بالطبع اتمنى من الجميع ان يعلق على هذا الموضوع المنشور بجريدة اليوم السابع
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=187581
وكملخص يقول الكاتب
توقفت صباح الجمعة الماضية – بينما كنت أقلب قنوات التلفزيون ولم أفق من النوم بعد – أمام برنامج "طريق الهداية" حيث كان الداعية د. محمد هداية يتحدث عن صلب العقيدة المسيحية وماهية السيد المسيح من زاوية الفرق بين ما ورد فى القرآن وبين ما يؤمن به "النصارى".
الدكتور هداية قال "المشكلة فى الموضوع هو أن التحريف الذى قام به اليهود فى رسالة عيسى هو نفسه ما وصل إلى المسيحيين اليوم وأنا كمسلم وأنت كمسلم اعتقادنا أن المسيح هو عبد الله وهنا سارع الأستاذ علاء بسيونى، مقدم البرنامج، ليسأله: "طيب دلوقتى الناس لما تشوف واحد بيحيى الموتى ويشفى المرضى ويمشى على الماء ممكن يحصل لها لخبطة لأن دى قدرات إلهية" فأجاب د. هداية بإيجاز وثقة: يحيى الموتى ويشفى المريض بإذن الله، إذن فالفاعل هو الله وليس المسيح !
لقد كان النقاش بأكمله غير مريح، وتفوح منه رائحة طائفية بغيضة، فرغم سلامة القصد وحسن النوايا، فإن مناقشة عقائد الآخرين ليست مهمة الدعاة أبدا، سواء كانوا مودرن أو دقة قديمة، كما أن هذا النقاش مهما اتسم فى ظاهره بالبراءة فإنه يشكل انتهاكا صارخا لحق الآخر فى حرية الاعتقاد وهجوما ضمنيا على عقيدته وتشكيكا واضحا فى صلب دينه! وصحيح أن الدكتور هداية شعر – حين تطور النقاش – أن المسألة ستخرج من السيطرة وشدد على أنه "لا إكراه فى الدين" وأن مصر بلد المسيحيين والمسلمين معا لكن ما الداعى لأن يقول إنه كمصرى كان أجداده المسيحيون أقرب للفطرة السليمة حين اعتنقوا الإسلام وتحولوا من بطرس ويوحنا إلى عبد الله والحسين وإن ألوهية المسيح شئ الكنيسة هى التى نسألها عنه!
ألا يستدعى هذا الخطاب الدينى غير المسئول، خطابا مسيحيا مضادا يتبنى التشكيك فى العقيدة الإسلامية ؟
حتى لو قيل إنه كان يتحدث من المنظور القرآنى، فإن هذا الحديث يفتقد للحس الأخلاقى الوطنى، وتنعدم فيه روح المسئولية لدى الداعية العصرى، ويخلو من أبسط مفاهيم ترتيب الأولويات، خصوصا أن الدكتور هداية الذى بدأ رحلته مع الدعوة عام 1979 حين كان إمام وخطيب مسجد أنس بن مالك فى الظاهر وقدم برنامجين على التلفزيون المصرى هما "رجال ونساء فى القرآن" و "الرحمن علم القرآن"هو عضو مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أى انه أولى به أن يتسم حديثه بالمسئولية الوطنية ومراعاة مشاعر إخوان لنا فى الوطن وشركاء لنا فى البلاد، وأنا لا أخفى عليكم عدم ارتياحى القديم للعصبية الشديدة والحدة والانفعال التى باتت سمات مميزة لأداء الدكتور هداية فى حديثه إلى الأستاذ علاء، لكنى لم أعتبره يوما متطرفا أو متشددا، كما أن الرجل لم يكن أحد مثيرى الفتنة أو النافخين فى نار التعصب، إسلاميا كان أم مسيحيا، وهذا بالضبط ما يجعل حديثك مثيرا للقلق يا دكتور !