الحب يأتي علقة في رحم إعجاب يفرض نفسه في الوجود ، ثم يتحرك ليصبح جنينا في تقدير يفرض نفسه أيضا ، وهو الأطوار الأولى من حياة الحب ، ثم يكتمل نمواً ليصبح حباً يفرض نفسه ، مهيمنا على كل المشاعر ، مسيطرا بنبضات الحياة فيه على العقل والتفكير ، ليستقر وهو يعيش على حليب الوجدان وماء المشاعر ، متملكا للفؤاد .
إذ أن الحب هو إعجاب في أوله ، ثم تقدير في وسطه ، ثم حبا كاملا مسؤولا عن تصرفاتنا في آخره ، أما ما يقولون عنه في عموم أقوالهم ، وشائع آرائهم وفهمهم بأنه ( نظرة فابتسامة فلقاء ) فهذا ليس حبا ، وإنما هو الشهوة الحيوانية ، ترسل الرسالة الأولى بالنظرة من الطرف الأول إلى الطرف الآخر ، فيستقبلها الطرف الآخر ويردها بابتسامة ، يجتمع على إثرها الطرفان في لقاء يجمعهما معا لتحقيق الرغبة المحمومة بالدافع من هذه الشهوة الحيوانية .
ولا يمكن أن يخرج الحب ليوجد نفسه من عدم ، أو من تلقاء نفسه قهرا لمسبباته التي توجده ، إذ لا بد وأن يسبقه الإعجاب ثم ينتج عن الإعجاب التقدير ، ثم بعد ذلك يكون الحب مع مرور الوقت . ومن توهم حبا بغير أن يسبقه الإعجاب والتقدير يكون مخبولا ذا وهم عظيم ، ضالا عن الحقيقة بأن لكل موجود مسببا في وجوده ، فكما أن للحياة أسبابها ، وللجنين أسباب تكونه وتخلقه ، أيضا للحب أسبابه التي حصرتها في سببين هما الإعجاب والتقدير ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقدم التقدير على الإعجاب أو يسبقه ، وقد يقول قائل ، أنه إذا كان للحب أسباب ومن أولها الإعجاب ، فهل يوجد الإعجاب من العدم ؟! ، أقول له كلا ، الإعجاب لا يوجد من العدم ، إذ قد تكـون مسببات الإعجاب مباشرة كاللقاء والملاحظة ، أو تكون أسبابه غير مباشرة كأن نسمع أو نقرأ عن شخص ما فنعجب بما يصدر عنه سواء في المنظور المرئي ، أو المقول المنقول ، أو المكتوب المقروء .
والإعجاب أيضا لا يمكن أن يتأتى لنا ساقطا من الهواء لنتلقفه بأيدينا ونضعه في نفوسنا ، بل إن الإعجاب له مسوغات عديدة ، فمنها ما يكون في سلوك الإنسان ، ومنها ما يكون في أسلوب حديثه ، ومنها ما يكون في منهجيته وتفكيره وسير آرائه ، ومنها ما يأتي في جمال خلقته وأدبه ، وأحيانا قد يأتي في صمته ، فصمتك مع الحكمة والعقل يوجد لك في نفوس الآخرين إعجابا عظيما قد يكون ناتجا عن مناطحة أولئك الآخرين لصمتك بفضولهم الذي قد يصل إلى مرحلة التحدي لا ستنطاقك وجرك للحديث معهم ، فإن ازددت صمتا وثباتا في نفسك ازددت في نفس الآخرين إعجابا .
وكلما زاد الإعجاب ونما في نفس الآخرين كلما بدأ ينمو نحو التقدير منهم لك ، ولا أعني من ضمن عناصر الإعجاب ما يظهر في سلوكك من عنترة في بطشك بالآخرين ، وحديثك لهم أو عنهم على غير هدى وحق ، لأنك أن تَـكُ كذلك وتفعل يتحول الأمر عند الآخرين إلى سخرية بك ، وشماتة فيك ي، وكره لك .
والحب يختلف بحب صلة الطرف الآخر منك ، فحب الوالدين له مقوماته ومن أهمها البر بهما ، حيث يريان في برك بهما إعجابا يتحول إلى تقدير لمكانتك عنهم ، ثم حب منهما لك ، وحب الزوجة له مقوماته ومن أهمها العشرة الحسنة التي تكون موضع إعجاب يتحول إلى تقدير منها لهذه العشرة الحسنة فيتحول التقدير فيها إلى حب لك منها، وحب الولد له مقوماته ومن أهمها حسن تربيتك له ، فيعجب بهذه التربية التي جعلت منه رجلا ، فيقدرها ثمنا عظيما فـي نفسه يتحول إلى حب وفاء وإخلاص لوالده ، وأما في صدد حب العاشقين فيبدأ كما أسلفت بالإعجاب على إثر المسببات المنوه عنه آنفا ، ثم يتحول إلى التقدير نفسه الذي يبدأ بالتودد والرقة والحنان ، فإذا أعجبت بك فتاة تحول إعجابها إلى تقدير تقدمه لك عبر نظرة رائبة ، وبسمة صائبة ، وكلمة منها إليك توجد في نفسك الإعجاب بأسلوب التعامل والتقدير الذي يتحول مع التجربة والاحتكاك إلى تقدير لهذه الإنسانة نفسها ، ثم يسيطر التقدير على الاثنين معا ، وهو التقدير والاستجابة غير الإرادية ، وتتسلل الصور والأطياف إلى مخيلة كل منكما ، ويلـزم التفكير وقتا طويلا في تأمل الصورة وترديد الكلمات التي سمعها لكل منكما على لسان الآخر ، وتخيل الشخصية بكاملها حتى أن يأتي يوم يعلن الحب وجوده متملكا مشاعركما معا ، قائدا لفؤاديكما ، يصلب العينين ، ويوسع الشعب الهوائية في صدركما حتى يتسلط إلى فؤاديكما ، ثم يستقر في أعماقكما ليجمع بينكما الحب القوي نفسه .
إذ أن الحب هو إعجاب في أوله ، ثم تقدير في وسطه ، ثم حبا كاملا مسؤولا عن تصرفاتنا في آخره ، أما ما يقولون عنه في عموم أقوالهم ، وشائع آرائهم وفهمهم بأنه ( نظرة فابتسامة فلقاء ) فهذا ليس حبا ، وإنما هو الشهوة الحيوانية ، ترسل الرسالة الأولى بالنظرة من الطرف الأول إلى الطرف الآخر ، فيستقبلها الطرف الآخر ويردها بابتسامة ، يجتمع على إثرها الطرفان في لقاء يجمعهما معا لتحقيق الرغبة المحمومة بالدافع من هذه الشهوة الحيوانية .
ولا يمكن أن يخرج الحب ليوجد نفسه من عدم ، أو من تلقاء نفسه قهرا لمسبباته التي توجده ، إذ لا بد وأن يسبقه الإعجاب ثم ينتج عن الإعجاب التقدير ، ثم بعد ذلك يكون الحب مع مرور الوقت . ومن توهم حبا بغير أن يسبقه الإعجاب والتقدير يكون مخبولا ذا وهم عظيم ، ضالا عن الحقيقة بأن لكل موجود مسببا في وجوده ، فكما أن للحياة أسبابها ، وللجنين أسباب تكونه وتخلقه ، أيضا للحب أسبابه التي حصرتها في سببين هما الإعجاب والتقدير ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقدم التقدير على الإعجاب أو يسبقه ، وقد يقول قائل ، أنه إذا كان للحب أسباب ومن أولها الإعجاب ، فهل يوجد الإعجاب من العدم ؟! ، أقول له كلا ، الإعجاب لا يوجد من العدم ، إذ قد تكـون مسببات الإعجاب مباشرة كاللقاء والملاحظة ، أو تكون أسبابه غير مباشرة كأن نسمع أو نقرأ عن شخص ما فنعجب بما يصدر عنه سواء في المنظور المرئي ، أو المقول المنقول ، أو المكتوب المقروء .
والإعجاب أيضا لا يمكن أن يتأتى لنا ساقطا من الهواء لنتلقفه بأيدينا ونضعه في نفوسنا ، بل إن الإعجاب له مسوغات عديدة ، فمنها ما يكون في سلوك الإنسان ، ومنها ما يكون في أسلوب حديثه ، ومنها ما يكون في منهجيته وتفكيره وسير آرائه ، ومنها ما يأتي في جمال خلقته وأدبه ، وأحيانا قد يأتي في صمته ، فصمتك مع الحكمة والعقل يوجد لك في نفوس الآخرين إعجابا عظيما قد يكون ناتجا عن مناطحة أولئك الآخرين لصمتك بفضولهم الذي قد يصل إلى مرحلة التحدي لا ستنطاقك وجرك للحديث معهم ، فإن ازددت صمتا وثباتا في نفسك ازددت في نفس الآخرين إعجابا .
وكلما زاد الإعجاب ونما في نفس الآخرين كلما بدأ ينمو نحو التقدير منهم لك ، ولا أعني من ضمن عناصر الإعجاب ما يظهر في سلوكك من عنترة في بطشك بالآخرين ، وحديثك لهم أو عنهم على غير هدى وحق ، لأنك أن تَـكُ كذلك وتفعل يتحول الأمر عند الآخرين إلى سخرية بك ، وشماتة فيك ي، وكره لك .
والحب يختلف بحب صلة الطرف الآخر منك ، فحب الوالدين له مقوماته ومن أهمها البر بهما ، حيث يريان في برك بهما إعجابا يتحول إلى تقدير لمكانتك عنهم ، ثم حب منهما لك ، وحب الزوجة له مقوماته ومن أهمها العشرة الحسنة التي تكون موضع إعجاب يتحول إلى تقدير منها لهذه العشرة الحسنة فيتحول التقدير فيها إلى حب لك منها، وحب الولد له مقوماته ومن أهمها حسن تربيتك له ، فيعجب بهذه التربية التي جعلت منه رجلا ، فيقدرها ثمنا عظيما فـي نفسه يتحول إلى حب وفاء وإخلاص لوالده ، وأما في صدد حب العاشقين فيبدأ كما أسلفت بالإعجاب على إثر المسببات المنوه عنه آنفا ، ثم يتحول إلى التقدير نفسه الذي يبدأ بالتودد والرقة والحنان ، فإذا أعجبت بك فتاة تحول إعجابها إلى تقدير تقدمه لك عبر نظرة رائبة ، وبسمة صائبة ، وكلمة منها إليك توجد في نفسك الإعجاب بأسلوب التعامل والتقدير الذي يتحول مع التجربة والاحتكاك إلى تقدير لهذه الإنسانة نفسها ، ثم يسيطر التقدير على الاثنين معا ، وهو التقدير والاستجابة غير الإرادية ، وتتسلل الصور والأطياف إلى مخيلة كل منكما ، ويلـزم التفكير وقتا طويلا في تأمل الصورة وترديد الكلمات التي سمعها لكل منكما على لسان الآخر ، وتخيل الشخصية بكاملها حتى أن يأتي يوم يعلن الحب وجوده متملكا مشاعركما معا ، قائدا لفؤاديكما ، يصلب العينين ، ويوسع الشعب الهوائية في صدركما حتى يتسلط إلى فؤاديكما ، ثم يستقر في أعماقكما ليجمع بينكما الحب القوي نفسه .