الخميس ، 16 أيلول/سبتمبر 2010، آخر تحديث 09:47 (GMT+0400)
قتال عنيف بمقديشو والشباب يتظاهرون ضد حرق القرآن
عناصر من مسلحي حركة الشباب
مقديشو، الصومال (CNN) -- في استعراض للقوة في العاصمة مقديشو الأربعاء، تظاهر مسلحو حركة الشباب المجاهدين ضد محاولة قس أمريكي حرق نسخ من القرآن، رغم تراجعه عن خططه، فيما اندلع قتال أسفر عن تقدم قوات حفظ السلام الأفريقية على حساب الشباب.تفصيلاً، خرج مسلحو الشباب في تظاهرة ضد حرق نسخ من القرآن وتجمعوا قرب ستاد كرة القدم في مقديشو، وكانوا يهتفون "الله أكبر" و"لتسقط أمريكا." وكان القس تيري جونز قد ألغى خططه بحرق نسخ من القرآن بعد أن أثارت انتقادات أمريكية واسعة إلى جانب تظاهرات معادية في عدد من الدول، مثل أفغانستان وباكستان وإندونيسيا والجزء الهندي من كشمير، وأسفرت عن سقوط قتلى. وعلى الصعيد الميداني في الصومال، وتحديداً في مقديشو، حيث تشهد المدينة قتالاً ضارياً بين الحين والآخر بين قوات حفظ السلام الأفريقية المؤيدة للحكومة الانتقالية وحركة الشباب التي تسيطر على قطاع واسع من الصومال، أحرزت القوات الأفريقية تقدماً ضئيلاً بعد معارك ضارية ضد مسلحي الشباب. وتتقدم القوات الأفريقية "اميصوم" ببطء شديد حيث تدور المعارك أحياناً من منزل لمنزل، فيما تحاول السيطرة على المباني العالية في المدينة، كالفنادق التي عادة ما تشهد عمليات انتحارية أو عمليات قنص من قبل مسلحي الشباب. وأصبحت قوات أميصوم على بعد نحو 30 متراً من مقر قيادة حركة الشباب في مقديشو، وفقاً لقائد إحدى الوحدات الأفريقية المقاتلة. على أنه فيما يخص الشعب الصومالي، فهو ما زال يعاني من وطأة عدم وجود حكومة صومالية فاعلة، وهو المتضرر الأكبر من المعارك التي تندلع بشكل شبه يومي في مقديشو على وجه التحديد. ففي تقرير أممي صدر في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول الحالي، أن ما يزيد على 230 صومالياً لقوا مصرعهم في مقديشو خلال اشتباكات وقعت في الأسبوع الأخير من أغسطس/آب الماضي وأوائل الشهر الجاري، بين القوات الحكومية الانتقالية وعناصر حركة الشباب المجاهدين، وفقاً لما ذكرته وكالة إغاثة دولية الثلاثاء. وأضافت الوكالة أن ما لا يقل عن 400 شخص أصيبوا بجروح، وأن المعارك بين الجانبين تسببت بتشريد 23 ألف صومالي، ليرتفع عدد الفارين من المعارك من مقديشو وحدها إلى أكثر من 200 ألف مواطن. ويشكل الصوماليون حالياً ثالث أكثر المهاجرين في العالم بعد الأفغان والعراقيين، وبلغ عددهم بحلول نهاية أغسطس/آب الماضي أكثر مت 614 ألف مهاجر، فيما تم تشريد نحو 1.4 مليون صومالي داخل الصومال. وقالت المفوضية إن انهيار الدولة واستمرار العنف والفوضى، المترفق مع الفقر أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. يشار إلى أنه لا يوجد حكومة مركزية قوية في الصومال منذ سقوط نظام محمد سياد بري عام 1991، وأصبحت البلاد تعيش في فوضى دائمة منذ ذلك الوقت.