قد تؤدي الى موقع جديد للعرب في الخارطة الدولية
ديناميات حديثة في الدول العربية: أوجه الشبه
وأهدافها
ريما زهار
من بيروت
GMT
18:00:00 2011 الجمعة 28 يناير
تمر الدول العربية عمومًا بديناميات
جديدة، ورغم اختلاف أوجه الشبه بينها الا انها قد تؤدي الى موقع جديد للعرب في
الخارطة الدولية، موقع يصفه المحامي معن بشور بانه لا يكون فيه العرب مجرد خاضعين
لإملاءات الخارج.
بيروت: من الصعب اليوم تجاهل
الدينامية الجديدة التي تمر بها الدول العربية منها تونس ومصر وحتى لبنان، رغم ان
دينامية مصر وتونس تختلف عن الدينامية التي ظهرت في لبنان وقادت إلى انقلاب سياسي
على مستوى السلطة. فهي في لبنان دينامية تحركها أحزاب وتيارات ضمن شرخ سياسي له
طابع مذهبي وتديرها قوى إقليمية في صراع إقليمي ودولي. أما في تونس ومصر وسواهما،
فإنها دينامية يحركها شباب وطبقة وسطى تحت عنوان الخلاص من الحكم السلطوي وبناء
دولة ديمقراطية تضمن العدالة الاجتماعية والتنافس السياسي وحقوق الإنسان. ما هو
مصير هذه الديناميات في الدول العربية؟
يعتبر المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان
المحامي معن بشور في حديثه لإيلاف ان اوجه الشبه بين ما يجري في تونس ومصر تتلخص
بوجود مشتركات عدة بين التحركات الشعبية الجارية في تونس ومصر وعدد من الدول
العربية، ويمكن تصنيف هذه المشتركات بالعناوين التالية، اولاً ان هذه التحركات تكشف
ان المنطقة بشكل عام قد بدأت تدخل في مرحلة جديدة عنوانها التغيير، ثانيًا ان
التغيير هذه المرة لن يأتي على شكل انقلابات عسكرية او تبدلات من داخل النظام وانما
من خلال انتفاضات شعبية هي عفوية في البداية، كما انها مفاجأة للأنظمة كما للمعارضة
الحزبية ذاتها، ثالثًا ان هذا التغيير الشعبي المتصاعد كمًا ونوعًا في أكثر من بلد
عربي، بات يستخدم أدوات ووسائل وآليات جديدة، فبعد ان نجح نظام القمع العربي في خنق
الحريات، ومنع التجمعات، وتفكيك الأحزاب، وتجويف النقابات، ومصادرة مؤسسات المجتمع،
ابتكر الشباب في هذه الدول وسائل تواصل وتضامن جديدة تعبر عن نفسها بالاستفادة من
منجزات ما يسمى بثورة المعلومات، رابعًا بات من الواضح ان الدول الغربية التي طالما
ساندت هذه الانظمة القائمة، والتي بدورها كانت تخضع عمليًا لإملاءات هذا الخارج
الغربي، قد بدأت تسحب يدها بطريقة او باخرى من هذه الانظمة، ولعل تصريح وزير الدفاع
الفرنسي الذي يتهم النظام في مصر بانه غير ديمقراطي، هو اكثر المواقف دلالة على ان
الحكومة الفرنسية تخلت عن نظام كان من اشد الانظمة صداقة لها وعلاقة بها، خامسًا ان
المشترك في الانظمة التي تواجه هذه التحركات الشعبية، هو انها خاضعة عمومًا وبدرجة
او اخرى إلى ثلاثية تقوم على الإستبداد والفساد والتبعية.
ولدى سؤاله تحدثت عن دور للدول الكبرى اذ نلاحظ
اليوم انها تقوم بتزكية هذه التحركات الشعبية، فما هو دورها اليوم في هذا الخصوص؟
يجيب:" اعتقد ان الموقف الذي نسمعه اليوم من العواصم الاميركية والغربية يعبِّر عن
امور عدة معًا، أولها شعور هذه الدول بضرورة مسايرة المزاج الشعبي في المنطقة بعدما
قامت لعقود طويلة بدعم انظمة الإستبداد في وجه شعوبها، ثانيًا تحاول من خلال تدخلها
كما رأينا في تونس بشكل خاص، ان تحرف مسار هذه التحركات عن وجهتها الحقيقية، وان
تضع لها سقفًا معينًا عنوانه تغيير في رأس النظام لا في مضمونه وسياسته الحقيقة،
ثالثًا تريد ان تنسجم ظاهريًا على الاقل مع دعاويها للإنحياز إلى الديمقراطية
والإصلاح الذي تحدثت به طويلاً.
هل يمكن القول اليوم انه من وراء هذه التحركات
اصبح الشعب يملك قرار التغيير في الدول العربية؟ يجيب بشور:" من السابق لاوانه
الحديث عن شعب يمتلك قواعد التغيير، ولكن بالتأكيد ان ما يجري في الدول العربية
يشير الى ان المنطقة قد دخلت في مسار التغيير وان هذا التغيير يتم ولو على مراحل
على يد الشعوب، فالشعب اليوم فرض نفسه في المعادلة بعد إهمال طويل لدوره لرأيه
ولمؤسساته، فإما تغيير في النظام كحد أقصى، وإما تغيير في السياسات كحد
أدنى.
الى ماذا ستوصل هذه التحركات؟ يقول بشور انها
ستوصل الى وطن عربي جديد وإلى علاقات جديدة داخل الدول العربية بين الحاكم
والمواطن، والى موقع جديد للعرب في الخارطة الدولية، لا يكون فيها العرب مجرد
خاضعين لإملاءات الخارج
ديناميات حديثة في الدول العربية: أوجه الشبه
وأهدافها
ريما زهار
من بيروت
GMT
18:00:00 2011 الجمعة 28 يناير
تمر الدول العربية عمومًا بديناميات
جديدة، ورغم اختلاف أوجه الشبه بينها الا انها قد تؤدي الى موقع جديد للعرب في
الخارطة الدولية، موقع يصفه المحامي معن بشور بانه لا يكون فيه العرب مجرد خاضعين
لإملاءات الخارج.
بيروت: من الصعب اليوم تجاهل
الدينامية الجديدة التي تمر بها الدول العربية منها تونس ومصر وحتى لبنان، رغم ان
دينامية مصر وتونس تختلف عن الدينامية التي ظهرت في لبنان وقادت إلى انقلاب سياسي
على مستوى السلطة. فهي في لبنان دينامية تحركها أحزاب وتيارات ضمن شرخ سياسي له
طابع مذهبي وتديرها قوى إقليمية في صراع إقليمي ودولي. أما في تونس ومصر وسواهما،
فإنها دينامية يحركها شباب وطبقة وسطى تحت عنوان الخلاص من الحكم السلطوي وبناء
دولة ديمقراطية تضمن العدالة الاجتماعية والتنافس السياسي وحقوق الإنسان. ما هو
مصير هذه الديناميات في الدول العربية؟
يعتبر المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية في لبنان
المحامي معن بشور في حديثه لإيلاف ان اوجه الشبه بين ما يجري في تونس ومصر تتلخص
بوجود مشتركات عدة بين التحركات الشعبية الجارية في تونس ومصر وعدد من الدول
العربية، ويمكن تصنيف هذه المشتركات بالعناوين التالية، اولاً ان هذه التحركات تكشف
ان المنطقة بشكل عام قد بدأت تدخل في مرحلة جديدة عنوانها التغيير، ثانيًا ان
التغيير هذه المرة لن يأتي على شكل انقلابات عسكرية او تبدلات من داخل النظام وانما
من خلال انتفاضات شعبية هي عفوية في البداية، كما انها مفاجأة للأنظمة كما للمعارضة
الحزبية ذاتها، ثالثًا ان هذا التغيير الشعبي المتصاعد كمًا ونوعًا في أكثر من بلد
عربي، بات يستخدم أدوات ووسائل وآليات جديدة، فبعد ان نجح نظام القمع العربي في خنق
الحريات، ومنع التجمعات، وتفكيك الأحزاب، وتجويف النقابات، ومصادرة مؤسسات المجتمع،
ابتكر الشباب في هذه الدول وسائل تواصل وتضامن جديدة تعبر عن نفسها بالاستفادة من
منجزات ما يسمى بثورة المعلومات، رابعًا بات من الواضح ان الدول الغربية التي طالما
ساندت هذه الانظمة القائمة، والتي بدورها كانت تخضع عمليًا لإملاءات هذا الخارج
الغربي، قد بدأت تسحب يدها بطريقة او باخرى من هذه الانظمة، ولعل تصريح وزير الدفاع
الفرنسي الذي يتهم النظام في مصر بانه غير ديمقراطي، هو اكثر المواقف دلالة على ان
الحكومة الفرنسية تخلت عن نظام كان من اشد الانظمة صداقة لها وعلاقة بها، خامسًا ان
المشترك في الانظمة التي تواجه هذه التحركات الشعبية، هو انها خاضعة عمومًا وبدرجة
او اخرى إلى ثلاثية تقوم على الإستبداد والفساد والتبعية.
ولدى سؤاله تحدثت عن دور للدول الكبرى اذ نلاحظ
اليوم انها تقوم بتزكية هذه التحركات الشعبية، فما هو دورها اليوم في هذا الخصوص؟
يجيب:" اعتقد ان الموقف الذي نسمعه اليوم من العواصم الاميركية والغربية يعبِّر عن
امور عدة معًا، أولها شعور هذه الدول بضرورة مسايرة المزاج الشعبي في المنطقة بعدما
قامت لعقود طويلة بدعم انظمة الإستبداد في وجه شعوبها، ثانيًا تحاول من خلال تدخلها
كما رأينا في تونس بشكل خاص، ان تحرف مسار هذه التحركات عن وجهتها الحقيقية، وان
تضع لها سقفًا معينًا عنوانه تغيير في رأس النظام لا في مضمونه وسياسته الحقيقة،
ثالثًا تريد ان تنسجم ظاهريًا على الاقل مع دعاويها للإنحياز إلى الديمقراطية
والإصلاح الذي تحدثت به طويلاً.
هل يمكن القول اليوم انه من وراء هذه التحركات
اصبح الشعب يملك قرار التغيير في الدول العربية؟ يجيب بشور:" من السابق لاوانه
الحديث عن شعب يمتلك قواعد التغيير، ولكن بالتأكيد ان ما يجري في الدول العربية
يشير الى ان المنطقة قد دخلت في مسار التغيير وان هذا التغيير يتم ولو على مراحل
على يد الشعوب، فالشعب اليوم فرض نفسه في المعادلة بعد إهمال طويل لدوره لرأيه
ولمؤسساته، فإما تغيير في النظام كحد أقصى، وإما تغيير في السياسات كحد
أدنى.
الى ماذا ستوصل هذه التحركات؟ يقول بشور انها
ستوصل الى وطن عربي جديد وإلى علاقات جديدة داخل الدول العربية بين الحاكم
والمواطن، والى موقع جديد للعرب في الخارطة الدولية، لا يكون فيها العرب مجرد
خاضعين لإملاءات الخارج