عودٌ على بدءٍ، تأسيسية الدستور تصل إلى طريق مغلق بينما يتمسك الفرقاء كلٌ برؤيته و يزداد عدد المنسحبين و تتفاقم الضغوط.
طيب الله أوقاتكم. ألقت قنبلة الشاطر بظلالها كما يبدو على موقف فريق يرى أن
الفريق الآخر يبدو عازماً على "التكويش" على البلد فزادته تمسكاً بموقفه.
لم تثمر حتى الآن وساطة سلطان و عبد المجيد و البلتاجي في إيجاد مخرج، و لا
أثمرت زيارة رئيس حزب الأكثرية إلى الإمام الأكبر في استعادة الأزهر، و لا
يلوح لهذه الملحمة حل في الأفق القريب. أمامنا في نهاية المطاف طريق من
بين ثلاثة طرق: فإما استبدال حفنة من الأسماء بحفنة أخرى يُتفق عليها كما
يقترح المسيطرون، و إما العودة إلى قاعة المؤتمرات الكبرى لوضع معايير
واضحة كما يقترح المنسحبون، و إما -- إذا استمر الخلاف -- أن يستمر
المسيطرون في طريقهم بمبدأ الغلبة كأن شيئاً لم يكن. إذا وصلنا إلى هذا
الطريق الأخير سيُكتب دستور مصر لأول مرة في تاريخها في غياب ليس فقط كوكبة
من أرقى عقولها بل أيضاً في غياب الأزهر الشريف و الكنيسة الأرثوذكسية و
المحكمة الدستورية و قطاع عريض من شعب مصر. قنبلة في الطريق.
كنا هنا في
الأسبوع الماضي و الموضوع نفسه بين يدينا، و كان لدينا لا يزال أمل في
الوصول إلى حل. اليوم نلتقي مرة أخرى و الموضوع نفسه بين يدينا، بينما خفت
الأمل و زاد عدد المنسحبين و اتسعت الهوة بين الفريقين. البعض يرى أن
المسألة كلها تتلخص في إيجاد مخرج يحفظ للمسيطرين ماء الوجه قبل أن يكونوا
في موقف يسمح لهم بقبول مقترحات المنسحبين، و البعض الآخر يرى أن المسيطرين
يدركون لأول مرة في تاريخهم أنهم أمام لحظة فارقة يستطيعون فيها تغيير وجه
مصر إلى الأبد. و بين الفريقين فريق آخر يرى أن الأمر يقبع لدى نقطة ما في
المنتصف. غير أن ما يبعث على الأسى أن لحظة الأمل و الشروق التي عادة ما
تصحب مشروعاً كهذا تحولت الآن لدى كثيرين إلى لحظة خوف و جزع
طيب الله أوقاتكم. ألقت قنبلة الشاطر بظلالها كما يبدو على موقف فريق يرى أن
الفريق الآخر يبدو عازماً على "التكويش" على البلد فزادته تمسكاً بموقفه.
لم تثمر حتى الآن وساطة سلطان و عبد المجيد و البلتاجي في إيجاد مخرج، و لا
أثمرت زيارة رئيس حزب الأكثرية إلى الإمام الأكبر في استعادة الأزهر، و لا
يلوح لهذه الملحمة حل في الأفق القريب. أمامنا في نهاية المطاف طريق من
بين ثلاثة طرق: فإما استبدال حفنة من الأسماء بحفنة أخرى يُتفق عليها كما
يقترح المسيطرون، و إما العودة إلى قاعة المؤتمرات الكبرى لوضع معايير
واضحة كما يقترح المنسحبون، و إما -- إذا استمر الخلاف -- أن يستمر
المسيطرون في طريقهم بمبدأ الغلبة كأن شيئاً لم يكن. إذا وصلنا إلى هذا
الطريق الأخير سيُكتب دستور مصر لأول مرة في تاريخها في غياب ليس فقط كوكبة
من أرقى عقولها بل أيضاً في غياب الأزهر الشريف و الكنيسة الأرثوذكسية و
المحكمة الدستورية و قطاع عريض من شعب مصر. قنبلة في الطريق.
كنا هنا في
الأسبوع الماضي و الموضوع نفسه بين يدينا، و كان لدينا لا يزال أمل في
الوصول إلى حل. اليوم نلتقي مرة أخرى و الموضوع نفسه بين يدينا، بينما خفت
الأمل و زاد عدد المنسحبين و اتسعت الهوة بين الفريقين. البعض يرى أن
المسألة كلها تتلخص في إيجاد مخرج يحفظ للمسيطرين ماء الوجه قبل أن يكونوا
في موقف يسمح لهم بقبول مقترحات المنسحبين، و البعض الآخر يرى أن المسيطرين
يدركون لأول مرة في تاريخهم أنهم أمام لحظة فارقة يستطيعون فيها تغيير وجه
مصر إلى الأبد. و بين الفريقين فريق آخر يرى أن الأمر يقبع لدى نقطة ما في
المنتصف. غير أن ما يبعث على الأسى أن لحظة الأمل و الشروق التي عادة ما
تصحب مشروعاً كهذا تحولت الآن لدى كثيرين إلى لحظة خوف و جزع