أعلن الجيش المصري في بيان
الجمعة 11-2-2011 أنه يكفل "إجراء تعديلات
دستورية وانتخابات حرة نزيهة"، "ويضمن الإصلاحات" التي تعهد بها الرئيس
حسني مبارك في خطابه، وتعهد "بإنهاء حالة الطوارئ".
ودعا الجيش المصري يدعو الى "عودة الحياة الطبيعية" في البلاد، محذرا من "المساس بأمن وسلامه الوطن والمواطنين".
وقال بيان الجيش إنه "يتعهد بعدم الملاحقة الأمنية للشرفاء الذين أعلنوا مطالب مشروعة".
وجاء البيان الثاني الذي يصدره الجيش خلال التظاهرات الشعبية في مصر عقب
اجتماع صباح الجمعة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة المشير حسين
طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي القائد العام للقوات المسلحة.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية أصدر أمس الخميس ما سماه
"البيان رقم 1" الذي أعلن فيه تأييده لمطالب الشعب "المشروعة"، وقرر
الاستمرار في الانعقاد بشكل دائم.
بعد ذلك، فوّض الرئيس المصري حسني مبارك، الذي يواجه حركة احتجاج غير
مسبوقة تطالب برحيله، صلاحياته لنائبه عمر سليمان، مؤكدا أنه ينوي البقاء
في السلطة، ما أثار غضب المتظاهرين.
وتواجه مصر،
الجمعة، يوماً مصيرياً في اختبار قوة بين الشعب والنظام الحاكم عقب 17
يوماً من ثورة شعبية عارمة، بعد أن قرر المتظاهرون توسيع نطاق الاحتجاجات
المليونية في "جمعة التحدي" لتمتد إلى مقر إقامة الرئيس المصري مبارك في
منطقة مصر الجديدة بشرق القاهرة، وذلك عقب خطاب الرئيس أمس الخميس الذي فوض
فيه سلطاته إلى نائبه سليمان، ولكنه احتفظ بمنصب الرئيس رافضاً التخلي عن
السلطة.
وفي وقت لاحق الجمعة، قال التلفزيون الحكومي المصري ان نائب الرئيس طلب من
رئيس الوزراء احمد شفيق تعيين نائب لرئيس الوزراء من الحكماء يتولى شؤون
الحوار
الوطني غداة تعهد الرئيس مبارك، الذي يواجه احتجاجات شعبية ضد حكمه، بالتمسك بالحوار مع القوى السياسية للخروج من الازمة.
ومساء الخميس،
أفاد صحافيون من "فرانس برس" بأن طابوراً طويلاً من المدرعات كان يحرس قصر
العروبة في مصر الجديدة. وأشارت تقارير إلى أن ثلاثة من ضباط الجيش
المصري، بينهم رائد، سلموا أسلحتهم إلى وحداتهم، وانضموا للمتظاهرين.
وبعد الخطابين اللذين ألقاهما الرئيس مبارك ونائبه سليمان، توجهت أعداد من
المحتجين تقدر أعدادهم بثلاثة آلاف شخص تجاه منطقة القصر الجمهوري. كما
حاصر عشرات الآلاف مبنى التلفزيون القريب من ميدان التحرير، والذي تتولى
حراسته قوات من الحرس الجمهوري.
وكان المتظاهرون في ميدان التحرير ثائرين ليل الجمعة بعد خطاب مبارك الذي
رفض ترك السلطة، ووعدوا باختبار قوة جديد اليوم الجمعة معلنين عن تظاهرات
ضخمة.
وهتف المتظاهرون: "يا جيش مصر اختار، الشعب أو النظام"، موجهين حديثهم الى رجال القوات المسلحة المنتشرين في الميدان.
وكان يعضهم يهتف: "يسقط مبارك، يسقط مبارك، ارحل ارحل"، بينما رفع آخرون
أحذيتهم في اتجاه الشاشة التي كانت تنقل خطاب مبارك، وهو ما يعتبر شتيمة
كبرى في المجتمعات العربية.
وبدأ التجمع هادئاً ولكن الشعارات أصبحت عنيفة مع خطاب مبارك ثم الكلمة
التي وجهها نائبه عبر التلفزيون داعياً فيها الشباب الى العودة لبيوتهم.
وصاح المتظاهرون "للقصر رايحين شهداء بالملايين"، ودعا متظاهرون آخرون إلى بدء إضراب مدني عام حتى سقوط النظام.