من طرف Admin الجمعة 2 ديسمبر 2016 - 16:21
1 - هل الخمر حلال أم حرام فى المسيحية ؟
كثيرا ما نجد هذا التساؤل مطروحًا للمسيحيين ،وكأنهم يعيشون حياة السُكر ولكن تعال عزيزى القارئ لنعرف الإجابة .
الإجابة القاطعة لحلال أم حرام هى أن المسيحية تمنع وتُحرم أى شئ يجعل العقل مُغيبًا ويضر بصحة الإنسان وحياته الروحية ومستقبله الأبدى .
العرض الأكاديمى لموضوع الخمر جاءت كلمة الخمر فى العهد القديم فى ثلاثة كلمات بمعانٍ مختلفة : الكلمة الأولى هى "واين" هكذا تُنطق بالعبرى وهذه الكلمة جاءت 140 مرة فى العهد القديم ومعناها "عصير الفاكهة" وهى خالية من الكحول .
الكلمة الثانية هى "كيروش" وجاءت 32 مرة فى العهد القديم وهى تعنى شيئًا يؤكل مثل العنب المُجفف والفاكهة المُجففة وهى كثيراً ما تم استخدامها للبركة مثلما قيل فى مُباركة يهوذا :"مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ" (تك 49 : 12) وكلمة خمر هنا هى كيروش وهى جاءت للبركة وكلمة كيروش تعنى الخمر الخالية من الكحول لأنها عنب أو فاكهة مُجففة .
الكلمة الثالثة هى "شِيكار" وجاءت 42 مرة فى العهد القديم وتعنى شراب العنب المُسكر وإرتبطت هذه الكلمة بالويل مثلما جاء " لِمَنِ الْوَيْلُ؟ لِمَنِ الشَّقَاوَةُ؟ لِمَنِ الْمُخَاصَمَاتُ؟ لِمَنِ الْكَرْبُ؟ لِمَنِ الْجُرُوحُ بِلاَ سَبَبٍ؟ لِمَنِ ازْمِهْرَارُ الْعَيْنَيْنِ؟ لِلَّذِينَ يُدْمِنُونَ الْخَمْرَ، الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي طَلَبِ الشَّرَابِ الْمَمْزُوجِ. لاَ تَنْظُرْ إِلَى الْخَمْرِ إِذَا احْمَرَّتْ حِينَ تُظْهِرُ حِبَابَهَا فِي الْكَأْسِ وَسَاغَتْ مُرَقْرِقَةً." فالنتيجة لمَن يشرب هذه الخمر يقول أنها :" فِي الآخِرِ تَلْسَعُ كَالْحَيَّةِ وَتَلْدَغُ كَالأُفْعُوانِ" (أم 23 :29 - 32) .
أما فى العهد الجديد جاءت كلمة الخمر فى الكلمة اليونانية "οινος إينوس" والكلمة تعنى "واين" ، "كيروش" وهما النوعان الخاليان من الكحول .
..سؤال هل أمر الكتاب المقدس بشرب الخمر ؟
قطعًا . لم يأمر الكتاب المقدس بشرب الخمر بل حذر الكتاب من شرب الخمر المُسكر حيث قال :"اَلْخَمْرُ مُسْتَهْزِئَةٌ. الْمُسْكِرُ عَجَّاجٌ، وَمَنْ يَتَرَنَّحُ بِهِمَا فَلَيْسَ بِحَكِيمٍ." (أم 20 : 1) وكذلك فى العهد الجديد إذ يقول:"وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ" (أف 5 : 18) .
ولكن جاء فى الكتاب المقدس إستخدامات للخمر منها للعلاج كما جاء فى قصة السامرى الصالح
"فَتَقَدَّمَ وَضَمَدَ جِرَاحَاتِهِ، وَصَبَّ عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا، وَأَرْكَبَهُ عَلَى دَابَّتِهِ، وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُق وَاعْتَنَى بِهِ." (لو 10 : 34) لأنه معروف أن الحكول لتطهير الجروح .
كذلك نصح القديس بولس تلميذه تيموثاوس المريض بمرض الإستسقاء وهو تجمُع المياه فى البطن نتيجة لعدم كفاءة الكبد وهذا تاريخيًا بسبب أن تيموثاوس كان يسكن فى أسيا الصغرى (تركيا حاليا) وكان يشرب ماءً من نهر كايستا الملئ بالبكتيريا والطمى فالرسول بولس طلب منه استعمال قليل من الخمر لإضافته فى الإناء المُستخم للشرب ليجعل الأشياء المُضرة تترسب فيستطيع الشرب ولكن هو قال له استعمل وليس اشرب "لاَ تَكُنْ فِي مَا بَعْدُ شَرَّابَ مَاءٍ، بَلِ اسْتَعْمِلْ خَمْرًا قَلِيلاً مِنْ أَجْلِ مَعِدَتِكَ وَأَسْقَامِكَ الْكَثِيرَةِ." (1 تى 5 : 23 ) ولا يأخذ أخد كلام الرسول بولس كحجة على شرب الخمر لأنه هو نفسه قال :"وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ" (أف 5 : 18) .
كذلك ولأن الخمر يُشير للفرح فتم إستخدام الخمر فى سكب مقدار منه على التقدمات كإشارة للفرح فى خيمة الإجتماع .
هل يوجد أحد شرب الخمر فى الكتاب المقدس ؟
نعم . بالطبع هناك الكثير الذى شرب الخمر وسكر ، ولكن هذا لم يكن بأمر إلهى فمثلًا شرب نوح الخمر وسكر وكانت النتيجة أن نوح تعرى ورأى أحد أولاده عورته ،والنتيجة كانت مُخزية ، كذلك بنات لوط أعطتا للوط الخمر وسكر وكانت النتيجة مُخزية أيضاً .
وهناك أولاد هارون اللذان شربا خمراً ودخل خيمة الإجتماع وقربا ناراً غريبة أمام الرب فكانت النتيجة أن نزلت نار وأكلتهم ،وبعدها منع الله الخمر إذ قال الله لهارون :"خَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ تَشْرَبْ أَنْتَ وَبَنُوكَ مَعَكَ عِنْدَ دُخُولِكُمْ إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِكَيْ لاَ تَمُوتُوا. فَرْضًا دَهْرِيًّا فِي أَجْيَالِكُمْ وَلِلتَّمْيِيزِ بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ وَبَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَلِتَعْلِيمِ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَمِيعَ الْفَرَائِضِ الَّتِي كَلَّمَهُمُ الرَّبُّ بِهَا بِيَدِ مُوسَى»" (لا 10 : 9 - 11) .
يقول قائل أن السيد المسيح حول الماء إلى خمر ويأخذ هذا كحجة لوجود الخمر !! لقد حول السيد المسيح بالفعل الماء إلى خمر ولكن الخمر المصنوع لم يكن خمراً مُسكراً والدليل على ذلك شهادة رئيس المتكأ :" فَلَمَّا ذَاقَ رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْمَاءَ الْمُتَحَوِّلَ خَمْرًا، وَلَمْ يَكُنْ يَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ هِيَ، لكِنَّ الْخُدَّامَ الَّذِينَ كَانُوا قَدِ اسْتَقَوُا الْمَاءَ عَلِمُوا، دَعَا رَئِيسُ الْمُتَّكَإِ الْعَرِيسَ وَقَالَ لَهُ: «كُلُّ إِنْسَانٍ إِنَّمَا يَضَعُ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ أَوَّلاً، وَمَتَى سَكِرُوا فَحِينَئِذٍ الدُّونَ. أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ أَبْقَيْتَ الْخَمْرَ الْجَيِّدَةَ إِلَى الآنَ!». (يو 2 : 9 ، 10) وهذا دليل لإثبات أن الخمر المتحول كان خالياً من الكحول .