موقف عائلة (مبارك) من الثورة الشعبية المصرية
سامي البحيري
GMT 14:30:00 2011 الإثنين 31 يناير
لم تشهد مصر فى تاريخها لا الحديث ولا القديم ثورة شعبية بهذا الشكل ضد الحكام، حتى ثورة 1919 كانت ضد الإنجليز، عرف عن المصريون أنهم مسالمون وأنهم يقدسون حكامهم منذ عهد الفراعنة ويعتبرونهم أنصاف آلهة، وفوجئت وفوجئ معى العالم بتلك الثورة الشعبية الهائلة والتى إجتاحت كل مدن وقرى مصر من العريش شرقا إلى مرسى مطروح غربا إلى الإسكندرية شمالا إلى أسوان جنوبا مرورا بالقاهرة والسويس، ووضح أن تخوف الكثيرون (وكنت واحدا منهم) من حجم التيارات الإسلامية فى مصر وأنها تسيطر على الشارع، وضح أن هذا وهم كبير، ولم نراهم فى الشارع ولم نر شعاراتهم مثل (إسلامية.. إسلامية) أو (الإسلام هو الحل)، ولكن سمعنا شعارات مثل (سلمية.. سلمية) وشعار (عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية) وشعار (الشعب يريد إسقاط النظام)، وفى نفس الوقت لم نر أى تواجد للحزب الوطنى الحاكم، وبذلك إكتشفنا أن القوتين اللتين تصارعتا على حكم مصر فى السنوات الماضية لا وجود لهما فى الشارع، ووجدنا أن الشعب المصرى متوحد (بدون قيادة حقيقية) ووقف بشرف ومسئولية أمام المجرمين والبلطجية والحرامية فى ظل الغياب المريب للشرطة تماما من الشارع المصرى.
وأنا رغم قلقى الشديد على البلد وعلى أهلى فى مصر إلا أن الشعب المصرى كسر حاجز الخوف يوم 25 يناير 2011 وعرف مدى قوته وعرف مدى ضعف حكامه، ولن تعود الأمور إلى ماكانت عليه من قبل، وأنا سعيد وفخور بأننى قد عشت هذه اللحظة الغير مسبوقة وحزين لأنى لم أشارك فيها نظرا لأننى أعيش خارج مصر ونظرا لفارق السن بينى وبين شباب الثورة.
وأوجه تحيتى لكل من إشترك فى تلك الثورة وتحية خاصة لكل أسر الضحايا والذين سوف يكون لهم موقعا خاصة فى قلب كل مصرى، وتحية خاصة إلى كل الشباب الذين ساهموا فى حماية أهلهم وبيوتهم وحتى قاموا بتنظيم المرور فى شوارع القاهرة.
...
وقد تخيلت موقف عائلة مبارك من تلك الثورة وخاصة أن الثورة تنادى بسقوط كبير عائلتهم ومدى حرج موقفهم، وتخيلتهم قد إجتمعوا فى منزلهم (السيدة سوزان مبارك السيد محمد حسنى مبارك السيد علاء مبارك والسيد جمال مبارك)
سوزان: ناوى تعمل إيه يامحمد (محمد حسنى مبارك)
مبارك: إن شاء الله حاأعمل إللى فيه مصلحة البلد
علاء: طيب ما تيجى نمشى يابابا ونسيب لهم البلد.
مبارك: إنت إتجننت، أصلك لو كنت خدمت فى الجيش ما كنتش قلت كده، مش أنا إللى أنا أنسحب، إنته نسيت إنى كنت من أبطال حرب أكتوبر.
سوزان: علاء يمكن قصده إن من حقك ترتاح بعد ما خدمت البلد أكثر من ستين سنة
جمال: أنا شايف إن بابا يستعين بالجيش لحماية البلد من التخريب.
مبارك (موجها حديثه لإبنه جمال): إمال فين مراتك وبنتك ؟
جمال: أنا سفرتهم لندن.
مبارك: بالذمة ده كلام من واحد مفروض إن قيادى فى البلد، عاجبك ياست سوزان آدى إللى كنت عاوزة تعمليه ريس على مصر، أول مشكلة كبيرة تحصل يجرى و يهرّب عيلته على برة، مش كفاية خللا مراته تولد فى إنجلترا وجاب لنا الكلام.
سوزان: والنبى مصر كلها كان نفسها جمال ييجى بعدك.
مبارك: إصحى ياسوزان بقى هو جابنى ورا إلا إبنك جمال ده
جمال: مع إحترامى لك يابابا ما فيش داعى للكلام ده، الفترة إللى أنا إشتغلت فيها مع الحزب الوطنى، مصر حققت معدلات تنمية لم تحققها فى تاريخها.
علاء: هو فين الحزب بتاعك ده إللى إنت فالقنا بيه؟ مش شايفينه فى الشارع عشان يحافظ على ممتلكات الناس.
جمال: والنبى يا علاء تنقطنا بسكاتك أنا مش ناقصك إنت كمان، خليك إنت فى صفقات الملايين بتاعتك
سوزان: وبعدين ياولاد إنت حتتخانقوا فى الظروف إللى إحنا فيها.
مبارك: آدى آخرتربيتك يا ست هانم.
سوزان: الله يسامحك يامحمد.
علاء: أنا أوافق جمال.. الجيش ضرورى يقف جنبك بعد كل إللى عملته لهم
مبارك: أنا رتبت مع عمر سليمان وأحمد شفيق والطنطاوى وسامى عنان كل حاجة، ومش حنسيب البلد تغرق.
جمال: البوليس راح فين يابابا؟
مبارك: مش عارف، أنا حا أخرب بيت وزير الداخلية حبيب العادلى، بس لما أشوفه، هو مستخبى فى وزارة الداخلية ومش عاوز يخرج.
سوزان: ما تيجى يا محمد نروح شرم الشيخ كام يوم
مبارك: إنتى بتقولى إيه يا سوزان، إنتى عاوزانى أسيب البلد فى ظرف زى ده.
سوزان: ما هو البركة فى عمر سليمان فى الكام يوم الجايين، إنت بقالك كام يوم ما جالكش نوم أنا خايفة عليك.
علاء: أيوه يابابا الإرهاق كان باين عليك قوى لما كنت مع عمر سليمان.
جمال: أنا مع علاء ومامى، إنت يلزمك ترتاح لك يومين.
مبارك: أنا ممكن أرتاح فى مركز العمليات فى مدينة نصر، كام يوم، وفى نفس الوقت ممكن أدير العمليات.
علاء: أنا مش فاهم الناس عايزة إيه، همه يلاقوا زيك فين، مش شايفين جو الحرية إللى مش موجود فى ولا بلد حوالينا، أنا وأخويا جمال وحضرتك بنتشتم فى الجرايد والفضائيات على طول، وما حدش بيعملهم حاجة.
مبارك: بقى هو ده ذنبى إللى سمحت لهم بحرية التعبير فى الجرائد والفضائيات والنت، كان أيام عبد الناصر إللى يفتح بقه يتاوب بس كان يروح ورا الشمس.
سوزان: دول ناس تخاف ولا تختشيش، كانوا بيعبدوا عبد الناصر رغم إنه كان بيدخلهم السجون عمال على بطال.
جمال: أوباما قالك إيه يابابا فى المكالمة الطويلة دى؟
مبارك: حيقول إيه يعنى! هو منتظر يشوف مين إللى حيكسب، لكن مش حا انساها له أبدا، الواحد صحيح ما يعرفش أصدقائه إلا وقت الشدة، الوحيد إللى طلع راجل هو القذافى، قال لى لو فيه أى مشكلة إعتبر إن خيمتى هى بيتك، وأهلا بيك فى لبييا فى أى وقت!
جمال: بس الشباب عنده بعض الحق فى مطالبه وممكن نقدم له بعض التنازلات.
مبارك: الوقت مش وقت تنازلات، الوقت وقت عودة النظام، وبعدها يكون لكل حدث حديث.
سوزان: أنا عاملة لكم ملوخية بالأرانب حتاكلوا صوابعكم وراها!
سامي البحيري
GMT 14:30:00 2011 الإثنين 31 يناير
لم تشهد مصر فى تاريخها لا الحديث ولا القديم ثورة شعبية بهذا الشكل ضد الحكام، حتى ثورة 1919 كانت ضد الإنجليز، عرف عن المصريون أنهم مسالمون وأنهم يقدسون حكامهم منذ عهد الفراعنة ويعتبرونهم أنصاف آلهة، وفوجئت وفوجئ معى العالم بتلك الثورة الشعبية الهائلة والتى إجتاحت كل مدن وقرى مصر من العريش شرقا إلى مرسى مطروح غربا إلى الإسكندرية شمالا إلى أسوان جنوبا مرورا بالقاهرة والسويس، ووضح أن تخوف الكثيرون (وكنت واحدا منهم) من حجم التيارات الإسلامية فى مصر وأنها تسيطر على الشارع، وضح أن هذا وهم كبير، ولم نراهم فى الشارع ولم نر شعاراتهم مثل (إسلامية.. إسلامية) أو (الإسلام هو الحل)، ولكن سمعنا شعارات مثل (سلمية.. سلمية) وشعار (عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية) وشعار (الشعب يريد إسقاط النظام)، وفى نفس الوقت لم نر أى تواجد للحزب الوطنى الحاكم، وبذلك إكتشفنا أن القوتين اللتين تصارعتا على حكم مصر فى السنوات الماضية لا وجود لهما فى الشارع، ووجدنا أن الشعب المصرى متوحد (بدون قيادة حقيقية) ووقف بشرف ومسئولية أمام المجرمين والبلطجية والحرامية فى ظل الغياب المريب للشرطة تماما من الشارع المصرى.
وأنا رغم قلقى الشديد على البلد وعلى أهلى فى مصر إلا أن الشعب المصرى كسر حاجز الخوف يوم 25 يناير 2011 وعرف مدى قوته وعرف مدى ضعف حكامه، ولن تعود الأمور إلى ماكانت عليه من قبل، وأنا سعيد وفخور بأننى قد عشت هذه اللحظة الغير مسبوقة وحزين لأنى لم أشارك فيها نظرا لأننى أعيش خارج مصر ونظرا لفارق السن بينى وبين شباب الثورة.
وأوجه تحيتى لكل من إشترك فى تلك الثورة وتحية خاصة لكل أسر الضحايا والذين سوف يكون لهم موقعا خاصة فى قلب كل مصرى، وتحية خاصة إلى كل الشباب الذين ساهموا فى حماية أهلهم وبيوتهم وحتى قاموا بتنظيم المرور فى شوارع القاهرة.
...
وقد تخيلت موقف عائلة مبارك من تلك الثورة وخاصة أن الثورة تنادى بسقوط كبير عائلتهم ومدى حرج موقفهم، وتخيلتهم قد إجتمعوا فى منزلهم (السيدة سوزان مبارك السيد محمد حسنى مبارك السيد علاء مبارك والسيد جمال مبارك)
سوزان: ناوى تعمل إيه يامحمد (محمد حسنى مبارك)
مبارك: إن شاء الله حاأعمل إللى فيه مصلحة البلد
علاء: طيب ما تيجى نمشى يابابا ونسيب لهم البلد.
مبارك: إنت إتجننت، أصلك لو كنت خدمت فى الجيش ما كنتش قلت كده، مش أنا إللى أنا أنسحب، إنته نسيت إنى كنت من أبطال حرب أكتوبر.
سوزان: علاء يمكن قصده إن من حقك ترتاح بعد ما خدمت البلد أكثر من ستين سنة
جمال: أنا شايف إن بابا يستعين بالجيش لحماية البلد من التخريب.
مبارك (موجها حديثه لإبنه جمال): إمال فين مراتك وبنتك ؟
جمال: أنا سفرتهم لندن.
مبارك: بالذمة ده كلام من واحد مفروض إن قيادى فى البلد، عاجبك ياست سوزان آدى إللى كنت عاوزة تعمليه ريس على مصر، أول مشكلة كبيرة تحصل يجرى و يهرّب عيلته على برة، مش كفاية خللا مراته تولد فى إنجلترا وجاب لنا الكلام.
سوزان: والنبى مصر كلها كان نفسها جمال ييجى بعدك.
مبارك: إصحى ياسوزان بقى هو جابنى ورا إلا إبنك جمال ده
جمال: مع إحترامى لك يابابا ما فيش داعى للكلام ده، الفترة إللى أنا إشتغلت فيها مع الحزب الوطنى، مصر حققت معدلات تنمية لم تحققها فى تاريخها.
علاء: هو فين الحزب بتاعك ده إللى إنت فالقنا بيه؟ مش شايفينه فى الشارع عشان يحافظ على ممتلكات الناس.
جمال: والنبى يا علاء تنقطنا بسكاتك أنا مش ناقصك إنت كمان، خليك إنت فى صفقات الملايين بتاعتك
سوزان: وبعدين ياولاد إنت حتتخانقوا فى الظروف إللى إحنا فيها.
مبارك: آدى آخرتربيتك يا ست هانم.
سوزان: الله يسامحك يامحمد.
علاء: أنا أوافق جمال.. الجيش ضرورى يقف جنبك بعد كل إللى عملته لهم
مبارك: أنا رتبت مع عمر سليمان وأحمد شفيق والطنطاوى وسامى عنان كل حاجة، ومش حنسيب البلد تغرق.
جمال: البوليس راح فين يابابا؟
مبارك: مش عارف، أنا حا أخرب بيت وزير الداخلية حبيب العادلى، بس لما أشوفه، هو مستخبى فى وزارة الداخلية ومش عاوز يخرج.
سوزان: ما تيجى يا محمد نروح شرم الشيخ كام يوم
مبارك: إنتى بتقولى إيه يا سوزان، إنتى عاوزانى أسيب البلد فى ظرف زى ده.
سوزان: ما هو البركة فى عمر سليمان فى الكام يوم الجايين، إنت بقالك كام يوم ما جالكش نوم أنا خايفة عليك.
علاء: أيوه يابابا الإرهاق كان باين عليك قوى لما كنت مع عمر سليمان.
جمال: أنا مع علاء ومامى، إنت يلزمك ترتاح لك يومين.
مبارك: أنا ممكن أرتاح فى مركز العمليات فى مدينة نصر، كام يوم، وفى نفس الوقت ممكن أدير العمليات.
علاء: أنا مش فاهم الناس عايزة إيه، همه يلاقوا زيك فين، مش شايفين جو الحرية إللى مش موجود فى ولا بلد حوالينا، أنا وأخويا جمال وحضرتك بنتشتم فى الجرايد والفضائيات على طول، وما حدش بيعملهم حاجة.
مبارك: بقى هو ده ذنبى إللى سمحت لهم بحرية التعبير فى الجرائد والفضائيات والنت، كان أيام عبد الناصر إللى يفتح بقه يتاوب بس كان يروح ورا الشمس.
سوزان: دول ناس تخاف ولا تختشيش، كانوا بيعبدوا عبد الناصر رغم إنه كان بيدخلهم السجون عمال على بطال.
جمال: أوباما قالك إيه يابابا فى المكالمة الطويلة دى؟
مبارك: حيقول إيه يعنى! هو منتظر يشوف مين إللى حيكسب، لكن مش حا انساها له أبدا، الواحد صحيح ما يعرفش أصدقائه إلا وقت الشدة، الوحيد إللى طلع راجل هو القذافى، قال لى لو فيه أى مشكلة إعتبر إن خيمتى هى بيتك، وأهلا بيك فى لبييا فى أى وقت!
جمال: بس الشباب عنده بعض الحق فى مطالبه وممكن نقدم له بعض التنازلات.
مبارك: الوقت مش وقت تنازلات، الوقت وقت عودة النظام، وبعدها يكون لكل حدث حديث.
سوزان: أنا عاملة لكم ملوخية بالأرانب حتاكلوا صوابعكم وراها!