٥. هزيمة سيسرا:
إذ كشفت دبورة في الفصل الثاني حقيقة المعركة، أن لله قد تدخل مستخدمًا الطبيعة لحساب مؤمنيه تكشف الآن في الفصل الأخير من تسبحتها عن ضعف سيسرا وهزيمته، فتقول: "حينئذ ضربت أعقاب الخيل من السوق سوق أقويائه" [٢٢]. أدرك جيش سيسرا الهزيمة فحاول الفرار في جنون وهلع فكان يضرب الخيل بشدة للهرب وكانت الخيل تضرب الأرض بحوافرها، لكن "باطل هو الفرس لأجل الخلاص وبشدة قوته لا ينجي" (مز ٣٣: ١٧).
ما هذا الخيل الذي يضرب بحوافره الأرض ولا ينجي إلاَّ إتكال الإنسان على البشر أو على ذاته في الخلاص، فيكون كمن يركب خيلاً تعجز عن خلاصه. وكما يقول القديس أغسطينوس: [مخدوع هو الإنسان الذي يظن أنه يقتني الخلاص من البشر، أو ذاك الذي بتهور شجاعته الذاتية يهرب من الهلاك[68]].
"إلعنوا ميروز قال ملاك الرب، إلعنوا ساكنيها، لأنهم لم يأتوا لمعونة الرب معونة الرب بين الجابرة، تبارك على النساء ياعيل إمرأة حابر القيني" [٢٣-٢٤]. حلت اللعنة بمدينة "ميروز" بكل سكانها بيمنا حلت البركة على ياعيل لأن ميروز إتخذت موقفًا سلبيًا، فإذ رأت سيسرا هاربًا لم تمسك به ولا سلمته لمن سندهم الرب أما ياعيل فقتلته. مدينة ميروز تمثل الإنسان الذي لا يجمع مع الرب فهو يفرق (مت ١٢: ٣٠؛ لو ١١: ٢٣)، أما ياعيل فتمثل الإنسان العامل ضد مملكة إبليس لحساب الرب. أظهرت ميروز المدينة بكل سكانها جبنًا، أما المرأة الوحيدة في خيمتها فأظهرت شجاعة ضد الشر!
يقال أن ميروز مدينة إندثرت تمامًا كانت بالقرب من نهر قيشون، رأت جيش سيسرا هاربًا وربما رأت سيسرا نفسه يهرب فلم تبالي ولم تسند شعب دبورة وباراق.
صارت ياعيل مباركة أكثر كل نساء الخيام، قدمت لسيسرا اللبن (الزبدة) لتضربه بالوتد ومضراب العَملة (به يُضرب الوتد) في رأسه فسحقته، وصار قتيلاً عند رجليها... وكما قلنا انها صورة لكنيسة الأمم التي ضربت بالإيمان بالصليب رأس الحية وسحقت إبليس تحت قدميها فاقدًا كل سلطان له عليها، بل وصار بها حياة.
بينما انتصرت ياعيل لحساب مملكة الرب كانت أم سيسرا في قلقها مع كبرياء قلبها تولول. لقد توقعت بطشه السريع بهذا الشعب ورجوعه بغنائم كثيرة مع مركباته. لكن إحدى النساء في القصر أجابتها ألاَّ تقلق فإنه منشغل بالغنيمة مع جنوده، يقتسم نساء إسرائيل ويسلب الثياب الثمينة المطرزة الوجهين... هذا ما اعتاد عليه هذا العدو قبلاً: يقتل الرجال (النفوس) ويقتنص النساء (الأجساد) كغنائم تعمل لحسابه ويستخدم كل مواهبهم (الثياب) للشر.
٦. ختام التسبحة:
"هكذا يبيد جميع أعدائك يارب، وأحباؤه كخروج الشمس في جبروتها. واستراحت الأرض أربعين سنة" [٣١].
في بعض الترجمات "وأحباؤك"، تُشير إلى شعب الله الذي حطم الله عدوهم (إبليس) وأباده، فأشرقت كالشمس تزداد مجدًا وبهاءً وتشتد حرارتها بعد انبثاقها...
لتسترح أرضنا أي جسدنا في الرب من الشهوات والحروب، مادام الرب نفسه هو العامل فينا العدو الحقيقي!
إذ كشفت دبورة في الفصل الثاني حقيقة المعركة، أن لله قد تدخل مستخدمًا الطبيعة لحساب مؤمنيه تكشف الآن في الفصل الأخير من تسبحتها عن ضعف سيسرا وهزيمته، فتقول: "حينئذ ضربت أعقاب الخيل من السوق سوق أقويائه" [٢٢]. أدرك جيش سيسرا الهزيمة فحاول الفرار في جنون وهلع فكان يضرب الخيل بشدة للهرب وكانت الخيل تضرب الأرض بحوافرها، لكن "باطل هو الفرس لأجل الخلاص وبشدة قوته لا ينجي" (مز ٣٣: ١٧).
ما هذا الخيل الذي يضرب بحوافره الأرض ولا ينجي إلاَّ إتكال الإنسان على البشر أو على ذاته في الخلاص، فيكون كمن يركب خيلاً تعجز عن خلاصه. وكما يقول القديس أغسطينوس: [مخدوع هو الإنسان الذي يظن أنه يقتني الخلاص من البشر، أو ذاك الذي بتهور شجاعته الذاتية يهرب من الهلاك[68]].
"إلعنوا ميروز قال ملاك الرب، إلعنوا ساكنيها، لأنهم لم يأتوا لمعونة الرب معونة الرب بين الجابرة، تبارك على النساء ياعيل إمرأة حابر القيني" [٢٣-٢٤]. حلت اللعنة بمدينة "ميروز" بكل سكانها بيمنا حلت البركة على ياعيل لأن ميروز إتخذت موقفًا سلبيًا، فإذ رأت سيسرا هاربًا لم تمسك به ولا سلمته لمن سندهم الرب أما ياعيل فقتلته. مدينة ميروز تمثل الإنسان الذي لا يجمع مع الرب فهو يفرق (مت ١٢: ٣٠؛ لو ١١: ٢٣)، أما ياعيل فتمثل الإنسان العامل ضد مملكة إبليس لحساب الرب. أظهرت ميروز المدينة بكل سكانها جبنًا، أما المرأة الوحيدة في خيمتها فأظهرت شجاعة ضد الشر!
يقال أن ميروز مدينة إندثرت تمامًا كانت بالقرب من نهر قيشون، رأت جيش سيسرا هاربًا وربما رأت سيسرا نفسه يهرب فلم تبالي ولم تسند شعب دبورة وباراق.
صارت ياعيل مباركة أكثر كل نساء الخيام، قدمت لسيسرا اللبن (الزبدة) لتضربه بالوتد ومضراب العَملة (به يُضرب الوتد) في رأسه فسحقته، وصار قتيلاً عند رجليها... وكما قلنا انها صورة لكنيسة الأمم التي ضربت بالإيمان بالصليب رأس الحية وسحقت إبليس تحت قدميها فاقدًا كل سلطان له عليها، بل وصار بها حياة.
بينما انتصرت ياعيل لحساب مملكة الرب كانت أم سيسرا في قلقها مع كبرياء قلبها تولول. لقد توقعت بطشه السريع بهذا الشعب ورجوعه بغنائم كثيرة مع مركباته. لكن إحدى النساء في القصر أجابتها ألاَّ تقلق فإنه منشغل بالغنيمة مع جنوده، يقتسم نساء إسرائيل ويسلب الثياب الثمينة المطرزة الوجهين... هذا ما اعتاد عليه هذا العدو قبلاً: يقتل الرجال (النفوس) ويقتنص النساء (الأجساد) كغنائم تعمل لحسابه ويستخدم كل مواهبهم (الثياب) للشر.
٦. ختام التسبحة:
"هكذا يبيد جميع أعدائك يارب، وأحباؤه كخروج الشمس في جبروتها. واستراحت الأرض أربعين سنة" [٣١].
في بعض الترجمات "وأحباؤك"، تُشير إلى شعب الله الذي حطم الله عدوهم (إبليس) وأباده، فأشرقت كالشمس تزداد مجدًا وبهاءً وتشتد حرارتها بعد انبثاقها...
لتسترح أرضنا أي جسدنا في الرب من الشهوات والحروب، مادام الرب نفسه هو العامل فينا العدو الحقيقي!