفائف دون أن تتحرك اللفائف من مكانها، كما دخل والأبواب
مغلقة.
إن التفسير اليهودي هو تفسير مَنْ يخفي عليهم بإرادتهم ( 2بط 3: 5 ). ثم
إنه أكذوبة تهدم نفسها بنفسها. فنصفها الأول يكذِّب نصفها الثاني. لأن
الحرّاس النائمين لا يمكنهم معرفة ما حدث.