هذه
زيارة خاصة لمقبرةٍ، المدفونين فيها معروفين لدينا، فقد جاء ذكرهم في كلمة
الله، وعند ضريح كل واحد نجد قطعة مكتوب فيها كلام الناس عن المتوفى أو
آية كما هي العادة، لكن مع ذلك نحب ان نسمع شهادة السماء عن أولئك الموتى.
إذا تعالوا معاً نذهب لقبر كل واحد ولابد أن نأخذ دروس وعِـبَر.
أمام قبر يهوذا الاسخريوطي كتبا لنا عبارة ( هنا يرقد صاحب الأعمال الخيرية والذي
ساعد الفقراء من أمواله الخاصة وقد مات منتحراً لأنه لم يحتمل أن يرى الفقراء مشردين!!!
أما شهادة السماء فقد كتب فيها ( هنا مات الذي كان خير له لو لم يولد، يهوذا ذو القلب
المتدرب على الطمع، والذي هلك هلاكاً أبدياً من أجل حفنة من الأموال).
والسماء تحذر كل إنسان "محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاعٍ كثيرةٍ"
( تيموثاوس الاولى 10:6
بعد قليل نرى قبر آخر وأمامه نقرأ ( هنا يرقد جلالة الوالي الطيب الذكر يلاطس البنطي الذي كان يحب الشعب كثيراً ويعمل لرضاهم.
أما شهادة السماء فتقول ( هنا
هلك الذي لم يسمع لصوت السماء ( إياك وذاك البار) هذا هو الرجل المتقلقل
صاحب الحلول الوسط وماسك العصاة من النصف الذي ترك الشعب يقررون مصيره
ووافق على قرارهم، هذا هو الذي يسأل ( ما هو الحق؟) لكن في قرارة نفسه لا
يريد أن يطيع الحق، هذا هو الذي غسّل يديه في الماء، لكن قلبه مملوء أفكار شريرة.
إن صوت بيلاطس يدوّي إلى الآن "فماذا افعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟؟" (
متى 22:27). إن هذا السؤال لك أيها القارئ
( ماذا ستفعل بيسوع؟).
بعد قليل نرى قبراً أبيضاً، كـُتِبَ عليه ( هنا يرقد على رجاء إسرائيل المرحوم المؤقر قيافا رئيس كهنة هيكل أورشليم الذي خدم الرب بكل أمانة).
أما السماء تصرخ مزمجرة ( هنا مات بلا رجاء القائد الأعمى للعميان صاحب المظاهر الدينية الخارجية والقلب المملوء رياء وإثم وكذب الذي كان يحل كل مشاكله بالرشوة للجنود الرومان
بعد قليل نرى قبر لامرأة وفوق قبرها قطعة جميلة ( هنا ترقد الفنانة الشابة ابنة هيرودية التي سحرت هيرودس وأنعشت العالم برقصها ليعطها الرب أن تستريح في جنات النعيم).
وشهادة السماء تقول ( هنا
موضع جسد الحية الصغيرة ابنة الأفعى الكبيرة ( هيروديا) التي طلبت أن
تُسكّت الصوت الذي كان ينخس ضميرها، لكن روحها ونفسها في هاوية اللهيب
ودخان عذابها يصعد إلى أبد الآبدين).
ثم
نأتي إلى قبر آخر يختلف عن كل القبور، إذ فوقه مظلة من الحجر الأبيض
لحمايته من أشعة الشمس أو مطر الشتاء والقبر محاط بالمرمر من كل جوانبه
واسمه منقوش بأحرف ذهبية، إنه قبر أحد الأثرياء وأمام قبره قطعة كبيرة من الرخام الإيطالي مكتوب فيها كلام مديح ( هنا يرقد بسلام الذي ضمه الرب من وجه الشر الغني الذكي الذي ساعد أهل كورته جداً وساهم في حملة إعمار بلدته وأنعش اقتصاد قريته). صلوا لأجله
وتأتي شهادة السماء ( هنا مات بلا رجاء في لحظة لم يتوقعها الغني الغبي الذي لم يفكر في حساب أبديته رغم نجاحه في حسابات مصالحة الأرضية.
وهنا نأتي أمام قبر أخير ، وكل واحد يرتعب ويرتعش أمامه إذ مكتوب عليه ( هذا قبرك ) ولا نجد عليه كتابة من الناس لأني أنا وأنت لم نمت بل نجد كتابة بخط الله تقول
: "أنت ميت بالذنوب والخطايا" ( افسس1:2) ، أنت تدعى مسيحياً بالهوية (
هذا قبرك ) كما يقول الكتاب"أنّ لك اسماً أنك حيّ وأنت ميت" ( رؤيا يوحنا 1:3). أنه قبر خطاياك "حنجرتهم قبر مفتوح" ( رومية13:3)
أخيرا لابد أنك تريد أن تخرج من حالة الموت
هذه، إن الذي قال بسلطانه مرة هلم خارجاً فخرج الميت( يوحنا11) هو هو
أمساً واليوم وإلى الأبد تعال بالإيمان إلى رئيس الحياة يسوع ابن الله
الذي يقول لك بفمه المبارك "الحق الحق أقول لكم إنّ من يسمع كلامي ويؤمن
بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت
إلى الحياة الحق الحق أقول لكم إنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات
صوت ابن الله والسامعون يحيون"
( يوحنا24:5،25