إذ انطلق لسان أليصابات يطوب العذراء لأنها آمنت بالمواعيد وحملت كلمة الله في أحشائها، انطلق أيضا لسان العذراء بالتسبيح لله، وهكذا تحول اللقاء إلى ممارسة لحياة تعبدية على مستوى تسبيحي ملائكي، يمجد الله ويعلن أسراره الفائقة بفرح.
"فقالت مريم: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو 1: 46 – 47).
هنا النفس والروح يشتركان في التعظيم، لقد أساءت حواء إلى خالقها حين شوهت روحها بالعصيان وأفسدت خليقة الله الصالحة، فلم تعد حياتها تمجد الخالق ولا أعماقها تعلن عن بهائه، وقد جاءت القديسة مريم تحمل كلمة الله في أحشائها يرد لنفسها جمالها الأول وتصير روحها مبتهجة بكونها صورة الله ومثاله.
" تعظم نفسي الرب.... " عندما يزداد بر الإنسان بداخله يزداد بهاء الرب ولمعانه بداخله، أما عندما نخطئ تصغر الصورة وتبهت!!
" تبتهج روحي بالله مخلصي.... ".. هذا القول يحمل مفهوما لاهوتيا هاما أن القديسة مريم مع سموها العظيم تحتاج إلى " الخلاص " كسائر البشر.
" نظر إلى اتضاع أمته.... " لم تقل أن الله نظر إلى صلواتها وأصوامها أو سهرها، لقد عرفت الطريق الذي به تنطلق إلى مراحم الله وتغتصب عطاياه وهو " الاتضاع "، فإن كان عدو الخير فقد مركزه خلال الكبرياء، فبالاتضاع تعود النفس إلى الله.
" فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني.... " إننا نطوبها عبر العصور لا كعذراء عاشت ثم ماتت وإنما كعذراء تجلى في حياتها عمل الله الخلاصي الفائق، لقد تمتعت العذراء بأمومة للسيد المسيح إذ حملته متجسدا في أحشائها، وقبل هذا حملته بالأيمان في قلبها.
" صنع قوة بذراعه، شتت المستكبرين بفكر قلوبهم "... تشير " بالذراع " إلى الرب يسوع المسيح الذي ولدته، "وبالمستكبرين" إلى إبليس وجنوده.
" أنزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتضعين "... غرق إبليس وحكماء الإغريق وكتبة اليهود وفريسوهم في بحر العظمة الفارغة والخيلاء الكاذبة فأذلهم الله ورفع عليهم قوما اتضعت قلوبهم وخلصت ضمائرهم فقد أعطوا سلطانا ليدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يصرهم شيء..
" أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين ".. جميع البشر ما عدا اليهود أعوزهم مجد الله وذاقوا مرارة الجوع، لم يكن هناك من بين الناس سوى اليهود الذين استمتعوا بلذة الناموس وتثقفت عقولهم بتعاليم الرسل والأنبياء إذ " لهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد " رو 9: 4، ولكن قادهم غرورهم إلى هاوية الشموخ.
لم يقبل اليهود سلطان الحياة وصلبوا المخلص وهجروا ينبوع الماء الحي ولم يقدروا قيمة الخبز الحي النازل من السماء، فلا غرابة بعد ذلك أن ذاقوا مرارة جوع لا يضارعه جوع آخر، أما الأمم الذين قبلوا المخلص فقد أشبعت نفوسهم من دسم الكلمة الإلهية وارتوت قلوبهم بالماء الحي الشافي لأنهم قبلوا الرب يسوع المسيح فحظوا بالمواعيد التي كانت لليهود قبلا.
"عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة".. لم يعضد شعب إسرائيل حسب الجسد وهو الذي امتاز بالكبر والخيلاء وشمخ بأنفه معتمدًا على حسبه ونسبه بل عضد إسرائيل حسب الروح، وتشير الآية أيضا إلى جمهور اليهود الذين قبلوا الرب فاديًا ومخلصًا".
إذا كان حضور العذراء مريم إلى أليصابات وسلامها جعلا يوحنا وهو جنين يرتكض مبتهجا وأليصابات تتنبأ بعد أن امتلأت بالروح القدس.. إن كان هذا كله قد تم خلال ساعة واحدة، فلنا أن نتصور مقدار النعمة التي حلت على أليصابات ويوحنا طوال فترة الثلاثة أشهر التي مكثتها العذراء في منزل أليصابات لتخدمها - فى هذه الأشهر الثلاثة كان يوحنا يتقوى في حلبة الأبطال ويعد وهو في بطن أمه لميلاد عجيب وتثقيف أعجب ... هكذا كان النبي يوحنا يأخذ المسحة المقدسة ويتهيأ للمعركة الكبرى.
"فقالت مريم: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو 1: 46 – 47).
هنا النفس والروح يشتركان في التعظيم، لقد أساءت حواء إلى خالقها حين شوهت روحها بالعصيان وأفسدت خليقة الله الصالحة، فلم تعد حياتها تمجد الخالق ولا أعماقها تعلن عن بهائه، وقد جاءت القديسة مريم تحمل كلمة الله في أحشائها يرد لنفسها جمالها الأول وتصير روحها مبتهجة بكونها صورة الله ومثاله.
" تعظم نفسي الرب.... " عندما يزداد بر الإنسان بداخله يزداد بهاء الرب ولمعانه بداخله، أما عندما نخطئ تصغر الصورة وتبهت!!
" تبتهج روحي بالله مخلصي.... ".. هذا القول يحمل مفهوما لاهوتيا هاما أن القديسة مريم مع سموها العظيم تحتاج إلى " الخلاص " كسائر البشر.
" نظر إلى اتضاع أمته.... " لم تقل أن الله نظر إلى صلواتها وأصوامها أو سهرها، لقد عرفت الطريق الذي به تنطلق إلى مراحم الله وتغتصب عطاياه وهو " الاتضاع "، فإن كان عدو الخير فقد مركزه خلال الكبرياء، فبالاتضاع تعود النفس إلى الله.
" فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني.... " إننا نطوبها عبر العصور لا كعذراء عاشت ثم ماتت وإنما كعذراء تجلى في حياتها عمل الله الخلاصي الفائق، لقد تمتعت العذراء بأمومة للسيد المسيح إذ حملته متجسدا في أحشائها، وقبل هذا حملته بالأيمان في قلبها.
" صنع قوة بذراعه، شتت المستكبرين بفكر قلوبهم "... تشير " بالذراع " إلى الرب يسوع المسيح الذي ولدته، "وبالمستكبرين" إلى إبليس وجنوده.
" أنزل الأعزاء عن الكراسي، ورفع المتضعين "... غرق إبليس وحكماء الإغريق وكتبة اليهود وفريسوهم في بحر العظمة الفارغة والخيلاء الكاذبة فأذلهم الله ورفع عليهم قوما اتضعت قلوبهم وخلصت ضمائرهم فقد أعطوا سلطانا ليدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولا يصرهم شيء..
" أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين ".. جميع البشر ما عدا اليهود أعوزهم مجد الله وذاقوا مرارة الجوع، لم يكن هناك من بين الناس سوى اليهود الذين استمتعوا بلذة الناموس وتثقفت عقولهم بتعاليم الرسل والأنبياء إذ " لهم التبني والمجد والعهود والاشتراع والعبادة والمواعيد " رو 9: 4، ولكن قادهم غرورهم إلى هاوية الشموخ.
لم يقبل اليهود سلطان الحياة وصلبوا المخلص وهجروا ينبوع الماء الحي ولم يقدروا قيمة الخبز الحي النازل من السماء، فلا غرابة بعد ذلك أن ذاقوا مرارة جوع لا يضارعه جوع آخر، أما الأمم الذين قبلوا المخلص فقد أشبعت نفوسهم من دسم الكلمة الإلهية وارتوت قلوبهم بالماء الحي الشافي لأنهم قبلوا الرب يسوع المسيح فحظوا بالمواعيد التي كانت لليهود قبلا.
"عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة".. لم يعضد شعب إسرائيل حسب الجسد وهو الذي امتاز بالكبر والخيلاء وشمخ بأنفه معتمدًا على حسبه ونسبه بل عضد إسرائيل حسب الروح، وتشير الآية أيضا إلى جمهور اليهود الذين قبلوا الرب فاديًا ومخلصًا".
إذا كان حضور العذراء مريم إلى أليصابات وسلامها جعلا يوحنا وهو جنين يرتكض مبتهجا وأليصابات تتنبأ بعد أن امتلأت بالروح القدس.. إن كان هذا كله قد تم خلال ساعة واحدة، فلنا أن نتصور مقدار النعمة التي حلت على أليصابات ويوحنا طوال فترة الثلاثة أشهر التي مكثتها العذراء في منزل أليصابات لتخدمها - فى هذه الأشهر الثلاثة كان يوحنا يتقوى في حلبة الأبطال ويعد وهو في بطن أمه لميلاد عجيب وتثقيف أعجب ... هكذا كان النبي يوحنا يأخذ المسحة المقدسة ويتهيأ للمعركة الكبرى.