أزمة مصر: أمريكا متنازعة بين مصالحها ومبادئها
الثلاثاء، 01 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 14:21 (GMT+0400)
احتجاجات مصر أربكت السياسة الخارجية الأمريكية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أجبرت الاضطرابات السياسية في مصر الولايات المتحدة على ضبط معادلة سياستها الخارجية التي ارتبطت على مدى ثلاثة عقود بشراكة إستراتيجية مع الرئيس المصري حسني مبارك، الذي يواجه مطالب شعبية تنادي بتنحيه.
وقوبلت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في مصر، حتى اللحظة، باستجابة أمريكية محسوبة تدعو لإصلاح تدريجي لإحداث تغييرات ديمقراطية تحافظ على استقرار ذلك البلد، في رد فعل أيده حتى صقور المحافظين الأكثر تشدداً تجاه سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما، بدعوى الحاجة الملحة لمنع حدوث فراغ غير متوقع حال الإطاحة بمبارك سريعاً من السلطة.
إلا أن توجه واشنطن لم يلق ترحيباً في أوساط المعارضة المصرية، إذ حذر رئيس الجمعية الوطنية للتغيير والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، في حديث لـCNN، الاثنين، من أن الولايات المتحدة بحاجة لـ"التخلي" عن حليفها التاريخي.
ووجه حديثه لإدارة أوباما بقوله: ""تحتاج إلى مراجعة سياستها.. عليك ترك مبارك يرحل.. عليك أن تبدأ ببناء الثقة مع الشعب وليس خلف الأناس الذين يخنقون الشعب".
وتعد إسرائيل من أكثر الأمور تعقيداً، إذ يضعها الرئيس باراك أوباما قيد الاعتبار لدى تعامله مع الأزمة في مصر، الحليف الأبرز لأمريكا تربطه اتفاقية سلام مع الدولة العبرية المجاورة تضمن له أكثر من مليار دولار سنويا من المساعدات العسكرية الأمريكية.
وفي المقابل، تقدم مصر أيضاً مساعدات لوجيستية حيوية واستخباراتية للولايات المتحدة، ورغم مطالبة الأخيرة للرئيس المصري تنفيذ إصلاحات ديمقراطية، لكن مصالحها الإستراتيجية كانت تأتي على الدوام في المقام الأول.
وشرح وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، وليام كوهين قائلاً: "علينا تحقيق التوازن بين مبادئنا وكذلك مصالحنا الإستراتيجية."
وأضاف قائلاً في حديث لـCNN الاثنين: "ربما ذهب هذا التوازن بعيدا في اتجاه واحد على حساب الآخر."
وقال دانييل كيرتزر، السفير الأمريكي لدى مصر في الفترة من 1997-2001، إن الإدارة سعت، في آن واحد، لدعم "حليف قوي للغاية" وتعزيز إصلاحات ديمقراطية ومزيد من الانفتاح في "مجتمع استبدادي منغلق".
وأردف قائلا: "الولايات المتحدة تحاول إيجاد أرضية مريحة يمكن من خلالها الجدل دون التخلي عن حليف أو التنازل عن مبادئنا"."
وتأتي اضطرابات مصر بعد سنوات من القمع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي تفجرت الأسبوع الماضي ولم تهدأ منذ ذلك الحين، لم تدفع الرئيس مبارك لإبداء أي إشارة للتخلي عن السلطة التي يحكم عليها بقبضة حديدية منذ ثلاثة عقود.
والاثنين، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، روبرت غيبس، إن على الحكومة المصرية الانخراط في "مفاوضات ذات مغزى مع قطاع عريض من المجتمع المدني، بما في ذلك جماعات المعارضة.. وإجراء "انتخابات حرة ونزيهة" في سبتمبر/أيلول."
وصرح قائلاً: "الانتقال الذي دعت له كلينتون يعني التغيير، وما طالبنا به منذ البداية هو أن الطريقة التي تبدو وتعمل بها مصر يجب أن تتغير."
وشدد غيبس في الوقت عينه على أن الولايات المتحدة ليست في وضع يتيح لها دعم أو معارضة إطاحة محتملة لمبارك.
واتفق كافة الحلفاء في الغرب على ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة في مصر مستقبلاً.
الثلاثاء، 01 شباط/فبراير 2011، آخر تحديث 14:21 (GMT+0400)
احتجاجات مصر أربكت السياسة الخارجية الأمريكية
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- أجبرت الاضطرابات السياسية في مصر الولايات المتحدة على ضبط معادلة سياستها الخارجية التي ارتبطت على مدى ثلاثة عقود بشراكة إستراتيجية مع الرئيس المصري حسني مبارك، الذي يواجه مطالب شعبية تنادي بتنحيه.
وقوبلت الاحتجاجات الشعبية الواسعة في مصر، حتى اللحظة، باستجابة أمريكية محسوبة تدعو لإصلاح تدريجي لإحداث تغييرات ديمقراطية تحافظ على استقرار ذلك البلد، في رد فعل أيده حتى صقور المحافظين الأكثر تشدداً تجاه سياسة إدارة الرئيس باراك أوباما، بدعوى الحاجة الملحة لمنع حدوث فراغ غير متوقع حال الإطاحة بمبارك سريعاً من السلطة.
إلا أن توجه واشنطن لم يلق ترحيباً في أوساط المعارضة المصرية، إذ حذر رئيس الجمعية الوطنية للتغيير والمدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، في حديث لـCNN، الاثنين، من أن الولايات المتحدة بحاجة لـ"التخلي" عن حليفها التاريخي.
ووجه حديثه لإدارة أوباما بقوله: ""تحتاج إلى مراجعة سياستها.. عليك ترك مبارك يرحل.. عليك أن تبدأ ببناء الثقة مع الشعب وليس خلف الأناس الذين يخنقون الشعب".
وتعد إسرائيل من أكثر الأمور تعقيداً، إذ يضعها الرئيس باراك أوباما قيد الاعتبار لدى تعامله مع الأزمة في مصر، الحليف الأبرز لأمريكا تربطه اتفاقية سلام مع الدولة العبرية المجاورة تضمن له أكثر من مليار دولار سنويا من المساعدات العسكرية الأمريكية.
وفي المقابل، تقدم مصر أيضاً مساعدات لوجيستية حيوية واستخباراتية للولايات المتحدة، ورغم مطالبة الأخيرة للرئيس المصري تنفيذ إصلاحات ديمقراطية، لكن مصالحها الإستراتيجية كانت تأتي على الدوام في المقام الأول.
وشرح وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، وليام كوهين قائلاً: "علينا تحقيق التوازن بين مبادئنا وكذلك مصالحنا الإستراتيجية."
وأضاف قائلاً في حديث لـCNN الاثنين: "ربما ذهب هذا التوازن بعيدا في اتجاه واحد على حساب الآخر."
وقال دانييل كيرتزر، السفير الأمريكي لدى مصر في الفترة من 1997-2001، إن الإدارة سعت، في آن واحد، لدعم "حليف قوي للغاية" وتعزيز إصلاحات ديمقراطية ومزيد من الانفتاح في "مجتمع استبدادي منغلق".
وأردف قائلا: "الولايات المتحدة تحاول إيجاد أرضية مريحة يمكن من خلالها الجدل دون التخلي عن حليف أو التنازل عن مبادئنا"."
وتأتي اضطرابات مصر بعد سنوات من القمع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي تفجرت الأسبوع الماضي ولم تهدأ منذ ذلك الحين، لم تدفع الرئيس مبارك لإبداء أي إشارة للتخلي عن السلطة التي يحكم عليها بقبضة حديدية منذ ثلاثة عقود.
والاثنين، قال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، روبرت غيبس، إن على الحكومة المصرية الانخراط في "مفاوضات ذات مغزى مع قطاع عريض من المجتمع المدني، بما في ذلك جماعات المعارضة.. وإجراء "انتخابات حرة ونزيهة" في سبتمبر/أيلول."
وصرح قائلاً: "الانتقال الذي دعت له كلينتون يعني التغيير، وما طالبنا به منذ البداية هو أن الطريقة التي تبدو وتعمل بها مصر يجب أن تتغير."
وشدد غيبس في الوقت عينه على أن الولايات المتحدة ليست في وضع يتيح لها دعم أو معارضة إطاحة محتملة لمبارك.
واتفق كافة الحلفاء في الغرب على ضرورة إجراء انتخابات حرة ونزيهة في مصر مستقبلاً.