كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل
إجتماع إعداد خدام لعام 2008 -2009
دراسة كتاب : العهد الجديد
أبونا مينــــــا
من عمل : أمال صدقى ذكى
أحداث قيامة الرب فى : الأناجيل الأربعة ورسالة كورنثوس الأولى |
لا يوجد تعارُض بين الآيات التالية في الأناجيل الثلاثة الأولى:
+ "وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر." (مت 27: 61)
+ "وكانت مريم المجدلية ومريم أُم يوسي تنظران أين وُضع." (مر 15: 47)
+ "وتبعته نساءٌ كُنَّ قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وُضِع جسده، فرجعن وأعددن حنوطاً وأطياباً. وفي السبت استرحن حسب الوصية." (لو 23: 55و56)
ثم يُكمِل القديس متى قائلاً:
+ "وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفرِّيسيون إلى بيلاطس قائلين: يا سيد قد تذكَّرنا أن هذا المضلَّ قال وهو بعد حيٌّ إني بعد ثلاثة أيام أقوم. فمُرْ بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات، فتكون الضلالة الأخيرة أشرَّ من الأولى. فقال لهم بيلاطس: عندكم حُرَّاس، اذهبوا واضبطوه كما تعلمون. فمضوا وضبطوا القبر بالحرَّاس وختموا الحجر." (27: 62-66)
أما عن الأحداث التالية فنُلاحِظ ما يأتي:
1 - في (مت 28: 1-7، مر 16: 1-7) يقول القديس متى: إن المريمات أتين "عند فجر أول الأسبوع"، بينما يقول القديس مرقس: "باكراً جداً... أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس". فمن حيث الدقة يذكر إنجيل مرقس أنهن أتين إلى باب المدينة باكراً جداً، ولكنهن بعد أن فتح الحرَّاس الباب ووصلن إلى القبر كانت الشمس قد أشرقت.
2 - يقول إنجيل متى إن الملاك الذي دحرج الحجر وجلس عليه هو الذي كلَّم المريمات. ويُخبرنا إنجيل لوقا بكل وضوح أن النسوة عندما أتين إلى القبر رأين ملاكَيْن (لو 24: 4). في حين يذكر إنجيل مرقس أن الملاك الذي كلَّم النسوة كان بداخل القبر جالساً على اليمين.
فكيف، إذن، ظهر الملاكان معاً للنسوة عندما كُنَّ داخل القبر؟ يمكننا أن نفترض أن النسوة رأين ملاكاً في الوضع الذي ذكره إنجيل متى، وملاكاً آخر في الحالة التي وصفها إنجيل مرقس، وبذلك يمكننا أن نفهم أن النسوة دخلن مكاناً مُسيَّجاً مغلَّقاً من الخارج كمدخل خارجي للقبر أوجده الذين أرادوا أن يحرسوا القبر كنوع من الضمان، فربما تكون المريمات قد رأين الملاك عند باب هذا المدخل الخارجي جالساً على الحجر بعد أن دحرجه كما ذكر إنجيل متى، وربما يكون هو نفسه الملاك الذي ذكر إنجيل مرقس أنهن رأينه عن اليمين، ثم نتصوَّر بعد ذلك أنهن بعد أن دخلن القبر نفسه ونظرن موضع جسد الرب رأين ملاكَيْن آخرَيْن كما ذكر إنجيل لوقا بنفس الملابس بمظهر يُنشِّط أذهانهن ويسمو بإيمانهن(2). كما أن بعض الشُّرَّاح يرون أن المريمات أتين إلى القبر على دفعتين، وهذا الشرح لم يَرِدْ عند القديس أوغسطينوس.
وبذلك يمكننا أن نقول إن النسوة رأين ملاكين وحصلن منهما على تقريرين مستقلين بخصوص قيامة الرب: أحدهما من الملاك الذي جلس على الحجر، والآخر من الملاك الذي رأينه جالساً داخل القبر عن اليمين. لقد أمر الملاك الذي كان خارج القبر النسوة قائلاً: "هلمَّا انظرا الموضع الذي كان الرب مُضطجعاً فيه" (مت 28: 6)، فشجَّعهن أن يدخلن القبر حيث رأين الملاك الذي ذكره إنجيل مرقس، والذي سمعن منه كلاماً مُشابهاً في فحواه لِمَا قاله الملاك الأول في إنجيل متى.
ويوجد شرحٌ آخر هو: يوجد افتراضٌ معقول أن النسوة في طريقهن إلى داخل القبر مررن على قطعة من الأرض ربما كانت حينئذ مسيَّجةً خصيصاً، كنوع من الضمان، وممتدَّة إلى مسافة قصيرة أمام الصخرة التي نُحِت فيها القبر كما ذكر البشيرون الثلاثة (مت 27: 60، مر 15: 46، لو 23: 53). وبذلك يكون الملاك الذي رأته النسوة جالساً على الحجر الذي دحرجه عند حدوث الزلزلة هو نفس الملاك الذي رأينه جالساً عن اليمين "لما دخلن القبر"، كما يذكر إنجيل مرقس، أي لما وصلن إلى نهاية الممر المؤدِّي إلى داخل القبر.
3 - السؤال الهام هو: كيف يتفق إنجيل متى مع بقية الأناجيل عندما يقول: "في عشية (أو مساء) السبت عندما بدأ يلوح فجر أول الأسبوع" (مت 28: 1 حسب ترجمة King James وهي الأدق)؟ يجب أن نفحص ذلك بعناية. فالقديس متى قصد أن يشير إلى تلك الليلة عينها، أي ذلك الجزء الأول من الليل الذي سمَّاه "مساء"، والذي في نهايته جاءت المريمات إلى القبر. فهو يهمّه أن يشير إلى أنه في هذا الجزء من الليل كان يحلُّ لهن أن يأتين بالحنوط، لأن يوم السبت حينئذ يكون قد مضى، أي أنه يقصد أن يقول: "في الليلة التالية ليوم السبت".
لقد اعتاد الكتاب المقدس أن يُعبِّر بالجزء عن الكل، وعلى ذلك فإن الإنجيلي يشير بكلمة "مساء" إلى الليلة كلها التي تنتهي عند الفجر، لأن النسوة أتين إلى القبر عند الفجر، وبذلك فقد بدأن في الذهاب إلى القبر أثناء الليل الذي يُعبِّر عنه إنجيل متى بكلمة "مساء" مهما كان الجزء من الليل الذي ذهبن فيه؟ إذن، فواضحٌ قوله: "في مساء السبت عندما بدأ يلوح الفجر".
4 - لا يمكن أن نفهم مدة الثلاثة أيام في القبر إلاَّ بنفس المعنى حيث يُعبِّر الكتاب بالجزء عن الكل. لقد قال الرب: "كما كان يونان... هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ" (مت 12: 40). فمهما كانت الطريقة التي نحسب بها الوقت، سواء منذ أن سلَّم الرب روحه أو منذ أن دُفِن، فالمدة لا تصل إلى ثلاثة أيام كاملة. فنحن نعتبر يوم السبت يوماً كاملاً بنهاره وليلته، ثم نعتبر أن الجزء من يوم الاستعداد للفصح (الجمعة)، والجزء من اليوم الأول من الأسبوع؛ كلٌّ منهما يمثـِّل يوماً كاملاً، وذلك لأن البعض يتحيرون من مثل هذه الصعوبات في الكتاب المقدس.
أما القديس يوحنا فيذكر هذه الأحداث في (20: 1-18) بطريقة أخرى، ولكن يُلاحَظ:
1 - أن وقت مجيء أول النسوة - وهي هنا مريم المجدلية - إلى القبر يتفق مع بقية الإنجيليين في أنه كان باكراً جداً.
2 - أن ملاكَيْن ظهرا بثياب بـِيض في القبر كما يذكر إنجيل لوقا.
3 - أن إنجيل يوحنا يذكر أن الملاكَيْن كانا جالسَيْن في حين يقول إنجيل لوقا: "إذا رجلان وقفا بهنَّ بثياب برَّاقة" (لو 24: 4)، وفي إنجيل مرقس: "رأين شاباً جالساً عن اليمين.(مر 16: 5)
4 - أن كلَّ إنجيل من الأناجيل الأربعة ذكر بعض أحداث القيامة دون الأخرى.
ولذلك ينبغي أن نأخذ جميع أحداث القيامة من الأناجيل الأربعة ونرتِّبها - بقدر ما يُعيننا الرب - في قصة مترابطة نعرضها كلها بدقة كما حدثت حسب افتراضنا للأمور، وهي هكذا:
1. في فجر اليوم الأول من الأسبوع - كما يتفق جميع الإنجيليين - جاءت النسوة إلى القبر.
2. عند هذا الوقت حدث كل ما سجَّله إنجيل متى وحده: الزلزلة - دحرجة الحجر وجلوس الملاك عليه - رعب الحراس حتى صاروا كالأموات.
3. ثم جاءت مريم المجدلية التي فاقت غيرتها على بقية النسوة اللائي خدمن الرب. وهذا هو سبب ذِكر إنجيل يوحنا إيـَّاها وحدها دون الأُخريات اللائي ذكرهن بقية الإنجيليين.
4. ولما رأت الحجر مدحرجاً عن باب القبر، ودون أن تفحص الأمر لم تشك إطلاقاً أن جسد الرب قد أُخذ من القبر، وأسرعت لتُخبر بطرس ويوحنا بما رأت، لأن يوحنا كان هو التلميذ الذي كان يسوع يحبه.
5. ثم أسرع بطرس ويوحنا إلى القبر، وسبق يوحنا ورأى الأكفان موضوعة ولم يدخل، ولكن بطرس دخل ورأى الأكفان ومنديل الرأس مطوياً وحده.
6. ثم دخل يوحنا ورأى ما رآه بطرس وصدَّق ما قالته مريم أن الجسد أُخِذ من القبر.
7. بعدما رجع التلميذان "ظلَّت مريم واقفةً عند القبر خارجاً تبكي"، أي أمام القبر المنحوت في الصخرة، وفي داخل المدخل الخارجي للقبر الذي دخلته النسوة، لأن إنجيل يوحنا يذكر أنه كان هناك بستان (19: 41).
8. ثم رأت مريم المجدلية ومريم الأخرى (حسب مت 28: 1) الملاك جالساً عن اليمين على الحجر الذي دُحرج من على باب القبر، وهو الملاك الذي يذكره كل من القدِّيسَيْن متى ومرقس، وطمأنهما مُبشِّراً إيـَّاهما بالقيامة، وأوصاهما بتبشير التلاميذ بذلك (مت 28: 5-7).
9. ثم إن المجدلية - التي كانت ما تزال تبكي - أطلَّت داخل القبر ورأت الملاكَيْن المذكورَيْن في إنجيل يوحنا: "بثياب بـِيض جالسين واحداً عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعاً، فقالا لها: يا امرأة لماذا تبكين؟ فقالت لهما: إنهم أخذوا سيِّدي ولستُ أعلم أين وضعوه." (يو 20: 11-13)
10. وهنا نفترض أن هذين الملاكين وقفا حيث رأتهما النسوة واقفين - كما يذكر إنجيل لوقا - وخاطباهن لكي يُطمئناهن لأنهن كنَّ خائفات وبشَّراهن كما في لو( 24: 5-8)
11. ثم - حسب إنجيل يوحنا - التفتت المجدلية إلى الوراء فنظرت يسوع وظنَّت أنه البستاني، ثم عرفته وأوصاها أن تبشـِّر التلاميذ (إخوتي) (يو 20: 14-17).
12. ثم خرجت المجدلية من القبر، أي من المدخل الخارجي للقبر، وكانت ترافقها النسوة الأُخريات اللائي ذكر إنجيل مرقس أن "الرعدة والحيرة أخذتاهنَّ ولم يَقُلن لأحد شيئاً لأنهُنَّ كُنَّ خائفات." (مر 16: 8)
13. وهنا يقول إنجيل متى: "وفيما هن منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال: سلامٌ لكما. فتقدَّمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له" (مت 28: 9)، لأننا نستنتج من الأناجيل أن النسوة خاطبهن الملائكة مرتين، كما أن الرب نفسه خاطبهن مرتين: الأولى: عندما ظنت المجدلية أنه البستاني؛ والثانية: هي هذه المرة عندما قابلهن في الطريق وشجعهن بتكرار كلامه الذي كان له نفس فحوى كلامه السابق للمجدلية لكي يزيل منهن الخوف (مت 28: 10).
14. هنا يقول إنجيل يوحنا: "فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنها رأت الرب وأنه قال لها هذا" (يو 20: 18). ونستنتج هنا طبعاً أن المجدلية لم تكن وحدها، بل كانت مع النسوة الأُخريات اللائي يذكرهن إنجيل لوقا هكذا: "ورجعن من القبر وأخبرن الأحد عشر وجميع الباقين بهذا كله، وكانت مريم المجدلية ويونـَّا ومريم أُم يعقوب والباقيات معهن اللواتي قُلن هذا للرسل، فتراءى كلامهنَّ لهم كالهذيان، ولم يُصدِّقوهن." (لو 24: 9-11)
وبعد أن يذكر إنجيل مرقس خروج النسوة من القبر برعدة وحيرة يقول: "وبعدما قام باكراً في أول الأسبوع ظهر أولاً لمريم المجدلية... فذهبت هذه وأخبرت الذين كانوا معه وهم ينوحون ويبكون. فلما سمع أولئك أنه حيٌّ وقد نظرته لم يُصدِّقوا." (مر 16: 9-11)
15. أثناء ذهاب النسوة من عند القبر ليُخبرن التلاميذ بكل ما رأينه يقول إنجيل متى: "وفيما هما ذاهبتان إذا قوم من الحرَّاس (الذين ارتعبوا من الملاك وصاروا كأموات) جاءوا إلى المدينة وأخبروا رؤساء الكهنة بكل ما كان. فاجتمعوا مع الشيوخ، وتشاوروا، وأعطوا العسكر فضة كثيرة قائلين: قولوا إن تلاميذه أتوا ليلاً وسرقوه ونحن نيام... فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم." (مت 28: 11-15)
هكذا كان تصوُّر القديس أوغسطينوس لأحداث قيامة الرب فرتَّبها ترتيباً منطقياً حتى يُثبِّت إيمان المؤمنين بقيامة الرب الذي "أقامه الله ناقضاً أوجاع الموت، إذ لم يكن ممكناً أن يُمسَك منه. لأن داود يقول فيه: كنتُ أرى الرب أمامي في كل حين، أنه عن يميني، لكي لا أتزعزع. لذلك سُرَّ قلبي وتهلَّل لساني. حتى جسدي أيضاً سيسكن على رجاءٍ. لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ولا تَدَع قدوسك يرى فساداً. عرَّفتني سُبُل الحياة وستملأني سروراً مع وجهك" (أع 2: 24-28)، ولأنه "إن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا، وباطل أيضاً إيمانكم... أنتم بعد في خطاياكم." (1كو 15: 14و17)
رسالة كورنثوس الأولى إصحاح 15
آية 4 :- وانه دفن وانه قام في اليوم الثالث حسب الكتب.
التعليم بموت المسيح و قيامته هو أساس وجوهر الديانة المسيحية و راجع (مز 10:16 +أش 53 : 10+ هو 2:6). وهناك شهود رأوا دفنه ثم رأوا قيامته، قيامته التى يتأسس عليها كل رجاؤنا.
آيات 5-8 :- وانه ظهر لصفا ثم للاثني عشر. وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لاكثر من خمس مئة اخ اكثرهم باق الى الان ولكن بعضهم قد رقدوا. وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل اجمعين. واخر الكل كانه للسقط ظهر لي انا.
حدث القيامة حدث غير عادى. فالمسيح ظهر لكثيرين، ومهما حاول اليهود إخفاء الحقيقة فلقد ظهرت حقيقة القيامة. ولقد سلم من رأى لمن لم يرى، ثم تسلمته الكنيسة كلها. والرسول هنا يلجا لشهادة رجال موثوق فيهم كالتلاميذ، ولم يلجأ لشهادة المريمات فأهل كورنثوس لا يعرفون شيئاً عنهم (أمّا الأناجيل الأربعة فإهتمت بشهادة مريم المجدلية، فهذا هدف الأناجيل، أن تتحول المجدلية التى سكن فيها شياطين إلى كارزة)
للإثنى عشر = وقت القيامة كانوا قد صاروا أحد عشر بعد إنتحار يهوذا وتسميتهم إثنى عشر ترجع إمّا
1) أنه صار إسم شهرة لهم وهذا هو الأرجح
2) أن الرب ظهر لهم بعد إختيار متياس الرسول ال 12.
لصفا = ربما عرف بولس أن المسيح ظهر له من بطرس نفسه حين أقام عنده (غل 18:1) أمّا ظهور المسيح ليعقوب فلم يذكر سوى فى هذا المكان. وظهور الرب للخمسمائه أخ فربما كان ذلك فى الجليل فى الجبل (مت 16:28-20). وبولس الرسول يلجأ لشهادة ال 500 أخ حتى لا يقول أحد أن التلاميذ لشدة تعلقهم بالمسيح تخيلوا قيامته. للرسل أجمعين = ال 70 رسولاً. بعضهم قد رقدوا = ولم يقل ماتوا وهكذا يؤكد حقيقة القيامة وإنها كاستيقاظ من النوم. بينما نجده يقول فى آية 3 عن المسيح أنه مات ليؤكد حقيقة ألامه وصلبه و موته. كأنه للسقط ظهر لى أنا = فأحد شهود القيامة هو بولس نفسه الذى رأى المسيح وهو في طريقة لدمشق، وحولته القيامة من مضطهد للكنيسة إلى رسول صانع للمعجزات. السقط = هو الولد الذى يسقط من بطن أمه ميتاً قبل تمامه. وبولس سمى نفسه سقطاً، فالسقط لا يعيش، وبولس بسبب إضطهاده للكنيسة ما كان يحق له الحياة، لولا أن أدركته رحمة الله. هو يرى نفسه سقطاً لتأخره فى قبول الإيمان وهو الفيلسوف الدارس للعهد القديم وعارف بنبواته. وكان المفروض أن يكون في مقدمة المؤمنين. والمقصود أننى أنا بولس لست أهلاً أن أكون رسولاً كما أن السقط ليس أهلاً أن يكون إنساناً، بل هو يموت ولا يستطيع أن يحيا كذلك أنا، فأنا لا أستحق سوى الموت لأننى إضطهدت كنيسة المسيح. كان من المفروض أن أُولد مع الكنيسة يوم ميلادها ولكننى بسبب خطاياى لم أُولد، بل صرت مضطهداً للكنيسة، لذلك كنت غير مستحق للحياة ولا أن أبقى رسولاً. لكن نعمة الله أعطتنى أن أحيا. المسيح القائم أعطانى حياته لأحيا بها.