الصبر
يقول القديس يعقوب الرسول فى رسالته الجامعه الاصحاح الاول
[rtl]+ احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعةعالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبرا وأما الصبر فليكن له عمل تام، لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء [/rtl]
كثيرون يتكلمون عن فضائل كثيرة مثل التواضع والمحبة وغيرها من هذه الفضائل ولكن لو سمحتم لي أن أتكلم عن فضيلة وهى فضيلة ليست مثل الفضائل الاخرى بل فضيله لها قيمتها وسط التجربه يا ليت كل انسان يقتنيها وهى فضيلة الصبر.
فكل انسان يقع فى تجربه لسان حاله يقول لماذا الله يسمح بذالك حتى يصل الى مرحلة ممكن ان توأد به السقوط والتجديف ولكن الذى يصبر فيكون انسان كامل غير ناقص فى شئ وهو يتزكى امام الله وقد وردة كثيرا من الايات في الكتاب المقدس عن الصبر نقتطف منها بعض هذه الايات :-
+أذن الرب أن تعرض له هذه التجربة لتكون لمن بعده قدوة صبره، كأيوب الصديق ) سفر طوبيا 2 :12 )
+انتظر بصبر ما تنتظره من الله، لازِمه ولا ترتدد، لكي تزداد حياة في أواخرك) سفر يشوع بن سيراخ 2 : 3 (
"انْتَظِرِ الرَّبَّ وَاصْبِرْ لَهُ، وَلاَ تَغَرْ مِنَ الَّذِي يَنْجَحُ فِي طَرِيقِهِ، مِنَ الرَّجُلِ الْمُجْرِي مَكَايِدَ ) سفر المزامير 37: 7 (
+ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ انجيل متى 10 : 22 ,مرقس 13 : 13 (
+الَّذِي فِي الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ، هُوَ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ فَيَحْفَظُونَهَا فِي قَلْبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ انجيل لوقا 8 : 15 " (
+ عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ" رسالة يعقوب 1: 3، 4)
+ هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ رسالة يعقوب 1: 3، 4)
اعظم مثل عن الذين عاشوا فى حياة الصبر هو ايوب الصديق لو تأملنا قصة حياته وكلامه عن نفسه الذى يعاتب الله فيه لسبب التجربه التى سمح الله بها له فاول سؤال يتبادر الى ذهننا هو رجل بهذه القامه الروحيه العاليه لماذا الله يسمح له بهذه التجارب الصعبة فتجربة واحدة من هذه التجارب اذا اتت علي اى انسان قادرة على تحطيمه وممكن ان توادى به الى اليأس فيقول عن نفسه فى الاصحاح 29
لان الاذن سمعت فطوبتني والعين رات فشهدت لي لاني انقذت المسكين المستغيث واليتيم ولا معين له. بركة الهالك حلت علي وجعلت قلب الارملة يسر. لبست البر فكساني.كجبة وعمامة كان عدلي. كنت عيونا للعمي وارجلا للعرج. اب انا للفقراء ودعوى لم اعرفها فحصت عنها. هشمت اضراس الظالم ومن بين اسنانه خطفت الفريسة. فقلت اني في وكري اسلم الروح ومثل السمندل اكثر اياما. اصلي كان منبسطا الى المياه والطل بات على اغصاني. كرامتي بقيت حديثة عندي وقوسي تجددت في يدي. لي سمعوا وانتظروا ونصتوا عند مشورتي. بعد كلامي لم يثنوا وقولي قطر عليهم. وانتظروني مثل المطر وفغروا افواههم كما للمطر المتاخر. ان ضحكت عليم لم يصدقوا ونور وجهي لم يعبسوا. كنت اختار طريقهم واجلس راسا واسكن كملك في جيش كمن يعزي النائحين
ويقول فى الإصحاح 31
(عهدا قطعت لعيني فكيف اتطلع في عذراء. وما هي قسمة الله من فوق ونصيب القدير من الاعالي. اليس البوار لعامل الشر والنكر لفاعلي الاثم. اليس هو ينظر طرقي ويحصي جميع خطواتي. ان كنت قد سلكت مع الكذب او اسرعت رجلي الى الغش. ليزني في ميزان الحق فيعرف الله كمالي. ان حادت خطواتي عن الطريق وذهب قلبي وراء عيني او لصق عيب بكفي ازرع وغيري ياكل وفروعي تستاصل ان غوي قلبي على امراة او كمنت على باب قريبي فلتطحن امراتي لاخر ولينحن عليها اخرون. لان هذه رذيلة وهي اثم يعرض للقضاة. لانها نار تاكل حتى الى الهلاك وتستاصل كل محصولي )
فرجل بهذه القامة الروحية العالية لماذا الله يسمح له بهذه التجارب المرة
الله سمح بتجربة ايوب لانه كانت هناك خطية رابضة فى داخله وان كانت صغيرة لا يشعر بها ايوب ولكن ممكن ان توأد به الى الهلاك
ويقول سليمان الحكيم فى نشيد الاناشيد ( خذوا الثعالب الصغيره المفسدة للكروم ) ( 2 : 15 ) فالخطية ان كانت فى مظهرها صغيره ولكن تكون كالثعلب الذى يدخل الى الكرم ليتلفه
كانت خطية ايوب هى خطية البر الذاتى كان ايوب بار فى عين نفسه فخطية البر الذاتى من الضربات اليمينية للشيطان التى ممكن ان تقود للاستكبار فيقول الكتاب المقدس قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح فيقول :-
( كم بالاقل انا اجاوبه واختار كلامي معه. لاني وان تبررت لا اجاوب بل استرحم دياني. لو دعوت فاستجاب لي لما امنت بانه سمع صوتي ذاك الذي يسحقني بالعاصفة ويكثر جروحي بلا سبب. لا يدعني اخذ نفسي ولكن يشبعني مرائر. ان كان من جهة قوة القوي يقول هانذا.وان كان من جهة القضاء يقول من يحاكمني. ان تبررت يحكم علي فمي.وان كنت كاملا
يستذنبنى كامل انا.لا ابالي بنفسي.رذلت حياتي. هي واحدة.لذلك قلت ان الكامل والشرير هو يفنيهما.قد كرهت نفسي حياتي.اسيب شكواي.اتكلم في مرارة نفسي قائلا لله لا تستذنبني.فهمني لماذا تخاصمني. احسن عندك ان تظلم ان ترذل عمل يديك وتشرق على مشورة الاشرار. الك عينا بشر ام كنظر الانسان تنظر. اايامك كايام الانسان ام سنوك كايام الرجل حتى تبحث عن اثمي وتفتش على خطيتي. في علمك اني لست مذنبا ولا منقذ من يدك )
لقد اراد الله ان ينقى ايوب من هذه الخطيه فأدخله فى بوتقة التجارب فالله عندما يريد ان ينقى اى شخص اولا لا يسمح بأن يسمح بتجربة أي انسان فوق طاقته ولكن قبل ان يسمح بالتجربه ينظر الى القامه الروحية لهذا الانسان حتى من شدة التجربه ممكن ان يفقد هذا الانسان رجاءه ولكن الله يريد ان الجميع يخلصون ولمعرفة الحق يقبلون فلذلك لا يجعلنا نجرب فوق طاقتنا
كان ايوب يسمع عن الله كان يسمع عنه انه اله محب متواضع رحوم رؤوف حنان فبالرغم من ذلك فكان لا يرى الله بسبب الغشاوه التى كانت على عينية من هذه الخطية
فسمح الله للشيطان ان يجرب ايوب فيقول
[rtl]( وكان ذات يوم وأبناؤه وبناته يأكلون ويشربون خمرا في بيت أخيهم الأكبر [/rtl]
[rtl]أن رسولا جاء إلى أيوب وقال: البقر كانت تحرث، والأتن ترعى بجانبها [/rtl]
[rtl]فسقط عليها السبئيون وأخذوها، وضربوا الغلمان بحد السيف، ونجوت أنا وحدي لأخبرك [/rtl]
[rtl]وبينما هو يتكلم إذ جاء آخر وقال: نار الله سقطت من السماء فأحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم، ونجوت أنا وحدي لأخبرك [/rtl]
[rtl]وبينما هو يتكلم إذ جاء آخر وقال: الكلدانيون عينوا ثلاث فرق، فهجموا على الجمال وأخذوها، وضربوا الغلمان بحد السيف، ونجوت أنا وحدي لأخبرك [/rtl]
[rtl]وبينما هو يتكلم إذ جاء آخر وقال: بنوك وبناتك كانوا يأكلون ويشربون خمرا في بيت أخيهم الأكبر [/rtl]
[rtl]وإذا ريح شديدة جاءت من عبر القفر وصدمت زوايا البيت الأربع، فسقط على الغلمان فماتوا ، ونجوت أنا وحدي لأخبرك )[/rtl]
[rtl]لم يكتفى عدو الخير من هذه التجارب بل استأذن الله بأن يمس جسد ايوب فسمح الله له فيقول الكتاب [/rtl]
[rtl]( فخرج الشيطان من حضرة الرب، وضرب أيوب بقرح رديء من باطن قدمه إلى هامته [/rtl]
[rtl]فأخذ لنفسه شقفة ليحتك بها وهو جالس في وسط الرماد )[/rtl]
[rtl]ومع ذلك بقى ايوب متمسكا بكماله فقال :- [/rtl]
[rtl]( عريانا خرجت من بطن أمي، وعريانا أعود إلى هناك. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركا في كل هذا لم يخطئ أيوب ولم ينسب لله جهالة )[/rtl]
[rtl]وحتى امرأته اخذت تعاتبه فقالت له :[/rtl]
[rtl]( أنت متمسك بعد بكمالك ؟ بارك الله ومت فقال لها: تتكلمين كلاما كإحدى الجاهلات الخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل ؟. في كل هذا لم يخطئ أيوب بشفتيه ) كان كل انسان يكيل له من الكلمات التى كانت تزيد من ألمه حتى قال لهم كلكم معزون متعبون [/rtl]
[rtl]وسط بوتقة هذه التجارب اخذ ايوب يتواضع شيأ فشيأ فأخذ الله يكلمه ليخرج ويعترف بكل ما داخله فصارت المحادثة بين الله وايوب فأخذ يتنقى من الخطيه الرابضه بداخله واخذت القشور التى على عينيه تنزل شيأ فشيأ والتى بسببها لم يكن يرى الله اخذ ايوب يتواضع امام الله فيقول في الاصحاح الاربعين [/rtl]
[rtl] ( فأجاب أيوب الرب وقال : ها أنا حقير، فماذا أجاوبك ؟ وضعت يدي على فمي مرة تكلمت فلا أجيب ، ومرتين فلا أزيد )[/rtl]
[rtl]فأخذ الله يعاتب ايوب برفق ومحبه فيقول له :-[/rtl]
[rtl]( الآن شد حقويك كرجل . أسألك فتعلمني لعلك تناقض حكمي، تستذنبني لكي تتبرر أنت هل لك ذراع كما لله ، وبصوت مثل صوته ترعد تزين الآن بالجلال والعز، والبس المجد والبهاء فرق فيض غضبك، وانظر كل متعظم واخفضه انظر إلى كل متعظم وذلله، ودس الأشرار في مكانهم اطمرهم في التراب معا، واحبس وجوههم في الظلام فأنا أيضا أحمدك لأن يمينك تخلصك )[/rtl]
[rtl]وعندما عرف ايوب خطيته قال للرب [/rtl]
[rtl] ( قد علمت أنك تستطيع كل شيء، ولا يعسر عليك أمر [/rtl]
[rtl]فمن ذا الذي يخفي القضاء بلا معرفة ؟ ولكني قد نطقت بما لم أفهم. بعجائب فوقي لم أعرفها )[/rtl]
[rtl] عاد أيوب إلي الله وندم عن كل الكلام الصعب الذي قاله. فكان من المحزن حقًا أن رجلا كاملا كأيوب يتخاصم مع الله. [/rtl]
[rtl]ونرى شفاء أيوب من كبرياءه.[/rtl]
[rtl]تواضع ايوب جدا ومن هنا زالت الغشاوة عن عينيه فقال عبارته الجميلة [/rtl]
[rtl] + اسمع الآن وأنا أتكلم. أسألك فتعلمني بسمع الأذن قد سمعت عنك، والآن رأتك عيني . [/rtl]
[rtl]لقد رأى ايوب الله بعد ان كان يسمع عنه رأى محبته وشفقته على ايوب التى انقذه من خطيه كانت سوف توأدى ايوب الى الضياع ولاجل صبر ايوب يقول الكتاب [/rtl]
[rtl] + وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه. وكان له أربعة عشر ألفا من الغنم، وستة آلاف من الإبل، وألف فدان من البقر، وألف أتان [/rtl]
[rtl]وكان له سبعة بنين وثلاث بنات [/rtl]
[rtl]وسمى اسم الأولى يميمة، واسم الثانية قصيعة، واسم الثالثة قرن هفوك
[/rtl]
[/rtl]
[rtl]يميمه = معني الاسم يمامة/ نهار/ فجر. بسبب بزوغ فجر بركات الله عليه بعد ليل آلامه. والاسم يشير للجمال وأيضًا لبركات الله. [/rtl]
قصيعة= هي عطر ذو عبير ورائحة جميلة ويسمي سنا. وهذا في مقابل رائحة قروحه سابقًا. والاسم يشير لبركات الله وأفراح أيوب.
قرن هفوك= قرن الدهن. وتعني أيضًا أن الله أعاد ورمم وأصلح بوفرة والاسم يشير لأن الله حول آلامه لأفراح بمراحم كثيرة.
[rtl]ويقول الكتاب لم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض، وأعطاهن أبوهن ميراثا بين إخوتهن [/rtl]
[rtl]وعاش أيوب بعد هذا مئة وأربعين سنة، ورأى بنيه وبني بنيه إلى أربعة أجيال *[/rtl]
[rtl]ثم مات أيوب شيخا وشبعان الأيام [/rtl]
[rtl]ما اجمل الانسان الذى يصبرعلى التجربه [/rtl][rtl]فيقول يعقوب الرسول فى الاصحاح الاول عدد 12[/rtl]
[rtl]طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تزكى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ.[/rtl]
[rtl]ويقول بطرس الرسول فى رسالته الاولى اصحاح الاول عدد 7[/rtl]
[rtl]لِكَيْ تَكُونَتزكيه إِيمَانِكُمْ، وَهِيَ أَثْمَنُ مِنَ الذَّهَبِ الْفَانِي، مَعَ أَنَّهُ يُمْتَحَنُ بِالنَّارِ، تُوجَدُ لِلْمَدْحِ وَالْكَرَامَةِ وَالْمَجْدِ عِنْدَ اسْتِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ[/rtl]
[rtl]فاذا صادفنا تجارب وضيقات فيجب علينا ان نصبر ولا نتضجر حتى نتزكى فى السموات امام الله لانه مهما كانت اى تجربه لا تقس بتجارب ايوب [/rtl]
[rtl]فبعد الليل يأتى النهار وبعد الضيق يأتى الفرج وبعد البكاء يأتى السرور فمهما كان الليل طويلا ومظلما وحالك السواء لكن لابد ان تبزغ شمس النهار لتضئ من جديد لان سليمان الحكيم يقول لكل شئ تحت السماء وقت فقط نصبر لنرى خلاص الرب فيقول داود فى المزمور [/rtl]
[rtl]انتظارا انتظرت الرب فمال الى وسمع صراخى مز 40 : 1[/rtl]
[rtl]فقط نصبر لنرى خلاص الله [/rtl]
[rtl]صلوا من أجلى دائما [/rtl]