بسم الرب يسو ع
رسالة الى أبني 2
بنيّ
ها أني أعود ثانية في رسالتي الثانية يا بني لأكمل لك مفهوم مسيرتك بالحياة .
في بناءك حياتك ورسمك لمصيرك أحب لك أن تكون واعياً ذكياً فلا تقبل أن تُساق بالصدفة أو أن تُدفع بالحوادث الطارئة وأن توجهك تصاريف الحياة .
لقد منحك الرب يا بني وأعطاك ( عقلاً وحرية ) ثم قال لك إذهب وخض معركة الحياة ، فلماذا تتخلى عن هاذين السلاحين القويين ؟ ! لماذا تعطل عقلك وتتنازل عن حريتك وتترك نفسك ريشة تتقاذفها عواصف الحياة ورياح الصدف ! حاول أن تستفيد من عقلك في صياغة أهدافك في الحياة وأحرص على حريتك في اختيار طريقك فيها فدافع عنه بحرص لتحصل عليه .
ضع اهدافك في الحياة وحددها ، وارسم نهجك الى هذه الأهداف واتبعه ، وحاذر من هذا كله أن تكون ضيق التفكير جامد النهج بل تحلَّ بالمرونة واللياقة اللتين توصلانك الى اهدافك من خير الطرق وأكثرها فائدة .
يا بنيّ أن صياغة الأهداف علم وفن وأن انتقاء الطرق المؤدية للأهداف عملية تحتاج الى قدر كبير من الذكاء والتفكير والتدبير .
ولعلك يا بني قد تحتَّج على ما اقول بأن صياغة الأهداف أمر صعب ، وان انتقاء الطرق إلى هذه الأهداف عمل شاق ، وأنا معك في هذا الأحتجاج . ولكن من واجبي وواجب امك وواجب مدرستك أن نعينك في هذا كله ونساعدك ، ثم أن من اهم ما يجب أن تعييه في هذا الخصوص أن الأهداف يوجد منها القريب ومنها البعيد ، وأن الطرائق فيها الواضح البسيط وفيها المعقد والغامض ، وحسبك من هذا كله أن تعتاد تحديد هدف ورسم طريقة في سبيل تحقيق هدفك بطرائق شريفة وشرعية ، واعلم تماماً ان الأهداف تعلو وتهبط وأن الطرائق تتغير وتلتوي أو تستقيم ،
ولدي
لو سألتني عن اهم صفة من صفات هذا العصر الذي تعيشه لقلت لك غير متردد أنه عصر العمل ، ولو سألتني عن اهم مكتشفات هذا القرن الذي شهد مولدك ،
لقلت لك انه قيمة العمل قيمته في بناء حياة الفرد وقيمتة بناء المجتمع ، وقيمته في بناء الانسانية .
ولعلك يا بني ملاحظ اننا في زمان اصبح فيه العمل والمهنة مقدساً لذلك يجب أن ترى طريقك الى المهنة التي تحبها وليكن اختيارك لعملك او دراستك على اساس ، قدراتك ، ميولك ، وقيمة هذا العمل او دراستك ومقدار منفعتهم لك ولمجتمعك .
ولست هنا يا بني أرمي ان تختار مهنتك المقبلة منذ الآن فأنا أعلم ان الوقت ما زال مبكراً وان امكاناتك في هذا العمر لمثل هذا الاختيار محدودة .
ولكني قصدت ان انبهك الى هذه المشكلة وأهميتها وان افتح ذهنك على هذا الأمر من هذه اللحظة.
وقد تقول لي ان من المتفق عليه يا أبي ان اكون مهندساً او طبيباً ، ولكنني انبهك الى ان هذا الاتفاق كان حديث الطفولة وانه يحسن بك ان تأخذ الأمر منذ الآن في محمل الجد لئلا تُصدم في آمالك فيما بعد .
ومن واجبي يا بني ان افتح بصيرتك على حقيقة هامة جداً فيما يخص عملك : ان اتقان العمل يا بني لا يمكن ان يكون صدفة ، ولما كان اتقان العمل هو سر النجاح فيه والرضى عنه فان اتقانك لعملك –اياً كان هذا العمل – يقتضيك جهداً وعرقاً وتعباً . وقديماً قيل ان 99% من النبوغ هو عرق جبين ، فاجتهد اذن يا بني في سبيل اتقانك لعملك.
ولا تنسى ان عصرك الذي تعيش فيه عصر علم وثقافة وتخصص وان مجتمعك الذي ينتظرك لم يعد ينظر بكثير من الرضى الى اولئك الذين لا تقوم معرفتهم على اساس من ثقافة عامة عميقة واسعة وتخصص علمي دقيق .فإذن فلا غنى لك في عملك واتقانك إياه عن هذا التخصص الدقيق القائم على أساس واسع من ثقافة صحيحة ، وانه لعمري أمر شاق ولذيذ.
وهنا دعني اقول لك واكشف لك أمرين هامين في هذا العصر اولهما وهو انه يجب ان تعلم ان كلامي هذا لا يعني كل شاب بعمرك بل كل فتاة ايضاً بهذا العمر فالفتاة ايضاً يا بني بدأت تدخل ميادين الحياة مثلها مثل الشاب تماماً .
والأمر الثاني وهو أنه طالما بحث عنه الانسان بعيداً وهو في متناول يده وأعني به سر السعادة . السعادة يا بني هي القيام بالعمل الذي تحبه على اكمل وجه وبالجهد اللازم .
حذار ان تظن أن السعادة تطرق باب الكسلان ، او تأتي عن طريق الأعمال السهلة او تنبع من الأعمال الروتينية . وهكذا إن اردت سعادة حقيقية وجب عليك : ان تجهد في القيام بعمل محبب وعلى وجه صحيح . وبذلك فقد تكون فناناً وتكون سعيداً وتكون قبل هذا وذاك مواطناً صالحاً وانساناً خلوقاً ..
رسالتي لم تنتهي يا بنيّ وسأعود اليك في رسالتي القادمة لأكمل ما هو أهم في حياتك المقبلة .
اودعك على أن التقي معك في رسالتي القادمة غداً ...
.
بني ّ
اذكر يا بني اننا في الرسالة السابقة كنا قد انتهينا عند موضع العمل والسعادة اما الآن فإننا سنبحث سوياً موضوع الأخلاق ، وما دام الحديث قد وصل بنا الى الأخلاق فلنقف عندها بعض الوقت ، علها تستحق الكثير من عنايتك وتفهمك وتدبيرك .
ميزة الإنسان الكبرى انه يستطيع أن يكون مثالياً ، ولعنة الإنسان الأكبر هو أن يتخلى عن مثاليته . واني لا اغشك حين اقول لك أن المدنية الحقة وأن الثقافة الصحيحة هي في التقرب الدائم من المثل العليا والتطلع الى المثل الأعلى ، ولعلك تعلم ان المثل الأعلى لنا هو الرب الذي وهبنا هذه الحياة علينا ان نحفظ تعاليمه بدقة متناهية .
واعلم أنه لا يمكن أن تكون الأخلاق مجرد قواعد وأوامر وأنما هي قبل كل شيئ عقيدة وإيمان ونية وموقف ولا تفهم من كلامي أبداً أن تستهين بالقواعد والنواهي .حاسب نفسك ، انظر في اعمالك وأقوالك ، دقق في مواقفك ودوافعك ، ثم قف من هذا كله موقفاً موضوعياً لا يقبل التبرير ولا يلتزم التزمت .
وفي حديثي اليك عن الأخلاق أريدك أن تفهم اني استنكر اشد الأستنكار تفريق بعض الناس بين الأخلاق العامة والأخلاق الخاصة . اني مؤمن انهما وحدة لا تتجزأ ، فلست اقبل اطلاقاً أن يكون الانسان كاذباً ووطنياً في آن واحد ، ولست أقبل أن يكون الانسان ممن يقدمون على الأعتداء على الأعراض وفاعل خير .
بنيّ
كل ما تناقشت معك عن الأخلاق يوصلني الى الإيمان ، ذلك أن الإيمان هو جوهر الخلق ودافع العمل ومعيار النجاح .
وحين احدثك عن الإيمان أقصد الإيمان بمعناه الواسع العميق ، فالذي لا يؤمن لا يعمل ، والذي لا يؤمن لا ينجح والذي لا يؤمن لا يصيب .
والإيمان بهذا المعنى يربط بين الإنسان وبين خالقه ، وبينه وبين اهله ، وبينه وبين مجتمعه، ومع الإنسانية ككل .
فالإيمان بهذا المعنى يساعد على التسامح يجب ان يكون ايمانك بالرب قوياً يا بني ليكون بذلك عندك ايمان بالفرد والمجتمع والوطن .
آمن بالإنسان فيك وآمن بالإنسان في غيرك ، وآمن بكل هذا قاطعاً النظر عن اللون والعرق والجنس ، آمن به كائناً اخلاقياً رجلاه على الأرض وبصره الى الأعلى .
بنيّ
كل الذي حدثتك عنه حتى الآن لهو امور مجردة أمور اقرب إلى مطالب النفس منها الى مطالب الجسد ولكني مؤمن بالقول المأثور : " أن لنفسك عليك حقاً ، وأن لجسدك عليك حقاً ، ولأحدثك عن بعض امور الجسد .
صحتك يا بنيّ
صحتك يا بني شرط رئيسي لتحقيق جميع ما حدثتك عنه ودعوتك اليه حتى الآن : المريض يعجز عن تحقيق اهدافه ، والعليل قاصر عن العمل ، وطلب العلم جهد ومشقة ، والتزام أوامر الأخلاق ونواهيها يكلف الجسد أعباء جساماً ، فأحرص على التمتع بالصحة الجيدة .
وصدقني حين أقول لك اني لم اسمع في الأقوال المأثورة اجمل من القول بأن : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى " ونصيحتي أن تتلمس هذا التاج بين حين وآخر وفي سن الشباب بالذات .
احرص على صحتك ومنذ هذا السن وأعتن بها العناية الكافية والمناسبة ، وتطلع منذ الآن الى ما بعد الأربعين وما تجره الأربعون من مشاكل صحية .
ولو سألتني عن سر الصحة الطيبة لقلت لك أنه الأعتدال في كل الأمور ، النوم ، العمل ، السهر ، الأكل ، اللعب ، وكل ما يجهد الجسد .
ولا انسى أن اشير هنا الى أمور هامة جداً في حفظ الصحة ألا وهي اللهو ، واللعب ، والأستجمام والراحة والرياضة والهوايات .
انا اعلم ان مجتمعنا يفتقد مجالات اللعب واللهو والأستجمام ولذلك فنصيحتي لك هي أن تخلق هذه المجالات لنفسك وأن تتعاون مع غيرك في ايجادها .
رسالتي لم تنتهي يا بنيّ وسأعود اليك في رسالتي القادمة لأكمل ما هو أهم في حياتك المقبلة .
اودعك على أن التقي معك في رسالتي القادمة غداً .. .
رسالة الى أبني 2
بنيّ
ها أني أعود ثانية في رسالتي الثانية يا بني لأكمل لك مفهوم مسيرتك بالحياة .
في بناءك حياتك ورسمك لمصيرك أحب لك أن تكون واعياً ذكياً فلا تقبل أن تُساق بالصدفة أو أن تُدفع بالحوادث الطارئة وأن توجهك تصاريف الحياة .
لقد منحك الرب يا بني وأعطاك ( عقلاً وحرية ) ثم قال لك إذهب وخض معركة الحياة ، فلماذا تتخلى عن هاذين السلاحين القويين ؟ ! لماذا تعطل عقلك وتتنازل عن حريتك وتترك نفسك ريشة تتقاذفها عواصف الحياة ورياح الصدف ! حاول أن تستفيد من عقلك في صياغة أهدافك في الحياة وأحرص على حريتك في اختيار طريقك فيها فدافع عنه بحرص لتحصل عليه .
ضع اهدافك في الحياة وحددها ، وارسم نهجك الى هذه الأهداف واتبعه ، وحاذر من هذا كله أن تكون ضيق التفكير جامد النهج بل تحلَّ بالمرونة واللياقة اللتين توصلانك الى اهدافك من خير الطرق وأكثرها فائدة .
يا بنيّ أن صياغة الأهداف علم وفن وأن انتقاء الطرق المؤدية للأهداف عملية تحتاج الى قدر كبير من الذكاء والتفكير والتدبير .
ولعلك يا بني قد تحتَّج على ما اقول بأن صياغة الأهداف أمر صعب ، وان انتقاء الطرق إلى هذه الأهداف عمل شاق ، وأنا معك في هذا الأحتجاج . ولكن من واجبي وواجب امك وواجب مدرستك أن نعينك في هذا كله ونساعدك ، ثم أن من اهم ما يجب أن تعييه في هذا الخصوص أن الأهداف يوجد منها القريب ومنها البعيد ، وأن الطرائق فيها الواضح البسيط وفيها المعقد والغامض ، وحسبك من هذا كله أن تعتاد تحديد هدف ورسم طريقة في سبيل تحقيق هدفك بطرائق شريفة وشرعية ، واعلم تماماً ان الأهداف تعلو وتهبط وأن الطرائق تتغير وتلتوي أو تستقيم ،
ولدي
لو سألتني عن اهم صفة من صفات هذا العصر الذي تعيشه لقلت لك غير متردد أنه عصر العمل ، ولو سألتني عن اهم مكتشفات هذا القرن الذي شهد مولدك ،
لقلت لك انه قيمة العمل قيمته في بناء حياة الفرد وقيمتة بناء المجتمع ، وقيمته في بناء الانسانية .
ولعلك يا بني ملاحظ اننا في زمان اصبح فيه العمل والمهنة مقدساً لذلك يجب أن ترى طريقك الى المهنة التي تحبها وليكن اختيارك لعملك او دراستك على اساس ، قدراتك ، ميولك ، وقيمة هذا العمل او دراستك ومقدار منفعتهم لك ولمجتمعك .
ولست هنا يا بني أرمي ان تختار مهنتك المقبلة منذ الآن فأنا أعلم ان الوقت ما زال مبكراً وان امكاناتك في هذا العمر لمثل هذا الاختيار محدودة .
ولكني قصدت ان انبهك الى هذه المشكلة وأهميتها وان افتح ذهنك على هذا الأمر من هذه اللحظة.
وقد تقول لي ان من المتفق عليه يا أبي ان اكون مهندساً او طبيباً ، ولكنني انبهك الى ان هذا الاتفاق كان حديث الطفولة وانه يحسن بك ان تأخذ الأمر منذ الآن في محمل الجد لئلا تُصدم في آمالك فيما بعد .
ومن واجبي يا بني ان افتح بصيرتك على حقيقة هامة جداً فيما يخص عملك : ان اتقان العمل يا بني لا يمكن ان يكون صدفة ، ولما كان اتقان العمل هو سر النجاح فيه والرضى عنه فان اتقانك لعملك –اياً كان هذا العمل – يقتضيك جهداً وعرقاً وتعباً . وقديماً قيل ان 99% من النبوغ هو عرق جبين ، فاجتهد اذن يا بني في سبيل اتقانك لعملك.
ولا تنسى ان عصرك الذي تعيش فيه عصر علم وثقافة وتخصص وان مجتمعك الذي ينتظرك لم يعد ينظر بكثير من الرضى الى اولئك الذين لا تقوم معرفتهم على اساس من ثقافة عامة عميقة واسعة وتخصص علمي دقيق .فإذن فلا غنى لك في عملك واتقانك إياه عن هذا التخصص الدقيق القائم على أساس واسع من ثقافة صحيحة ، وانه لعمري أمر شاق ولذيذ.
وهنا دعني اقول لك واكشف لك أمرين هامين في هذا العصر اولهما وهو انه يجب ان تعلم ان كلامي هذا لا يعني كل شاب بعمرك بل كل فتاة ايضاً بهذا العمر فالفتاة ايضاً يا بني بدأت تدخل ميادين الحياة مثلها مثل الشاب تماماً .
والأمر الثاني وهو أنه طالما بحث عنه الانسان بعيداً وهو في متناول يده وأعني به سر السعادة . السعادة يا بني هي القيام بالعمل الذي تحبه على اكمل وجه وبالجهد اللازم .
حذار ان تظن أن السعادة تطرق باب الكسلان ، او تأتي عن طريق الأعمال السهلة او تنبع من الأعمال الروتينية . وهكذا إن اردت سعادة حقيقية وجب عليك : ان تجهد في القيام بعمل محبب وعلى وجه صحيح . وبذلك فقد تكون فناناً وتكون سعيداً وتكون قبل هذا وذاك مواطناً صالحاً وانساناً خلوقاً ..
رسالتي لم تنتهي يا بنيّ وسأعود اليك في رسالتي القادمة لأكمل ما هو أهم في حياتك المقبلة .
اودعك على أن التقي معك في رسالتي القادمة غداً ...
.
بني ّ
اذكر يا بني اننا في الرسالة السابقة كنا قد انتهينا عند موضع العمل والسعادة اما الآن فإننا سنبحث سوياً موضوع الأخلاق ، وما دام الحديث قد وصل بنا الى الأخلاق فلنقف عندها بعض الوقت ، علها تستحق الكثير من عنايتك وتفهمك وتدبيرك .
ميزة الإنسان الكبرى انه يستطيع أن يكون مثالياً ، ولعنة الإنسان الأكبر هو أن يتخلى عن مثاليته . واني لا اغشك حين اقول لك أن المدنية الحقة وأن الثقافة الصحيحة هي في التقرب الدائم من المثل العليا والتطلع الى المثل الأعلى ، ولعلك تعلم ان المثل الأعلى لنا هو الرب الذي وهبنا هذه الحياة علينا ان نحفظ تعاليمه بدقة متناهية .
واعلم أنه لا يمكن أن تكون الأخلاق مجرد قواعد وأوامر وأنما هي قبل كل شيئ عقيدة وإيمان ونية وموقف ولا تفهم من كلامي أبداً أن تستهين بالقواعد والنواهي .حاسب نفسك ، انظر في اعمالك وأقوالك ، دقق في مواقفك ودوافعك ، ثم قف من هذا كله موقفاً موضوعياً لا يقبل التبرير ولا يلتزم التزمت .
وفي حديثي اليك عن الأخلاق أريدك أن تفهم اني استنكر اشد الأستنكار تفريق بعض الناس بين الأخلاق العامة والأخلاق الخاصة . اني مؤمن انهما وحدة لا تتجزأ ، فلست اقبل اطلاقاً أن يكون الانسان كاذباً ووطنياً في آن واحد ، ولست أقبل أن يكون الانسان ممن يقدمون على الأعتداء على الأعراض وفاعل خير .
بنيّ
كل ما تناقشت معك عن الأخلاق يوصلني الى الإيمان ، ذلك أن الإيمان هو جوهر الخلق ودافع العمل ومعيار النجاح .
وحين احدثك عن الإيمان أقصد الإيمان بمعناه الواسع العميق ، فالذي لا يؤمن لا يعمل ، والذي لا يؤمن لا ينجح والذي لا يؤمن لا يصيب .
والإيمان بهذا المعنى يربط بين الإنسان وبين خالقه ، وبينه وبين اهله ، وبينه وبين مجتمعه، ومع الإنسانية ككل .
فالإيمان بهذا المعنى يساعد على التسامح يجب ان يكون ايمانك بالرب قوياً يا بني ليكون بذلك عندك ايمان بالفرد والمجتمع والوطن .
آمن بالإنسان فيك وآمن بالإنسان في غيرك ، وآمن بكل هذا قاطعاً النظر عن اللون والعرق والجنس ، آمن به كائناً اخلاقياً رجلاه على الأرض وبصره الى الأعلى .
بنيّ
كل الذي حدثتك عنه حتى الآن لهو امور مجردة أمور اقرب إلى مطالب النفس منها الى مطالب الجسد ولكني مؤمن بالقول المأثور : " أن لنفسك عليك حقاً ، وأن لجسدك عليك حقاً ، ولأحدثك عن بعض امور الجسد .
صحتك يا بنيّ
صحتك يا بني شرط رئيسي لتحقيق جميع ما حدثتك عنه ودعوتك اليه حتى الآن : المريض يعجز عن تحقيق اهدافه ، والعليل قاصر عن العمل ، وطلب العلم جهد ومشقة ، والتزام أوامر الأخلاق ونواهيها يكلف الجسد أعباء جساماً ، فأحرص على التمتع بالصحة الجيدة .
وصدقني حين أقول لك اني لم اسمع في الأقوال المأثورة اجمل من القول بأن : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى " ونصيحتي أن تتلمس هذا التاج بين حين وآخر وفي سن الشباب بالذات .
احرص على صحتك ومنذ هذا السن وأعتن بها العناية الكافية والمناسبة ، وتطلع منذ الآن الى ما بعد الأربعين وما تجره الأربعون من مشاكل صحية .
ولو سألتني عن سر الصحة الطيبة لقلت لك أنه الأعتدال في كل الأمور ، النوم ، العمل ، السهر ، الأكل ، اللعب ، وكل ما يجهد الجسد .
ولا انسى أن اشير هنا الى أمور هامة جداً في حفظ الصحة ألا وهي اللهو ، واللعب ، والأستجمام والراحة والرياضة والهوايات .
انا اعلم ان مجتمعنا يفتقد مجالات اللعب واللهو والأستجمام ولذلك فنصيحتي لك هي أن تخلق هذه المجالات لنفسك وأن تتعاون مع غيرك في ايجادها .
رسالتي لم تنتهي يا بنيّ وسأعود اليك في رسالتي القادمة لأكمل ما هو أهم في حياتك المقبلة .
اودعك على أن التقي معك في رسالتي القادمة غداً .. .