لماذا ولد المسيح
القس مكارى يونان
"و لما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم ... قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى المشرق و أتينا لنسجد له..." (مت 1:2)
ولادة السيد المسيح هو الحدث الوحيد على مر الأجيال, الذى حين أُستعلن فى ملء الزمان أزاح السنين التى سبقته.. لتسمى "قبل الميلاد" .. وسطع نوره على العمر الباقى للبشرية على الأرض ليُسمى "بعد الميلاد"...
و صار ميلاد المسيح هو النور الذى أشرق على الإنسان بماضيه و حاضره ... النور الذى كشف عن أولئك الذين ساروا على درب الخلاص بالإيمان ... و ايضا النور الذى يُرشد طالبى الخلاص الى المُخلِص.
و ميلاد السيد المسيح ... هو سِر من الأسرار العالى فوق كل معقول ... و يفوق كل إدراك
فلنتأمل فى ميلاد السيد المسيح ...
أولاً: أنعم لنا بالميلاد الفوقانى
يقول القديس باسيليوس: " تجسد و تأنس و علمنا وسائط الخلاص. و أنعم لنا بالميلاد الفوقانى بواسطة الماء و الروح ..."
المسيح هو نفسه الله... و هل كان الله فى إحتياج للتجسد؟ و لأن يولد فى صورة إنسان؟ لم يكن الله محتاجاً لأن يتجسد ... و لكن التدبير الذى تم بميلاد المسيح, هو من أجل الإنسان و خلاص جنس البشر ... فقد خلق الله آدم ... و أعطاه حواء مُعينه ... و أخطأت حواء و جرَت آدم الى الخطية و الى السقوط ... و أُستُعلنت مراحم الله و محبته لآدم و لنسله فى تجسد الكلمة و ميلاد المسيح لكى بميلاد المسيح تولد البشرية من جديد و يرفع عنها حُكم الموت: "إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقه قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً ..." (1 كو 17:5)
· فقد نزل (تنازل) المسيح الى أرضنا ليرفعنا الى سماء مجده لنصير من مواطنى السماء: "فإن سيرتنا (جنسيتنا) نحن هى فى السموات التى منها ايضاً ننتظر مُخلصاً هو الرب يسوع المسيح ..." (فى 20:3)
· وأيضاً ولد إبن الله فى صورة الإنسان لكى يرفع الإنسان (كل من يؤمن) ليصير إبناً لله: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله أى المؤمنين بإسمه.." (يو 12:1)
· و أيضاً ولد المسيح ملكاً كما قال المجوس: "أين هو المولود ملك اليهود ..." (مت 2:2) لنصير نحن ملوكاً فوقانين: "يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات و رئيس ملوك الأرض. الذى أحبنا و قد غسلنا من خطايانا بدمه ... و جعلنا ملوكاً و كهنه لله ابيه له المجد و السلطان الى أبد الآبدين... آمين" (رؤ 5:1)
· فإنه حينما أخطأ آدم طُرد من حضرة الله. و نزل من سمو عشرته. الى شقاء الأرض و لعنة الحكم. فكان تدبير التجسد و ميلاد المسيح لكى يرفع الإنسان مرة أخرى من هوة سقوطه الى ما فوق حيث شركة الطبيعة الإلهية و المواطنه السماوية ... و هذا هو سر الخلاص الذى إستعلن بميلاد المسيح ... الخلاص الذى إنتظرته كل النفوس التقيه فى العهد القديم ... كما قال سمعان الشيخ عندما أخذ الصبى يسوع على ذراعيه: " الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ... لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب ... نور إعلان للأمم و مجاً لشعبك إسرائيل" (لو 28:2)
· إذن فميلاد المسيح هو ميلاد للإنسان و تجديد لطبيعته التى فسدت بالخطية ... ميلاد جديد يؤهل النفس البشرية للميراث السماوى "إن دماً و لحماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله و لا يرث الفساد عدم فساد ..."(1كو 50:15)
· ولد المسيح لكى يولد الإنسان الميلاد الفوقانى.
ثانياً: ليخلق الإنسان الربانى
العذراء القديسة مريم حملت كلمة الله المتجسد كرمز للكنيسة التى صارت فى وسطها فلا تتزعزع ... فبميلاد المسيح إستعلنت العطية للإنسان ... و صار المُخلص هو عطية السما لكل من يؤمن "لأنه يولد لنا ولد و نُعطى إبناً..."(إش 6:9)
وسبحت العذراء مريم قائلة" "تبتهج روحى بالله مُخلصى..." (لو 47:1)
+ وحمله سمعان الشيخ كعطية العطايا على ذراعيه.
+ و من أجله سبحت حنه النبيه و تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء فى أورشليم ..."(لو 38:2)
+ وبشَرالملاك الرعاة بقوله: "ولد لكم اليوم مُخلص هو المسيح الرب" (لو11:2)
· و ليس هذا فقط ان المسيح بميلاده فى الجسد صار عطية للإنسان ... بل و أكثر من ذلك, بميلاده ولد فى قلوب البشر. فالمذود هو قلب الإنسان بالإيمان يحل فيه المسيح كقول الرسول بولس: "ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم" (أف 17:3)
· و معنى هذا إنه بميلاد المسيح لم يعد الإنسان المسيحى هو الإنسان المجرد المحدود, القليل الأيام و الشبعان تعباً.
· بل خلق الإنسان الربانى ... الذى يسكن فيه المسيح الكلمة المتجسد.. ايضاً يسكن فيه الروح القدس.. أى صار المسيحى هو الإنسان الربانى الغير ضعيف الذى يغنى بالنعمة و يقول: "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى" (فى 13:4)
· و لم يعد هو الإنسان المحدود, بل يسكن فيه الله الغير محدود. كما قال القديس أغناطيوس الأنطاكى (الثيوفورس) للوالى حينما سأله الوالى عن إسمه قال: " أنا الحامل الإله فى صدرى..."
· و لم يعد هو الإنسان القليل الأيام بل نال فى المسيح يسوع حياة أبدية. و ما عادت له نهاية أيام: "بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل إبنه الوحيد الى العالم لكى نحيا به" (1يو4:9) "الله أعطانا حياة أبدية و هذه الحياة هى فى إبنه..." (1يو11:5)
· و لم يعد هو الإنسان الشبعان تعباً بل صارت له راحة حقيقية فى المسيح الذى يقول: "تعالوا الى يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا أريحكم ..." (مت 28:11)
· وهكذا فإن الإنسان المسيحى بالإيمان و بالجهاد يستطيع أن يموت عن ذاته: "لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح فى الله..." (كو 3:3)
· وأيضا بالإيمان و الجهاد يعيش الصليب و يختبر الإنسان المسيحى حياة المسيح فيه: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَ ..." (غل 20:2)
· و نستطيع القول أن الإنسان المسيحى المجاهد بالنعمة و الإيمان ليس مثل بقية البشر ... بل هو عينه فريدة, هو إنسان ربانى, الذى يمتلك الله: " حبيبى (الله) لى.. " (نش 3:6)
· وصار الإنسان المسيحى له إمكانية الغلبة بالمسيح الذى غلب لحسابه و قال: "ثقوا أنا قد غلبت العالم..." (يو 33:16) "أنتم من الله أيها الأولاد و قد غلبتموهم لأن الذى فيكم أعظم من الذى فى العالم" ( 1يو 4:4)
· وقد صارت له الإمكانيه أن يعمل أعمال الله "الحق الحق أقول لكم من يؤمن بى فالأعمال التى أنا أعملها يعملها هو أيضاً و يعمل أعظم منها لأنى ماضٍ الى أبى ..." (يو 12:14) "وكل من ولد من الله يغلب العالم" (1يو 4:5)
· وأيضاً يستطيع الإنسان المسيحى أن يحيا حياة النُصرة, و لا تغلبه الشدائد و لا الضيقات: "من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم إضطهاد أم جوع أم عُرى أم خطر أم سيف ... ولكننا فى هذه جميعها يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا ..." (رو8)
· فإذا كان الإنسان المسيحى قد وُهِب بميلاد المسيح قوة و إمكانية المسيح و فكر المسيح و حياة المسيح .. وبالإجمال قد وَهب المسيح ذاته ليولد فى قلبه و حياته ... إذاً كان الأمر كذلك فيمكن القول أن المسيحى هو إنسان ربانى ... بل وهو المسيح ذاته يمشى على الأرض.
ثالثاًً: لنكون معه فى مجيئه الثانى
+ تجسد الله وولد من العذراء مريم و أتى الى العالم و صنع فداء للإنسان بنفسه أى بكلمته الذى صار جسداً ثم ترك العالم و هكذا قال السيد المسيح "خرجت من عند الآب وقد أتيت الى العالم (ميلاد المسيح) وأيضاً أترك العالم و أذهب الى الآب ..." (يو28:16)
+ وتلك هى رحلة التجسد ... و التى هى رحلة كل مؤمن يولد من فوق و يجاهد ليغلب العالم ... و يكون مع المسيح و هكذا وعدنا المسيح له كل المجد: " أنا أمضى لأعد لكم مكاناً ... و إن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتى ايضاً وآخذكم الىَ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يو 2:14)
+ فقد وُلد المسيح لنولد نحن من فوق و أتم فداءنا و أقامنا معه فى سر المعمودية و نحن نجاهد لنحيا القيامة ... و صعد هو و أصعدنا معه "وليس أحد صعد الى السماء إلا الذى نزل من السماء إبن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو13:3)
+ فإن كنا صعدنا معه بالسر و بالإيمان فأيضا على رجاء أن يأتى و يأخذنا, أرواحنا وأجسادنا النورانية عند مجيئه الثانى...
+ فبالميلاد الفوقانى قد أعدنا مُخلصنا المولود فى مذود للحياة الأبدية و للميراث السماوى فى ملكوت السموات" أجاب يسوع و قال له (لنيقوديموس) الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله..." (يو3:3)
+وكأولاد علينا أن نجاهد لنثبت وإذا ثبتنا سنغلب و نكون معه: "والآن أيها الأولاد إثبتوا فيه حتى إذا أُظهر يكون لنا ثقة و لا نخجل منه فى مجيئه..." (1يو 28:2)
+ وكأولاد علينا أن نسلك بالإيمان و نُطهر أنفسنا لنكون معه عند مجيئه: "إنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ... أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله و لم يُظهر بعد ماذا سنكون و لكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو... و كل من عنده هذا الرجاء به يُطهر نفسه كما هو (المسيح) طاهر ..." (1يو 1:3)
+ و بالميلاد الثانى إذ صارت السماء هى وطننا فعلينا أن ننتظر مخلصنا و نطلب سرعة مجيئه لنكون معه: "...أى أناس يجب أن تكونوا أنتم فى سيرة مُقدسة و تقوى ... منتظرين و طالبين سرعة مجئ يوم الرب الذى به تنحل السموات مُلتهبه و العناصر مُحترقه تذوب ... ولكننا بحسب وعده ننتظرسموات جديدة و أرضاً جديدة يسكن فيها البر" (2بط 3:3)[right]
القس مكارى يونان
"و لما ولد يسوع فى بيت لحم اليهودية فى أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا الى اورشليم ... قائلين أين هو المولود ملك اليهود فإننا رأينا نجمه فى المشرق و أتينا لنسجد له..." (مت 1:2)
ولادة السيد المسيح هو الحدث الوحيد على مر الأجيال, الذى حين أُستعلن فى ملء الزمان أزاح السنين التى سبقته.. لتسمى "قبل الميلاد" .. وسطع نوره على العمر الباقى للبشرية على الأرض ليُسمى "بعد الميلاد"...
و صار ميلاد المسيح هو النور الذى أشرق على الإنسان بماضيه و حاضره ... النور الذى كشف عن أولئك الذين ساروا على درب الخلاص بالإيمان ... و ايضا النور الذى يُرشد طالبى الخلاص الى المُخلِص.
و ميلاد السيد المسيح ... هو سِر من الأسرار العالى فوق كل معقول ... و يفوق كل إدراك
فلنتأمل فى ميلاد السيد المسيح ...
أولاً: أنعم لنا بالميلاد الفوقانى
يقول القديس باسيليوس: " تجسد و تأنس و علمنا وسائط الخلاص. و أنعم لنا بالميلاد الفوقانى بواسطة الماء و الروح ..."
المسيح هو نفسه الله... و هل كان الله فى إحتياج للتجسد؟ و لأن يولد فى صورة إنسان؟ لم يكن الله محتاجاً لأن يتجسد ... و لكن التدبير الذى تم بميلاد المسيح, هو من أجل الإنسان و خلاص جنس البشر ... فقد خلق الله آدم ... و أعطاه حواء مُعينه ... و أخطأت حواء و جرَت آدم الى الخطية و الى السقوط ... و أُستُعلنت مراحم الله و محبته لآدم و لنسله فى تجسد الكلمة و ميلاد المسيح لكى بميلاد المسيح تولد البشرية من جديد و يرفع عنها حُكم الموت: "إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقه قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً ..." (1 كو 17:5)
· فقد نزل (تنازل) المسيح الى أرضنا ليرفعنا الى سماء مجده لنصير من مواطنى السماء: "فإن سيرتنا (جنسيتنا) نحن هى فى السموات التى منها ايضاً ننتظر مُخلصاً هو الرب يسوع المسيح ..." (فى 20:3)
· وأيضاً ولد إبن الله فى صورة الإنسان لكى يرفع الإنسان (كل من يؤمن) ليصير إبناً لله: "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله أى المؤمنين بإسمه.." (يو 12:1)
· و أيضاً ولد المسيح ملكاً كما قال المجوس: "أين هو المولود ملك اليهود ..." (مت 2:2) لنصير نحن ملوكاً فوقانين: "يسوع المسيح الشاهد الأمين البكر من الأموات و رئيس ملوك الأرض. الذى أحبنا و قد غسلنا من خطايانا بدمه ... و جعلنا ملوكاً و كهنه لله ابيه له المجد و السلطان الى أبد الآبدين... آمين" (رؤ 5:1)
· فإنه حينما أخطأ آدم طُرد من حضرة الله. و نزل من سمو عشرته. الى شقاء الأرض و لعنة الحكم. فكان تدبير التجسد و ميلاد المسيح لكى يرفع الإنسان مرة أخرى من هوة سقوطه الى ما فوق حيث شركة الطبيعة الإلهية و المواطنه السماوية ... و هذا هو سر الخلاص الذى إستعلن بميلاد المسيح ... الخلاص الذى إنتظرته كل النفوس التقيه فى العهد القديم ... كما قال سمعان الشيخ عندما أخذ الصبى يسوع على ذراعيه: " الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام ... لأن عينى قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب ... نور إعلان للأمم و مجاً لشعبك إسرائيل" (لو 28:2)
· إذن فميلاد المسيح هو ميلاد للإنسان و تجديد لطبيعته التى فسدت بالخطية ... ميلاد جديد يؤهل النفس البشرية للميراث السماوى "إن دماً و لحماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله و لا يرث الفساد عدم فساد ..."(1كو 50:15)
· ولد المسيح لكى يولد الإنسان الميلاد الفوقانى.
ثانياً: ليخلق الإنسان الربانى
العذراء القديسة مريم حملت كلمة الله المتجسد كرمز للكنيسة التى صارت فى وسطها فلا تتزعزع ... فبميلاد المسيح إستعلنت العطية للإنسان ... و صار المُخلص هو عطية السما لكل من يؤمن "لأنه يولد لنا ولد و نُعطى إبناً..."(إش 6:9)
وسبحت العذراء مريم قائلة" "تبتهج روحى بالله مُخلصى..." (لو 47:1)
+ وحمله سمعان الشيخ كعطية العطايا على ذراعيه.
+ و من أجله سبحت حنه النبيه و تكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء فى أورشليم ..."(لو 38:2)
+ وبشَرالملاك الرعاة بقوله: "ولد لكم اليوم مُخلص هو المسيح الرب" (لو11:2)
· و ليس هذا فقط ان المسيح بميلاده فى الجسد صار عطية للإنسان ... بل و أكثر من ذلك, بميلاده ولد فى قلوب البشر. فالمذود هو قلب الإنسان بالإيمان يحل فيه المسيح كقول الرسول بولس: "ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم" (أف 17:3)
· و معنى هذا إنه بميلاد المسيح لم يعد الإنسان المسيحى هو الإنسان المجرد المحدود, القليل الأيام و الشبعان تعباً.
· بل خلق الإنسان الربانى ... الذى يسكن فيه المسيح الكلمة المتجسد.. ايضاً يسكن فيه الروح القدس.. أى صار المسيحى هو الإنسان الربانى الغير ضعيف الذى يغنى بالنعمة و يقول: "أستطيع كل شئ فى المسيح الذى يقوينى" (فى 13:4)
· و لم يعد هو الإنسان المحدود, بل يسكن فيه الله الغير محدود. كما قال القديس أغناطيوس الأنطاكى (الثيوفورس) للوالى حينما سأله الوالى عن إسمه قال: " أنا الحامل الإله فى صدرى..."
· و لم يعد هو الإنسان القليل الأيام بل نال فى المسيح يسوع حياة أبدية. و ما عادت له نهاية أيام: "بهذا أُظهرت محبة الله فينا أن الله قد أرسل إبنه الوحيد الى العالم لكى نحيا به" (1يو4:9) "الله أعطانا حياة أبدية و هذه الحياة هى فى إبنه..." (1يو11:5)
· و لم يعد هو الإنسان الشبعان تعباً بل صارت له راحة حقيقية فى المسيح الذى يقول: "تعالوا الى يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا أريحكم ..." (مت 28:11)
· وهكذا فإن الإنسان المسيحى بالإيمان و بالجهاد يستطيع أن يموت عن ذاته: "لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح فى الله..." (كو 3:3)
· وأيضا بالإيمان و الجهاد يعيش الصليب و يختبر الإنسان المسيحى حياة المسيح فيه: "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَ ..." (غل 20:2)
· و نستطيع القول أن الإنسان المسيحى المجاهد بالنعمة و الإيمان ليس مثل بقية البشر ... بل هو عينه فريدة, هو إنسان ربانى, الذى يمتلك الله: " حبيبى (الله) لى.. " (نش 3:6)
· وصار الإنسان المسيحى له إمكانية الغلبة بالمسيح الذى غلب لحسابه و قال: "ثقوا أنا قد غلبت العالم..." (يو 33:16) "أنتم من الله أيها الأولاد و قد غلبتموهم لأن الذى فيكم أعظم من الذى فى العالم" ( 1يو 4:4)
· وقد صارت له الإمكانيه أن يعمل أعمال الله "الحق الحق أقول لكم من يؤمن بى فالأعمال التى أنا أعملها يعملها هو أيضاً و يعمل أعظم منها لأنى ماضٍ الى أبى ..." (يو 12:14) "وكل من ولد من الله يغلب العالم" (1يو 4:5)
· وأيضاً يستطيع الإنسان المسيحى أن يحيا حياة النُصرة, و لا تغلبه الشدائد و لا الضيقات: "من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم إضطهاد أم جوع أم عُرى أم خطر أم سيف ... ولكننا فى هذه جميعها يعظم إنتصارنا بالذى أحبنا ..." (رو8)
· فإذا كان الإنسان المسيحى قد وُهِب بميلاد المسيح قوة و إمكانية المسيح و فكر المسيح و حياة المسيح .. وبالإجمال قد وَهب المسيح ذاته ليولد فى قلبه و حياته ... إذاً كان الأمر كذلك فيمكن القول أن المسيحى هو إنسان ربانى ... بل وهو المسيح ذاته يمشى على الأرض.
ثالثاًً: لنكون معه فى مجيئه الثانى
+ تجسد الله وولد من العذراء مريم و أتى الى العالم و صنع فداء للإنسان بنفسه أى بكلمته الذى صار جسداً ثم ترك العالم و هكذا قال السيد المسيح "خرجت من عند الآب وقد أتيت الى العالم (ميلاد المسيح) وأيضاً أترك العالم و أذهب الى الآب ..." (يو28:16)
+ وتلك هى رحلة التجسد ... و التى هى رحلة كل مؤمن يولد من فوق و يجاهد ليغلب العالم ... و يكون مع المسيح و هكذا وعدنا المسيح له كل المجد: " أنا أمضى لأعد لكم مكاناً ... و إن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتى ايضاً وآخذكم الىَ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً" (يو 2:14)
+ فقد وُلد المسيح لنولد نحن من فوق و أتم فداءنا و أقامنا معه فى سر المعمودية و نحن نجاهد لنحيا القيامة ... و صعد هو و أصعدنا معه "وليس أحد صعد الى السماء إلا الذى نزل من السماء إبن الإنسان الذى هو فى السماء" (يو13:3)
+ فإن كنا صعدنا معه بالسر و بالإيمان فأيضا على رجاء أن يأتى و يأخذنا, أرواحنا وأجسادنا النورانية عند مجيئه الثانى...
+ فبالميلاد الفوقانى قد أعدنا مُخلصنا المولود فى مذود للحياة الأبدية و للميراث السماوى فى ملكوت السموات" أجاب يسوع و قال له (لنيقوديموس) الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله..." (يو3:3)
+وكأولاد علينا أن نجاهد لنثبت وإذا ثبتنا سنغلب و نكون معه: "والآن أيها الأولاد إثبتوا فيه حتى إذا أُظهر يكون لنا ثقة و لا نخجل منه فى مجيئه..." (1يو 28:2)
+ وكأولاد علينا أن نسلك بالإيمان و نُطهر أنفسنا لنكون معه عند مجيئه: "إنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه ... أيها الأحباء الآن نحن أولاد الله و لم يُظهر بعد ماذا سنكون و لكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو... و كل من عنده هذا الرجاء به يُطهر نفسه كما هو (المسيح) طاهر ..." (1يو 1:3)
+ و بالميلاد الثانى إذ صارت السماء هى وطننا فعلينا أن ننتظر مخلصنا و نطلب سرعة مجيئه لنكون معه: "...أى أناس يجب أن تكونوا أنتم فى سيرة مُقدسة و تقوى ... منتظرين و طالبين سرعة مجئ يوم الرب الذى به تنحل السموات مُلتهبه و العناصر مُحترقه تذوب ... ولكننا بحسب وعده ننتظرسموات جديدة و أرضاً جديدة يسكن فيها البر" (2بط 3:3)[right]