تزوج شاب وخطيبته وقد أقيم احتفال ضخم بهذه المناسبة المفرحة، كل
الأقرباء والأصدقاء حضروا إلى هذا الكرنفال الرائع وشاركوا فيه وقد
قضوا جميعهم أوقاتا سعيدة.
كانت العروس تزهو في فستانها الأبيض أما العريس فكان أنيقا جدا ببدلته
السوداء، وقد بدا واضحا للجميع درجة محبتهما لبعض.
بعد عدة اشهر من الزواج، جاءت الزوجة الى زوجها باقتراح قائلة: لقد
قرأت للتو مقالا في مجلة حول كيف من الممكن أن نقوي من أواصر زواجنا،
واستطرت تقول:
كل واحد منا يدون في ورقة، كل الصفات التي يشعر بأنها تزعجه في الآخر.
وافق الزوج، وهكذا غادر كل واحد منهما إلى غرفة منفصلة في المنزل،
وبدأ يفكران في الأشياء أو الصفات التي يشعر كل منهما بأنها تزعجه في
الآخر وأمضيا باقي
يومهما يفكران بالسؤال ويدونان ما يجول في خاطرهما.
في صباح اليوم التالي وبينما هما على مائدة الفطور قررا أن يفصح كل
واحد عن قائمته.
بادرت الزوجة بالقول :" أنا سأبدأ ". التقطت قائمتها التي كانت تحتوي
على الكثير من الفقرات بما يكفي لثلاثة أوراق كاملة. عندما بدأت بسرد
بعض الأمور التي تزعجها في زوجها، لاحظت بعض الدموع في طريقها
للانحدار من عيني زوجها، فبادرته بالقول:" ماذا هنالك "، فأجابها
زوجها:" لا شئ، استمري بالقراءة.
استمرت الزوجة بالقراءة حتى أكملت قراءة الأوراق الثلاث ومن بعدها
طوتها بدقة ووضعتها فوق المائدة ووضعت يديها عليها.
ثم قالت بسعادة:" والآن حان دورك لقراءة قائمتك ومن ثم نتناقش فيما
تحويه القائمتين".
بكل هدوء قال الزوج:" بصراحة حاولت أن أدون شيئا في القائمة ولكنني لم
أجد، لأنني اعتقد بأنك مثالية كما أنت. لا أريدك أن تغيري أي شئ فيكِ،
أنتِ محبة ورائعة ولا أريد أن أحاول تغيير أي شئ فيكِ".
تأثرت الزوجة بإخلاص زوجها وأمانته وبعمق محبته لها وقبوله لها كما
هي، حينها أدارت وجهها وانخرطت بالبكاء من شدة تأثرها.
في الحياة ستجد الكثير من خيبات الأمل والإحباطات والمضايقات
وقد تبحث عليها أنت، ولكن لماذا نضيع الوقت في البحث عن الأشياء
السيئة، والعالم ملئ بالجمال.
أنا واثق من أننا نكون سعداء عندما نرى ونسبح الله على كل شئ.
لا يوجد شخص مثالي ولكننا نستطيع أن نجد المثالية في الآخر عندما نغير
من الطريقة التي نراه فيها. انه لمن الضروري أن ندرك الصعوبات في ذلك
ولكن ذلك هو ما يجعل العلاقة مع الآخر مشرقة على
الدوام.