قال هذه العباره احد اصدقائي بعد مذبحة كنيسة القديسين بالاسكندريه وقد
سمعت هذه العباره من اخرين ايضا خاصة اننا نعيش في الاسكندرية بؤرة الاحداث
ولا يوجد شخص ليس له صلة مباشرة او غير مباشرة باحد الشهداء اوالمصابين في
هذه المذبحة . ايضا سمعت في احد برامج قناة سي تي في القبطيه هذه العباره
من مشاهده كانت تتحدث عبر التليفون معبره عن خوفها الشديد من ذهابها الي
قداسة العيد هي واطفالها بعد هذه المذبحة وبعد التهديدات المتلاحقه لكثير
من كنائس الاسكندريه وربما مصر ايضا .
مما دفعني لان افكر في الامر قليلا فالخوف هو شعور طبيعي لاي انسان يشاهد
ما شاهدناه جميعا سواء مشاهده حيه من موقع الاحداث او على شاشات الفضائيات
من اشلاء الشهداء والذي لم يتم تحديد هوية الكثيرون منهم الي اليوم او
المصابين وقد أثرت هذه المشاهد في الجميع بلا استثناء حتى كثير جدا من
اخوتنا المسلمين تأثروا بهذه المشاهد الناتجه من هذه المذبحه (وبالطبع
يستثنا من هذه الفئه زراعي الاحقاد والكراهيه اتباع ابليس واعوانه )
ولكن
هل نحن كمسيحين يجب علينا ان نخاف الخوف الطبيعي بعد هذه الاحداث ويتم
عرقلة عبادتنا في الكنائس وفي مناسبة عظيمه مثل عيد ميلاد ربنا ومخلصنا
يسوع المسيح ؟
حتى لو لم نخاف على انفسنا نخاف على اولادنا او
اطفالنا بمشاهد المذبحة لم تغيب عن اعينا الي اليوم ولن تغيب لفترة طويله
فالخوف هنا شئ مبرر وطبيعي !
ولكن في الحقيقه نحن كمسيحين وكأقباط لا
يجب علينا ان نخاف اطلاقا بل ان الخوف معناه عدم ايمان وشك في قدرة الله
ضابط الكل والذي يسمح بكل شئ يحدث لنا حتى لو كان شر وبالتأكيد حسب ايماننا
ان كل ما يسمح به الله للخير حتى لو كان الحدث غير مفهوم او غير مقبول
مننا في الوقت الحالي ولكننا جميعا سنفهم فيما بعد .
المسيحيين لا
يخافوا وخصوصا الاقباط فالاقباط هم احفاد وابناء الشهداء والاسستشهاد امر
اصيل في كنيستنا ولم يوجد عصر منذ نشأة كنيستنا لم يكن فيه اضطهاد ولم تقدم
فيه كنيستنا شهداء فالامر ليس امر جديد ولكن تختلف درجته من وقت لاخر
ولكنه موجود لم ولن ينتهي من كنيستنا فكنيستنا كنيسة شهداء .
اما عن
الذين يخشون الموت بهذه الطريقه البشعه اقول لهم هناك اسباب كثيرة للموت
هناك من يموتون في حادثه بشكل بشع ايضا هناك من تنهار عليهم عقارات هناك من
تحرق بهم قطارات ولعل مصر لا تنتهي منها الحوادث الصعبة جدا والتي يروح
ضحيتها كثيرون جدا كل يوم اذن الموت موجود ولا يفرق بين رجل او امرأة او
شاب او طفل .
ومع المقارنه بين شهداء الكنيسة ومن يموتون في اي
حادثه اخرى نرى الفارق عظيم فهم شهداء سفكوا دمائهم من اجل ايمانهم بالمسيح
نالوا كرامة لا ينالها اخر غير الشهداء في الكنيسة اغمضوا اعيونهم على
الارض ثم فتحوها في فردوس النعيم على رؤية رب المجد وكل القديسين ينالون
التطويب منا جميعا بل نطلب شفاعتهم الأن وصلواتهم من اجل الكنيسة , فاي مجد
اكثر من هذا ؟ لقد قابلت بعض الاشخاص الذين شاهدوا الحادثه وكانوا حزانى
انهم لم ينالوا هذا الاكليل مثل اخوتهم الشهداء بل ان كثيرون ايضا يتمنون
ان تتكر هذه الحادثه معهم حيث انهم يشعرون بمدى المجد الذي ينالوه عندما
يقدموا ارواحهم وحياتهم شهادة لرب المجد الذي سبق وقدم حياته من اجلنا
جميعا .
انه مجد عظيم لا نستحقه ان تسفك دمائنا من اجل من احبنا وسفك دمائه من اجلنا وهو القدوس البار .
اليس ايماننا ان ننتظر قيامة الاموات وحياة الدهر الاتي كما نكرر يوميا في قانون الايمان ؟
اليس ايماننا اننا غرباء ونزلاء في هذا العالم وليس لنا مسكن دائم هنا ؟
اليس اننا لسنا من هذا العالم كما اخبرنا رب المجد ولكنه مجرد رحلة لحياة ابدية افضل ؟
اليس
اننا ابناء الشهداء وكنيسة شهداء كما نكرر بكل فخر واعتزاز فهل نخبل علي
السماء بتقديم شهداء كما كان يفعل اجدادنا واباءنا دائما ؟
حسب
ايماننا المسيحي ماذا يوجد في الحياة نجعلنا نحزن على فراقها او نخشئ ان
نتركها بالطبع لا يوجد شئ بل اننا نحيا هنا للمسيح ونموت هنا ايضا من اجله
لنعيش معه في الفردوس ثم الملكوت الي الابد اذن ان عشنا فللرب نعيش وان
متنا فلرب نموت وان عشنا وان موتنا فللرب نحن () اليس هذا ايماننا الذي
نكرره ونقوله ونعلم به هل نعيش هذا الايمان حقا ام اننا نكرر كلام بلا
حياة ونؤمن ايمان نظري مثل ايمان الشياطين ؟!
ادعوا كل انسان خائف
بوعود رب المجد لنا في كتابه المقدس بعبارة لا تخافوا التي يقال انها تكررت
في الكتاب بعدد ايام العام كله فنحن لا نخاف الموت ولا نخاف تهديد او وعيد
من اي انسان لاننا نؤمن ان كل ما يحدث لنا بسماح من الرب ضابط الكل وما
نراه شر او شئ محزن كثيرا ما يراه الله خيرا وبركة لنا جميعا فلننظر الي
نتائج هذا العمل الارهابي البشع نجد ان الجميع يصلون بنفس واحده من كل
الطوائف والكنائس من اجل كنيسة مصر وكل مسيحي العالم المضطدون الجميع نسى
خلافاته وتذكر انه مسيحي ان كلنا جسد واحد روح جميلة نتمنى ان تستمر سائده
بعيدا عن التعصبات والفرقه والتحزبات التي تضر ولا تفيد .
ايضا الكنائس
تصلى في كل يوم بقوة لا تطلب اي شئ من مطالب ماديه بل ان صلوات الافراد
العاديه تركت المطالب الارضيه الماديه وبدءت تصلى بشئ من العمق وبشئ من
الايمان والخشوع الحقيقي امام الله انها بركات كثيره وهبها الله لنا من هذه
الاضطهادات .
الاضطهادات بركه بل انها فرح ومسرة لنا كما قال بولس
الرسول ( لذلك اسر بالضعفات والشتائم والضرورات والاضطهادات والضيقات لاجل
المسيح لاني حينما انا ضعيف حينئذ انا قوي ) نحن نحن في الاضطهادات اقويا
ولسنا ضعفاء لاننا في الاضطهادات نتكل على الهنا ونستند علي صدره الحاني
وليس علي اي انسان او بشر في الاضطهادات لانخاف لاننا نثق ان الرب يكون
معنا وفي وسطها فلا تتزعزع الي الابد في الاضطهادات والالامات نشعر
بمشاركتنا بالام المسيح نفسه ونشعر بيده الحانيه تحمل معنا هذا الصليب ,
فهل بعد هذا نخاف ؟
ان الكتاب المقدس يحزرنا من الخوف قائلا لنا
(واما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة
الاوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو
الموت الثاني ) رؤ8:21
ولنستمع الى قول القديس بولس الرسول
علينا
الا ننقطع عن الاجتماع معا كما تعود بعضكم ان يفعل. انما يجدر بكم ان
تحثوا وتشجعوا بعضكم بعضا وتواظبوا على هذا بقدر ما ترون ذلك اليوم
يقترب.(عب 10 :25)
فلنذهب الي كنائسنا ليلة عيد الميلاد
المجيد نصلي ونحول كل طاقات الغضب التي بداخلنا الي صلاة ولنحول كل مشاعر
الحزن والالم الي صلاة ولنبتهج بمولود المزود ونطلب من العزاء والفرح فهو
مصدر العزاء والفرح الحقيقي وليس اي احد اخر .