السيدة العذراء يتفق على تبجيلها وتقديرها الجميع من شعب مصر بمسلميه ومسيحييه، فنجد أن جميع المصريين يحرصون ويفرحون بتسمية بناتهم باسم العذراء مريم، مما يعد مظهرا رائعا من مظاهر الاتفاق والاتحاد، فالعذراء مريم هى السيدة التى اختيرت واصطفيت من بين نساء العالمين لكى تحمل السيد المسيح فى أحشائها مع دوام طهارتها وبتوليتها.
وإن تأملنا حياة السيدة العذراء مريم نجد إنها لم تكن مترفة النشأة ولا مرفهة الحياة ولازمت البساطة حياتها بشكل دائم، وبهذا تعطينا بحياتها المثال والقدوة فى الالتزام والصبر وتحمل الأمانة، فلم يكن من السهل على فتاة مثلها أن توجد حبلى دون زرع بشر واحتمال ذلك إلا بالاستناد على الإيمان بالله والصبر، فحياتها رسالة طمأنينة للمتعبين والمثقلين بهمومهم إن فى الصبر والاحتمال تطهير وإعلاء للنفس.
ولم تتوقف متاعبها بولادة السيد المسيح ولم يتوقف أيضا احتمالها وصبرها، فقد اضطرت أن تهرب بطفلها الوليد إلى أرض مصر هربا من طغيان حكام بلادها، وبذلك تباركت بلادنا وتشرفت بقدوم السيد المسيح مع أمه العذراء مريم.
لذلك نجد أن كثيرين من المسلمين والمسيحيين يطلبونها فى محنهم وشدائدهم؛ لأنها احتملت الكثير فى حياتها فأصبحت قريبة من المتعبين فى همومهم، فسيرة العذراء مريم العطرة توحد الجميع على احترامها وتقديرها فصارت حمامة سلام ترفرف بجناحيها على أرض مصر.