منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    الاحد الرابع من الصوم الاربعينى

    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc الاحد الرابع من الصوم الاربعينى

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 30 مارس 2008 - 13:50

    (أحد السامرية)

    لقاء المرأة السامرية
    مع المسيح
    (يو 4: 1-42)


    ابتداء من هذا الاسبوع (الأسبوع الرابع من الصوم الكبير) حتى عيد القيامة، تقتبس الكنيسة قراءات إنجيل القدَّاس من إنجيل القديس يوحنا: فاليوم إنجيل السامرية، والأسبوع القادم إنجيل مريض بركة بيت حسدا، والأسبوع السادس إنجيل المولود أعمى، والسابع إنجيل دخول المسيح أورشليم وتطهير الهيكل، والثامن إنجيل عيد القيامة.

    وهناك هدفان من وراء هذا الاختيار:
    1 - إنجيل القديس يوحنا يختص باستعلان طبيعة السيد المسيح الإلهية، مخلِّص العالم، ابن الله وكلمة الله المتجسِّد.
    2 - يتميَّز إنجيل القديس يوحنا بإظهار العلاقة الشخصية بين الإنسان والسيد المسيح، أيّاً كان هذا الإنسان: يهودي- أُممي - خاطئ - معلِّم الناموس - رجل - امرأة. فلا نسمع الكثير عن الكرازة الجماهيرية في إنجيل القديس يوحنا مثل الموعظة على الجبل التي جاء ذكرها في إنجيل القديس متى وإنجيل القديس لوقا.
    فالقديس يوحنا يهتم بتقديم عينات من أفراد تلامسوا مع السيد المسيح وكشف لهم عن البصيرة الروحية، فعرفوا أنه المسيح مخلِّص العالم ابن الله، ليس عن طريق النبوَّات والناموس والأنبياء، بل عن طريق اختبارهم الشخصي مع المسيح؛ إذ غفر خطاياهم، شفى مرضاهم. فاكتشفوا محبته لهم شخصياً، وبعد ذلك ذهبوا يكرزون بما رأوه وسمعوه وشاهدوه بعيونهم ولمسته أيديهم من جهة كلمة الحياة.
    فإنجيل القديس يوحنا هو إنجيل الراعي الصالح الذي يترك الـ 99 ليبحث عن خروف واحد ضال، وهو الذي يعرف خرافه بأسماء. هو إنجيل نيقوديموس الذي جاء ليلاً ليتقابل مع المسيح يناقش معه أبديته؛ وإنجيل مريض بركة بيت حسدا الذي لم يكن له إنسان وجاء إليه ابن الإنسان ليُخلِّصه. إنجيل المولود أعمى الذي تنكَّر له الجميع حتى والداه، ولكن المسيح وجده فآمن أنه المسيح ابن الله؛ إنجيل لعازر الذي كان يسوع يحبه؛ إنجيل مريم أخت لعازر التي وجدت سلامها وراحتها تحت قدمي المسيح.
    هذا هو إنجيل القديس يوحنا، نتمتع فيه بلقاء شخصي مع المسيح خلال الصوم الكبير، حتى يأتي يوم الخلاص العظيم، وحينئذٍ أُدرك أن كل ما فعله الرب يسوع لم يكن إلاَّ من أجلي أنا بالذات. حينئذ أصرخ مع توما حينما لمس آثار المسامير في يدي الرب والحربة في جنبه وأُدرك عمق محبته لي، فأصرخ: ”ربي وإلهي“!
    ليُعطِنَا الرب نعمة لنُدرك عمق هذه المحبة الشخصية ونعرف المسيح مخلِّصنا، حتى لا نسمع كلمة العتاب التي قالها السيد المسيح لفيلبُّس: «أنـا معكم زماناً هذه مدَّته ولم تعرفني يا فيلبُّس» (يو14: 9)؟؟
    وقد اختبر الآباء محبة الله في حياتهم شخصياً، وصارت اختباراتهم هذه شهادة للمسيح. فنسمع القديس غريغوريوس الثيئولوغوس (الناطق بـالإلهيات) في صلوات القداس المعروف باسمه يخاطب السيد المسيح قائلاً: ”وضعتَ ذاتك وأخذتَ شكل العبد“. ثم يسترسل قائـلاً: ”... بـاركتَ طبيعتي فيك. أكملتَ ناموسك عني. أريتني القيام من سقطتي... لأجلي يا سيدي لم تَردَّ وجهك عن خِزي البصاق“.
    وهكذا كأن كل تدبير الخلاص الإلهي كان من أجله هو وحده. ولهذا أطلقت عليه الكنيسة لقب الناطق بالإلهيات أو اللاهوتي (الوحيد من الآباء بعد القديس يوحنا الذي نال هذا اللقب، ولم يتعلَّم علم اللاهوت من كتب اللاهوت ولكن من عشرته مع الله واختباراته الخاصة. وُلد سنة 328 وتنيح سنة 390).
    واليوم تقدِّم لنا الكنيسة لقاء المرأة السامرية مع السيد المسيح كنموذج للقاء كل إنسان مع المسيح.
    والسامرة منطقة بين الجليل في الشمال واليهودية في الجنوب، وأهل السامرة هم بقايا العشرة أسباط الذين رجعوا من السبى وسكنوا في الشمال من أرض كنعان. وبسبب اختلاطهم بالأُمم وتزاوجهم معهم، فقدوا شخصيتهم كيهود وحُرِموا من العبادة في هيكل أورشليم، فكان لهم هيكلهم الخاص على جبل جرزيم، وتقع بئر يعقوب - التي جلس عليها السيد المسيح - على سفح هذا الجبل. وعلى جبل جرزيم تقابل أبو الآباء إبراهيم مع ملكي صادق. والمعروف أن يعقوب أبا الأسباط لمَّا رجع من فدان آرام، بنى مذبحاً هناك ودعاه إيل إله إسرائيل. وتقول التقاليد أيضاً إن إبراهيم بنى مذبحاً على جرزيم لتقديم إسحق ذبيحة عليه.
    ويتميَّز لقاء السامرية مع السيد المسيح بكثير من التعاليم الروحية نقتطف منها:
    - لم يكن مصادفة أن يأتي السيد المسيح إلى البئر في الوقت الذي تأتي فيه السامرية لتستقي، وإنما هى خطة الله وتدبيره لخلاص الإنسان.
    - السيد المسيح هو الذي يبدأ الحديث: «أعطني لأشرب». وهكذا فإن الله دائماً هو الذي يسعى إلى خلاص نفس الإنسان: «ها أنا واقف على الباب وأقرع» (رؤ 3: 20)، ويبدو كأنه هو المحتاج إلى الإنسان، كما يقول القديس غريغوريوس: ”لم تكن أنت المحتاج إلى عبوديتي، بل أنا المحتاج إلى ربوبيتك“. ويطلب السيد المسيح كمحتاجٍ إلى أن يشرب!! هل يعطش الذي قال: «أنا أُعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً» (رؤ 21: 6)، و«من يعطش فليأتِ» (رؤ 22: 17)؛ ولكن عطش السيد المسيح لم يكن عطشاً للماء، بل إلى نفس السامرية، فهو قد صرخ على الصليب قائلاً: «أنا عطشان»، لم يكن عطشاً إلى الماء بل إلى نفوس الذين صلبوه ليُخلِّصهم.
    المسيح يقترب إلى الإنسان، ولكن الإنسان يضع الحواجز بينه وبين المسيح!!
    + حاجز العنصرية: يهودي، وأنا سامرية.
    + حاجز الجنس: رجل، وأنا امرأة.
    + حاجز الخطية: لا أستحق أن أقترب من السيد المسيح.
    ولكن السيد المسيح مع السامرية حطَّم كل الحواجز التي تفصلها عن معرفته المعرفة الحقيقية.
    كانت نقطة التحوُّل في حياة السامرية أن السيد المسيح فتح عينيها لترى احتياجها هى: «لو كنتِِ تعلمين عطية الله (الذي هو المسيح)، ومَـن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيّاً». من هنا ومن أعماق حياتها بدأتْ تعرف المسيح.
    قبل أن تفحص السامرية أعماقها كانت تنظر إلى المسيح على أنه عدو لا تتعامل معه، رجل يهودي، ثم تغيَّرت هذه النظرة إلى:
    - سيد: «يا سيد أعطِني هذا الماء»،
    - ثم نبي: «أرى أنك نبيٌّ»! لأنه عرف خفايا حياتها،
    - ثم المسيا: «... أنا أعلم أن مسيَّا، الذي يُقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك يُخبرنا بكل شيء... انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلتُ. ألعل هذا هو المسيح»؟
    والآن بعد أن اكتشفت حياتها بنور المسيح وعرفت مَن هو! سألته كيف تعبد؟! ولو أن سؤالها كان عن شكلية العبادة: ”أين نسجد“؟؟
    ولكن السيد المسيح حدَّد لها العبادة الحقيقية التي يطلبها الآب أنها «بالروح والحق».
    أى هى بالروح القدس الذي يأخذ من المسيح ويعطينا من خلال أسرار الكنيسة وكلمة الله، وبـالحق أى باستحقاق دم المسيح، لأنـه بدون دم المسيح لا يكون لنا أيـة دالة ندعو بها الله أبانا.
    انتهى الحديث بأن تركت المرأة جرَّتها وذهبت تشهد للمسيح بحياتها التي كانت قبلاً سبب خجلها، مثل حياة شاول الطرسوسي الذي صار بولس الرسول: «أنا الذي كنتُ قبلاً مجدِّفاً ومُضطهِداً (بيت الله) ومُفترياً، ولكنني رُحِمْتُ» (1تي 1: 13).

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 0:24