دعوة مفتوحة للدكتور العوا !!
كتبها نسيم عبـــيد عوض
الأربعاء, 29 ديسمبر 2010 08:32
مازال
مسلسل الدكتور سليم العوا مستمرا , ومن الواضح ان فى ظهورة على قناة
الجزيرة المستمر هو تعاقد معها , مقابل مادى ضخم , وآخر ظهوره كان يوم
الخميس الماضى , والتى وزع فيها إتهاماته على الكنيسة وشعبها المؤمن حتى
وصلت للبابا بيندكت انه يضطهد العرب والمسلمين , وكذلك سلسلة المحاضرات
المستمرة فى جمعية مصر للثقافة والحوار , ومقالات على صفحات
الجرائد والتى تخصص له صفحات للنشر , والحقيقة ومنذ فترة طويلة وأنا
أتابع مايكتبة ومايقوله , واجده دائما يتخبط فى مايقوله, تارة يهاجم
الأقباط ويعود ويدافع عنهم , ومرارا كثيرة يهاجم قداسة البابا شنودة ثم
يتراجع ويعبر عما يكنه له من إحترام , ومرات كثيرة يشن حربه على الكنيسة
القبطية , وهذه الحرب لم تتوقف حتى الآن , وآخرها القول الذى يرثى له أن
بناء الكنائس أسهل من بناء الجوامع فى مصر , هذه آخر نكات المفكر الدكتور
سليم العوا, ولكل منصف مدقق لما يكتبة ويقوله يجده مدفوعا بشئ فى داخله
لا تعرف له مغوار ,بل أصبح فى حالة يرثى لها لأن رد الفعل هو التسفيه لما
يقوله هذا الرجل, فهو الأستاذ المخضرم ينافق التاريخ ويلونه حسب هواه
ورغبة فى تفنيد مقولات مزورة , لإرضاء القارئ أو المشاهد أو جهات أوكلت له
حرية المهاجمة ,ولكنى أشفق عليه فهو الأستاذ الكبير والعالم الإسلامى
الجليل لا يعرف بالتمام ما يقول , فهو يغالط الحقائق والتاريخ , بل يلفق
ويخترع حوادث وأحداث مخالفة تماما لما هو مدون فى كتب التاريخ, وفى رأيى
انه يسلك فى ظلام وضع نفسه فيه بمعنى أنه تورط فيه منذ لقائه بأحمد منصور ,
ويتخبط يوما بعد يوم , حتى أنه أصبح مجالا للسخرية , ولهذا أنا هنا أوجه
له دعوة لقراءة الكتاب المقدس للتعرف على حقيقة الإيمان المسيحى , ومعرفة
ماهى كنيسة المسيح , نحن جميعا نعرف القرآن وحقيقة الإيمان الإسلامى
وكذلك أغلب الأحاديث النبوية وكل خريجى كليات الحقوق يحفظون الشريعة
الإسلامية عن ظهر قلب , ومنا من حفظ القرآن بكل سورة وهم أقباط كثيرون
ويستطيعون المحاورة من واقع سور القرآن ,ولا أقول عن المتنصرين ولكن عن
أساتذة أقباط عاديين , وليس عيبا عليك يادكتور وانت أستاذ أكاديمى أن
تتعرف بحقيقة حق الأنجيل وكلمة وتعاليم السيد المسيح , وبالتالى تتعرف على
شعبه أو كنيسته المؤمنة والمتعبدة له , قبل ان تهاجمهم .
وسبب توجيهى هذه الدعوة أنه ضمن الإتهامات التى وجهتها يادكتور العوا على
كنيسة المسيح وأديرتها أنها مكدسة بالأسلحة والقنابل , ولقد تكرر منكم
ذلك سواء على شاشة قناة الجزيرة أو على صفحات الجرائد وفى محاضراتك
المتعددة, وهذا الإتهام بالذات هو الذى دفعنى اليوم لكى أدعوك للتعرف على
هؤلاء المسيحيين وحقيقة إيمانهم , والوصايا والتعاليم والتى بموجبها
يسلكون فى هذا العالم, لأنه وانت تعيش وسط الشعب المسيحى المصرى هذا العمر
الطويل , والذى تدعى أن لك منهم صداقات وعلاقات وثيقة , هذا المسيحى
الذى أهم صفاته هو الحب والرحمة والتسامح كشاهد للسيد المسيح , فكيف
تتهمه انه يخزن أسلحة فى الكنائس والأديرة, ودعوتى تنحصر فى أن تجلس على
مكتبك وتقرأ الإنجيل , وحتى لا يقول قائل أننى أدعوك للتنصير , لكن قراْة
كتاب الله فقط , وحتى تتيقن من إى إتهام قبل أن توجهه لهم.
الكتاب المقدس يعلمنا الحب بل أن الكتاب كله هو الحب " لأن الله محبة ومن
يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه.. 1ي4: 16" ولنقترب من تعليم
الكتاب كما يعلمنا القديس يوحنا
(( نحن من الله فمن يعرف الله يسمع لنا . ومن ليس من الله لا يسمع لنا.
من هذا نعرف روح الحق وروح الضلال. أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضا لان
المحبة هى من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله . ومن لا يحب لم
يعرف الله لان الله محبة. .. أيها الأحباء ان كان الله قد أحبنا هكذا
ينبغى لنا أيضا أن أن يحب بعضنا بعضا. ونحن قد عرفنا وصدقنا المحبة التى
لله فينا . الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه. 1يو4
))
ومحبة الله وصية قديمة قدم أقوال الله فقد كانت الوصية فى سفر التثنية :
(( إسمع ياإسرائيل الرب إلهنا رب واحد . فتحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل
نفسك ومن كل قوتك" تث6: 4و5" و (( تحب قريبك كنفسك . أنا الرب)) "لا19:
18" وهذا ماقاله الناموسى عندما قام يسأل الرب , ماذا أعمل لأرث الحياة
الأبدية فقال له ماهو مكتوب فى الناموس كيف تقرأ؟ فأجاب " تحب الرب إلهك
من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك كنفسك" فقال له
بالصواب أجبت . إفعل هذا فتحيا" لو10: 25-28))
الكتاب المقدس كله يتلخص فى أن الله محبة , ويعلمنا الحب الإلهى للبشر
أجمعين ومحبتنا لبعضنا البعض , بل أن الكتاب يقدم المحبة كأعظم فضيلة فى
الكتاب , وإيماننا المسيحى هو تسبحة حب لله , وقصيدة المحبة لبعضنا البعض
كشرط لمحبة الله , كقول الكتاب " بهذا أظهرت محبة الله فينا أن الله قد
أرسل إبنه الوحيد إلى العالم لكى نحيا به. " و (( لأنه هكذا أحب الله
العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة
ألأبدية. " يو3: 16
المحبة ليست فقط صفة من صفات الله , ولكنها جوهر طبيعته وكيانه , وطبيعة
المحبة فى الله لا تقارن بأى مفهوم آخر. لأنها تعنى القوة العليا التى ليس
لها حدود , والله محبة مدخل لمعرفة الله , والحياة المسيحية المؤسسة على
حقيقة الله , وما يترتب عليها من سلوك شخصى فى هذه الحياة , وأول معنى لذلك
أن الله محب لجميع البشر, ومحبته - ليس فيها أى تغيير. – بدون أى
شروط. – بلا حدود. – محبة مطلقة بلا قيود.
والله يحب كل مخلوقاته على هذا النمط , لأن محبة الله ليست محبة عاطفية
فقط كالبشر , ولكنها محبة بذل وعطاء , ولذلك يعطينا فى المسيح يسوع معنى
عميق للمحبة: اولا " من يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه." ثانيا" إن
كان الله قد أحبنا هكذا ينبغى لنا أيضا أن نحب بعضنا بعضا. "
ومحبتنا للأخوة , للقريب , للآخرين , هو الطريق الوحيد الموصل لمحبة الله
لنا , فلا أستطيع أن أقول أننى أحب الله ولا أحب اخى أو جارى أو أى إنسان
على الأرض., ولنسمع لقول الرب فى الموعظة على الجبل: (( لكى تكونوا ابناء
أبيكم الذى فى السموات , فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين , ويمطر
على الأبرار والظالمين)) مت5: 45, ونلاحظ قول الرب – ألأشرار – أولا فمحبة
الله لكل البشر , وإذا كان الله يحب أخى وجارى وقريبى مهما كانت صفاته
فلا بد لى أن أحبه أيضا لأنه هو يحبه.
أن البرهان الحقيقى لمحبتنا لله هو محبة الآخرين , لأن المحبة لله ومحبة
الآخرين هو الطريق للحياة الأبدية ومحبة الآخرين شرط لمحبة الله , كقول
الكتاب " لأن هذا هو الخبر الذى سمعتموه من البدء أن يحب بعضنا بعضا. 1يو3:
11 , وأيضا " نحن نعلم اننا قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب
الأخوة. ومن لا يحب أخاه يبقى فى الموت." 1يو3: 14
ويقول القديس أغسطينوس عن آية الله محبة " لو كان الروح القدس لم يقدم
لنا شيئا آخر فى صفحات الإنجيل غير أن الله محبة فهذا يكفى." والسيد
المسيح فى موعظته على الجبل التى هى ناموس المسيحيين فى العهد الجديد يقدم
المحبة فى أعظم قوتها وصورتهاعندما أوصى:
((
سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن ,. واما انا فأقول لكم لا تقاوموا الشر .
بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر ايضا. ومن اراد ان يخاصمك وياخذ
ثوبك فاترك له الرداء ايضا. ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. ومن
سألك فاعطه. ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده. )) و (( وسمعتم انه قيل تحب
قريبك وتبغض عدوك . واما أنا فاقول لكم أحبوا اعداءكم . باركوا لا عنيكم .
احسنوا الى مبغضيكم . وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.. لانه ان
أحببتم الذين يحبونكم فأى اجر لكم. فكونوا انتم كاملين كما ان اباكم الذى
فى السموات هو كامل. )) مت 5 .
فياعزيزى
الدكتور العوا هذا جزء من كثير والمجال لا يتسع هنا لأقوال السيد المسيح
وكلمة الله الثابته فى كتابه المقدس , أقدمها لك مثلا, قبل ان تتقاذف
بالإتهامات ضد الكنيسة , تعال الى وقفة مع كلمة الله لتعرف باليقين إيماننا
المسيحى , تعال وأدخل أى كنيسة أو دير لن تجد إلا أسلحة الحب والمحبة ,
ولتعرف أنه مع كل هذا الحب لله وللآخرين لا يمكن ان تدخل قطعة سلاح واحدة
لبيت الله , الذى هو مملوء وعامر بمحبة الله ومحبة الآخرين , الدعوة
مفتوحة أمامك وبينك وبين الله , ولو سمح لك الوقت أخبرنى عن إقترابك من
معرفة الحق.