الكثيرون استوعبوا ما حدث في مصر, ولذلك تتسارع
خطوات التغيير علي وقع الرفض والتظاهرات, وهذا لا يعيب, ولكن الذي يخيف
هو أن تتوقف الحياة ودوران عجلة الاقتصاد وتحقيق مصالح الناس الحياتية
والمباشرة.
لا
شك أنه سيكون صعبا علينا أن نمارس حياتنا ويتحرك اقتصادنا خطوة متقدمة
نحتاجها, وهناك حظر تجول.. صحيح أن حدته تخف, والكثيرون خاصة الجيش
وقواته يتعاملون معه بأريحية مميزة تكشف عن معدنهم ورغبتهم في التخفيف عن
الناس من وقع الحدث وتأثيراته.. ولكننا في اللحظة الراهنة نحتاج إلي
إعادة الروح للقطاعات الامنية وضباط وجنود الشرطة الذين يحتاجون من كل
الناس إلي التشجيع والاحترام المتبادل.
وعلي شبابنا الذي حرس شوارعنا ومدننا أن يسارع بتسليم الامانة للشرطة
فالامن ضرورة للاستقرار.. وضرورة للتشغيل وحماية الاستثمارات, وهذا
أملنا في مواجهة مشاكلنا وظروفنا الاقتصادية الصعبة.. فلنهتم جميعا
بالامن فقد شهدنا مخاوف كثيرة في الأيام الماضية. وجدنا المتربصين
بالسجون وقد أخرجوا مساجين لحماس وحزب الله وهربوا من مصر وسافروا في نفس
اليوم الي بيروت وغزة.. والاخرون لا نعرف أين هم, بل إن الخوف الأكبر
من هروب تنظيمات متطرفة أخري موالية للقاعدة ربما تعيد سيرة الارهاب
والتطرف من جديد.
الامن ضرورة من أجل الاقتصاد.. ومن أجل حياتنا فالمستقبل قد يكون نصيرنا بعد أن حصلنا علي حرية أكبر ونسعي الي تنظيم سياسي أشمل.
ولكن الوقت الراهن وأحتياجاتنا اليومية قد تزيد صعوبة الحصول عليها إذا لم نسرع بإعادة الأمن والأمور إلي طبيعتها وسيرتها الأولي.