القديس سمعان الخراز
غير معروف على وجه التحديد العديد من التفاصيل عن هذا القديس.. ولكن التاريخ يؤكِّد أنه كان موجوداً في بابليون (مصر القديمة) في زمان البطريرك الأنبا إبرآم السرياني (975-979م)، وفي عهد الخليفة المعز لدير الله الفاطمي، أول حكام الدولة الفاطمية في مصر.
وكانت حرفته هي دباغة الجلود، ومعها صناعة الأحذية وخلافه..
وهناك قصة مشهورة عنه، أنه في أحد الأيام جاءت إليه إمرأة لتصلح حِذائها، وكانت هذه المرأة جميلة الصورة، فبينما هي تخلع حِذائها، إنكشف ساقاها، فنظرت عيناه إليهما بشهوة. ففي الحال ضرب المِخراز في إحدى عينيه فأفرغها، تنفيذاً لوصية الرب: "إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم." (مت28:5،29)
لقد نَفَّذ الوصية حرفيّاً ببساطة.. ولكن الكنيسة لا تسمح بهذا ولا تُعَلِّم به.. إنما هو تصرف بحرية وبساطة، فسامحته الكنيسة.
لقد كان القديس سمعان الخراز زاهِداً متقشِّفاً، ظهر هذا من ثنايا حديثه مع الآب البطريرك الأنبا إبرآم حينما سأله عن حياته.. وإنه من المؤكَّد أنه كان رجل صلاة عجيب.. وكان يقوم بخدمة الشيوخ والمرضى ويوصل لهم الماء كل يوم.. وكان يوزع الخبز والطعام يومياً على المحتاجين في المنطقة..
وكان القديس مُتواضِعاً للغاية، وذا إيمان قوي جداً..
معجزة نقل جبل المقطم
كان المُعِز لدين الله الفاطمي رجلاً مُحِبَّاً لمجالس الأدب، والمباحثات الدينية.. وكان هناك رجلاً يهوديّاً متعصباً، إعتنق الإسلام لينال منصبه، وكان اسمه "يعقوب بن كلس". وكان مبغضاً للمسيحيين، خاصة "قزمان بن مينا الشهير بأبو اليمن".
وفي يوم من الأيام أرسل الخليفة للأب البطريرك ليحدد موعداً ليُحاجِج اليهود أمامه.. فإصطحب معه الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين (بالصعيد).. فبدأ الأسقف بإتهام اليهود بالجهل! وأفحم اليهودي بإستشهتاده بالآية القائلة: "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف! شعبي لا يفهم!" (إش3:1)
منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا
وكان من أثر ذلك أن تضايق الوزير بن كلس للغاية، وأخذ هو ورفيقه موسى في التفتيش في الإنجيل عن أي آية ترد له إعتباره.. فوجد "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شئ غير ممكن لديكم." (مت 20:17)
فأسرع وأراها للخليفة، وطلب منه أن يجعل النصارى يثبتون صحة هذا الكلام.. فأعجب الخليفة بالفكرة، وخاصة أنه فكَّر في إزاحة الجبل الجاثم شرق المدينة الجديدة (القاهرة)، أما إذا عجز النصارى عن تنفيذ هذا الكلام، فهذا دليل على بُطلان دينهم، ومن ثم تحتم إزالة هذا الدين!!
فأرسل الخليفة للبابا وخيَّرهُ ما بين تنفيذ الوصية، أو إعتناق الدين الإسلامي، أو ترك البلاد، أو الموت! فطلب البابا من الخليفة ثلاثة أيام، ونادى بصوم وإعتكاف إلى جميع الشعب.. وفي فجر اليوم الثالث ظهرت السيدة العذراء للبابا، وأرشدته بأن يخرج، والرجل الحامل الجرة الذي سيراه هو الذي سيتمم المعجزة على يديه..
وبالفعل خرج وقابل القديس سمعان، وتحدَّث معه، عن حياته وروحياته، وسبب فقده لعينه.. إلخ. فقال القديس للبابا أن يصلي مع الشعب كيرياليسون 400 مرة ويصلي صلاة القداس وهم يحملون الأناجيل والصلبان والشموع.. وهو سيقف معهم خلف البابا كواحد من الشعب. وبعد ذلك يجب على البابا بالسجود مع الكهنة، ويرشم الجبل بعلامة الصليب المقدسة.. وسيرى مجد الله..
وبالفعل تم كل هذا بالضبط.. وبعد رفع يد البابا يده ورسم علامة الصليب المقدسة، إذ بزلزلة عظيمة تحدث، ومع كل قيام من سجدة يرتفع الجبل، ومع كل سجدة يندك الجبل وتظهر الشمس من تحته وهو يتحرك..
وإنزاحت الغُمة، ولكن القديس سمعان الخراز هرب من المجد الباطل.. إلى ساعة موته، وظهور جسده في مصر بعد ذلك..
بركة صلواته تكون مع جميعنا، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين
دير القديس سمعان الخراز بالمقطم
معجزة تاريخية ومنارة سماوية تشهد لها الأرض المصرية على جبل المقطم
فرمان سماوي لإنشاء دير القديس سمعان الخراز بالمقطم
تحركت اليد الإلهية فقد صدر قرار من السيد محافظ القاهرة في أواخر عام ١٩٦٩ م بنقل جامعي قمامة القاهرة إلى منطقة نائية على إحدى جبل المقطم ليقطنوا بها بعد أن امتد العمران إلى مناطقهم وأحاط بها العمران في القاهرة نفسها.
وبدأ جامعي القمامة الذين معظمهم من المسيحيين في إقامة مساكنهم بطرق بدائية، وهي عبارة عن عشش من الصاج تسمى بلغتهم العامية زرائب – والعشة الواحدة زريبة وسميت زريبة نسبه إلى المكان الذي تقيم فيه الحمير والخنازير والحيوانات الأخرى كالجداء والماشية وبعض الطيور كالبط والدجاج.
وظل عدد سكان هذه المناطق في ازدياد مستمر حتى وصل عدد السكان من الزبالين بحوالي ١٥ ألف نسمة وذلك بحسب تقارير محايدة صادرة من البنك الدولي لدراسة هذه المنطقة في يوليو ١٩٧٨ م وما زال هذا العدد في تزايد ويعتقد أنه تضاعف الآن.
ووسيلة نقل الزبالة هي عربة يمتلكها كل شخص تقريباً هناك، وتتركب هذه العربة من صندوق كبير من الخشب له عجلتان من الخشب أو من عجل كوتش ويجرهما حماران أو أكثر وكان المجهود الذي يبذله الشخص كبيراً في رجوعهم قبيل غروب الشمس حيث العربة ملآنة بمخلفات المنازل والطريق صاعداً لأعلى كما أن الطريق ظل لسنوات غير ممهداً إلا أنه سُفلت الآن.
ويقوم هؤلاء الزبالون في الصباح الباكر بجمع القمامة من المنازل بأحياء القاهرة المختلفة، وعند عودتهم إلى زرائبهم يقومون بفرز القمامة وتصنيفها.. فيجدون الورق والزجاج والحديد والمعادن المختلفة وبعد أن يتم فرز هذه المخلفات تباع للتجار المتخصصين ويقتات الزبالين بأثمانها أما الغذاء ومخلفات المطابخ فتصلح لثروتهم الحيوانية خاصة الحمير.
كان رجلاً اسمه قديس عجيب عبد المسيح أحد جامعي القمامة من حي شبرا تقابل مع أحد الخدام فكلمة الخادم عن الحياة مع الرب والتمتع بمحبته ونعمته عن طريق التوبة، وأحب قديس أن يستمع إلى هذا الخادم وألح عليه لزيارته في منطقة الزبالين بجبل المقطم حتى يستمع إليه غيرة، وظل يكرر هذه الدعوة على مدى عامين من الزمان أي بالتحديد منذ عام ١٩٧٢م دون أن يستجيب الخادم.
ويتذكر الخادم فجأة هذه الدعوة حينما تقابل في صباح الجمعة الأولى من فبراير ١٩٧٤م مع عم قديس الذي لم يفتر طول سنتين أن يدعوا، وألح عليه بزيارة المنطقة – وبغير شعور أصغى هذا الخادم إلى صوت الرب في داخله يؤكد أن هذه الدعوة له هي منه.
وسأل الخادم عم قديس عن كيفية الوصول إلى تلك المنطقة، فشرح له الطريق وكيفية الوصول إلى المنطقة، فدله على نمر الأتوبيس الذي يصل إلى سفح المقطم على أن ينتظره في نهاية الخط ليصحبه إلى منطقة الزرائب.
وفى اليوم المحدد تردد الخادم في الذهاب إلى المقطم فذهب فعلاً إلى محطة الأتوبيس، ولكنه بدلاً من أن يركب الأتوبيس الذاهب إلى المقطم غَيٌر رأيه ليهرب كما فعل يونان النبي وركب الاتوبيس الذاهب للاتجاه المضاد أي إلى المطرية - ولكن هاتفاً داخلياً ظل يلح عليه ويؤنب ضميره وكرر الهاتف الأمر عده مرات فلم يستطع تحمله فأطاع وترك الأتوبيس المتجه إلى المطرية قبل أن يتحرك، ونزل ليركب الأتوبيس الذي يتجه إلى منطقة الزرائب ووصل إلى نهاية الخط، ونزل الخادم فوجد عم قديس في انتظاره كما اتفقا من قبل وصعد معاً إلى الرابية التي أقيمت فوقها الزرائب
ولأول مرة يشاهد هذا الخادم هذه المنطقة النشطة وعند مدخلها شاهد عربات الزبالين في نشاط محموم مثل خلية من النحل دائمة العمل عربات صاعدة وعربات هابطة عدد كبير من الرجال والأطفال والبنات يعملون منهم من يقود العربات ومنهم من يساعد الحمير في دفع العربات للصعود إلى أعلى والتغلب على صعوبات الطريق متشبهين بأجدادهم عندما كانوا يبنون الهرم.. وقف الخادم متأملاً هذا المنظر وانتابه شعور غريب، أنه الرب يريد شيئاً لهذه المنطقة، ولكن ماذا يريد الرب بالتحديد؟!! أنه سؤال محير، أنه لا يدري لذلك طلب من الزبال أن يأخذه إلى مكان هادئ ليصلي طالباً الإرشاد والمعونة من رب المعونة.
اكتشاف كنيسة سمعان الخراز بالجبل
فأخذه قديس إلى أعلى قمة في هذه المنطقة، وهناك شاهد فجوة كبيرة تحت صخرة مهولة، إنها مغارة عجيبة (هذه المغارة أصبحت الآن دير القديس سمعان الخراز) فوجد الخادم هناك مكاناً مناسباً للصلاة وداوم على الصلاة فيها كل يوم أحد من كل أسبوع ولمدة ثلاث أسابيع يذهب في صمت ليصلي ويرجع صامتاً دون أن يكلم أحداً من هؤلاء الزبالين الذين يملأون المكان وينتشرون كالنمل المجاهد على تلك البقعة من الجبل يبحث بجد ونشاط عن طعامه يذهب ولا يفعل أي شئ ولكنه كان متحيراً وكان يسأل الرب في صلواته \"يارب ماذا تريد مني أن أفعل؟\" (أعمال ٩: ٦) وفي الأسبوع الثالث حدث أمر عجيب وغريب.
في الصورة المقابلة الحفر الأثرى الباقي منذ الكنيسة القديمة التي بنيت في أيام الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي في كهف الكنيسة بجبل المقطم
وفى الأسبوع الثالث صعد الخادم كعادته للصلاة وكان معه شخصين آخرين وفي أثناء الصلاة ثارت عاصفة هوجاء فتطايرت أوراق الزبالة في الهواء وملأت المنطقة، وهدأت العاصفة وألقت أمام المصلين بورقة صغيرة.. التقطها أحدهم ويعتقد أنه لا يعرف القراءة وسلمها للخادم ليقرأها، وإذا بها ورقة من سفر أعمال الرسل الإصحاح ١٨ – ووقع بصر الخادم على آياتها المكتوبة وبدأ يقرأها بصوت عال وهي: \"فقال الرب لبولس برؤيا الليل لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني معك، ولا يقع أحد ليؤذيك، لأن لي شعباً كثيراً في هذه المدينة\"
(أعمال ١٨ : ٩-١.)
فاعتبر الخادم ذلك صوت قادماً من السماء من الرب مباشرة إليه، أو كما علق قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث على ما حدث فقال:
ومن هذا الوقت بدأ الخادم رحله الخدمة في هذه المنطقة وشعبها.
كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته
أخذ الخادم زميلاً له ليساعده وبدأ الخادم يبحث عن مكان لخدمة أولاد المنطقة أي أطفال مدرسة التربية الكنسية ولم يكن يعرف المنطقة ليختار مكاناً لبدء التدريس ولكنه فجأة تذكر ما سمعه من أب اعترافه في عظة من عظاته مردداً قول إشعياء النبي: \"كل موضع تدوسه أقدامكم لكم أعطيكم\" (يشوع ١: ٣) وفي بساطة إيمان بدأ يدوس الموضع الذي وقفا عنده دون أن يقول لزميله شيء مما يدور في داخله وكل واحد يدوس الموقع برجليه وهنا سأله الخادم زميله عما يفعل فقال زميله إجابة وقف أمامها مذهولاً.. إذ قال: \"ألم يقل يشوع النبي أن كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته؟!!\" إذاً فقد كان فكر الرب يعمل فيهما معاً في نفس الوقت يفكران ويعملان نفس العمل فتأكد الخادم أن هذا هو المكان الذي اختاره الرب ليكون كنيسة تسبح باسمه في المنطقة وقد كان.
كنيسة من الصاج لقديس الجبل
بدأ العمل في بناء كنيسة من الصاج وسقفها من البوص مثل باقي مباني المنطقة وكان الخادم فرحاً وفي يوم ١٣/ ٤/ ١٩٧٤ بدأت خدمة أطفال مدارس الأحد فكانوا ١١ طفلاً في اليوم الأول ثم بدأ اجتماع عام للرجال والسيدات وكان عدد الحاضرين ٩ أشخاص – وبدأ الخدام في الافتقاد وزيارة الناس في مساكنهما المصنوعة من الصفيح وافتقدا الزرايب بلغتهما زريبة زريبة وتكلما مع كل إنسان عن محبة الرب يسوع والطريق إليه – وبدأ زمن الحصاد بعد خمسة أشهر من العمل فلم يعد المكان يتسع وبارك الرب عملهما بصلوات قديس الجبل العامل الفقير القديس سمعان الدباغ – وأصبح الخادمان ثلاثة فقد ضم لهما الرب ثالثاً وتم توسيع المكان واستبدل الصاج بالطوب إلا أن السقف كان قماشاً خيام بدلاً بوص وأصبح المزود خيمة للاجتماع فوق الجبل.
وذهب الخدام مع أب اعترافهم إلى قداسة البابا شنوده الثالث وأخبروه بكل ما تم ففرح جداً مشجعاً أولاده وأعطاهم مبلغاً من المال لبناء السقف بالأسمنت المسلح – ولكنهم هدموا المبنى القديم لأنه أصبح لا يتسع للأعداد الغفيرة التي تحضر الصلوات وضاق المكان للغاية مما اضطر الخدام أن يلجئون إلى أحد المهندسين المباركين فوضع تصميماً رائعاً لكنيسة شاهقة على مساحة ١... متر مربع تقريباً.
وتم شراء مواد البناء من طوب وأسمنت وحديد وزلط – ولكن المشكلة كانت المياه فقد كان صعب الحصول عليها في هذه المنطقة النائية حتى للشرب ورفعوا الخدام صلوات حارة ليساعدهم قديس الجبل فهو كان يعمل سقا حاملاً الماء للفقراء والمحتاجين وحدثت المعجزة فبينما كان الخادم عائداً من المنطقة في مساء أحد الأيام وجد عند بداية الطريق المرصوف الصاعد إلى مدينة المقطم، جراراً يجر مقطورة عليها خزان ماء كبير، فطلب من السائق أن يمده بالمياه لبناء الكنيسة – فوافق على الفور بدون أدنى تردد وكانت هذه معجزة السماء.
ولكن المعجزة العجيبة هي أنه في يوم الاثنين الموافق ١٩/١/١٩٧٦م بعدما أفرغ الجرار حمولة المقطورة من المياه وبينما هو يرجع إلى الوراء كان يوجد طفل خلفه اسمه \"أدهم كامل عبد المسيح\" يبلغ من العمر وقتها ستة أعوام سقط تحت عجلات الجرار الضخمة فهشمت رأسه ونقل إلى المستشفى فاقد الوعي. وتحول الاجتماع المسائي إلى اجتماع صلاة لأجل الطفل أدهم ليتنازل الرب بإجراء معجزة – وفي اليوم التالي ذهب الخادمان لزيارة الطفل في المستشفى وإذا يجداه حياً ولكنه جسداً بلا حراك ورأسه مهشماً تماماً والدم ينزف من أنفه وأذنيه وفمه.
وقف الخادمان إلى جوار السرير وطلبا من الرب أن يعمل معجزة مع هذا الطفل ويخلق له رأسا جديداً بشفاعة القديس سمعان الدباغ صاحب الكنيسة وقديس الجبل – وبعد سبعة أيام تمجد الرب فعلاً وعاد الطفل أدهم إلى بيته معافى ليكون شاهداً عن قوة إلهنا الحي.
وفى يوم ١٨ يونيو عام ١٩٧٦ م زار البابا شنوده الثالث كنيسة قديس الجبل سمعان الدباغ وكان يوما مشهوداً لا ينسى ثم ظل يزورها في كل عام في عيد القديس سمعان الخراز منذ عام ١٩٧٨ وحتى عام١٩٨٠.
وفى يوم الأربعاء ٣/١/٢... م في جريدة الأخبار القاهرية كتب رأت بطرس مقالة بعنوان لقــاء مع اللــه في جبــل المقــــطم وقال: \"وطبعاً رسم البابا شنوده الشاب فرحات إبراهيم قسيسا لهذه الكنيسة باسم القمص سمعان إبراهيم وتطوير العمل في هذه المنطقة حتى أصبحت الآن تضم كنائس داخل مغارات الجبل كما تضم مستشفى ودار حضانة ووحدة خدمة اجتماعية ومركز تدريب مهني ومدرسة وغيرها وغيرها كلها خدمة لأهل المنطقة دون تمييز بين الدين أو الجنس أو اللغة أو الجنسية الجميع يتلقون الخدمة بلا مقابل كما زودت هذه المنطقة التي أطلق عليها اسم دير سمعان الخراز أو الدباغ باستراحات وخدمات لزوارها ورقى القس سمعان ليصبح قمصاً اعترافاً له بجهوده في هذه المنطقة.
فنان بولندي يعيد أمجاد قدماء المصريين وفن النحت على الحوائط
وقد اكتشفت صورة منحوتة في الحجر في الكهف ولكن فن النحت على الحوائط قد تلاشى منذ زمن بعيد ولكن يبدو أن هذه المنطقة وغرائبها شدت انتباه سائح بولندي جاء لزيارة مصر منذ سنوات فشعر أن عليه رسالة لا بد أن يقدمها لهذا المكان شعر بحنين غريب للإقامة في هذا المكان وفعلاً أقام بعض الوقت استطاع خلاله أن ينحت لوحا من الخشب للقديس سمعان الخراز وعندما أعجب به القمص سمعان راعي الكنيسة ورئيس الدير طلب منه أن ينحت تماثيل تحكي سيرة القديسين داخل الصخور لتكون بمثابة معرض يحكي سيرة القديسين لزوار هذا المكان الغريب ولم يكذب البولندي ماريو خبراً فقد استقر في مصر وأقام داخل هذا الدير وتزوج من مصرية من صعيد مصر وتفرغ لنحت صخور هذا الجبل لتتحول إلى متحف لتماثيل القديسين.
والزائر لهذا المكان يستطيع بسهولة أن يجد أيضاً صورة للعذراء ظهرت وسط الصخور عندما كانوا ينحتون صخور الجبل لتفريغها كسقف لهيكل الكنيسة فوجئ الجميع بصورة للعذراء وسط الصخور وكأنها تبارك هذا المكان.
حفر مجيء ابن الإنسان
حفر صورة المسيح المنتصر على الموت القائم من بين الأموات
وحفر العائلة المقدسة في هروبها إلى مصر
حفر يمثل البابا شنوده الثالث يجلس على كرسي مرقس الرسول
ن الروايات المتداولة عن جسد القديس سمعان التي تشابه قصة موسى النبي وهى: أن القديس ألقى بنفسه تحت جبل المقطم أو داخله.. إلخ حتى لا يكرمه الشعب الحاضر المعجزة \"ولما كانت المخطوطات تؤيد عدم معرفة الشعب القبطي به وقت إجراء المعجزة والأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين في تاريخ البطاركة الذي عاصر هذه الفترة ووصفها بكل دقائقها فلم يذكر القديس الأنبا ساويرس أي شئ على الإطلاق يؤيد الرواية السابقة – وفي وصفه للمقابلة الأولى بين البابا الأنبا ابرآم والقديس سمعان ذكر أن سمعان اشترط على البابا ابرآم ألا يعلم أحد بسيرته إلا بعد انتقاله من هذا العالم.. ووعده البابا بذلك، ومن أكبر الأدلة على ذلك ما قاله [ووقف الرجل – القديس سمعان – ولم يكن في الجمع من يعرفه إلا البطرك وحده] فمن أين عرف الناس أنه ألقى بنفسه تحت الجبل أو بداخله وفي وصف الأنبا يوساب أسقف فوة في القرن الثاني عشر الميلادي للمقابلة الأولى والقديس سمعان للبابا [والآن أسألك ألا تبيح بسري وألا تعلم بي أحد وأنا أكون خلفك - فوقت أن تسجد أسجد معك ووقت أن تصلب (ترشم الصليب) أصلب معك من غير أن تعرف أحداً]
والحقيقة أن قديس الجبل اختفى من وراء الأنبا ابرآم البطرك بدون أن يشعر به أحد فالناس تنتبه إلى العظماء وأصحاب المراكز أما الفقراء فلا ينتبه لهم أحد والأنبا ساويرس أيد اختفائه في كتابه تاريخ البطاركة فقال [فلما اهتدوا – أي هدأ الناس – التفت البطرك يطلب الرجل القديس – سمعان الخراز – فلم يجده] والأنبا يوساب في نفس المعنى في مخطوطة بدير السريان العامر قال: [ثم التفت البطرك يطلب الدباغ – القديس سمعان – فلم يجده]
رفات القديس سمعان بالكاتدرائية بالدير
كيف اكتشف الأقباط جسد القديس سمعان الدباغ المعروف بالخراز؟
في عام ١٩٨٩ م كان أحد الخدام يبحث عن رفات القديسين والشهداء المدفونين في مصر القديمة ومنهم سمعان الدباغ – ونتيجة لأبحاثه في المراجع التالية أنه اكتشف أنه مدفون في مدافن تسمى بركة الحبش في مصر القديمة:
سنكسار يوم ١٩ أبيب – نياحة القديس الأنبا يؤنس العاشر البابا (٨٥) [في مثل هذا اليوم أيضاً من سنة ١.٨٥ش - ١٣ يوليو ١٣٦٩م تنيح البابا يؤنس العاشر.. ودُفن بجوار سمعان الخراز...]
وفى كتاب البطاركة للأنبا يوساب: سيرة البابا يؤنس العاشر [وتنيح ودفن بالحبش بجوار قبر الخرا ]
سنكسار يوم ٣ بشنس نياحة الأنبا غبريال الرابع البابا ( ٨٦) [وفي مثل هذا اليوم من سنة ١.٩٤ش (أبريل سنة ١٣٧٨م) تنيح البابا غبريال.. ودُفن بالحبش بجوار الخراز]
وفى كتاب تاريخ البطاركة للأنبا يوساب: سيرة البابا غبريال الرابع [وتنيح ودُفن بالحبش بجوار الخراز]
ونتيجة لما سبق يتضح أن القديس سمعان الخراز مدفون بمصر القديمة وبالتحديد في مدافن تعرف بمدافن الحبش – وأيضاً مدفون بجوار اثنين من الآباء البطاركة.
وفى عام ١٩٩١ م دبرت العناية الإلهية البدء في ترميم كنيسة العذراء الأثرية في بابليون الدرج بمصر القديمة – وفي يوم الحد الموافق ٤/٨/١٩٩١م تم العثور على هيكل عظمي أثناء عمليات الترميم وخلال إجراء الحفر الملاصق للحائط القبلي للكنيسة من الخارج وبالتحديد على عمق ثلاثة أمتار – وعند ظهور الهيكل حلت رهبة إلهية وفرحة روحية لم يسبق لها مثيل على جميع الحاضرين وشعر الجميع أن الجو مليء بصفوف غير منظورة من الكائنات الروحية ترفرف على المكان.
هذا الهيكل العظمى هو لشخص تنيح في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من عمره.. قصير القامة صغير الحجم ملامحه رائعة وجميلة جداً، ومن الأمور الغريبة أن شعر رأسه بقى كما هو سليم ولم يتحلل بالرغم من الرطوبة العالية الموجودة بهذا المكان – ويدل هذا الشعر على أن صاحب الجسد هو أصلع الرأس غزير الشعر جداً من الخلف إذ يصل شعره إلى أسفل خلف عنقه ووجد أيضاً بجوار الحفر من ناحية أخرى بخارج كنيسة القديسين أباكير ويوحنا في نفس المكان، جره من الفخار يزيد عمرها على الألف سنة - وهذا يؤكد أنها ملك لهذا المدفون في هذه المكان، وأنه سمعان الخراز وهى علامة ارتباط الجرة بالجسد وهذه الجرة موجودة الآن بالمقصورة الخاصة بسمعان الخراز بكنيسته بالمقطم بالقاهرة وحتى الآن لم يتمكن أحد أن يحدد بالتأكيد من هو صاحب هذا الجسد؟ أو أنه هو للقديس سمعان الخراز ولكن بقي شئ واحد يمكن الاعتماد عليه وهو أيقونة الأنبا ابرآم مع القديس سمعان الخراز والموجودة بكنيسة القديسة مريم العذراء (المعلقة بمصر القديمة).
مدخل وقاعة مار مرقس وبه نحت لدخول المسيح أورشليم على حمار
ومرسوم بها سمعان الخراز وهى تؤكد ملامحه والتي تطابق مواصفات لملامح الهيكل العظمي تطابق كامل مثل قصر القامة نوع الشعر وطوله والتوزيع التشريحي للهيكل العظمي – واتضح أن مدافن الحبش بمصر القديمة هي ذاتها المنطقة الواقع فيها الحفر بكنيسة السيدة العذراء ببابليون الدرج والتي ظهر فيها رفات أكثر من ١٣ قديساً من بينهم آباء بطاركة – وأنبوبة بها رأس طفل شهيد وجسد القديس سمعان الخراز ووقتها كنا نتعجب من دفن البطاركة خارج الكنيسة وقدمت هذه الأبحاث إلى قداسة البابا شنوده الثالث – ثم أعلن قداسته اعتماده البحث وإعلان أن جسد القديس سمعان الخراز ناقل الجبل بموهبه إلهية قد أكتشف وقد أعلن ذلك خلال اجتماع قداسته بالآباء كهنة القاهرة يوم الثلاثاء الموافق ٧يوليو ١٩٩٢ وفي حضور صاحب النيافة الأنبا متاؤس وقد أمر قداسته بتوزيع الجسد على ثلاث كنائس فقط هي
كنيسة السيدة العذراء ببابليون الدرج ** كنيسة السيدة العذراء – المعلقة ** كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم
وفى يوم الخميس المبارك الموافق ٩ يوليو عام ١٩٩٢م قام نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس بإيداع جسد قديس الجبل سمعان الخراز في أنبوبة ووضعها في كنيسة العذراء ببابليون الدرج مع كتابة وثيقة خاصة بذلك وهى الموجودة حالياً بجوار مقصورة القديس سمعان الخراز بكنيسة المقطم بالقاهرة وفي يوم السبت ١١يوليو ١٩٩٢ م وفي موكب روحي مهيب تم نقل رفات القديس العظيم إلى كنيسته في جبل المقطم.
منظر عام لكاتدرائية العذراء والقديس سمعان بجوار مغارة الميلاد
سمعان ومعجزات، ومعجزات، ومعجزات..
في سنة ٧٦ قام البابا شنوده الثالث بتدشين الكنيسة وقال: \"هانبعتلكم اب كاهن يرعى الكنيسة\" قال أهل المنطقة له عاوزين الأستاذ فرحات هو تعب معانا فخليه يكون كاهن علينا \"فنظر البابا إلى فرحات وقال له: \"تعال نرسمك على كنيسة العذراء\".. قال يا ســيدنا كل ما بطلع الجبل افتكر القديس سمعان اللي نقـــــــل الجبل ده ومالوش كنيسة باسمه\" فقال لي: \"تعال نرسمك سمعان على كنيسة العذراء القديس سمعان\"
واترسم الأستاذ فرحات باسم أبونا سمعان ابراهيم موسى واستلم الكنيسة وابتدأ يعمل عظـة منظمة في الكنيسة وصلاة فكان ربنا يتمجد أمام عينينا: أعمى يفتح، مشلول يمشى، أخرس يتكلم، شياطين تخرج، مرضى تشفى.. والشعب يتزاحم في كنيسة صغيرة وسط الزبالين! إيه السر؟.. الرب يسوع بيعمل معجزات، فبدأ الشعب يتزاحم من جميع البلاد بل ومن جميع الدول فبدأ أبونا يطلع هنا الجبل وهو ماشى يقوله يارب انت اللي وعدت وقلت كل ما تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم اديني المكان للبيعة بتاعتك فبدأ ربنا يعد لينا مغارة جوه الجبل بتشيل ٥ آلاف كثر الشعب فبدأ ربنا يعد لينا كاتدرائية العذراء ويتحول المنفى الذي نفتا إليه الحكومة لسماء على الأرض من بيوت عشش صـفيح إلى بيوت حديثة دورين وثلاثة بالطوب الأحمر واتعمرت المنطقة وأصبح فيها ماء ونور ومجارى وتليفونات ومدارس وطرق مواصلات ومستشفيات.
ويقول أحد الأهالي في المنطقة واترسم مع أبونا سمعان أبونا ابرآم وأبونا بولا وأبونا أنطونيوس وأبونا بطرس موجودين في المدينـة وأعظم من كده غير قلوبنا قبل بيوتنا كان فيه٨. % من شراب الخمور والمخدرات والمكيفات لدرجة العمى لو اتلمت مصحات العالم كلها مش ممكن تغير ٢% نشكر الرب يسوع اللي غير٨.% وشعارنا هنا في منطقة الزبالين اتولد رب المجد يسوع في مزود البقر بالناسوت واتولد بالكلمة وسط الزبالين باللاهوت، ودليل حضـــوره معانا اتغير المنفى إلى سماء على الأرض واتزين الجبل بعده من الكنائس.. والمعجزات بنشوفها هنا في المكان كل يوم.
وقد أكد أبو المكارم حادثة إعادة بناء الكنائس السابقة في زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي
فيلم: القديس سمعان الدباغ .. الخراز
القديس سمعان الدباغ التاريخ يؤكِّد أنه كان موجودًا في بابليون (مصر القديمة) في زمان البطريرك الأنبا إبرآم السرياني (975-979م)، وفي عهد الخليفة المعز لدير الله الفاطمي، أول حكام الدولة الفاطمية في مصر. وكانت حرفته هي دباغة الجلود، ومعها صناعة الأحذية وخلافه.. وهناك قصة مشهورة عنه، أنه في أحد الأيام جاءت إليه إمرأة لتصلح حِذائها، وكانت هذه المرأة جميلة الصورة، فبينما هي تخلع حِذائها، إنكشف ساقاها، فنظرت عيناه إليهما بشهوة. ففي الحال ضرب المِخراز في إحدى عينيه فأفرغها، تنفيذًا لوصية الرب: "إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم." (مت28:5،29) لقد نَفَّذ الوصية حرفيًّا ببساطة.. ولكن الكنيسة لا تسمح بهذا ولا تُعَلِّم به.. إنما هو تصرف بحرية وبساطة، فسامحته الكنيسة. لقد كان القديس سمعان الخراز زاهِدًا متقشِّفًا، ظهر هذا من ثنايا حديثه مع الآب البطريرك الأنبا إبرآم حينما سأله عن حياته.. وإنه من المؤكَّد أنه كان رجل صلاة عجيب.. وكان يقوم بخدمة الشيوخ والمرضى ويوصل لهم الماء كل يوم.. وكان يوزع الخبز والطعام يوميًا على المحتاجين في المنطقة.. وكان القديس مُتواضِعًا للغاية، وذا إيمان قوي جدًا
غير معروف على وجه التحديد العديد من التفاصيل عن هذا القديس.. ولكن التاريخ يؤكِّد أنه كان موجوداً في بابليون (مصر القديمة) في زمان البطريرك الأنبا إبرآم السرياني (975-979م)، وفي عهد الخليفة المعز لدير الله الفاطمي، أول حكام الدولة الفاطمية في مصر.
وكانت حرفته هي دباغة الجلود، ومعها صناعة الأحذية وخلافه..
وهناك قصة مشهورة عنه، أنه في أحد الأيام جاءت إليه إمرأة لتصلح حِذائها، وكانت هذه المرأة جميلة الصورة، فبينما هي تخلع حِذائها، إنكشف ساقاها، فنظرت عيناه إليهما بشهوة. ففي الحال ضرب المِخراز في إحدى عينيه فأفرغها، تنفيذاً لوصية الرب: "إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم." (مت28:5،29)
لقد نَفَّذ الوصية حرفيّاً ببساطة.. ولكن الكنيسة لا تسمح بهذا ولا تُعَلِّم به.. إنما هو تصرف بحرية وبساطة، فسامحته الكنيسة.
لقد كان القديس سمعان الخراز زاهِداً متقشِّفاً، ظهر هذا من ثنايا حديثه مع الآب البطريرك الأنبا إبرآم حينما سأله عن حياته.. وإنه من المؤكَّد أنه كان رجل صلاة عجيب.. وكان يقوم بخدمة الشيوخ والمرضى ويوصل لهم الماء كل يوم.. وكان يوزع الخبز والطعام يومياً على المحتاجين في المنطقة..
وكان القديس مُتواضِعاً للغاية، وذا إيمان قوي جداً..
معجزة نقل جبل المقطم
كان المُعِز لدين الله الفاطمي رجلاً مُحِبَّاً لمجالس الأدب، والمباحثات الدينية.. وكان هناك رجلاً يهوديّاً متعصباً، إعتنق الإسلام لينال منصبه، وكان اسمه "يعقوب بن كلس". وكان مبغضاً للمسيحيين، خاصة "قزمان بن مينا الشهير بأبو اليمن".
وفي يوم من الأيام أرسل الخليفة للأب البطريرك ليحدد موعداً ليُحاجِج اليهود أمامه.. فإصطحب معه الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين (بالصعيد).. فبدأ الأسقف بإتهام اليهود بالجهل! وأفحم اليهودي بإستشهتاده بالآية القائلة: "الثور يعرف قانيه، والحمار معلف صاحبه. أما إسرائيل فلا يعرف! شعبي لا يفهم!" (إش3:1)
منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا
وكان من أثر ذلك أن تضايق الوزير بن كلس للغاية، وأخذ هو ورفيقه موسى في التفتيش في الإنجيل عن أي آية ترد له إعتباره.. فوجد "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل إنتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شئ غير ممكن لديكم." (مت 20:17)
فأسرع وأراها للخليفة، وطلب منه أن يجعل النصارى يثبتون صحة هذا الكلام.. فأعجب الخليفة بالفكرة، وخاصة أنه فكَّر في إزاحة الجبل الجاثم شرق المدينة الجديدة (القاهرة)، أما إذا عجز النصارى عن تنفيذ هذا الكلام، فهذا دليل على بُطلان دينهم، ومن ثم تحتم إزالة هذا الدين!!
فأرسل الخليفة للبابا وخيَّرهُ ما بين تنفيذ الوصية، أو إعتناق الدين الإسلامي، أو ترك البلاد، أو الموت! فطلب البابا من الخليفة ثلاثة أيام، ونادى بصوم وإعتكاف إلى جميع الشعب.. وفي فجر اليوم الثالث ظهرت السيدة العذراء للبابا، وأرشدته بأن يخرج، والرجل الحامل الجرة الذي سيراه هو الذي سيتمم المعجزة على يديه..
وبالفعل خرج وقابل القديس سمعان، وتحدَّث معه، عن حياته وروحياته، وسبب فقده لعينه.. إلخ. فقال القديس للبابا أن يصلي مع الشعب كيرياليسون 400 مرة ويصلي صلاة القداس وهم يحملون الأناجيل والصلبان والشموع.. وهو سيقف معهم خلف البابا كواحد من الشعب. وبعد ذلك يجب على البابا بالسجود مع الكهنة، ويرشم الجبل بعلامة الصليب المقدسة.. وسيرى مجد الله..
وبالفعل تم كل هذا بالضبط.. وبعد رفع يد البابا يده ورسم علامة الصليب المقدسة، إذ بزلزلة عظيمة تحدث، ومع كل قيام من سجدة يرتفع الجبل، ومع كل سجدة يندك الجبل وتظهر الشمس من تحته وهو يتحرك..
وإنزاحت الغُمة، ولكن القديس سمعان الخراز هرب من المجد الباطل.. إلى ساعة موته، وظهور جسده في مصر بعد ذلك..
بركة صلواته تكون مع جميعنا، ولربنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين
دير القديس سمعان الخراز بالمقطم
معجزة تاريخية ومنارة سماوية تشهد لها الأرض المصرية على جبل المقطم
فرمان سماوي لإنشاء دير القديس سمعان الخراز بالمقطم
تحركت اليد الإلهية فقد صدر قرار من السيد محافظ القاهرة في أواخر عام ١٩٦٩ م بنقل جامعي قمامة القاهرة إلى منطقة نائية على إحدى جبل المقطم ليقطنوا بها بعد أن امتد العمران إلى مناطقهم وأحاط بها العمران في القاهرة نفسها.
وبدأ جامعي القمامة الذين معظمهم من المسيحيين في إقامة مساكنهم بطرق بدائية، وهي عبارة عن عشش من الصاج تسمى بلغتهم العامية زرائب – والعشة الواحدة زريبة وسميت زريبة نسبه إلى المكان الذي تقيم فيه الحمير والخنازير والحيوانات الأخرى كالجداء والماشية وبعض الطيور كالبط والدجاج.
وظل عدد سكان هذه المناطق في ازدياد مستمر حتى وصل عدد السكان من الزبالين بحوالي ١٥ ألف نسمة وذلك بحسب تقارير محايدة صادرة من البنك الدولي لدراسة هذه المنطقة في يوليو ١٩٧٨ م وما زال هذا العدد في تزايد ويعتقد أنه تضاعف الآن.
ووسيلة نقل الزبالة هي عربة يمتلكها كل شخص تقريباً هناك، وتتركب هذه العربة من صندوق كبير من الخشب له عجلتان من الخشب أو من عجل كوتش ويجرهما حماران أو أكثر وكان المجهود الذي يبذله الشخص كبيراً في رجوعهم قبيل غروب الشمس حيث العربة ملآنة بمخلفات المنازل والطريق صاعداً لأعلى كما أن الطريق ظل لسنوات غير ممهداً إلا أنه سُفلت الآن.
ويقوم هؤلاء الزبالون في الصباح الباكر بجمع القمامة من المنازل بأحياء القاهرة المختلفة، وعند عودتهم إلى زرائبهم يقومون بفرز القمامة وتصنيفها.. فيجدون الورق والزجاج والحديد والمعادن المختلفة وبعد أن يتم فرز هذه المخلفات تباع للتجار المتخصصين ويقتات الزبالين بأثمانها أما الغذاء ومخلفات المطابخ فتصلح لثروتهم الحيوانية خاصة الحمير.
كان رجلاً اسمه قديس عجيب عبد المسيح أحد جامعي القمامة من حي شبرا تقابل مع أحد الخدام فكلمة الخادم عن الحياة مع الرب والتمتع بمحبته ونعمته عن طريق التوبة، وأحب قديس أن يستمع إلى هذا الخادم وألح عليه لزيارته في منطقة الزبالين بجبل المقطم حتى يستمع إليه غيرة، وظل يكرر هذه الدعوة على مدى عامين من الزمان أي بالتحديد منذ عام ١٩٧٢م دون أن يستجيب الخادم.
ويتذكر الخادم فجأة هذه الدعوة حينما تقابل في صباح الجمعة الأولى من فبراير ١٩٧٤م مع عم قديس الذي لم يفتر طول سنتين أن يدعوا، وألح عليه بزيارة المنطقة – وبغير شعور أصغى هذا الخادم إلى صوت الرب في داخله يؤكد أن هذه الدعوة له هي منه.
وسأل الخادم عم قديس عن كيفية الوصول إلى تلك المنطقة، فشرح له الطريق وكيفية الوصول إلى المنطقة، فدله على نمر الأتوبيس الذي يصل إلى سفح المقطم على أن ينتظره في نهاية الخط ليصحبه إلى منطقة الزرائب.
وفى اليوم المحدد تردد الخادم في الذهاب إلى المقطم فذهب فعلاً إلى محطة الأتوبيس، ولكنه بدلاً من أن يركب الأتوبيس الذاهب إلى المقطم غَيٌر رأيه ليهرب كما فعل يونان النبي وركب الاتوبيس الذاهب للاتجاه المضاد أي إلى المطرية - ولكن هاتفاً داخلياً ظل يلح عليه ويؤنب ضميره وكرر الهاتف الأمر عده مرات فلم يستطع تحمله فأطاع وترك الأتوبيس المتجه إلى المطرية قبل أن يتحرك، ونزل ليركب الأتوبيس الذي يتجه إلى منطقة الزرائب ووصل إلى نهاية الخط، ونزل الخادم فوجد عم قديس في انتظاره كما اتفقا من قبل وصعد معاً إلى الرابية التي أقيمت فوقها الزرائب
ولأول مرة يشاهد هذا الخادم هذه المنطقة النشطة وعند مدخلها شاهد عربات الزبالين في نشاط محموم مثل خلية من النحل دائمة العمل عربات صاعدة وعربات هابطة عدد كبير من الرجال والأطفال والبنات يعملون منهم من يقود العربات ومنهم من يساعد الحمير في دفع العربات للصعود إلى أعلى والتغلب على صعوبات الطريق متشبهين بأجدادهم عندما كانوا يبنون الهرم.. وقف الخادم متأملاً هذا المنظر وانتابه شعور غريب، أنه الرب يريد شيئاً لهذه المنطقة، ولكن ماذا يريد الرب بالتحديد؟!! أنه سؤال محير، أنه لا يدري لذلك طلب من الزبال أن يأخذه إلى مكان هادئ ليصلي طالباً الإرشاد والمعونة من رب المعونة.
اكتشاف كنيسة سمعان الخراز بالجبل
فأخذه قديس إلى أعلى قمة في هذه المنطقة، وهناك شاهد فجوة كبيرة تحت صخرة مهولة، إنها مغارة عجيبة (هذه المغارة أصبحت الآن دير القديس سمعان الخراز) فوجد الخادم هناك مكاناً مناسباً للصلاة وداوم على الصلاة فيها كل يوم أحد من كل أسبوع ولمدة ثلاث أسابيع يذهب في صمت ليصلي ويرجع صامتاً دون أن يكلم أحداً من هؤلاء الزبالين الذين يملأون المكان وينتشرون كالنمل المجاهد على تلك البقعة من الجبل يبحث بجد ونشاط عن طعامه يذهب ولا يفعل أي شئ ولكنه كان متحيراً وكان يسأل الرب في صلواته \"يارب ماذا تريد مني أن أفعل؟\" (أعمال ٩: ٦) وفي الأسبوع الثالث حدث أمر عجيب وغريب.
في الصورة المقابلة الحفر الأثرى الباقي منذ الكنيسة القديمة التي بنيت في أيام الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الفاطمي في كهف الكنيسة بجبل المقطم
وفى الأسبوع الثالث صعد الخادم كعادته للصلاة وكان معه شخصين آخرين وفي أثناء الصلاة ثارت عاصفة هوجاء فتطايرت أوراق الزبالة في الهواء وملأت المنطقة، وهدأت العاصفة وألقت أمام المصلين بورقة صغيرة.. التقطها أحدهم ويعتقد أنه لا يعرف القراءة وسلمها للخادم ليقرأها، وإذا بها ورقة من سفر أعمال الرسل الإصحاح ١٨ – ووقع بصر الخادم على آياتها المكتوبة وبدأ يقرأها بصوت عال وهي: \"فقال الرب لبولس برؤيا الليل لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني معك، ولا يقع أحد ليؤذيك، لأن لي شعباً كثيراً في هذه المدينة\"
(أعمال ١٨ : ٩-١.)
فاعتبر الخادم ذلك صوت قادماً من السماء من الرب مباشرة إليه، أو كما علق قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث على ما حدث فقال:
ومن هذا الوقت بدأ الخادم رحله الخدمة في هذه المنطقة وشعبها.
كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته
أخذ الخادم زميلاً له ليساعده وبدأ الخادم يبحث عن مكان لخدمة أولاد المنطقة أي أطفال مدرسة التربية الكنسية ولم يكن يعرف المنطقة ليختار مكاناً لبدء التدريس ولكنه فجأة تذكر ما سمعه من أب اعترافه في عظة من عظاته مردداً قول إشعياء النبي: \"كل موضع تدوسه أقدامكم لكم أعطيكم\" (يشوع ١: ٣) وفي بساطة إيمان بدأ يدوس الموضع الذي وقفا عنده دون أن يقول لزميله شيء مما يدور في داخله وكل واحد يدوس الموقع برجليه وهنا سأله الخادم زميله عما يفعل فقال زميله إجابة وقف أمامها مذهولاً.. إذ قال: \"ألم يقل يشوع النبي أن كل موضع تدوسه بطون أقدامكم لكم أعطيته؟!!\" إذاً فقد كان فكر الرب يعمل فيهما معاً في نفس الوقت يفكران ويعملان نفس العمل فتأكد الخادم أن هذا هو المكان الذي اختاره الرب ليكون كنيسة تسبح باسمه في المنطقة وقد كان.
كنيسة من الصاج لقديس الجبل
بدأ العمل في بناء كنيسة من الصاج وسقفها من البوص مثل باقي مباني المنطقة وكان الخادم فرحاً وفي يوم ١٣/ ٤/ ١٩٧٤ بدأت خدمة أطفال مدارس الأحد فكانوا ١١ طفلاً في اليوم الأول ثم بدأ اجتماع عام للرجال والسيدات وكان عدد الحاضرين ٩ أشخاص – وبدأ الخدام في الافتقاد وزيارة الناس في مساكنهما المصنوعة من الصفيح وافتقدا الزرايب بلغتهما زريبة زريبة وتكلما مع كل إنسان عن محبة الرب يسوع والطريق إليه – وبدأ زمن الحصاد بعد خمسة أشهر من العمل فلم يعد المكان يتسع وبارك الرب عملهما بصلوات قديس الجبل العامل الفقير القديس سمعان الدباغ – وأصبح الخادمان ثلاثة فقد ضم لهما الرب ثالثاً وتم توسيع المكان واستبدل الصاج بالطوب إلا أن السقف كان قماشاً خيام بدلاً بوص وأصبح المزود خيمة للاجتماع فوق الجبل.
وذهب الخدام مع أب اعترافهم إلى قداسة البابا شنوده الثالث وأخبروه بكل ما تم ففرح جداً مشجعاً أولاده وأعطاهم مبلغاً من المال لبناء السقف بالأسمنت المسلح – ولكنهم هدموا المبنى القديم لأنه أصبح لا يتسع للأعداد الغفيرة التي تحضر الصلوات وضاق المكان للغاية مما اضطر الخدام أن يلجئون إلى أحد المهندسين المباركين فوضع تصميماً رائعاً لكنيسة شاهقة على مساحة ١... متر مربع تقريباً.
وتم شراء مواد البناء من طوب وأسمنت وحديد وزلط – ولكن المشكلة كانت المياه فقد كان صعب الحصول عليها في هذه المنطقة النائية حتى للشرب ورفعوا الخدام صلوات حارة ليساعدهم قديس الجبل فهو كان يعمل سقا حاملاً الماء للفقراء والمحتاجين وحدثت المعجزة فبينما كان الخادم عائداً من المنطقة في مساء أحد الأيام وجد عند بداية الطريق المرصوف الصاعد إلى مدينة المقطم، جراراً يجر مقطورة عليها خزان ماء كبير، فطلب من السائق أن يمده بالمياه لبناء الكنيسة – فوافق على الفور بدون أدنى تردد وكانت هذه معجزة السماء.
ولكن المعجزة العجيبة هي أنه في يوم الاثنين الموافق ١٩/١/١٩٧٦م بعدما أفرغ الجرار حمولة المقطورة من المياه وبينما هو يرجع إلى الوراء كان يوجد طفل خلفه اسمه \"أدهم كامل عبد المسيح\" يبلغ من العمر وقتها ستة أعوام سقط تحت عجلات الجرار الضخمة فهشمت رأسه ونقل إلى المستشفى فاقد الوعي. وتحول الاجتماع المسائي إلى اجتماع صلاة لأجل الطفل أدهم ليتنازل الرب بإجراء معجزة – وفي اليوم التالي ذهب الخادمان لزيارة الطفل في المستشفى وإذا يجداه حياً ولكنه جسداً بلا حراك ورأسه مهشماً تماماً والدم ينزف من أنفه وأذنيه وفمه.
وقف الخادمان إلى جوار السرير وطلبا من الرب أن يعمل معجزة مع هذا الطفل ويخلق له رأسا جديداً بشفاعة القديس سمعان الدباغ صاحب الكنيسة وقديس الجبل – وبعد سبعة أيام تمجد الرب فعلاً وعاد الطفل أدهم إلى بيته معافى ليكون شاهداً عن قوة إلهنا الحي.
وفى يوم ١٨ يونيو عام ١٩٧٦ م زار البابا شنوده الثالث كنيسة قديس الجبل سمعان الدباغ وكان يوما مشهوداً لا ينسى ثم ظل يزورها في كل عام في عيد القديس سمعان الخراز منذ عام ١٩٧٨ وحتى عام١٩٨٠.
وفى يوم الأربعاء ٣/١/٢... م في جريدة الأخبار القاهرية كتب رأت بطرس مقالة بعنوان لقــاء مع اللــه في جبــل المقــــطم وقال: \"وطبعاً رسم البابا شنوده الشاب فرحات إبراهيم قسيسا لهذه الكنيسة باسم القمص سمعان إبراهيم وتطوير العمل في هذه المنطقة حتى أصبحت الآن تضم كنائس داخل مغارات الجبل كما تضم مستشفى ودار حضانة ووحدة خدمة اجتماعية ومركز تدريب مهني ومدرسة وغيرها وغيرها كلها خدمة لأهل المنطقة دون تمييز بين الدين أو الجنس أو اللغة أو الجنسية الجميع يتلقون الخدمة بلا مقابل كما زودت هذه المنطقة التي أطلق عليها اسم دير سمعان الخراز أو الدباغ باستراحات وخدمات لزوارها ورقى القس سمعان ليصبح قمصاً اعترافاً له بجهوده في هذه المنطقة.
فنان بولندي يعيد أمجاد قدماء المصريين وفن النحت على الحوائط
وقد اكتشفت صورة منحوتة في الحجر في الكهف ولكن فن النحت على الحوائط قد تلاشى منذ زمن بعيد ولكن يبدو أن هذه المنطقة وغرائبها شدت انتباه سائح بولندي جاء لزيارة مصر منذ سنوات فشعر أن عليه رسالة لا بد أن يقدمها لهذا المكان شعر بحنين غريب للإقامة في هذا المكان وفعلاً أقام بعض الوقت استطاع خلاله أن ينحت لوحا من الخشب للقديس سمعان الخراز وعندما أعجب به القمص سمعان راعي الكنيسة ورئيس الدير طلب منه أن ينحت تماثيل تحكي سيرة القديسين داخل الصخور لتكون بمثابة معرض يحكي سيرة القديسين لزوار هذا المكان الغريب ولم يكذب البولندي ماريو خبراً فقد استقر في مصر وأقام داخل هذا الدير وتزوج من مصرية من صعيد مصر وتفرغ لنحت صخور هذا الجبل لتتحول إلى متحف لتماثيل القديسين.
والزائر لهذا المكان يستطيع بسهولة أن يجد أيضاً صورة للعذراء ظهرت وسط الصخور عندما كانوا ينحتون صخور الجبل لتفريغها كسقف لهيكل الكنيسة فوجئ الجميع بصورة للعذراء وسط الصخور وكأنها تبارك هذا المكان.
حفر مجيء ابن الإنسان
حفر صورة المسيح المنتصر على الموت القائم من بين الأموات
وحفر العائلة المقدسة في هروبها إلى مصر
حفر يمثل البابا شنوده الثالث يجلس على كرسي مرقس الرسول
ن الروايات المتداولة عن جسد القديس سمعان التي تشابه قصة موسى النبي وهى: أن القديس ألقى بنفسه تحت جبل المقطم أو داخله.. إلخ حتى لا يكرمه الشعب الحاضر المعجزة \"ولما كانت المخطوطات تؤيد عدم معرفة الشعب القبطي به وقت إجراء المعجزة والأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين في تاريخ البطاركة الذي عاصر هذه الفترة ووصفها بكل دقائقها فلم يذكر القديس الأنبا ساويرس أي شئ على الإطلاق يؤيد الرواية السابقة – وفي وصفه للمقابلة الأولى بين البابا الأنبا ابرآم والقديس سمعان ذكر أن سمعان اشترط على البابا ابرآم ألا يعلم أحد بسيرته إلا بعد انتقاله من هذا العالم.. ووعده البابا بذلك، ومن أكبر الأدلة على ذلك ما قاله [ووقف الرجل – القديس سمعان – ولم يكن في الجمع من يعرفه إلا البطرك وحده] فمن أين عرف الناس أنه ألقى بنفسه تحت الجبل أو بداخله وفي وصف الأنبا يوساب أسقف فوة في القرن الثاني عشر الميلادي للمقابلة الأولى والقديس سمعان للبابا [والآن أسألك ألا تبيح بسري وألا تعلم بي أحد وأنا أكون خلفك - فوقت أن تسجد أسجد معك ووقت أن تصلب (ترشم الصليب) أصلب معك من غير أن تعرف أحداً]
والحقيقة أن قديس الجبل اختفى من وراء الأنبا ابرآم البطرك بدون أن يشعر به أحد فالناس تنتبه إلى العظماء وأصحاب المراكز أما الفقراء فلا ينتبه لهم أحد والأنبا ساويرس أيد اختفائه في كتابه تاريخ البطاركة فقال [فلما اهتدوا – أي هدأ الناس – التفت البطرك يطلب الرجل القديس – سمعان الخراز – فلم يجده] والأنبا يوساب في نفس المعنى في مخطوطة بدير السريان العامر قال: [ثم التفت البطرك يطلب الدباغ – القديس سمعان – فلم يجده]
رفات القديس سمعان بالكاتدرائية بالدير
كيف اكتشف الأقباط جسد القديس سمعان الدباغ المعروف بالخراز؟
في عام ١٩٨٩ م كان أحد الخدام يبحث عن رفات القديسين والشهداء المدفونين في مصر القديمة ومنهم سمعان الدباغ – ونتيجة لأبحاثه في المراجع التالية أنه اكتشف أنه مدفون في مدافن تسمى بركة الحبش في مصر القديمة:
سنكسار يوم ١٩ أبيب – نياحة القديس الأنبا يؤنس العاشر البابا (٨٥) [في مثل هذا اليوم أيضاً من سنة ١.٨٥ش - ١٣ يوليو ١٣٦٩م تنيح البابا يؤنس العاشر.. ودُفن بجوار سمعان الخراز...]
وفى كتاب البطاركة للأنبا يوساب: سيرة البابا يؤنس العاشر [وتنيح ودفن بالحبش بجوار قبر الخرا ]
سنكسار يوم ٣ بشنس نياحة الأنبا غبريال الرابع البابا ( ٨٦) [وفي مثل هذا اليوم من سنة ١.٩٤ش (أبريل سنة ١٣٧٨م) تنيح البابا غبريال.. ودُفن بالحبش بجوار الخراز]
وفى كتاب تاريخ البطاركة للأنبا يوساب: سيرة البابا غبريال الرابع [وتنيح ودُفن بالحبش بجوار الخراز]
ونتيجة لما سبق يتضح أن القديس سمعان الخراز مدفون بمصر القديمة وبالتحديد في مدافن تعرف بمدافن الحبش – وأيضاً مدفون بجوار اثنين من الآباء البطاركة.
وفى عام ١٩٩١ م دبرت العناية الإلهية البدء في ترميم كنيسة العذراء الأثرية في بابليون الدرج بمصر القديمة – وفي يوم الحد الموافق ٤/٨/١٩٩١م تم العثور على هيكل عظمي أثناء عمليات الترميم وخلال إجراء الحفر الملاصق للحائط القبلي للكنيسة من الخارج وبالتحديد على عمق ثلاثة أمتار – وعند ظهور الهيكل حلت رهبة إلهية وفرحة روحية لم يسبق لها مثيل على جميع الحاضرين وشعر الجميع أن الجو مليء بصفوف غير منظورة من الكائنات الروحية ترفرف على المكان.
هذا الهيكل العظمى هو لشخص تنيح في أواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من عمره.. قصير القامة صغير الحجم ملامحه رائعة وجميلة جداً، ومن الأمور الغريبة أن شعر رأسه بقى كما هو سليم ولم يتحلل بالرغم من الرطوبة العالية الموجودة بهذا المكان – ويدل هذا الشعر على أن صاحب الجسد هو أصلع الرأس غزير الشعر جداً من الخلف إذ يصل شعره إلى أسفل خلف عنقه ووجد أيضاً بجوار الحفر من ناحية أخرى بخارج كنيسة القديسين أباكير ويوحنا في نفس المكان، جره من الفخار يزيد عمرها على الألف سنة - وهذا يؤكد أنها ملك لهذا المدفون في هذه المكان، وأنه سمعان الخراز وهى علامة ارتباط الجرة بالجسد وهذه الجرة موجودة الآن بالمقصورة الخاصة بسمعان الخراز بكنيسته بالمقطم بالقاهرة وحتى الآن لم يتمكن أحد أن يحدد بالتأكيد من هو صاحب هذا الجسد؟ أو أنه هو للقديس سمعان الخراز ولكن بقي شئ واحد يمكن الاعتماد عليه وهو أيقونة الأنبا ابرآم مع القديس سمعان الخراز والموجودة بكنيسة القديسة مريم العذراء (المعلقة بمصر القديمة).
مدخل وقاعة مار مرقس وبه نحت لدخول المسيح أورشليم على حمار
ومرسوم بها سمعان الخراز وهى تؤكد ملامحه والتي تطابق مواصفات لملامح الهيكل العظمي تطابق كامل مثل قصر القامة نوع الشعر وطوله والتوزيع التشريحي للهيكل العظمي – واتضح أن مدافن الحبش بمصر القديمة هي ذاتها المنطقة الواقع فيها الحفر بكنيسة السيدة العذراء ببابليون الدرج والتي ظهر فيها رفات أكثر من ١٣ قديساً من بينهم آباء بطاركة – وأنبوبة بها رأس طفل شهيد وجسد القديس سمعان الخراز ووقتها كنا نتعجب من دفن البطاركة خارج الكنيسة وقدمت هذه الأبحاث إلى قداسة البابا شنوده الثالث – ثم أعلن قداسته اعتماده البحث وإعلان أن جسد القديس سمعان الخراز ناقل الجبل بموهبه إلهية قد أكتشف وقد أعلن ذلك خلال اجتماع قداسته بالآباء كهنة القاهرة يوم الثلاثاء الموافق ٧يوليو ١٩٩٢ وفي حضور صاحب النيافة الأنبا متاؤس وقد أمر قداسته بتوزيع الجسد على ثلاث كنائس فقط هي
كنيسة السيدة العذراء ببابليون الدرج ** كنيسة السيدة العذراء – المعلقة ** كنيسة القديس سمعان الخراز بالمقطم
وفى يوم الخميس المبارك الموافق ٩ يوليو عام ١٩٩٢م قام نيافة الحبر الجليل الأنبا متاؤس بإيداع جسد قديس الجبل سمعان الخراز في أنبوبة ووضعها في كنيسة العذراء ببابليون الدرج مع كتابة وثيقة خاصة بذلك وهى الموجودة حالياً بجوار مقصورة القديس سمعان الخراز بكنيسة المقطم بالقاهرة وفي يوم السبت ١١يوليو ١٩٩٢ م وفي موكب روحي مهيب تم نقل رفات القديس العظيم إلى كنيسته في جبل المقطم.
منظر عام لكاتدرائية العذراء والقديس سمعان بجوار مغارة الميلاد
سمعان ومعجزات، ومعجزات، ومعجزات..
في سنة ٧٦ قام البابا شنوده الثالث بتدشين الكنيسة وقال: \"هانبعتلكم اب كاهن يرعى الكنيسة\" قال أهل المنطقة له عاوزين الأستاذ فرحات هو تعب معانا فخليه يكون كاهن علينا \"فنظر البابا إلى فرحات وقال له: \"تعال نرسمك على كنيسة العذراء\".. قال يا ســيدنا كل ما بطلع الجبل افتكر القديس سمعان اللي نقـــــــل الجبل ده ومالوش كنيسة باسمه\" فقال لي: \"تعال نرسمك سمعان على كنيسة العذراء القديس سمعان\"
واترسم الأستاذ فرحات باسم أبونا سمعان ابراهيم موسى واستلم الكنيسة وابتدأ يعمل عظـة منظمة في الكنيسة وصلاة فكان ربنا يتمجد أمام عينينا: أعمى يفتح، مشلول يمشى، أخرس يتكلم، شياطين تخرج، مرضى تشفى.. والشعب يتزاحم في كنيسة صغيرة وسط الزبالين! إيه السر؟.. الرب يسوع بيعمل معجزات، فبدأ الشعب يتزاحم من جميع البلاد بل ومن جميع الدول فبدأ أبونا يطلع هنا الجبل وهو ماشى يقوله يارب انت اللي وعدت وقلت كل ما تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم اديني المكان للبيعة بتاعتك فبدأ ربنا يعد لينا مغارة جوه الجبل بتشيل ٥ آلاف كثر الشعب فبدأ ربنا يعد لينا كاتدرائية العذراء ويتحول المنفى الذي نفتا إليه الحكومة لسماء على الأرض من بيوت عشش صـفيح إلى بيوت حديثة دورين وثلاثة بالطوب الأحمر واتعمرت المنطقة وأصبح فيها ماء ونور ومجارى وتليفونات ومدارس وطرق مواصلات ومستشفيات.
ويقول أحد الأهالي في المنطقة واترسم مع أبونا سمعان أبونا ابرآم وأبونا بولا وأبونا أنطونيوس وأبونا بطرس موجودين في المدينـة وأعظم من كده غير قلوبنا قبل بيوتنا كان فيه٨. % من شراب الخمور والمخدرات والمكيفات لدرجة العمى لو اتلمت مصحات العالم كلها مش ممكن تغير ٢% نشكر الرب يسوع اللي غير٨.% وشعارنا هنا في منطقة الزبالين اتولد رب المجد يسوع في مزود البقر بالناسوت واتولد بالكلمة وسط الزبالين باللاهوت، ودليل حضـــوره معانا اتغير المنفى إلى سماء على الأرض واتزين الجبل بعده من الكنائس.. والمعجزات بنشوفها هنا في المكان كل يوم.
وقد أكد أبو المكارم حادثة إعادة بناء الكنائس السابقة في زمن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي
فيلم: القديس سمعان الدباغ .. الخراز
القديس سمعان الدباغ التاريخ يؤكِّد أنه كان موجودًا في بابليون (مصر القديمة) في زمان البطريرك الأنبا إبرآم السرياني (975-979م)، وفي عهد الخليفة المعز لدير الله الفاطمي، أول حكام الدولة الفاطمية في مصر. وكانت حرفته هي دباغة الجلود، ومعها صناعة الأحذية وخلافه.. وهناك قصة مشهورة عنه، أنه في أحد الأيام جاءت إليه إمرأة لتصلح حِذائها، وكانت هذه المرأة جميلة الصورة، فبينما هي تخلع حِذائها، إنكشف ساقاها، فنظرت عيناه إليهما بشهوة. ففي الحال ضرب المِخراز في إحدى عينيه فأفرغها، تنفيذًا لوصية الرب: "إن كانت عينك اليُمنى تعثرك، فإقلعها، وإلقها عنك.. لأنه خيرٌ لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يُلقى جسدك كله في جهنم." (مت28:5،29) لقد نَفَّذ الوصية حرفيًّا ببساطة.. ولكن الكنيسة لا تسمح بهذا ولا تُعَلِّم به.. إنما هو تصرف بحرية وبساطة، فسامحته الكنيسة. لقد كان القديس سمعان الخراز زاهِدًا متقشِّفًا، ظهر هذا من ثنايا حديثه مع الآب البطريرك الأنبا إبرآم حينما سأله عن حياته.. وإنه من المؤكَّد أنه كان رجل صلاة عجيب.. وكان يقوم بخدمة الشيوخ والمرضى ويوصل لهم الماء كل يوم.. وكان يوزع الخبز والطعام يوميًا على المحتاجين في المنطقة.. وكان القديس مُتواضِعًا للغاية، وذا إيمان قوي جدًا