السوريون اطلقوا اسماء مدنهم و ابطالهم على معظم دول و مدن العالم .. روما مقتبس من اسم حلب القديم ( أرمان ) و " على دلعونا " و " عالروزانا " أناشيد دينية لألهة حلب القديمة
الثلاثاء - 14 أيلول - 2010 - 13:27:15
أصدر الباحث عامر رشيد مبيض كتابه " قلعة حلب عرش التاريخ " و اورد في بداية الكتاب و قبل الدخول في شرح اثار قلعة حلب الشهيرة مجموعة من الافكار الجريئة .
و لكن أغلب طروحات " مبيض " نظريات غير مسبوقة أثارت الجدل ، و الاستغراب من البعض .
يقول الباحث أن دراسة التاريخ الحقيقي يجب ان تعتمد على الكتابات الاثرية المسمارية على الالواح الحجرية او الاثار المعمارية التي تم العثور عليها و لا يصح الاعتماد على ما كتبه المؤرخون في كتبهم ان تعارضت هذه الكتب مع اللقى الاثرية .
و على هذا الاساس يرفض الباحث " مبيض " تفسير كثير من التسميات للمدن و الدول استنادا على كتب المؤرخين دون دليل اثري فعلي مثلا يقول ان مدينة "حماه " التي يعتقد بعض الباحثين انها دعيت بهذا الاسم من النص التوراتي الذي اورد اسم شخص يدعى " حماتي " جاء في التوراة انه هو من بناها .
ويستدل على ذلك بأن جغرافية ساحل بانياس على شكل حوض حيث كان البحارة يتطهرون في حوض " الربة عشتار" قبل السفر عبر البحر العربي السوري .
" حدد " يقود الثور و يحمل الرمانة بيده
و تشابهها تسمية "أرمينيا " و اصلها " ارمان " ايضا و اضيفت اللازمة " ين " في نهاية الكلمة كأداة جمع , واللازمة " يا " للتعريف ، و اسم ارمينيا يعني مطر السماء.
أما تسمية " البرازيل " فقد جاءت من اللفظتين " برزا و ايل " أي ارض الله المكشوفة .
يشير الباحث الى أنه من المعروف ان القارة الافريقية قديما كانت تسمى " ليبيا " و يرى ان التسمية جاءت على اسم " ليب " جدة الاميرة " عربا " التي ذهب شقيقها "قدموس " يبحث عنها .
يرى الباحث " مبيض " في تفسير معاني أنشودة "على دلعونا ،على دلعونا ، الهوى الشمالي ، غير اللونا " أن العرب الكنعانيين السوريين كانوا في مواسم الحج الى معبد حدد في تل حلب ( و هو قلعة حلب ) يغنون للاله " حدد " و يدبكون دبكة طقسية دورانية على صوت الطبل الذي يشابه صوت الرعد " بل " الذي هو الاله حدد ، و يغنون " على دلعونا " و هي بداية صلاة الشكر للاله حدد ، و يدبكون رجالا و نساء على صوت الطبل ( بل بل ) .
صورة لتمثال " حدد " الذي يقف على الثور و يحمل صولجان الصاعقة في يده
اما تكملة الانشودة " الهوى الشمالي " فالمقصود به هواء مدينة حلب في شمال سوريا ، و التكملة " غير اللونا " تشير الى الغيوم الشمالية المصحوبة بالامطار التي غيرت لون الارض لتصبح خضراء.
المحامي علاء السيد – عكس السير
الثلاثاء - 14 أيلول - 2010 - 13:27:15
التفاصيل |
|
أصدر الباحث عامر رشيد مبيض كتابه " قلعة حلب عرش التاريخ " و اورد في بداية الكتاب و قبل الدخول في شرح اثار قلعة حلب الشهيرة مجموعة من الافكار الجريئة .
و لكن أغلب طروحات " مبيض " نظريات غير مسبوقة أثارت الجدل ، و الاستغراب من البعض .
فهو يقول مثلاً أن "جبال الالب " التي حار الباحثون الغربيون بمعرفة أصل تسميتها هي في الاصل "جبال حلب " فقد خُفف حرف الحاء الذي لا يستطيع الغربيون لفظه فصار ألفاً لأنه حرف حلقي ، و صارت تلفظ جبال ألب .
كما يرى أن جبل لبنان يقع في شمال سورية قرب حلب، و لا يقع في لبنان الحالية و يورد دليلا على ذلك ما جاء في كتاب ياقوت الحموي" معجم البلدان " في وصف قرية "الدانا " بأنها قرية قرب حلب في لحف جبل لبنان القديمة ،و في وصف قرية " روحين "بأنها قرية من جبل لبنان قريبة من حلب ، و في وصف بلدة "ريحاء " بأنها بليدة من نواحي حلب , وليس في نواحي حلب أنزه منها وهي في طرف جبل لبنان .
و يقول في كتابه ان هذا الوصف الجغرافي لياقوت الحموي في معجم البلدان يثبت ان جبل لبنان قديماً كان بالقرب من حلب .
و يفسر كلمة " لبنان " بأنها جمع "لُبان "و هو الصنوبر , و جبال لبنان المقصودة هي الجبال التي كانت تكسوها أشجار الصنوبر و العرعر .
أما بقية الجبال الواقعة شمالي حلب فيفسر معاني اسماءها تفسيرات جديدة مثل "جبال طوروس " التي يقول ان تسميتها جاءت من " جبال الثور " و اصلها "جبال تورو " فالثور قديماً كان رمز القوة والخصب وكان العرب السوريون يقدسون الثور رمز الخصب و قد اكُتشفت لوحة للثور في معبد حدد في قلعة حلب ، في الغرب اضافوا لاسم "تورو" اللازمة " os " لتحويل الصفة الى اسم فصار " توروس " و لفظت طوروس عندنا.
و من الثور أيضا جاءت تسمية " تركيا " فالكلمة مؤلفة من مقطعين " تور (أي الثور ) و كي (وهي عشتار حلب ألهة الارض ) " و الالف للتنبيه ، و معنى كلمة تركيا هو ثور عشتار .
أما "جبال زغاروس" فهو يرى انها تعني الجبال الصغيرة و اصل التسمية من كلمة "زغار" التي تعني صغار .
أما "جبال أمانوس " فأصل التسمية جبال الامان ، و اضيفت اللازمة " اوس " لتحويلها لصفة فصارت جبال أمانوس.
عامر رشيد مبيض " التاريخ يُكتب بالحجر لا بالقلم"
يقول الباحث أن دراسة التاريخ الحقيقي يجب ان تعتمد على الكتابات الاثرية المسمارية على الالواح الحجرية او الاثار المعمارية التي تم العثور عليها و لا يصح الاعتماد على ما كتبه المؤرخون في كتبهم ان تعارضت هذه الكتب مع اللقى الاثرية .
فالكتب عرضة للتحريف و التزوير اما الكتابات على الحجارة الاثرية فلا يمكن تزويرها في ظل الابحاث العلمية الحديثة .
و على هذا الاساس يرفض الباحث " مبيض " تفسير كثير من التسميات للمدن و الدول استنادا على كتب المؤرخين دون دليل اثري فعلي مثلا يقول ان مدينة "حماه " التي يعتقد بعض الباحثين انها دعيت بهذا الاسم من النص التوراتي الذي اورد اسم شخص يدعى " حماتي " جاء في التوراة انه هو من بناها .
و يرى أن هذا الامر غير صحيح ، و الصحيح ان الاسم جاء من اسم الهها " حمّه " و هو اله الشمس .
أما مدينة "اللاذقية " التي يرى المؤرخون أنها نسبة الى " لاوديكي " اسم والدة القائد الاغريقي سلوقس فهو يرى أن هذا التفسير لمصدر الاسم غير صحيح بل ان اصل التسمية مؤلفة من مقطعين " اللات و كيا " و تعني آلهة الارض و البحر.
و كذلك يرى أن اسم مدينة "بانياس "جاء من لفظة "بانيو " باللغة العمورية ( الامورية ) و هو حوض الماء، و أضيفت اللازمة سين للتعظيم فكانت بانياس .
ويستدل على ذلك بأن جغرافية ساحل بانياس على شكل حوض حيث كان البحارة يتطهرون في حوض " الربة عشتار" قبل السفر عبر البحر العربي السوري .
أما اسم مدينة " نيس " الفرنسية فيفسر الباحث " مبيض " مصدر الاسم بأنه مؤلف من كلمة " ني " و تعني الربة عشتار و اضيفت السين للتعظيم ، و مثلها اسم "نيرب " فالاسم جاء من مقطعين " ني ( اسم الربة عشتار ) و رب " فكانت نيرب و تعني : رب و ربة .
و كذلك الامر اسم مدينة "صافيتا " فيرى أن معناها هو السيدة الصافية و هي عشتار و هو مدلول ديني .
أما مدينة "أضنة " فيرى أن أصل التسمية " أدنا "نسبة إلى " أدونيس " و هو نفسه الاله بعل شتاءا أي اله المطر ( ما زلنا نقول ارض بعلية ) و الذي يسمى بعل شمين صيفا أي الشمس " ملك الصيف ".
و تسمية "انطاكية "جاءت من دمج الكلمتين " أنات و كيا " و أنات هي عناة و هي احدى تسميات "عشتار " و كيا هي ألهة الارض و بالتالي انطاكية تعني إلهة الارض .
أما " بيزنطة " فهي كلمة عربية سورية أصلها " بز انات " بما ان الطاء غير موجودة في اللاتينية و أنات هي " عناة " و هو احد اسماء عشتار فكلمة بيزنطة تعني " بز عناة " أي نهد عشتار .
أما "جبلة " فيرى " مبيض " ان الاسم مؤلف من مقطعين "جب ( تعني مرتفع مثل جبيل ) و ايلة ( هي مؤنث أيل) " و ايل هو الإله العربي ( حدد ) .مرتفع تعني بيت الربة .
حلب كان اسمها القديم "ارمان "و هي مدينة عربية منذ نشأتها في الألف الخامسة و تعني رامي الصاعقة أبو رمانة و منها جاءت تسمية " روما "
يفسر الباحث " عامر رشيد مبيض " تسميات العديد من الدول بأنها تسميات عربية أمورية سورية الاصل فإسم " روما "جاء من صفات الإله الحلبي " حدد " الذي يوصف بأنه الرامي او ارمان رمامو ،كما يسمى رامون او أبو رمانة ، و هو الذي كان وفقا للرسوم الاثارية يرمي الارض بالصاعقة فيهطل المطر .
و من هذه التسمية جاء اسم " روما " التي حار الغربيون في تفسير مصدر اسمها .
" حدد " يقود الثور و يحمل الرمانة بيده
و تشابهها تسمية "أرمينيا " و اصلها " ارمان " ايضا و اضيفت اللازمة " ين " في نهاية الكلمة كأداة جمع , واللازمة " يا " للتعريف ، و اسم ارمينيا يعني مطر السماء.
أما "إيطاليا " فهو يرى أنها لفظة عربية كنعانية سورية مؤلفة من مقطعين " أت و ايل " فالطاء في كلمة ايطاليا غير موجودة في اللاتينية و اصلها تاء ، و أت هي تحوير لكلمة قريت لان القاف تلفظ في الغرب ألفاً ، و قريت تعني قرية .
أما" إيلة " فهي مؤنث إيل ، و الكلمة بكاملها تعني مدينة الربة عشتار و هي صيغة تحبب للربة عشتار .
و يرى أن "نابولي " هي مدينة بناها العرب السوريون في إيطاليا و مؤلفة من مقطعين" نبو (اي نبي او متنبىء عراف ) و أيل " و بذلك فإن الاسم " نابولي " يعني عراف الرب .
مارسيليا و استراليا و البرازيل : تسميات سورية
يتابع الباحث في كتابه تفسير أصل تسميات المدن فيرى أن "مارسيليا " تعنى "مرسى ايل "أي ميناء الرب ، و أن "استراليا " تعني نجمة الاله و يفسر ذلك بانها مؤلفة من مقطعين " استير و ايل " ، و استير هي النجمة عشتار لان عشتار تلفظ استار ومنها جاءت كلمة النجمة باللاتينية " ستار" فاذا اضيفت الي الى استر كلمة " ايل " التي تعني اله ، صارت "استراليا" .
أما تسمية " البرازيل " فقد جاءت من اللفظتين " برزا و ايل " أي ارض الله المكشوفة .
السوريون اطلقوا اسماء مدنهم و ابطالهم على معظم قارات و مدن العالم
يشير الباحث الى أنه من المعروف ان القارة الافريقية قديما كانت تسمى " ليبيا " و يرى ان التسمية جاءت على اسم " ليب " جدة الاميرة " عربا " التي ذهب شقيقها "قدموس " يبحث عنها .
و يستشهد بما يقوله الباحث الكبير فيليب حتي : ( تروي الاساطير ان الاله زفس بعد ان تحول الى ثور اختطف "عر با " الجميلة ..من مرج على الساحل السوري بعد ان وقع في حبها و هرب الى كريت، و في كريت تزوجها بعد ان استعاد شكله الاصلي ، و قد ولد من هذا الزواج الملك و المشرع الكريتي مينوس ،بينما اتخذت القارة اسم اوربا و هي ذاتها عربا و هي زوجة زفس ( زوس او زيوس ) والدة مينوس ).
و يستنتج الباحث " مبيض " انه من اسم " ليب " جدة عروبا جاءت تسمية " ليبيا" و اللازمة : يا في نهاية "ليبيا " للتعريف مثل حالة قدس تعرف قدسيا.
أما اسم الاميرة عربا فلفظ في الغرب " اوروبا" لان العين حرف حلقي A ، و بذلك اطلق اسمها على قارة اوربا، و اطلق اسم " ليبيا " على قارة افريقيا الحالية .
و يؤكد الباحث ان جزيرة " كريت " مدينة ابن عربا و هو مينوس سميت باسم سوري مشتق من كلمة "قريت " اي قرية و بما ان القاف تلفظ كافا في الغرب فكانت كريت .
" على دلعونا " و " عالروزانا " أناشيد دينية لألهة حلب القديمة "حدد و عشتار"
يرى الباحث " مبيض " في تفسير معاني أنشودة "على دلعونا ،على دلعونا ، الهوى الشمالي ، غير اللونا " أن العرب الكنعانيين السوريين كانوا في مواسم الحج الى معبد حدد في تل حلب ( و هو قلعة حلب ) يغنون للاله " حدد " و يدبكون دبكة طقسية دورانية على صوت الطبل الذي يشابه صوت الرعد " بل " الذي هو الاله حدد ، و يغنون " على دلعونا " و هي بداية صلاة الشكر للاله حدد ، و يدبكون رجالا و نساء على صوت الطبل ( بل بل ) .
صورة لتمثال " حدد " الذي يقف على الثور و يحمل صولجان الصاعقة في يده
اما تكملة الانشودة " الهوى الشمالي " فالمقصود به هواء مدينة حلب في شمال سوريا ، و التكملة " غير اللونا " تشير الى الغيوم الشمالية المصحوبة بالامطار التي غيرت لون الارض لتصبح خضراء.
أما أنشودة " عالروزانا عالروزانا يا رايحين لحلب " فجاءت من كلمة " روز" و هو الورد الاحمر الذي اختصت بزراعته حلب و يصنع منه مربى الورد، و كلمة نيروز مؤلفة من مقطعين " ني ( هي الربة عشتار ) و روز " و " نيروز " تعني ربة الورد، ففي عيد عشتار اي الربيع يغنون.
" البرلمان " كلمة سورية عربية الاصل
يرى الباحث " مبيض " ان كلمة " برلمان " مؤلفة من مقطعين " بر و مان " ، و تعني اباء المقاطعات و هم سادة القرى و المدن .
فكلمة " مان " و هي كلمة رجل بالانكليزية اصلها من العربية، فمان ما زالت تطلق على الخشبة في رأسها حديدة التي تثار بها الارض ، و هي خشبة المحراث، و اثارتها للارض ترمز للذكورة ، و الاض هنا هي عشتار ، و قد انتقلت الكلمة الى الانكليزية بمعنى رجل و اللفظة عربية كنعانية قديمة .
هذه الافكار هي غيض من فيض من طروحات الباحث " مبيض " الذي جمع و ألف و أصدر آلاف الصفحات عن مدينة حلب و أعلامها و المواقع الاثرية فيها عبر مجموعة من الكتب التي يطبعها على نفقته الخاصة رغم محدودية موارده و بذلك يقدم نفسه كمؤرخ لحلب .
و من أحدث طروحاته التي قدمها في محاضرة يتيمة لم تعاد قال فيها أن الألعاب الاولمبية أصلها من مدينة حلب ، و هو يعد باصدار كتاب يثبت ذلك بالدلائل الاثرية .
سواء أكان عامر رشيد مبيض مصيبا او مخطئا فيكفينا انه يبحث و يفكر بطريقة مختلفة عن الآخرين و لا يكرر و لا يقلد أبحاث من سبقوه .
المحامي علاء السيد – عكس السير