البابا تواضروس يسرد 7 أقوال للمسيح على الصليب تظهر صور المحبة
قال البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية: "إن ساعة الصليب ليست للاحتفال بها فحسب، ولكنها ساعة لوجودنا، فإن محبة المسيح للإنسان جعلته يتجسد ليحمل خطايانا على الصليب".
وأضاف البابا، خلال كلمته في عظة الجمعة العظيمة بالكاتدرائية المرقسية: "تذكارًا لصلب المسيح – وفقًا للعقيدة المسيحية - فإن محبة المسيح للبشرية جعلته يسلم نفسه للصلب ليغفر خطايانا، وقيامته ليعطينا الرجاء والمحبة".
وتابع: "محبتنا للمسيح لأنه أحبنا أولًا، والمحبة ليست كلاما وإنما هى فعل وأعمال، وهى ما جسده المسيح بعدة صور منها ما جاء من كلماته على الصليب وسط آلامه وقسوة اليهود".
وتحدث البابا عن سبع عبارات قالها المسيح وهو على "الصليب"، أولاها "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدركون ماذا يفعلون، فإنه رغم قسوة وامتهان اليهود له، أعطى صورة للمحبة والغفران".
وقال: "إن التسامح أمر صعب على إمكانيات البشر وطاقتنا النفسية لا تسمح به، وإنما حينما يسكب الله روحه ويكون الشخص قريبا من الله يستطيع التسامح مع الآخرين".
وتابع أن العبارة الثانية حينما أمن اللص الأيمن بالمسيح وقال "اذكرنى يارب متى جئت بملكوتك"، فرد المسيح "أقول لك تكون معى في الفردوس".
وأوضح "تواضروس" أن الكنيسة القبطية تسجل طقس صلاة باسم "أمانة اللص" يتلو ويردد تذكارا لتوبته.
وألمح إلى أنه رغم آلامه لم ينس العذراء مريم، وحينما وجدها تبكى قال لها: "يا امرأة هوذا ابنك" في إشارة ليوحنا تلميذه ليكون عائلا لها، وتعكس العبارة الثالثة له على الصليب صورة المحبة في الوفاء، مشددًا البابا بضرورة أن يكون الإنسان وفيا لبلاده ووطنه وأسرته وكل من حوله.
وعن المقولة الرابعة للمسيح على الصليب "إلهى إلهى لماذا تركتنى"، موضحا أن المسيح تكلم بلسان البشر وهو في موضع الصليب الذي رفع فيه خطايا البشر ليمحوها، صورة للمحبة في الاحتمال.
وأضاف أن العبارة الخامسة هي "أنا عطشان"، وقال البابا عنها، إن المسيح لم يكن عطشا بالمعنى المفهوم، وإنما هو عطشان لكل نفس تتوب وتتخلص من الخطايا، وإنها صورة للمحبة لأنه كان قادرًا أن يروى نفسه.
وتابع أنه حينما أعطاه اليهود "الخل" قال المسيح "قد أكمل"، ما يعكس أن الخلاص من الخطايا يكمن في شخص المسيح، ويمنح الجميع الفرح والبهجة الإنسانية، ويعلم الجميع أن يتمم عمله على أكمل وجه.
وآخر مقولة للمسيح على الصليب كانت "يا أبتاه في يدك أستودع روحى"، وأوضح البابا أنها تعنى البذل والتضحية، فإن العطاء والتضحية من صور المحبة، ولاسيما أن أحد الجنود آمن بالمسيح.
ووجه بابا الكنيسة حديثه لأبناء الكنيسة قائلا: "اغتنموا الفرصة أن تحيوا في الصليب، نفرح به وببركاته، واعملوا بالمحبة دائمًا، لتحل البركات".
منقووولالله محبة
فقال له يسوع: تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك ومن كل فكرك. هذه الوصية الأولى والعظمى، والثانية مثلها، تحب قريبك كنفسك. بهاتين الوصتين يتعلق الناموس كله والأنبياء" (متى 22: 36-40). وقد لخّص السيد المسيح هاتين الوصيتين في وصية واحدة وهي: "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل قدرتك، ومن كل فكرك، وقريبك كنفسك" (لوقا 10: 27).
"إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ" (ع 1). ... لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن- أي كمن يدق قطعتي نحاس ببعضهما فيعطي صوتاً ... وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً" (ع 2)