الأحد الخامس - أحد المخلع
لنيافة الأنبا رافائيل
لقد كان هذا الرجل مريضاً منذ زمان، رمزاً للبشرية التي تعانى من فساد الطبيعة منذ آدم. وكان ملقى مطروحاً عند البركة (رمزاً للمعمودية) يتوقع تحريك الماء مع باقى البشرية المريضة - "جمهور كثير من مرضى وعُمى وعُرج وعُسم لأن ملاكاً (رمزاً للروح القدس) كان ينزل أحياناً في البركة ويحرك الماء. فمَنْ نزل أولاً بعد تحريك الماء (الماء والروح) كان يبرأ من أى مرض اعتراه (البرء من فساد الطبيعة)".
والخمسة أروقة التي كانوا مطروحين فيها دون شفاء، لعلها تشير إلى إمكانيات العهد القديم التي كان - على غناها وغزارتها - عاجزة عن تخليص الإنسان، فأسفار موسى الخمسة، وأنواع الذبائح الخمسة لم تكن كافية لبرء الإنسان.. لقد جاء الرب يسوع ليخلصنا بالمعمودية، ولكنه يسأل الإنسان (أتريد أن تبرأ ؟)، كما يسأل الكاهن الموعوظ (هل آمنت؟).
العودة إلى الله الشافي
كان المفلوج ملقى على الأرض به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة، ينتظر تحريك الماء حتى يبرأ...
إنه عاجز عن الحركة... لا يستطيع العودة...
يا للعجب... إن الطبيب بنفسه جاء إليه ليشفيه... وقال له: "أتريد أن تبرأ" (يو6:5).
ما هذه العذوبة؟!! يا للرقة...
هل تستأذن منه لكى تشفيه؟!!
يقول يسوعنا الحبيب... لقد انتظرته كثيراً (38 سنة) لكي يعود، لكنه تقاعس حتى ضمرت أطرافه، وضاعت منه أى فرصة للعودة... كان لابد أن آتى بنفسي لأفتقده... ولكن ليس دون رأيه.... لم يكن مرضه مرضاً عادياً... بل كان ثمرة خطية "ها أنت قد برئت، فلا تخطئ أيضاً، لئلا يكون لك أشر" (يو14:5).
سيدي المحبوب ها أنا مفلوج
ولى زمان طويل متكاسل في فراش المرض والخطية
حتى ماتت فىَّ كل رغبة في التوبة.
وذبلت فىَّ كل رغبة للصلاة والعودة إليك...
فهل لي في هذا الموسم المبارك أن تفتقدني بصلاحك وتبرئني...
إنني عاجز عن العودة... فهل لي أن تأتى إلىَّ؟
لقد فشلت معي بركة بيت حسدا بكل أروقتها الخمسة...
فهل تأتى إلىَّ لتشفيني بالكلمة..؟
ليس ليَّ ملجأ سواك.. وليس ليَّ طبيب إلا إياك...
فدعني أقبل نعمتك كما قبلها المفلوج فحمل سريره
ونهض ليخدمك ويبشر باسمك في كل مكان.