بقلم: القمص أفرايم
الأورشليمي
القديسة "مريم" ومعجزة "بورسعيد"
معجزة مستمرة
قبل ما يزيد عن عشرين عامًا، وبالتحديد في 20/2/1990، ظهرت القديسة
"مريم" العذراء ومعها القديس الأنبا "بيشوي" والقديسة "أليصابات"
أم "يوحنا المعمدان"، والقديس "أبانوب"، للسيدة "سامية يوسف
باسيليوس"، وكانت تبيت لدي بيت القمص "بولا سعد" تمهيدًا للسفر
لـ"القاهرة" صباحًا لعمل عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني في
الثدي. وقامت العذراء بعمل الجراحة، وتركت علامات صليب رُسم بالدم
علي المشد المحيط بصدرها، وتركت الورم السرطاني المستأصل، وذلك بعد
قصة توبة واعتراف وتناول وحياة صلاة قوية لهذة السيدة الطيبة.
ولقد أكَّد الأطباء العديدون صحة المعجزة، قبل وبعد حدوثها. وبعدها
شكَّل قداسة البابا "شنودة" لجنة لدراسة المعجزة وما صاحبها من
نزول الزيت، أولاً من يد السيدة "سامية"، ثم من صورة "عذراء
التجلي" التي كانت في بيتها، ثم انتقلت إلي كنيسة العذراء والأنبا
بيشوي الكائنة في ميدان المنشية بـ"بورسعيد". وقد تألفت
اللجنة البابوية من نيافة الأنبا "بيشوي"- مطران دمياط وسكرتير
المجمع المقدس- والأنبا "موسى" أسقف الشباب، والأنبا "تادرس" أسقف
مدينة "بورسعيد". وقد أكَّدت اللجنة، بعد أن قامت بفحص التقارير
والمقابلات والمشاهدة، صحة المعجزة. وبعد ذلك تم تكريس الأخت
"سامية" باسم "أليصابات" حتي تتخصص لخدمة الله والصلاة، بعد أن
ظهرت لها العذراء والقديسين الذين قاموا بالمعجزة معها. ولكن الذي
استمر إلي الآن هو نزول الزيت من صورة التجلي الموضوعة في الكنيسة،
والذي ينبع من يدي العذراء، وينشع من الزجاج المغلِّف للصورة بصورة
إعجازية، ويكثر في ذكري حدوث المعجزة.
معجزة الزيت والشفاء الروحي
والجسدي
لقد قمت بزيارة الكنيسة في مدينة "بورسعيد" الباسلة بالأمس. وشاهدت
كما يشاهد الكثيرون غيري صورة العذراء القديسة "مريم"، والتي تنضح
زيتًا برائحة طيبة عطرة، وهو زيت شفاف يختلف عن أي أنواع الزيوت.
وهو ينساب علي شكل نقط تنضح من يدي وملابس العذراء إلي داخل الكيس
الموضوع أسفل الصورة، ويتم تجميعه. وكما أكَّد جناب الأب
القمص "بولا سعد" تزايد نزول الزيت في يوم 20/2 من كل عام، وهو يوم
حدوث المعجزة.
ولهذا الزيت العديد من المعجزات سجلها الذين حدثت معهم بواسطته.
ومنها حالات شفاء من أورام وأمراض قلب وكبد وكلي وعيون. وقد أكَّد
الأباء في الكنيسة حدوث نزول الزيت أثناء الصلوات والقداسات
والتماجيد. وأن الكنيسة تشهد الكثير من حالات التوبة والرجوع إلي
الله. وأن زوَّار الكنيسة يغمرهم الشعور بالراحة والانتعاش
الروحي والشفاء الروحي والنفسي والجسدي، وهذا هو الذي تهدف إليه
المعجزة؛ تقوية ايمان المؤمنين، وجذب البعيدين، وتوبة الخطاة
والرجوع إلي الله. أما عن الزيت فهو يرمز في الكتاب المقدس إلي عمل
الروح القدس وثماره في الإنسان، ويرمز إلي التجديد الروحي، وأن
أبناء الله كأنوار تضئ في عالم الظلمة.
كرامة العذراء القديسة
"مريم"
لقد كرَّم الله القديسة "مريم" العذراء، وصنع أول معجزة في عرس
قانا الجليل بطلبتها. وعلي الصليب تسلَّمت الكنيسة من رب المجد
العذراء "مريم" لتكون أمًا للرسل كما قال الرب للقديس "يوحنا
الحبيب": "ثم قال للتلميذ هوذا أمك ومن تلك الساعة أخذها التلميذ
إلى خاصته" (يو 19 : 27). ولهذا فنحن نطوِّب العذراء
كأم روحية لنا، وهي التي قالت "لأنه نظر إلى اتضاع أمته، فهوذا منذ
الآن جميع الأجيال تطوِّبني" (لو 1 : 48). والله عجيب
في قديسيه. والذين لا يؤمنون بقدسية وشفاعة العذراء يفقدون بركة
هذة الشفاعة وقوتها. فلا توجد امرأة تنبأ عنها الأنبياء واهتم بها
الكتاب مثل "مريم"... رموز عديدة عنها فى العهد القديم، وكذلك
سيرتها وتسبحتها والمعجزات فى العهد الجديد. وما أكثر التمجيدات
والتأملات التى وردت عن العذراء. وفى كتب الأباء التى تلقبِّها بها
الكنيسة وهي مستوحاة من روح الكتاب، إنها أمنا كلنا، وسيدتنا كلنا،
وفخر جنسنا، والملكة القائمة عن يمين الملك، والعذراء دائمة
البتولية، والمملوءة نعمة القديسة مريم الأم، والقادرة، والمعينة،
والرحيمة، وأم النور، وأم الرحمة والخلاص والكرمة الحقيقية. هذه هى
التى ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة؛ فنقول عنها فى
تسابيحنا: "علوتِ يا مريم فوق الشاروبيم، وسموتِ يا مريم فوق
السيرافيم".
اهتمام إعلامي ومعجزات
اهتمت الصحافة ووسائل الإعلام بهذة المعجزة في وقتها، لكن عندما
ذهبت إلي "بورسعيد" بالأمس، لاحظت هناك بعض الجرائد الحديثة وقد
كتبت عن المعجزة، وتقابلنا أثناء الزيارة بالأستاذ "محمد حسن
الألفي" والسيدة الفاضلة زوجته، وهم يجرون لقاء مع قدس القمص "بولا
سعد" عن المعجزة ليكتب في جريدة الحزب الوطني ويبث في تلفزيون "أون
تي في".. ولاحظنا أن العديد من الزائرين من مختلف الطبقات يزورون
الكنيسة، ويسجلون المعجزات التي حدثت معهم. وأعتقد أن هذا الاهتمام
ربما أتي ليطفئ بعض من لهيب الفتنة، ويجمع قلوبنا مسيحيين ومسلمين،
ويجمعنا حول معرفة الله ومحبته ومحبة الوطن الذي يدفينا بشمسه،
ويروينا بنيله، ويلفنا بسماره، ويجمعنا بتاريخه الطويل الذي قطفنا
فيه الورود معًا، وتجرحنا بالشوك معًا..
إننا كمسيحيين ومسلمين يجمعنا حب العذراء "مريم" معًا. وأتمنى
وأصلي أن يستمر الاهتمام بما يجمعنا ويوحدنا، ليس في فترة حمي
الانتخابات فقط بل في كل الأيام والسنين. لتظل مصرنا المباركة التي
قال عنها الإنجيل "مبارك شعبي مصر" (أش 19 : 25).
"مصر" التي زارتها العائلة المقدسة وقضت وقتًا ليس بقليل فيها.
وتمتعت "مصر" بالعديد من ظهورات العذراء "مريم"، سواء العامة والتي
شاهدها الآلاف كما في ظهورها في الزيتون بدءًا من 2/4/1968، أو في
ظهوراتها للأفراد وعملها العديد من المعجزات مع الكثيرين ولاسيما
الفقراء والمساكين وطالبي شفاعتها..
فالعذراء هي الأم الحنونة، والشفيعة المؤتمنة، والسماء التي حملت
رب المجد ودُعيت والدة الإله. إننا نصلي ونطلب أن تشفع فينا أمام
الله ليبارك كل واحد وواحدة منكم، ولتصلي من أجل كنيستنا وبلادنا
وعالمنا وهي توصينا قائلة "مهما قال لكم فافعلوه" (يو 2 :
5). فلنفعل ونعمل بوصايا الله ليقودنا لحياة السلام والايمان ونرث
الحياة الأبدية.
شاهد تفاصيل المعجزة من فم اصحابها
ومعجزة نزول الزيت من صورة السيدة العذراء ببورسعيد