عظة رائعة لأبينا المحبوب القمص داود لمعي تصلح لتعزية أسر وأصدقاء المنتقلين .. يتحدث فيها أبونا عن 8 عطايا ثمينة يتمتع بها من ينتقل من هذا العالم .. عطايا ثمينة تجعل من الموت ربح كما قال معلمنا بولس الرسول .
قيل أنه كان لبستاني ولد جميل، كان يحبه بشدة، ولكنه مات فجأة. فرفض أن يتعَزى، وصرف كل وقته في الحزن والعُزلة، والتذمر على العناية الإلهية. وذات مرة وجد وردة جميلة ، وأراد أن يُقدمها لصاحب القصر الذي كان يعمل عنده . وانتظر حتى تتفتح . ولما ذهب ليقطفها لم يجدها في الحديقة فتضايق بشدة. ثم رآها على مائدة سيده في داخل قصره، ففرح جدا ، لأنها وصلت إليه فعلا .
فقال له صاحب البيت الحكيم : " لقد فرحت لأنني قطفت تلك الوردة الجميلة وأنا أضعها أمامي ، وزينت بها مائدتي ، فلماذا لا يُفرحك أن أباك السماوي قد شاء بحكمته العالية أن يقطف ولدك - وهو صغير- وأن ينقله من تراب الأرض، ومن عالم الإثم والشقاء، إلى الفردوس السعيد " ؟؟ فتعَزى البستاني بكلماته الحكيمة وشكر الله على نعمته وعلى إختياره الصالح برحيل ولده من دار الشقاء إلى دار البقاء والهناء
قيل أن طفلة صغيرة سألت والدتها على أثر إنتقال والدها : أين ذهب بابا فأجابت الوالدة : عند بابا يسوع هل سيعود إلينا ؟؟ فأجابت الوالدة لا ، بل نحن نذهب إليه عندما يطلبنا ربنا يسوع
فرحت الطفلة . وإذ مرَ يومان كانت الأم تتحدث مع صديقة لها جاءت تعزيها في إنتقال زوجها . تسللت الدموع من عينيها وهي تقول : إني حزينة جدا لأني فقدت زوجي ..... وفي تعجب تطلعت الطفلة إلى والدتها وقالت : " إذا ضاع شئ ، ثم عرفتي مكانه ، فهل تحسبينه ضائعا ؟؟ أجابت الأم : " لا يا إبنتي " ... عندئذ قالت الطفلة : " لقد قلتي لي إن والدي قد ذهب إلى بابا يسوع ، فكيف تقولين الأن أنك فقدتيه ، كأنه قد ضاع منك ؟؟ !! للحال إبتسمت الأم واحتضنت طفلتها وهي تحاول تصحيح موقفها
قال أبينا القمص تادرس يعقوب ملطي ...: " أذكر عندما سلمت كتاب " عطية الموت " للطباعة قال لي نيافة الأنبا ديسقورس : " لماذا لا تُغير العنوان ؟ أجبته : " هذا هو إحساسي الصادق ، فالموت عطية إلهية أشتهي التمتع بها