كتبها د. صبري فوزي جوهــرة الخميس, 09 ديسمبر 2010 03:29
كتب اسامه سرايا مقالا فى جريدته "الاهرام" التى كانت غراء قبل ان يسطو عليها العسكر ، و التى هبطت الى حضيض اعمق مما تهوى اليه الصحف التى يطلق عليها اسم "التابلويدز" مما تزور الصور و تروج الخرافات الساذجة مثل زيارات للارض من سكان كواكب اخرى او اكتشاف حيوان جديد له شكل الحمار و له جناحين يستطيع بهما اختراق طبقات السماء العليا و امثال هذا الهراء. تلك الجريدة التى تدنت بالصحافة الى مستوى نشر مقالات لولوالنجار و ما تحتوى من فشر و تلفيق ليس فقط لنصرة للاسلام بل تعديا متعمدا على المسيحية بلا مبرر. اسامة سرايا هذا رفض اكثر من مرة وضع التاريخ القبطى الى جانب الميلادى و الهجرى على الصفحة الاولى من النسخة الالكترونية لجريدته و ها هو الان يكتب مقالا اعرج يدعى فيه ان مصر بلد يسع على ارضه جميع المصريين بالرغم من ان جريدته لا تتسع للتاريخ القبطى. كتب سرايا المقال, و ليته ما فعل, كرد فعل لغضب الاقباط قاطبة لتهجم موظف مغمور فى مؤسسته يدعى (لا مؤاخذة) عبد الناصر على الاقباط و على قداسة البابا شنوده الثالث. لم تكن هناك حاجة للاقباط او للبابا شنودة الثالث او اى من الرجال ذوى الشرف و الوعى بما كتب. لم يجيىء المقال اعتذارا لسفاهات هذا العبد الناصر, و كان من المستطاع, على سبيل المثال, ان يعتذر سرايا عن قلة ادب موظفه كالقول بانه عيل و غلط و ان المسامح كريم و خلاص, فكثيرا ما سامح الاقباط فى الماضى و الحاضر فالمسامحة هى من خصال الكبار. و لكن لم يأتى مقال رئيس التحرير المسؤل عن كل ما يأتى به صبيانه بكلمة اسف او اعتذار واحدة. بل جاء رص ممل مطول كاذب عن "اصابة الرشاد والعقل" التى قصد بها الضحايا من الاقباط, بينما وصف طول لسان و كذب و قلة ادب احدهم او بعضهم بانها مجرد "تجاوزات جاءت من باب الاجتهاد و الخوف ان تتكرر الاخطاء و تشتعل الازمات". و هل يشعل الازمات احد سواكم يا مولانا؟اشار السيد سرايا فى مقاله الرصين الى ان ما تقيأ به اسم الله عليه المحروس الصغير قد "اثارت بعض اخوة الوطن" الذين "راح بعضها يجتر مشكلات عالقة". طيب يا سيد سرايا ماذا فعلت انت و جريدتك للتخلص من هذه "المعلقات"؟ لما لاتدافع فى جريدة نظام العسكر و الحرامية شبه الرسمية عن حق الاقباط فى بناء الكنائس اسوة بغير المسيحيين من سكان مصر؟ و كعادة مسترزقي ومرتزقة النظام, وضع كافة اللوم فى احداث العمرانية على الاقباط الذين فقدوا شابين من ابنائهم و اصيب من ذويهم من اصيب و اقتيد العشرات منهم الى فنادق معالى اللواء حبيب (مش عارف حبيب مين فى مصر) العادلى الشهيرة ليستمتعوا فيها بكل ما تقدم من دلع و طبطبه (آىسف لاستعمال مصطلحات البيه الصغير دون ترخيص معتمد من سيادته). يكونش كمان اقباط الكشح ذبحوا نفسهم بالعند فيكم و شهداء نجع حمادى قتلوا روحهم عشقا و هياما فى دباديبكم؟ و ضحايا التخريب فى كل ربوع المحروسة حرقوا مصادر ارزاقهم علشان يدفوا اخوانهم فى الوطن من برد الشتاء القارس؟ اذا كان الامر كذلك ما تقول يا سيد سرايا علشان الناس تفهم "التعبيرية" التى اكتشفتها قريحتك لشرح مأساة التلاعب بصورة الرئيس المصرى الشهيرة التى تركت باريحيتها و عبقريتها الفذة العالم باسره مسخسخ على روحه من الضحك! مش انت صاحب "النظرية التعبيرية" (على وزن النظرية النسبية لالبرت اينشتاين) التى تستحق عليها الترشيح لجائزة نوبل فى الغلوشه والتهطيل بكل جدارة.يحاول السيد سرايا رش بعض السكر على السم الزعاف الذى جاء فيما كتب بان يذكرنا بما هو تحصيل حاصل و ما يعلمه الجميع كامور مسلم بها: فيذكر وطنية صاحب القداسة و حكمته و غزير علمه و ثقافته و تشخيصه البارع لمشاكل مصر مثل الامية والزيادة السرطانيه فى اعداد سكان يشكل غالبيتهم اعباء ثقيلة على الدولة (الفاشلة –هذه الاضافة من عند العبد لله) و ليسوا بالكنز البشري الذى يستطيع ان يثرى البلاد و يعمل على تقدمها كما هو الامر عند بعض الشعوب مثل الصين و ربما الهند اللى كنا بنتناور عليها لغاية كام شهر فات! ما كل العالم عارف و معترف بافضال و اعمال و خصال البابا انبا شنوده و اكثر من هذا! جبت ايه جديد من عندك تقدمه لقرائك الغلابه؟ فبالرغم مما هبل به المحروس الصغير عبد الناصر بتاعك, فان الكنيسة القبطية تحت رئاسة البابا البطريرك انبا شنوده الثالث قد انتشرت فعلا و ليس قولا فى كل ربوع المسكونة حتى الصين بالرغم من قسوة اضطهاد الدولة المترنحة على حافة الفشل الصومالى فى كل واجب يحتسب عليها كما يتوقع العالم من اية دولة معاصرة. يا سيد اسامة الكنيسة القبطية الارثوذكسية هى المؤسسة المصرية الوحيدة داخل البلاد التى حققت بمفردها و بجهودها الخاصة النجاح و التقدم رغما عن العراقيل و المتاعب التى تقام فى طريقها داخل مصر, اما الباقى فكوم التراب عليه و ما فيش مانع تصوت بالصوت الحيانى كمان اذا كنت عايز.يا سيد سرايا انت لم تقدم اعتذارا عما اقترفه ربيبك. و هاجمت الضحايا بخبث لا يجدر برجال شجعان و حاولت كتابة "اى حاجة" لاحساسك بالخطأ الجسيم الذى ارتكبته جريدتك المتداعية. البابا شنوده الثالث لا يزداد قدرا باعتذارك و لا تهتز له شعرة بقلة الادب و الكذب و الافتراء, و الاقباط لن يهتموا بما يتفوه به مزور الصور. لقد اضفت الى سجلك وثيقة عجز و رياء جديدة لم يكن قداسة البابا او الاقباط او حتى انت بحاجة اليها ففضائحكم بجلاجل اضحكت العالم باسره. كل ما فعلت هو انك بعدم الاعتذار المخلص الواضح قد اضعت على نفسك فرصة لاستعادة بعض المصداقية و الاحترام و صفة الشجاعة التى شح وجودها فى بلادنا العزيزة بعد ان افقد العسكر الرجال رجولتهم و اصبحت احاديثهم و افعالهم لا تتعلو عن مستوى لغو العيال. مش مصدق؟ بص على الموظفين بتوعك....تعرف حاجة يا استاذ سرايا؟ لو كان ربنا راضى على مصر كان اقام رجل فى قدر و مقدرة البابا شنودة الثالث رئيسا عليها. لكن نعمل ايه؟ا ان له في خلقه و افعاله احكام. فالى ان يرفع تمجد فى علاه غضبه عنا و يوفر لمصر رجال (مش عيال) على وعى بقدرها و مكانتها ووزنها, اقترح عليك ان تلف الورقة التى كتت فيها مقالك اياه و تعملها قرطاس و تبعت السيد عبدالناصر للمقلى يملاها لك لب تقزقزه و انت جالس فى ابهه مكتبكم العامر فى مؤسسة الاهرام العتيدة تفكرون فى مشروع "تعبيرى" جديد.